العراق.. تصاعد مخاطر انتشار السرطان والولادات المشوهة

عبدالوهاب حميد رشيد

الحوار المتمدن-العدد: 2847 - 2009 / 12 / 3 - 17:56
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    

حين هدأت البنادق وآلت إلى الصمت تدريجياً في ظروف استقرار هش fragile stability ، أخذ الضوء يتركز على قاتل قادم جديد آخر، سيلاحق العراقيين لسنوات طويلة قادمة.. حالات السرطان، والولادات المشوهة، ومشاكل الأمراض الأخرى التي أخذت بالارتفاع بشكل حاد، بسبب التلوث الناجم عن استخدام الأسلحة في سنوات الحروب بالعلاقة مع إهمال (حكومة الاحتلال) فحص ومعالجة هذا التلوث الحاصل، وفق رسميين عراقيين.
ذكر جواد العلي- أختصاصي علم الأورام "شاهدنا أنواعاً جديدة من السرطان لم تُسجل في العراق قبل الحرب العام 2003، وأنواعاً من السرطان الليفي- الأنسجة الليّنة- وسرطان العظام.. وهذه تُشير إلى أن الأسباب تتركز على الإشعاعات!"
تشهد مدينة الفلوجة- غرب العراق- التي كانت بعد العام 2003- مسرحاً لأشرس معركتين بين القوات الأمريكية المحتلة والمقاومة الوطنية العراقية، ارتفاعاً في عدد المواليد الجدد: ولادات ميّتة، ولادات مشوّهة، ولادات مشلولة.. حالات أثارت وتُثير قلق الأطباء والعائلات..
استخدام اليورانيوم المنضب من قبل القوات الأمريكية والقوات المتحالفة في حرب الخليج العام 1991 والغزو/ الاحتلال العام 2003، موثّقة جيداً، لكن إقامة صلة بين هذا المعدن المشع وبين المشاكل الصحية المنتشرة في العراق، تواجه الصعوبات، حسب الرسميين.. كما أن الخدمات الصحية العراقية محدودة، وعملية حفظ الإحصاءات الدقيقة خلال سنوات المجازر الطائفية بفعل الغزو/ الاحتلال، كانت مهمة مستحيلة..
عانت البصرة، على وجه الخصوص، آثار سنوات من الحروب والتلوث الصناعي والزراعي، لكن من الصعب على الأطباء عزل أو تحديد أسباب معينة للسرطان.. لقد عاش سكان البصرة سنوات عديد ولغايته بين أكوام الخردة المعدنية لمخلفات الحرب التي تنتقل ذرات المواد السامة اللاصقة بها بفعل الرياح لتتساقط على المنازل والمياه والأطعمة، علاوة على تعرض الناس لاستنشاقها، ومنها كميات ملوثة باليورانيوم المنضب، وفق بشرى علي- وزارة البيئة وإدارة الوقاية من الإشعاع.
وجدت دورية الجامعة الطبية في البصرة العام 2007، "عدم حصول" زيادة كبيرة في معدلات الوفيات من السرطان، لكن وفيات الأطفال بسبب السرطان قفزت بنسبة كبيرة بلغت 65% العام 2005 مقارنة بالعام 1997.
* الأطفال يُعانون بدرجة أكبر CHILDREN SUFFERING MOST?
اليورانيوم المنضب معدن كثيف/ ثقيل، يُستخدم في الأسلحة لاختراق الدروع الشديدة الصلابة مثل الدبابات.. ربطه بالأمراض الصحية مسألة خلافية.. تقول وزارة الدفاع البريطانية "لا توجد أدلّة علمية أو طبية موثوقة تؤكد هذا الارتباط!!".. (دراسات عديدة لعلماء متخصصين تؤكد هذا الارتباط، لكنهم ودراساتهم محل نكران وإهمال من قبل الدول التي أقدمت على جريمة استخدام هذا السلاح القاتل، بخاصة الولايات المتحدة الأمريكية والمملكة المتحدة.)..
كميات كبيرة من اليورانيوم المنضب استخدمت في حرب الخليج العام 1991 (بحدود 300 طن.. وفي الغزو/ الاحتلال 1000-2000 طن).. كما استخدمت القوات الأمريكية سلاح الفوسفور الأبيض التي تتسبب في حروق خطيرة عند ملامسة الجلد.
بعد خمس سنوات تالية على الاحتلال، بدأ الأطباء ملاحظة وتسجيل عدد غير اعتيادي من الأطفال المصابين بأمراض القلب الخلقية وعيوب في الأنبوب العصبي، وتنطوي الحالة الأخيرة على حصول تشوه في الحبل العصبي أو نمو المخ، ويمكن أن تتسبب في الشلل أو الوفاة.. "إن الزيادة الكبيرة في التشوهات الخلقية للمواليد الجدد في هذا المستشفى، دفع الإدارة إلى تشكيل لجنة خاصة للتحقيق وتسجيل هذه الحالات،" وفقاً لـ عبدالستار كاظم- مدير المستشفى الرئيس في الفلوجة.
يقول الأطباء بأنهم لم يتمكنوا من تحديد سبب معين.. عوامل عديدة يمكن أن تدخل في أسباب هذه الحالات، بما في ذلك نقص حامض الفوليك أثناء الحمل.. بينما ذكر أخصائي في الأمراض العصبية- طلب عدم كشف هويته- بأنه يرى أسبوعياً في المتوسط 3-4 أطفال حديثي الولادة مصابين بعيوب في الأنبوب العصبي في مدينة الفلوجة والمناطق المحيطة بها (مسرح عمليات المعركتين) ، ويسكنها 675 ألف نسمة..
في بريطانيا يتم تسجيل أقل من ولادة واحدة لهذه الحالة المرضية مقابل كل ألف ولادة.. بينما تصل في الفلوجة إلى 30 حالة (عيوب في الأنبوب العصبي يومياً)، وبما يعادل 14 ولادة لكل 1000 (ألف) ولادة.. وهنا أخذت العائلات اتخاذ قراراتها بوضع حد لهذه المعضلة منذ البداية.. إنهاء حياة الطفل المولود برفض إجراء العمليات الجراحية (للطفل). ويقول طبيب من الفلوجة- رفض كشف هويته- بأن 90% من الأطفال الذين لا يخضعون للمعالجة يتوفون في السنة الأولى بعد ولادتهم..
مممممممممممممممممممممممممـ

Iraq sees alarming rise in cancers, deformed babies,By Suadad al-Salhy, Reuters,uruknet.info, December 1, 2009.
(Writing by Mohammed Abbas: Editing by Michael Christie and Samia Nakhoul).

#عبدالوهاب_حميد_رشيد (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل