أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - اديب طالب - المصالحات العربية والعقد العربي التركي














المزيد.....

المصالحات العربية والعقد العربي التركي


اديب طالب

الحوار المتمدن-العدد: 2898 - 2010 / 1 / 25 - 14:42
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


عندما نذكر أو نتذكر كلمة مصالحات، تقفز أمامنا من الذاكرة اللغوية لفظة تأسيسية هي كلمة مصالح. وهذا التداعي لا ينفي ما تحمله المصالحات من معان أخلاقية وقيم تاريخية، بل على العكس من ذلك، فإن التداعي المشار اليه يعطيها فرصاً واقعية للتحقق، وبرضى شعبي وانتعاش اقتصادي.
استناداً الى هذه المقاربة، نحاول قراءة وفهم المناخ الايجابي للمصالحات في المنطقة، وما قد يترتب عليه من نتائج، فضلاً عن محاولة تقصي موجباته وأسبابه.
المصالحة السعودية السورية، بدأت في قمة الكويت العام الماضي، بمبادرة مسؤولة واعية من خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبد العزيز، وبرضى وتفهم وبرغماتية سورية. تلك المصالحة ـ المصالح، استمرت في الرياض ودمشق، ونمت في زيارة الأيام الثلاثة الأخيرة للرئيس السوري بشار الأسد للرياض، بعيداً عن التوهج الإعلامي، وقريباً من هدوء الانجاز الصامت. ولقد استتبعت المصالحة السعودية السورية مصالحة لا تقل أهمية عنها هي المصالحة السورية اللبنانية.
المصالحات أولاً أساس رئيس في الحرب الأمنية الوقائية الاستباقية ضد ارهاب القاعدة، وإقرار بمشروعية تلك الحرب، وتأكيد على انها ليست علاجاً للارهاب بالارهاب، وانما هي إجماع لحكومات وشعوب المنطقة ضد ارهاب ولد ونما في القرنين العشرين والواحد والعشرين من فهم خاطئ للاسلام، وينتمي في جذوره وتخلفه الى ظلام القرون الوسطى، والى جمود ووحشية الهويات القاتلة للآخر المختلف. والمصالحات ثانياً أساس رئيس في مواجهة الخطر الإسرائيلي الدائم المعادي للسلام، والقائم على العدوان. والمصالحات ثالثاً أساس رئيس، في الحد من التشدد الإيراني وامتداداته، وفي منعه من إقلاق المنطقة بالنووي أو بتلك الامتدادات.
رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان، في دائرة الضوء المحلية والإقليمية والعالمية، وهو فيها فعلاً وتوجهاً، وفي صالح المصالحات، وفي مصلحة التوازن الإقليمي، والأمن والاستقرار السياسي، وفي مصلحة النمو الاقتصادي وفي تحسين أحوال الناس المعاشية. وما ساعد أردوغان على ان يكون كذلك، هو اولاً قناعته بأن ليس ثمة تناقض بين القيم الاسلامية وبين التنمية والحداثة واحترام حقوق الانسان، وهذا ما تسعى وتعمل عليه دول الاعتدال العربي، وهو ثانياً أن الدولة العبرية ما كانت ولن تصبح في يوم من الأيام، دولة سلام وأمن إقليميين، والى ان يحصل ذاك كاحتمال ضعيف مستقبلاً، لا بد من توازن إقليمي تكون تركيا فيه أساساً وصمام أمان.
ثمة عقد ـ بكسر العين ـ عربي تركي سياسي اقتصادي، يمتد على عرض العمق الآسيوي للوطن العربي، ينتشر من بحر العرب جنوباً الى الحدود الشمالية الآسيوية الأوروبية لتركيا، واسطة هذا العقد هي تركيا أردوغان، والعقد ثمرة للمصالحات ـ المصالح في المنطقة، ينضج بهدوء، ويحمي السلام بعناية ودقة، بعيداً واستبعاداً، واستباقاً وقائياً ودفاعياً لخطط ونوايا إسرائيل العدوانية، كما أنه محاولة لإضعاف الشرعية الإقليمية والدولية لدولة إسرائيل وما تدعيه من "استكانة" وحضارة وحداثة مزيفة. ان اشارة الرئيس السوري بشار الأسد، خلال لقائه الأخير مع المبعوث الأميركي لعملية السلام جورج ميتشل، تلك الاشارة التي ركزت على أهمية الدور التركي في عملية السلام، تعترف لتركيا أردوغان باستراتيجية سعيها للسلام العربي الإسرائيلي.
العقد العربي التركي يقول لإيران نجاد: رحم الله امرءاً عرف حده فوقف عنده، وتقول ايضاً، لا تمدوا سجادتكم الإيرانية أكثر مما ينبغي، لأنها قد تسحب من تحتكم!
المصداقية الاولى لمقولة العقد العربي التركي، تبدّت واضحة، عندما ركز أردوغان خلال زيارته الأخيرة للمملكة العربية السعودية على قدرة البلدين، على رفع حجم التبادل التجاري من 5 مليارات دولار الى عشرة مليارات في الفترة القصيرة المقبلة، وأكد أن السعي الى إزالة التأشيرة بين البلدين متسارع ومستمر، ولقد أوضح وجوب وقف الاعتداءات الإسرائيلية على غزة، وقال انه منذ توليه الرئاسة قد سوى الخلافات مع سوريا، وقد تم توقيع 51 اتفاقاً مشتركاً معها وفي وقت واحد، وان تركيا تسعى لمثل ذلك مع العراق.
اشارة أردوغان الى غزة وسوريا والعراق، واشارته الى عملية السلام المتعثرة، والى الجهود المبذولة عربياً وتركياً، لتحقيق سلام شامل وعادل يضمن للشعب الفلسطيني حقه في اقامة دولته المستقلة وفقاً لقرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية، تلك الاشارات كلها تحمل مدلولاً ايجابياً للمصالحات العربية والعقد العربي التركي.
المصداقية الثانية للعقد العربي التركي، هي الزيارة السياسية الاقتصادية لرئيس وزراء لبنان سعد الحريري لتركيا، والتي ترتبت عليها إمكانية اقامة سوق عربية تركية مشتركة، اشار اليها الحريري، كما وترتب عليها وعي مشترك وموقف متقارب حول العدوان الإسرائيلي على غزة ولبنان خاصة، وعلى المنطقة عامة.
المصالحات العربية والعقد العربي التركي، ورغم مفاعيلها القوية، لن يحولوا إسرائيل الى دولة سلام، أو دولة في طريق السلام، ولكنهم قد يمنعونها من الإسراع الى الحرب، أو التلويح الارهابي الدائم بها. ولو تفاءلنا قليلاً، هذه الامور قد ترغم إسرائيل على مفاوضات تحترم خطوط الرابع من حزيران 1967، وقد ترغمها أيضاً على الحد من دورها كشرطي فاسد في المنطقة، محرض على الحروب وقائم بها.
المصالحات والعقد بحاجة للنجاح الى لغة جديدة للتواصل مع الشعوب من قبل الحكام، وهي اللغة الديموقراطية، والتي برع بها وفي حدود الممكن، كلّ من أردوغان والحريري.
() كاتب سوري



#اديب_طالب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- -الافتراق- التركي الإسرائيلي
- بنيامين نتنياهو العدواني يغتال غزة ثانية
- الديموقراطية في إيران ليست ثمرة بوشية
- الإرهابي من نيجيريا!
- لبنان الأمن المستقر هو لبنان السيد الموحد أولاً
- -زوان البلد ولا.. قمح الجلب-
- سعد الحريري رجل الممكن والضروري
- النمر الإيراني ليس الأقوى في -الغابة الدولية-
- بن لادن عدو أوباما الرقم واحد
- أوباما -مالئ الدنيا وشاغل الناس-
- أوباما يظهر عصاه!
- طريق أنقرة تل أبيب سالكة!
- العدواني نتنياهو عاجز عن ليّ ذراع أوباما
- سلام فياض يملك الحل!
- -عشتم وعاش لبنان-
- نتنياهو المتغطرس ضد العدالة الوقح ضد السلام
- تركيا تجد نفسها.. إسلامية برغماتية
- إيران ترقص على صفيح ساخن
- ليت أوباما قال: شكراً أنا لا أستحق نوبل الآن!
- الخيار العسكري ضد إيران ما زال قائماً


المزيد.....




- الناطق باسم نتنياهو يرد على تصريحات نائب قطري: لا تصدر عن وس ...
- تقرير: مصر تتعهد بالكف عن الاقتراض المباشر
- القضاء الفرنسي يصدر حكمه على رئيس حكومة سابق لتورطه في فضيحة ...
- بتكليف من بوتين.. مسؤولة روسية في الدوحة بعد حديث عن مفاوضات ...
- هروب خيول عسكرية في جميع أنحاء لندن
- العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز يدخل المستشفى التخص ...
- شاهد: نائب وزير الدفاع الروسي يمثل أمام المحكمة بتهمة الرشوة ...
- مقتل عائلة أوكرانية ونجاة طفل في السادسة من عمره بأعجوبة في ...
- الرئيس الألماني يختتم زيارته لتركيا بلقاء أردوغان
- شويغو: هذا العام لدينا ثلاث عمليات إطلاق جديدة لصاروخ -أنغار ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - اديب طالب - المصالحات العربية والعقد العربي التركي