أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الإستعمار وتجارب التحرّر الوطني - عبدالوهاب حميد رشيد - الحقيقة.. سوف تنتصر..














المزيد.....

الحقيقة.. سوف تنتصر..


عبدالوهاب حميد رشيد

الحوار المتمدن-العدد: 2890 - 2010 / 1 / 16 - 16:38
المحور: الإستعمار وتجارب التحرّر الوطني
    


الحكومة الإسرائيلية لا تُفكر مرتين قبل أن تصدر أوامرها بالهجوم لارتكاب إبادة جماعية genocidal attack ضد المدنيين. قادة الجيش الإسرائيلي لا يُفكرون مرتين قبل أن يباشروا إسقاط القنابل على واحدة من أكثر المناطق اكتظاظاً على هذا الكوكب. كما أنهم كذلك لا يترددون حتى باستخدام قذائف المدفعية ضد مآوى اللاجئين للأمم المتحدة. والإسرائيليون أنفسهم لا يُفكرون مرتين قبل أن يمنحوا موافقتهم الجماعية لتكتيكات الجيش الإسرائيلي اللاإنسانية. ولكن لسبب ما غريب ، سيدمرون أنفسهم لاكتشاف وَهْم أن بقية البشر يتوافقون مع طبيعتهم الحقيقية.. مرة أخرى، هل هي الدراما التلفزيونية التركية بعرضها إسرائيل على حقيقتها: مجموعة من القتلة ممن يمارسون الإبادة الجماعية بدافع الحقد والانتقام!؟
وقبل ذلك بثلاثة أشهر كان هناك عرض تلفزيوني تركي صوَّر الجيش الإسرائيلي جماعة متعطشة للدماء(1). في هذا الأسبوع جاء دور "وادي الذئاب Valley of Wolves" مسلسل تلفزيوني تركي قدّم الموساد الإسرائيلي والوجود الإسرائيلي في تركيا كخاطفي أطفال (2).
إذا كنتَ تتساءل ماذا يفعل الإسرائيليون عندما يتعرضون لما هم عليه الآن.. لدى نائب وزارة الخارجية الإسرائيلية دانيل يالون Daniel Ayalon الإجابة على هذا السؤال.. خرج يالون عن طبعه هذا الأسبوع بزجر snub السفير التركي لدى إسرائيل بسبب الانتقادات التركية المستمرة الموجهة للسلطات الإسرائيلية. رفض المسئول الإسرائيلي مصافحة السفير التركي وأجلسه على مقعد دون مرتبته في اجتماع بينهما مع حرصه التأكد من أن المصور يوثق هذا الإذلال. وفي سياق الإغراق بالكبرياء اليهودي، فإن نائب وزارة الخارجية الإسرائيلية ربما كان مقتنعاً بأنه من أجل أن تتهرب إسرائيل من تهم جرائم القتل، إذن عليه أن يُعامل دبلوماسياً محترما بازدراء لتكون هذه المعاملة وسيلة للسير قدماً..
الإسرائيليون يغلون boiling من الغضب تجاه الأتراك. لا يرغبون أن يُنظر إليهم هكذا.. يُفضلون بدرجة أكبر أن يُنظر إليهم بحب وإعجاب بغض النظر عن أفعالهم وسجل جرائمهم. ولسبب غريب ما يفتقرون للقدرة على رؤية أنفسهم من خلال الآخرين، ويصرّون بشكل قاطع على تجنب النظر إلى أنفسهم في المرآة. وبدلاً من ذلك يطلبون من بقية البشر غض الطرف عنهم وعن ما ارتكبوه وما زالوا من جرائم الحرب، بل وتقديم الاعتذار إليهم لأن آخرين صاروا شهوداً على أفعالهم الوحشية البشعة.
كمثل الكثيرين منا، تساءلت المتحدثة باسم الشركة التركية للإنتاج التلفزيوني: "كيف يمكن للسلطات الإسرائيلية نفسها، وهي التي قصفت، دون تردد، الأطفال المختبئين تحت راية الأمم المتحدة في قطاع غزة، بأن تكون معنية جداً الآن ببرنامج تلفزيوني يعرض مجرد جانب مما فعلوه؟" ويظهر أن المتحدثة فشلت في فهم أن الإسرائيليين ليسوا معنيين بالحقيقة!
إن الصدع الدبلوماسي diplomatic rift الحالي بين إسرائيل وتركيا هو مجرد علامة symptom لظاهرة واسعة مقززة sickening.. إسرائيل، اللوبيات اليهودية، والحملات الإثنية اليهودية في كافة أرجاء العالم، يستخدمون وسائل متنوعة لإخفاء حقيقة المشروع القومي اليهودي وآثارها اللاإنسانية الخطيرة.. (أنظر: قرارات حكماء صهيون). يمكن لإسرائيلي رسمي التعامل بإزدراء مع آخر يحترم الحقيقة، مع ترسانة من سوء الأدب ليزجر دبلوماسياً أجنبياً، كما أن ناشطاً إثنياً يهودياً يمكن أن يتظاهر بيساريته وأن يصرخ باتجاه معاداة السامية anti-Semitism، كل ذلك من أجل فرض الشلل التام (إعاقة) على مكافحة الخطاب الصهيوني anti Zionist discourse. في عالمهم اليهودي لا يتحمل اليهودي المسئولية أبداً. في كوكب منفصل، اليهودي لا يتأسف ولا يتوب أبداً. من جهة أخرى يصبح الشخص معرضاً للإهانات لمجرد قول الحقيقة، أو حتى عند ارتباطه أو مشاركته في قول الحقيقة. إذا كانت إسرائيل ومناصروها يعتقدون أنهم قادرون على أن يحتفظوا بهذا التكتيك لفترة أطول بكثير، عندئذ فهم يركضون وراء السراب.. التيار يتغير The tide is changing.
القيم الإنسانية مبنية أساساً على الحقيقة/ المصداقية.. الأمل يتغذى من قدرتنا على قول الأشياء كما نراها في الواقع. في هذا الصدد تصبح تركيا هي الضوء المنبعث من نهاية النفق. وكما يحدث عادة، إنه التلفزيون التركي والقادة الأتراك ممن يرغبون وعلى استعداد ليقولوا (الحقيقة) علناً، في حين أن قادتنا فشلوا في الاعتراف بهذه الحقيقة علناً، بل هم فاشلون حتى في قول الحقيقة في عقولهم (الخاضعة لكروشهم)!
الحقيقة ليست إلى جانب إسرائيل. في الواقع، تصبح الحقيقة العدو الأكبر للمشروع القومي اليهودي، وسرديتهم الوهمية phantasmic narrative، وفكرتهم الخيالية للتاريخ fictional notion of history. يعرف الإسرائيليون أن الحقيقة سوف تسود. لديهم سبب وجيه أن يصيبهم الرعب من الحقيقة. إن جدار التحدي The wall of defiance يبرز وينمو حولهم وحول لوبياتهم المناصرة.
مممممممممممممممممممممـ
Truth Will Prevail,by Gilad Atzmon,uruknet.info,January 13, 2010.
(1) لمشاهدة الفيلم، أنظر: http://www.youtube.com/watch?v=M596Ga8-rmU
(2) لمشاهدة الفيلم، أنظر: http://www.youtube.com/watch?v=yu8hmLvateE



#عبدالوهاب_حميد_رشيد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بلاك ووتر في الصومال!؟
- السرطان.. الميراث القاتل لغزو العراق
- ينبغي على العراق دفع تعويضات الحرب لإيران من أرباح الحقول ال ...
- قلوب في المنفى
- خطورة الوضع الإنساني في قطاع غزّة..
- الترويج الإعلامي لنجاح حملة زيادة القوات
- عيد الميلاد في العراق
- انتشار عمالة الأطفال بين الاجئين العراقيين في سوريا
- استئناف عقوبةالإعدام في العراق يثير قلق الأمم المتحدة
- اللاجئون العراقيون في سوريا يسقطون في مصيدة الفقر
- الاضطرابات تكشف تصاعد اعتماد العراق على الولايات المتحدة
- كتاب مدرسي في العراق يبرز الانقسام بين الطائفتين -الإسلاميتي ...
- مسيحيو العراق يفتقدون فرحة عيد الميلاد
- سياسة النفط الخام في العراق المحتل
- التطهير الثقافي في العراق
- حكومة الاحتلال في العراق تخطط لإعدام 126 إمرأة
- العراق.. تصاعد مخاطر انتشار السرطان والولادات المشوهة
- الإمبريالية الأمريكية.. 11 سبتمبر.. وحرب العراق..
- ب -فضل- الاحتلال لا حقوق للمرأة في العراق
- جوعى في أغنى بلد بالعالم


المزيد.....




- نقل الغنائم العسكرية الغربية إلى موسكو لإظهارها أثناء المعرض ...
- أمنستي: إسرائيل تنتهك القانون الدولي
- الضفة الغربية.. مزيد من القتل والاقتحام
- غالانت يتحدث عن نجاحات -مثيرة- للجيش الإسرائيلي في مواجهة حز ...
- -حزب الله- يعلن تنفيذ 5 عمليات نوعية ضد الجيش الإسرائيلي
- قطاع غزة.. مئات الجثث تحت الأنقاض
- ألاسكا.. طيار يبلغ عن حريق على متن طائرة كانت تحمل وقودا قب ...
- حزب الله: قصفنا مواقع بالمنطقة الحدودية
- إعلام كرواتي: يجب على أوكرانيا أن تستعد للأسوأ
- سوريا.. مرسوم بإحداث وزارة إعلام جديدة


المزيد.....

- روايات ما بعد الاستعمار وشتات جزر الكاريبي/ جزر الهند الغربي ... / أشرف إبراهيم زيدان
- روايات المهاجرين من جنوب آسيا إلي انجلترا في زمن ما بعد الاس ... / أشرف إبراهيم زيدان
- انتفاضة أفريل 1938 في تونس ضدّ الاحتلال الفرنسي / فاروق الصيّاحي
- بين التحرر من الاستعمار والتحرر من الاستبداد. بحث في المصطلح / محمد علي مقلد
- حرب التحرير في البانيا / محمد شيخو
- التدخل الأوربي بإفريقيا جنوب الصحراء / خالد الكزولي
- عن حدتو واليسار والحركة الوطنية بمصر / أحمد القصير
- الأممية الثانية و المستعمرات .هنري لوزراي ترجمة معز الراجحي / معز الراجحي
- البلشفية وقضايا الثورة الصينية / ستالين
- السودان - الاقتصاد والجغرافيا والتاريخ - / محمد عادل زكى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الإستعمار وتجارب التحرّر الوطني - عبدالوهاب حميد رشيد - الحقيقة.. سوف تنتصر..