أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - بودريس درهمان - مدخل الى نظرية التداول-الجزء الاول-















المزيد.....

مدخل الى نظرية التداول-الجزء الاول-


بودريس درهمان

الحوار المتمدن-العدد: 2901 - 2010 / 1 / 28 - 04:14
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


استهلاك اللغة يوميا من طرف المتكلمين وفي جميع المجالات يجعلها دائما في صلب البحث والتمحيص لأن دلالاتها ومراميها تساهم في جعل كل شيء ممكن: الخصومات، الأفراح، التفاهم، الغموض. ترى ما هي اللغة على مستوى التداول؟ ما معنى أن يتكلم شخص ويقول شيئا ما؟ ما هي أفعال الكلام؟ ما هو التداول اللفظي؟ ما معنى التلفظ؟ ماهو الشيء الذي يشكل قوة الكلام عند المتلفظ؟ هل هي الحبال الصوتية فقط،أم هي أشياء مرتبطة بالتداولات اليومية. ماهي التداولية ماهو تاريخها؟ وهل استطاعت اللغة العربية خلق نظام للتداول ؟ هدا ما سوف نتطرق إليه في هده الورقة.سوف نقوم بتقديم نبدة عن تاريخ مصطلح التداولية وبتقديم المجالات التي ظهر فيها، بعد هدا سنقوم بتقديم أحد الفلاسفة الذي جعل من التداولات اليومية أهم انشغالاته الفكرية والتي استطاع بواسطتها تحقيق بناء نظري لأفعال التداول وأفعال الكلام.
نبدة تاريخية
النظرية التداوليةLa pragmatique أو النظرية التلفظيةLa théorie de l’énonciation أو حتى فلسفة اللغة Philosophie du langage هي نظريات عامة تقوم بدراسة استعمال اللغة من طرف الأفراد والجماعات. هده النظريات تنحدر أساسا من دراسات J.L.Austin
وj.R.Searle. تنتظم بداخل مجال التداولية مجموعة من النظريات والمقاربات التي تهتم باللغة وهي في حالة الاستعمال. من بين هده النظريات، نجد نظرية تعدد الأصوات لصاحبها Oswald Ducrotو نظريةLa pertinence لصاحبيها D.Sperber و D.Wilson.
تاريخيا مصطلح براكماتيك Pragmatiqueظهر يوم 7يونيو 1438 حين قام شارل السابع بإصدار ظهير Pragmatique sanction de Bourges الذي ينص على تنظيم الكنيسة. بعد دلك سنة 1713 قام شارل السادس بتمديد الظهير الذي يسمح لبنته البكر Marie Thérèse تقلد عرش إمبراطورية les Habsbourgs الذي يضم ايطاليا وأوروبا الوسطى. سمي هدا الظهير :Pragmatique de sanction. كذلك سنة 1830 ظهير Pragmatique de sanction هو الظهير الذي أصدره ملك أسبانيا فردناند السابع يوم 29 مارس 1830 لتنظيم ولاية العهد ودلك من أجل تعديل قانون ساليكLoi de salique الذي كان يحرم على الأميرات تقلد العرش. هدا الظهير ينص على أن المولود الأميري الجديد كيف ما كان جنسه من حقه تقلد العرش. هدا التعديل قضى على كل طموح أخ الملك الدوق كارلوس دي بور بونDon Carlos De Bourbon وهو من أنصار قانون ساليك.
مجالات ظهور مصطلح براكماتيك ارتبط مند البداية بمجال تنظيم الحياة السياسية العامة، سواء على مستوى استمرارية الدولة أو على مستوى تنظيم الشؤون الدينية وتحديثها. مصطلح براكماتيك استمر في التداول إلى حدود ستينيات القرن العشرين حيث أصبح يحيل الىالدراسات الفلسفية للكلام العادي.الذي استطاع تحويل هدا المصطلح من مصطلح لغوي تشريعي إلى مجال لتشريع أفعال الكلام هو الفيلسوف الإنجليزي Austinنورد هنا تلخيصا لأهم أفكاره.

جون لانكشو اوستينJohn langshaw AUSTIN

شغل أستاذا للفلسفة الأخلاقية بجامعة أكسفورد، حاضر بعدة جامعات إنجليزية وأمريكية. لم يسبق له أن ألف أي كتاب، نشر فقط بعض المقالات وقام بترجمة أسس الأرتمتيكا لفريج . بعد وفاته سنة 1960 وهو لم يبلغ من العمر أنداك 48 سنة قام طلبته بتجميع مقالاته ومحاضراته ونشروها مع مجموعة من الملاحظات في ثلاثة أجزاء. الجزء الأول نشر سنة 1961تحت عنوان" أوراق فلسفية"، الجزء الثاني تحت عنوان "المعنى والإحساس" نشر سنة 1962 والجزء الثالث" كيف تصنع الأشياء بالكلمات"How to do things with" wirds "تمت ترجمته إلى الفرنسية تحت عنوان " " Quand dire c’est faireنشر سنة 1970
اختار اوستين كموضوع للبحث والدراسة الكلام العادي وكان لديه إحساس بأن المجتمع برمته يحاول بناء منظومات ويحاول حل بعض القضايا العالقة، لكن دون أن يعرف بالضبط ما هي هده القضايا. لهده الأسباب يتهجم اوستين على الفلاسفة بشكل عام ويتهمهم بأنهم لم يتفحصوا بما فيه الكفاية التراكم المعرفي المتعلق بالقضايا والأحداث قبل البحث عن الحلول الممكنة. الشيء الذي رسخ عند اوستين هده القناعة هو عدد الأوهام والأحكام الجاهزة التي انبنت عليها الفلسفة بشكل عام، هده الأوهام والأحكام الجاهزة، بالإضافة أنها تعيق إيجاد الحلول المناسبة تقوم كذلك وهدا هو الأخطر بتضليل طريق البحث . لقد خصص محاضرة في هدا المجال لكي يبين أن الحلول المقترحة لبعض القضايا ادا لم ترضينا فان القضايا نفسها التي نتناولها تم استنتاجها من معرفة ناقصة لهده القضايا. الخطأ يقول اوستين يأتي من اعتقادنا أننا فهمنا بما فيه الكفاية في حين هدا الفهم لا يحيط بالحيثيات كلها.
اوستين طوال حياته وهو يبحث عن وضوح معرفي أكبر ويعتقد أن تعريف القضايا بشكل وصفي دقيق هو الأهم وليس إعمال الذكاء الفلسفي لتأكيد " كم هي شائكة هاته القضايا " أو " كم هي بسيطة هاته القضايا" هؤلاء يتهمهم اوستين بأنهم الظلاميون الكسالى الدين يختزلون إلى أقصى الحدود الواقع ويدعو إلى إعادة اكتشاف الفلسفة كما كانت عليه في العصر اليوناني.
حسب قناعة اوستين الواقع لا يمكن ملامسته مباشرة، الواقع يتم ملامسته عن طريق اللغة: الكلام العادي المتداول يوميا هو دو دلالة غنية واستعمالاته ليست مجانية ولكن تخضع لاختيارات دقيقة.إنها تجسد كل التمييزات التي اعتبرها الناس صحيحة. اللغة العادية ليست تافهة كما هو الاعتقاد السائد لأن الكلمات العادية المستعملة هي مصنفة بعناية دقيقة وتقوم بالتصنيف بين أشياء لم يستطع الفلاسفة التفكير فيها. إنها إنتاج إنساني متوارث بين الأجيال.
اوستين اهتم بالأساس بمعرفة طبيعة فعل اللغة ومعرفة كل ما يمكن أن نحققه بواسطة فعل اللغة لكي نستطيع في ما بعد فهم بعضنا البعض.
المجالات المفضلة للتداولية هي:
 أفعال الكلام
 المفاتيح والروابط
 التضمينات المنطقية
بداخل مجال أفعال الكلام يتم التمييز ما بين أفعال الكلام الفعلية وأفعال الكلام الو صفية:
ملفوظ نموذجي مثل « فتحت الجلسة» الذي يصدر دائما على لسان رئيس الجلسة أثناء المحاكمات، هدا الملفوظ يعتبر بمثابة فعل لأنه يغير الوضعية القائمة من وضعية تتميز بالفوضى وعدم الانضباط إلى وضعية تواصلية مغايرة.عكس دلك نفس الملفوظ ادا ما تم استعماله من طرف المحامي مثلا، فانه سوف يتحول من كلام فعلي إلى كلام وصفي ودلك لأنه ليس من اختصاص المحامي تغيير الوضعية التواصلية القائمة من وضعية تسودها الحرية المطلقة إلى وضعية تتميز بالانضباط.
أما مجال الروابط والمفاتيح، فيتم التمييز بين الروابط على مستوى الجمل وهي الوظيفة العادية للروابط، والروابط على مستوى أفعال الكلام. الوظيفة الأولى هي من اختصاص النحويين، أما الثانية فهي من اختصاص من يريد تحليل أفعال الكلام لمعرفة غايات الخطاب.لكن للقيام بهذا يحتاج المحلل إلى بعض المفاتيح التي تساعده على فهم الطريقة التي بواسطتها يتم تصريف فعل اللغة كلغة إلى فعل كلام دو دلالات خاصة.هاته المفاتيح هي:
• ضمائر المتكلم أنا/أنت
• ضمائر المكان والزمان هنا/الآن
هاته المفاتيح Les embrayeursهي غير كافية لوحدها لأن الخطابات هي كذلك تضمينات منطقية و مجالات مفتوحة على البنيات العميقة للنوايا والخلفيات. ملفوظ مثل: "ألا يمكنك مناولتي الملح الذي بقربك؟ "هو ليس سؤالا بل طلب و الذي يحقق له شروط الطلب هو مبدأ الاعتقاد في المشاركة.
هاته الأدوات والمجالات بالإضافة إلى أخرى كالنفي و ما هو مسكوت عنه بداخل الكلام كلها تتوظف كتقنيات لتحليل الخطاب بداخل مجال التداولية. لهدا فتحليل أفعال اللغة يستدعي الاحاطة بشروط وظروف التلفظ من جهة وبوضعيات التلفظ من جهة أخرى.





#بودريس_درهمان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حدود العقائد و عقائد الحدود
- التاريخ بالتماهي و التاريخ بالتماثل
- الصحراء، القبيلة و ما قبل تشكل الدولة المغربية.
- السياديون، الفدراليون و الجمهورية الفرنسية السادسة
- حق تقرير المصير، هل هو حق أم باطل؟
- الاستنساخ الدبلوماسي الفرنسي/ الأمريكي
- نظام الحكم الذاتي الإقليمي القومي الصيني
- من التاريخ ولدنا و اليه نعود
- الحكومة الجزائرية من المقاربة التاريخية الى المقاربة النفعية
- ملامح من تاريخ التعليم الجامعي الاوروبي
- البنية المعرفية للبرلمانيين المغاربة
- الصلاحية العلمية و العقيدة
- -تحرير التنمية الاقتصادية- و -العصافير التي فوق غصن الشجرة-
- سباق المسافات الطويلة
- الإسراف و سوء بناء المنهاج التربوي الوطني
- فدرالية تحت الطلب
- من اجل تنمية الذكاء الوطني
- سباق النعامات و الاحتياط الفدرالي
- حول اقتصاد الجنس بالمغرب
- قضية الصحراء و ربيع الشعوب المغاربية


المزيد.....




- هل تتعاطي هي أيضا؟ زاخاروفا تسخر من -زهوة- نائبة رئيس الوزرا ...
- مصريان يخدعان المواطنين ببيعهم لحوم الخيل
- رئيس مجلس الشورى الإيراني يستقبل هنية في طهران (صور)
- الحكومة الفرنسية تقاضي تلميذة بسبب الحجاب
- -على إسرائيل أن تنصاع لأمريكا.. الآن- - صحيفة هآرتس
- شاهد: تحت وقع الصدمة.. شهادات فرق طبية دولية زارت مستشفى شهد ...
- ساكنو مبنى دمرته غارة روسية في أوديسا يجتمعون لتأبين الضحايا ...
- مصر تجدد تحذيرها لإسرائيل
- مقتل 30 شخصا بقصف إسرائيلي لشرق غزة
- تمهيدا للانتخابات الرئاسية الأمريكية...بايدن في حفل تبرع وتر ...


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - بودريس درهمان - مدخل الى نظرية التداول-الجزء الاول-