أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - عبدالوهاب حميد رشيد - روسيا، تركيا، والمباراة الكبيرة.. تغيير الفُرَق (التحالفات)















المزيد.....

روسيا، تركيا، والمباراة الكبيرة.. تغيير الفُرَق (التحالفات)


عبدالوهاب حميد رشيد

الحوار المتمدن-العدد: 2907 - 2010 / 2 / 4 - 16:06
المحور: السياسة والعلاقات الدولية
    


بالعلاقة مع كافة المقاصد والأغراض، تخلّت تركيا عن الاتحاد الأوربي، في ظروف تشخيصها بأنها قاعدة الرهاب الإسلامي Islamophobia، وأسيرة الإملاءات الأمريكية. وكما منعت سويسرا المآذن، وتتخذ فرنسا خطوات باتجاه منع النقاب، تتحرك الحكومة الإسلامية الشعبية في اسطنبول بالاتجاه المعاكس- دعم حرية ارتداء أغطية الرأس، توجيه النقد اللاذع والجريء لإسرائيل، وبناء الجسور مع سوريا. وهذه الإجراءات ليست أقل من ترتيبات جذرية للسياسة التركية نحو حلفائها الطبيعيين.. العرب.. وروسيا..
بدأت هذه الترتيبات الجديدة مع روسيا العام 2001 عندما وقّع وزيري خارجية البلدين على خطة عمل تعاون اوراسيا Eurasia Cooperation Action Plan. وتصاعدت إلى المستوى الأقصى في شباط/ فبراير العام 2009 عندما قام الرئيس التركي عبدالله غول بزيارة روسيا، بما في ذلك القيام بزيارة الجمهورية المستقلة ذاتياً ضمن الاتحاد الروسي- تتارستان Tatarstan- المزدهرة والغنية بالطاقة، وتسكنها أغلبية من الترك، مع خطوط الأنابيب والطاقة النووية والتجارة- محور الاهتمام..
في الماضي كانت لروسيا علاقات ضعيفة مع تركيا، فمنذ تأسيس الأخيرة العام 1922 صارت كينونة راسخة في المعسكر الغربي، ونظرت موسكو إليها كنقطة انطلاق لعمليات التسلل إلى منطقة القوقاز والجمهوريات التركية في الجنوب. ومع انهيار الاتحاد السوفيتي العام 1991، رضخت روسيا يلتسن لهيمنة الولايات المتحدة في المنطقة، وكجزء من هذا الانفتاح على الغرب، جاءت مدارس تركية، شركات بناء، وتجار بأعداد كبيرة إلى "بلدات" الاتحاد السوفيتي سابقاً ex-Soviet “stans”: أزبكستان، كازاخستان، قيرغيستان، طاجكيستان، تركمانستان. أحداث 11 أيلول/ سبتمبر خلقت القناعة لدى الرئيس الروسي Vladimir Putin ليذهب إلى أبعد من سلفه إلى حد الترحيب بالقواعد العسكرية الأمريكية في معظم "البلدات" الستراتيجية strategic “stans”. ويبدو أن اللعبة القديمة انتهت.. فقدت بريقها لدى روسيا.
ولكن لأن العالم سئم من "الحرب على الإرهاب" والتي ترعاها الولايات المتحدة، تبين أن اللعبة الكبرى لم تنته بعد كل ما حصل.. عضو الناتو- تركيا- سرعان ما انضمت إلى بلغاريا ورومانيا، مؤدية إلى تحويل البحر الأسود، بحكم الأمر الواقع، إلى بحيرة لمنظمة حلف شمال الأطلسي/ الناتو، وهذه الصورة الجديدة قرعت ناقوس الخطر لروسيا المنزعجة المنبعثة من جديد.
"الثورة البرتقالية" الاوكرانية العام 2004 والمدعومة من الغرب، ساهمت بالمزيد من الإخلال بالتوازن لغير صالح روسيا، وأيضاً تحدي الرئيس الاوكراني الجديد Viktor Yushchenko وتعهده الإنضمام إلى الناتو وركل (طرد) الأسطول الروسي من القرم Crimea، بل وحتى قيام الناتو بتسليح جورجيا في حربها مع روسيا العام 2008.
ومع ذلك، لم تكن روسيا تعاني فقط من آلام السلام (القرن) الأمريكي الجديد new pax Americana. بحدود 90% من الأتراك أعربوا عن نظرتهم السلبية تجاه الولايات المتحدة الأمريكية العام 2007. عليه ليس من المستغرب عندما بدأت تركيا بالتراجع عن دعم غير مشروط لحلف شمال الأطلسي والولايات المتحدة، بخاصة أثناء غزو العراق العام 2003، ورفضها العام 2008 السماح للسفن الحربية الأمريكية عبور مضيق البوسفور Bosphorus Strait لدعم جورجيا، وتوجيه النقد الصريح لإسرائيل في أعقاب غزوها قطاع غزّة في تلك السنة.
على النقيض من الثورات الملونة التي رعتها الولايات المتحدة في الكتلة الاشتراكية السابقة، جاءت "الثورة الخضراء" في تركيا بالحزب ذات المنحى الديني- العدالة والتنمية- إلى السلطة العام 2002. التوجه السياسي للحزب سار نحو خلق التوازن في المنطقة ودعم العلاقات السلمية مع دول الجوار التركية، بضمنها أرمينيا والكرد.
في العام 2004 وقّع الرئيس الروسي بوتن إعلاناً مشتركاً للتعاون في أنقرة، وجرى تحديثه في شباط/ فبراير العام 2009 من قبل الرئيس التركي عبدالله غول والرئيس الروسي فلاديمير بوتن في موسكو. أعلن غول بأن" روسيا وتركيا دولتان جارتان- من هنا تقومان بتطوير علاقاتهما على أساس من الثقة المتبادلة. آمل من هذه الزيارة بدورها أن تعطي طابعاُ جديداً لعلاقاتنا."
والمفتاح لهذا تجسّد في الاقتراح التركي بناء منهاج للاستقرار والتعاون في منطقة القوقاز. وبعد زيارة غول، وصفت وسائل الإعلام التركية العلاقات الروسية التركية حتى بـ "شراكة ستراتيجية"، ومن المؤكد أنها قرعت أجراس الإنذار في واشنطن..
لا شيء من هذا من شأنه أن يتحقق بدون مصالح اقتصادية مشتركة متينة. شهدت العلاقات التركية الروسية توسعاً كبيراً خلال العقد الماضي. بلغ التبادل التجاري ما قيمته 33 مليار دولار العام 2008، أغلبها الغاز والنفط، مما جعلت تركيا وروسيا شركاء رقم 1. وقد يتحقق قريباً استخدام الليرة التركية والروبل الروسي في التجارة الخارجية المتبادلة بينهما (أسلوب جديد لاستبعاد وإضعاف الدولار بصور طبيعية..).
هذه هي حصيلة زيارة الرئيس الروسي ميدفيديف بتاريخ 13 يناير/ ك2 إلى أنقرة، وركّزت بالدرجة الأولى على التعاون في مجال الطاقة. الشركة الروسية Russia’s AtomStroiExpor فازت بالمناقصة لبناء أول محطة نووية في تركيا العام الماضي، ولقد حرص ميدفيديف الحصول على الموافقة النهائية للتعاون التركي بخصوص بناء خط أنابيب الغاز الجنوبي Gazprom’s South Stream gas pipeline إلى أوربا. وقريباً ستحصل تركيا على ما يصل إلى 80% من احتياجاتها من الغاز الروسي. لكن هذا الاعتماد (التبعية) dependency لم يَعُد يٌنظر إليه على أنه شكل سلبي في ضوء العلاقات الستراتيجية الجديدة بين البلدين.
فقط ماذا سيحدث لخط أنابيب نابوكو Nabucco pipeline الأوربي لنقل الغاز من إيران عبر تركيا.. المسألة موضع نقاش حالياً. من المؤمل لخط الأنابيب الأوربي نقل الغاز من إيران وأذربيجان إلى أوربا عن طريق تركيا وجورجيا. وفي ضوء المواجهة بين الغرب وإيران، وعدم الاستقرار في جورجيا، يبدو هذا الخط البديل لمشروع أنبوب الغاز الروسي باتجاه الجنوب، وعلى نحو متزايد، غير جذاب.. من هنا وقفت اذربيجان فعلاً وبدهاء مع الخط الجنوبي South Stream.
نقلت صحيفة Kommersant عن مسئولين في مشروع أنبوب الغاز الروسي Gazprom قولهم بأن تركيا يمكن أن تنضم قريباً إلى إيطاليا وألمانيا وروسيا كـ "شريك ستراتيجي." ستقوم شركة إيني الإيطالية بتمويل مشروع Stream project. الذراع الأخرى لـ Gazpromسيتحرك على شكل كماشة حول اوكرانيا باتجاه الشمال Nord Stream. قارن وزير بولندي مشروع روسيا وألمانيا الشمالي Nord Stream project مع معاهدة مولوتوف- ريبنتروب Molotov-Ribbentropp pact العام 1939، لأن خط الأنابيب يسمح لروسيا تصدير الغاز إلى غرب أوربا، مع "قطع الإمدادات turn off the taps" عن اوكرانيا في حال توقفها عن السداد أو سرقتها للغاز على غرار ما حدث مرات عديدة في إطار الثورة البرتقالية.
أصبحت تركيا وبدرجة مرموقة جداً لاعباً رئيساً في هذه اللعبة الكبرى الجديدة.. ويظهر أنها فقط غيرت الطريق.. أعرب رئيسا وزراء تركيا وروسيا عن الأمل في بلوغ التجارة بين البلدين إلى ثلاثة أضعاف بحلول العام 2015. كما أعلنا عن خطط تطبيق نظام إلغاء التأشيرة بين البلدين visa-free regime في أيار/ مايو هذا العام. "وفي نهاية المطاف، من المؤكد أن نظام إلغاء التأشيرة سوف يؤدي إلى تفعيل أكبر للتعاون بين بلدينا،" وفقاً لـ رئيس وزراء تركيا- رجب طيب اردوغان.
الانتخابات الرئاسية الجارية في اوكرانيا قد تطلق رياح التغيير في مشروع South Stream. وقد يتعرض منطقه للمساءلة إذا ما نجح الرئيس الاوكراني الجديد إقناع موسكو تأكيد عدم اللعب- التجاوزات مرة أخرى. اوكرانيا تواجه وضعاً اقتصادياً رهيباً، وهي بحاجة ماسّة إلى رسوم العبور التي من شأنها أن تختفي عند مضي روسيا قدماً بخططها الحالية.
لكن الضرر الذي أوقعته الثورة البرتقالية بالاقتصاد الاوكراني والعلاقات مع روسيا صار بالفعل أمراً واقعاً. يقول Alexander Rahr- المجلس الألماني للعلاقات الخارجية- في ظل أية قيادة ستحاول اوكرانيا الاستفادة من موقعها الجغرافي وأن روسيا أدركت ذلك منذ فترة. هذا هو السبب في أنها (روسيا) بحاجة مُلحّة إلى الابتعاد عن اوكرانيا."
حتى لو حاولت اوكرانيا كذلك تغيير الفُرَق (الأطراف المتعاملة معها)، ورفضت خطط توسع الناتو، فسوف تبقى أمامها صعوبات جمّة لممارسة الدور الجديد. الاحتمال الأكبر تخفيض عائداتها من الغاز العابر. ألمح منافس الرئيس الاوكراني Viktor Yanukovich بأنه سيوقع على إتفاق للتعاون الاقتصادي مع روسيا وتقليل حدة المشاكل السياسية القائمة، مثل مسألة الأسطول الروسي، واحتمال الاعتراف بـ اوسيتيا الغربية وابخازيا. وتركيا يمكن أن تحذو حذوها. "إذا كان لأي بلد غربي أن تعترف باستقلال ابخازيا، فسوف تكون تركيا بسبب الشتات الابخازية الكبيرة هناك، وفقاً لـ . Rahr
ليس هناك من سبب لعدم انضمام اوكرانيا إلى الحلف التركي- الروسي وهو في مهده، وتأسس على قاعدة بناء الاستقرار والسلام في المنطقة.. على عكس حالة المواجهة والعداء الجارية التي تقودها منظمة حلف الناتو. وهذا سيترك فقط الرئيس الجيورجي Mikheil Saakashvili يُحارب طواحينه الهوائية الوهمية- دكتاتور دويلة صغيرة مناهضة لروسيا- والمتظاهر بدور الفارس البطل للناتو في محاولتها الاختراق شرقاً.. حتى الخصم العنيد لتركيا- ارمينيا- يبدو حريصاً على الانضمام إلى الخط الجديد، كما في تبادل السفراء (بين ارمينيا وتركيا) العام الماضي..
ممممممممممممممممممممممممـ
Russia, Turkey and the great game: Changing teams, By Eric Walberg, Aljazeera.com, 02/02/2010.
-- Eric Walberg writes for Al-Ahram Weekly http://weekly.ahram.org.eg/ You can reach him at http://ericwalberg.com/
Source: Middle East Online.



#عبدالوهاب_حميد_رشيد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إنها ليست تركيا الجديدة.. بل الوقت المناسب..
- نداء عاجل جداً.. كاتبة وصاحبة موقع عراقية.. مفقودة!؟
- معاناة العراق من تصاعد انتشار التلوث النووي والسموم
- توقفوا عن إرهاب العالم..
- هل غوانتانمو المعرض المعاصر للكولونيالية؟
- كيف رتّبت الولايات المتحدة تدمير هوية العراق الوطنية وتحويله ...
- الحقيقة.. سوف تنتصر..
- بلاك ووتر في الصومال!؟
- السرطان.. الميراث القاتل لغزو العراق
- ينبغي على العراق دفع تعويضات الحرب لإيران من أرباح الحقول ال ...
- قلوب في المنفى
- خطورة الوضع الإنساني في قطاع غزّة..
- الترويج الإعلامي لنجاح حملة زيادة القوات
- عيد الميلاد في العراق
- انتشار عمالة الأطفال بين الاجئين العراقيين في سوريا
- استئناف عقوبةالإعدام في العراق يثير قلق الأمم المتحدة
- اللاجئون العراقيون في سوريا يسقطون في مصيدة الفقر
- الاضطرابات تكشف تصاعد اعتماد العراق على الولايات المتحدة
- كتاب مدرسي في العراق يبرز الانقسام بين الطائفتين -الإسلاميتي ...
- مسيحيو العراق يفتقدون فرحة عيد الميلاد


المزيد.....




- نقار خشب يقرع جرس منزل أحد الأشخاص بسرعة ودون توقف.. شاهد ال ...
- طلبت الشرطة إيقاف التصوير.. شاهد ما حدث لفيل ضلّ طريقه خلال ...
- اجتياج مرتقب لرفح.. أكسيوس تكشف عن لقاء في القاهرة مع رئيس أ ...
- مسؤول: الجيش الإسرائيلي ينتظر الضوء الأخضر لاجتياح رفح
- -سي إن إن- تكشف تفاصيل مكالمة الـ5 دقائق بين ترامب وبن سلمان ...
- بعد تعاونها مع كلينتون.. ملالا يوسف زاي تؤكد دعمها لفلسطين
- السيسي يوجه رسالة للمصريين حول سيناء وتحركات إسرائيل
- مستشار سابق في -الناتو-: زيلينسكي يدفع أوكرانيا نحو -الدمار ...
- محامو الكونغو لشركة -آبل-: منتجاتكم ملوثة بدماء الشعب الكونغ ...
- -إيكونوميست-: المساعدات الأمريكية الجديدة لن تساعد أوكرانيا ...


المزيد.....

- الجغرافيا السياسية لإدارة بايدن / مرزوق الحلالي
- أزمة الطاقة العالمية والحرب الأوكرانية.. دراسة في سياق الصرا ... / مجدى عبد الهادى
- الاداة الاقتصادية للولايات الامتحدة تجاه افريقيا في القرن ال ... / ياسر سعد السلوم
- التّعاون وضبط النفس  من أجلِ سياسةٍ أمنيّة ألمانيّة أوروبيّة ... / حامد فضل الله
- إثيوبيا انطلاقة جديدة: سيناريوات التنمية والمصالح الأجنبية / حامد فضل الله
- دور الاتحاد الأوروبي في تحقيق التعاون الدولي والإقليمي في ظل ... / بشار سلوت
- أثر العولمة على الاقتصاد في دول العالم الثالث / الاء ناصر باكير
- اطروحة جدلية التدخل والسيادة في عصر الامن المعولم / علاء هادي الحطاب
- اطروحة التقاطع والالتقاء بين الواقعية البنيوية والهجومية الد ... / علاء هادي الحطاب
- الاستراتيجيه الاسرائيله تجاه الامن الإقليمي (دراسة نظرية تحل ... / بشير النجاب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - عبدالوهاب حميد رشيد - روسيا، تركيا، والمباراة الكبيرة.. تغيير الفُرَق (التحالفات)