أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - سلام كوبع العتيبي - اسبينوازا المقدس المحروم من الكنيس ..!!














المزيد.....

اسبينوازا المقدس المحروم من الكنيس ..!!


سلام كوبع العتيبي

الحوار المتمدن-العدد: 814 - 2004 / 4 / 24 - 11:12
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


ان مبدأ محافظة الانسان على نفسه ودأبه على حفظ وجوده على نفسه من أجل نفسه ؛ ليس عند اسبينوزا مصدرا يستخلص منه حب الله فحسب ؛ وانما هو يستخلص من كذلك حب غيره من الناس : لأن الإنسان يسير في الطريق الذي يؤدي الى الخير الأسمى انما يعمل في نفس الوقت لخير الآخرين كما يعمل لخير نفسه ؛ ولأن هذا الحب أو ذاك ليس من شأن أحدهما أو كليهما أن يثير الغيرة والحسد في نفس أي انسان ؛ أو يؤدي الى التقاطع والتنابذ بين أي فردين من أفراد البشر؛ بل هو يسلم الى التراحم والتحابب واتحاد القوى على وجه أشد وأقوى مما كان ؛ بحيث لو قد تواصل وتحاب فردان ؛ لكان منهما فراد واحد هو أقوى ضعفين مما لو كان كل منهما منفردا ؛ ومن هنا لم يكن أنفع للانسان من الانسان الذي يسير على مقتضى العقل ؛ وفي حدود قوانين الطبيعة الانسانية التي تلائم بالضرورة طبيعة كل انسان .
وهذا كله يدل دلالة واضحة على طبيعة الحبين الالهي والانساني ؛ اي أن اسبينوزا يرى ان الحب العقلي النابع من النفس الانسانية الى الذات الالهية ؛ انما يصدر عن الحب العقلي الفائض من ذات الله لذات الله من حيث هو محب لذاته ؛ انما يحب كذلك الناس الذين هم هيئات لذاته ؛ ولان حب النفس لله ؛ انما هو جزء من عين حب الله اللامتناهي لكماله اللامتناهي ؛ وهذا يعني بعبارة أخرى من عبارات اسبينوزا أن حب الله للانسان ؛ وحب الانسان لله ليسا في الحقيقة الا حبا واحدا .
وهكذا نرى مع اسبينوزا كيف ينتهي مذهبه الأخلاقي في هذا الكتاب القيم ( علم الاخلاق ) الى نهاية مشرقة وغاية متألقة أخص خصائصها هذه الصبغة الروحية التي أشرقت وتألقت .
ان لاسبينوزا نصيبا كبيرا خفيا في تنشئة الاستنارة في فرنسا ؛ فان زعماء هذه الثورة العنيفة استخدموا نقد اسبينوزا للكتاب المقدس سلاحا في حربهم ضد الكنيسة ؛ وأعجبوا بمذهب الجبرية عندهم ؛ و باخلاقه القائمة على المذهب الطبيعي ؛ وبرفضه للتدابير في الطبيعة ؛ ولكن حيرتهم مصطلحاته الدينية ؛ والتصوف أو المذهب الباطني البارز في كتابه علم الاخلاق ؛ وقد تخيل رد الفعل في فولتير أو ديدرو وفي هلفيشسيوس أو دي هولباخ ؛ لعبارات مثل ( ان الحب الروحي العقلي لله هو نفس الحب الذي يحب به الله نفسه ) وكانت الروح الألمانية اكثر استجابة لهذا الجانب من فكر اسبينوزا واستنادا الى حديث رواه فردريك جاكوبي (1780) لم يعترف لنسج بانه لم يكن طوال سني نصجه متاثرا باسبينوزا فحسب ؛ بل كذلك انه لافلسفة الا فلسفة اسبينوزا ؛ ان التعادل بين الطبيعة والله ذلك التعادل القائم على مذهب وحدة الوجود ؛ هو بالتحديد الذي اهتزت طربا له المانيا أثناء الحركة الرومانتيكية بعد ان جرت كل حركة الاستنارة في عهد فردريك الاكبر مجراها . وكان جاكوبي ؛ بطل فلسفة الوجدان الجديدة من بين ألئك المدافعين عن اسبينوازا 1785 وثمة الماني رومانتيكي آخر هو نوفاليس ؛ أطلق على اسبينوزا ( الثمل بحب الله ) وقال هردر بأنه وجد في رسالة الاخلاق التوفيق بين الدين والفلسفة وكتب شليماخر رجل الدين المتحرر عن اسبينوزا المقدس المحروم من الكنيس ؛ وارتد جيته الشاب عندما قرأ ( الاخلاق ) لاول مرة ؛ ومنذ ذلك الحين غلبت السبينوزية على شعره ( غير الجنسي ) ونثره . ويرجع بعض الفضل الى تنسمه جو الهدوء في كتاب علم الاخلاق ؛ في انصرافه عن الرومانتيكية المتطرفة الجامحة عند جوتزفون برليخجين ؛ وآلام فرتر الشاب الى الاتزان المهيب في اخريات حياته . كان مجري هذا التأثير لبعض الوقت ؛ ولكن هيجل صرح بانه ( لكي تكون فيلسوفا ينبغي أن تكون اسبنوزيا ) وعبر من جديد عن اله اسبنوزا بانه ( العقل الطلق ) وربما تسرب شيء من نزعة المحافظة على الذات عند اسبينوزا الى ( ارادة الحياة ) عند شوبهنور . وارادة القوة عند نيتشه .
ولم يصل اسبينوزا الى اذهان الانجليز الا عند ظهور الحركة الرومانتيكية عند نهاية القرن الثامن عشر وبداية القرن التاسع عشر وحينئذ اوحى اكثر من فيلسوف غيره بالميتافيزيقية العنيفة القوية عند وردزورث وكوليردج وشللي وبيرون . ترجم جورج اليوت ( الاخلاق ) بعزيمة صادقة . واعترف جيمس فرود وماتيو ارنولد بتاثير اسبينوزا على تطورهما العقلي . ويبدو ان الدين والفلسفة اثبت كل نتاج الانسان على مر الزمان .



#سلام_كوبع_العتيبي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عندما باتي رعاع العرب .. كارثة العراق القادمة ..!!
- كريم البدر. يركل الجزيرة القطرية وشهادة الحمير ...!!
- التربية الجمالية للإنسان ....فردريش شيلر1
- العراق ينحره العراقيين ..!!
- المرأة في الدين خلل الذكور.. أم تجاوز الحقوق ..؟!!
- لماذا يراهن الفلسطينيون على الحصان الخاسر حتى بعد أن خسر فعل ...
- اجتثاث البعث الفاشي .. وبناء العراق الجديد
- الجهاد الأعور والعهر الديني و معادلة الزيف الإسلامي في العرا ...
- جذور أبي لهب مثمرة في الأردن الهاشمي...؟!
- طبيعة النفس وأصلها... عند اسبينوزا ...3
- رسالة في الله وفي الانسان.. هكذا هو اسبينوزا - 2
- أسبينوزا ذلك اليهودي المتشكك
- يس يم يس يم ..مجلس الحكم العراقي ..إلى الوراء در.. خارج العر ...
- ليس ضد الاحتلال ..... بل من أجل صحيفة الحوزة!!
- موسم الهجرة إلى الجنة بقرار مشترك ..!!
- إسقاط شارون وحكومته شرط أساسي لتحقيق السلام
- العنف الفارسي ....خطباء مجرمون !!
- طز في القذافي .... طز في المريخ ... البهلوان المصروع
- شيخ دين سعودي يدعو لعبودية ألأنسان الرق ..الجواري !!
- المواقف العربية من القضية العراقية نفعية وأنانية مطلقة


المزيد.....




- بعدما حوصر في بحيرة لأسابيع.. حوت قاتل يشق طريقه إلى المحيط ...
- الجيش الإسرائيلي ينشر مشاهد لأعمال إنشاء الرصيف البحري في قط ...
- محمد صلاح بعد المشادة اللفظية مع كلوب: -إذا تحدثت سوف تشتعل ...
- طلاب جامعة كولومبيا يتحدّون إدارتهم مدفوعين بتاريخ حافل من ا ...
- روسيا تعترض سرب مسيّرات وتنديد أوكراني بقصف أنابيب الغاز
- مظاهرات طلبة أميركا .. بداية تحول النظر إلى إسرائيل
- سائق يلتقط مشهدًا مخيفًا لإعصار مدمر يتحرك بالقرب منه بأمريك ...
- شاب يبلغ من العمر 18 عامًا يحاول أن يصبح أصغر شخص يطير حول ا ...
- مصر.. أحمد موسى يكشف تفاصيل بمخطط اغتياله ومحاكمة متهمين.. و ...
- خبير يوضح سبب سحب الجيش الأوكراني دبابات أبرامز من خط المواج ...


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - سلام كوبع العتيبي - اسبينوازا المقدس المحروم من الكنيس ..!!