أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - اديب طالب - ليت أوباما قال: شكراً أنا لا أستحق نوبل الآن!














المزيد.....

ليت أوباما قال: شكراً أنا لا أستحق نوبل الآن!


اديب طالب

الحوار المتمدن-العدد: 2804 - 2009 / 10 / 19 - 12:23
المحور: كتابات ساخرة
    


صحيح أن طريق جهنم مفروشة بالأغبياء من ذوي النوايا الحسنة. وصحيح أيضاً أن طريق الحرب مفروشة بأغبياء يتحدثون عن السلام. إلا أنه صحيح أكثر من الصحيحين السابقين؛ أن الرئيس الأميركي باراك أوباما، ليس من هؤلاء ولا من هؤلاء. الرجل ليس غبياً بين قادة أميركا والعالم، ولقد تخرّج من جامعة كولومبيا ومدرسة هارفارد للحقوق، وعمل لفترة ثلاث ولايات بمجلس شيوخ ولاية ألينوي في الفترة من 1997 الى 2004 وعضواً بمجلس الشيوخ الأميركي. الرجل، ليس ساذجاً، وليس رومانسياً حالماً، بل هو صاحب منهج جديد ورؤيا جديدة في علم السياسة، مدخلها "التغيير" وطريقها الحوار وفهم "الآخر"، بعيداً عن عنجهية القطب الواحد في قيادة العالم، وقريباً من القطب المشارك لعدد من الأقطاب، حتى ولو كانت هذه الأقطاب لا تجاريه سياسياً واقتصادياً وعسكرياً وحضارياً. الرجل لديه رغبة حقيقية وقناعة راسخة، في صنع السلام والعدل، ولديه آليات ووسائل وسيناريوهات لتحقيقهما بالقدر الذي تتيحه موضوعياً تعقيدات عالمنا الراهن.
على الأغلب أن لدى الرجل الوقت الكافي، إلا أنه لم يقطع سوى عشرات من الأميال في درب الألف ميل، ولم يستهلك إلا العديد من الأشهر فقط، وما زال بعيداً عن الانتصار في آخر المعارك مع الإيديولوجيا القاتلة: "القاعدة، طالبان، الملالي المتشددون في ايران، الليكوديون الأميركيون، الليكوديون الإسرائيليون، أبناء الاستبداد الماوي والستاليني، الطغاة الصغار في العالم الثالث أو الثالث بعد المئة".
بكّر الذين قرروا أن أوباما يستحق جائزة نوبل للسلام رغم أنه عزز الديبلوماسية الدولية "أملاً في مستقبل أفضل" من خلال سعيه لأجل السلام ودعوته لخفض الأسلحة النووية" وفق حيثيات القرار ورغم أيضاً أن "منظمة مانديلا" تمنت أن يدعم فوز أوباما بالجائزة رؤاه من أجل السلام. ولقد أصابت خبيرة السياسة الخارجية الأميركية في المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية في لندن، دانا ألن، حين قالت: "إن حدوث ذلك بهذا الشكل المبكر في رئاسته، قبل تحقيق أي من الأمور التي أعلن نيّته في تنفيذها على المستوى الدولي، سيثير نوعاً من الجدل".
الرجل أمامه أكثر من ثلاث سنوات أو سبع سنوات مقبلة، وقد تكون كافية لتحقيق رؤاه أو رؤياه، وقد لا تكون! فإن كانت، كانت له جائزة نوبل للسلام حقاً واجباً، وإلا فلا.
تسرّع الرجل بقبول الجائزة، أبلغوه في الخامسة صباحاً، اعترف أنه لم يكن يتوقعها، وأعتقده صادقاً، ولأنه كذلك كان عليه أن يعتذر عن عدم قبولها، كان عليه أن يقول: شرفتموني بها وأنا لا أستحقها بعد، وتحت كلمة "بعد" عشرة خطوط. رفض كبار ـ وفي قامته ـ قبله الجائزة (الفيلسوف سارتر مثلاً)، رفضوها ولأسباب متباينة، ترفّعاً أحياناً، تواضعاً أحياناً، رفضاً من باب الشك والنقد أحياناً، كلّهم محقون، كلّهم صادقون، ليت الرجل كان واحداً من هؤلاء الكبار رغم أنه كبير برؤاه ومنهجه فقط حتى تاريخه. العبرة دائماً في النتائج وفي ما يُجمع الناس عليه، أجمع الناس بداية على أوباما وهذا حقّ، أما بعد فالزمن آت، وكل آت قريب، التسرع واحد من الزلات، وزلة الشاطر بألف زلة.
الى هنا نكون قد صفينا حسابنا مع أوباما، ولا أعتقد أنّا ظلمناه برأينا المحدود التأثير، فالرجل ظلم نفسه بنفسه. أما حسابنا مع الحاقدين وأعداء السلام والحرية والتغيير واحترام الآخر فات. وقبل الكلام عنهم، إنّنا نقرّ ونعترف بأن لجنة نوبل للسلام، ليست عادلة دائماً، وليست بعيدة عن الضغوط، والدليل أنها أعطت الجائزة ليهوديين عدوانيين هما شمعون بيريز وإسحاق رابين، وأعطتها أيضاً للرئيس الأميركي تيودور روزفلت، رغم أنه القائل: "لا يستطيع أي انتصار حاسم بالسلام أن يكون أكبر من انتصار حاسم بالحرب"، ولم يكن ونستون تشرشل سعيداً بحصوله على جائزة نوبل للآداب لا السلام؛ رغم أنه أوصل العالم الحر الى النصر ضدّ عدو البشرية الأول "الهر" هتلر.
نبدأ بالإسرائيليين أعداء السلام التقليديين في المنطقة والعالم؛ ولو كانوا غير ذلك؛ لما وجدت دولة العدوان اليهودية أصلاً. الإسرائيليون قتلة، مغتصبو أرض، لصوص ممتلكات، عنصريون، صدّقوا بوقاحة أنهم "شعب الله المختار"، هكذا قوم، لا يحق لهم إبداء رأي في جائزة نوبل للسلام، ولو كان ثمة جائزة لصنّاع الحروب العدوانية لفازوا بها وتقاسموها مع هتلر وموسوليني و"الرفيق" ستالين، أما صغار الديكتاتوريين فتكفيهم لعنة شعوبهم.
لئن وجب حجب جائزة نوبل للسلام عن أوباما لأن "السلاح الأميركي قتل الآلاف من المدنيين العزّل في العالم" وفق رأي وإحصاءات الدينيين المتطرفين والقوميين والطائفيين المتعصبين والعنصريين؛ فإن "الأخوة الأعداء" في منطقتنا وفي العراق حصراً؛ قتلوا مئات الآلاف من أطفال المدارس والنساء الحوامل والمسنين وروّاد الأسواق طلباً للرزق، أبادوا آلافاً من العائلات بكاملها من أبناء وطنهم والحجة مقاومة الاحتلال، وقبالة قتل كل جندي أميركي قتلوا مئة من أهلهم. أما الحقيقة فالأمر صراع على سرقة السلطة والثروة، لا شيء غير ذلك. أما الكلام عن وجوب حجب الجائزة عن الرجل فكلمة حق أريد بها باطل.
أمر مؤسف أن تنضم "حماس" الى "طالبان" في الانتقاد الحاد والسلبي الى اللجنة النروجية التي منحت أوباما جائزة نوبل للسلام. قال السيد زهري الناطق باسم حماس أن أوباما لا يستحقها، الإيرانيون لم يفعلوها، السيد مشائي مدير مكتب الرئيس نجاد تمنى أن تدعم الجائزة جهود الرجل من أجل سلام صادق، العجيب أن أخوتنا "ملكيون أكثر من الملك".
نكرر في آخر هذا الكلام أن اللجنة النروجية بكّرت، والرئيس الأميركي تسرع في القبول.
قال ليش فاليسا الرئيس البولندي السابق والفائز بالجائزة عام 1983: "من؟..! أوباما.. بهذه السرعة، هذا تسرّع، فلم يتوفر له الوقت الكافي لعمل أي شيء".



#اديب_طالب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الخيار العسكري ضد إيران ما زال قائماً
- -دفاعاً عن لبنان العظيم-
- -فلسطينيو أميركا- و-فلسطينيو القضية-
- أوباما لن يوقف تخصيب اليورانيوم الإيراني
- سوريا وايران ذاهبتان الى الحوار الاوبامي
- ملامح نجاح المشروع الامريكي الاوبامي في ايلول .
- ايران واسرائيل تتنافسان على المنطقة
- الرؤية الأوبامية ليست حلم يقظة لرئيس أميركي
- التطبيع المطلوب هو التطبيع بين العرب أولاً !!
- دولة العدوان الإسرائيلي تنسج شبح الحرب
- النظام اللبناني مختلف عن أنظمة المنطقة
- المفاوضات خيار استراتيجي وليس السلام؟!
- الخيار العسكري ضد -السلاح النووي الإيراني- ما زال واحداً من ...
- النووي الإيراني إلى أين؟
- أيام ايران الصعبة ، لن تمنع المحادثات الامريكية الايرانية ال ...
- اوباما ومكارم الاخلاق
- مولد العصيان المدني في ايران
- حماس والرؤية الاوبامية
- أوباما: صوت السلام من القاهرة نتنياهو: صوت الحروب من -أورشلي ...
- أوباما ونتنياهو معاً: لا للخلاف الاستراتيجي!!


المزيد.....




- الفنان السعودي حسن عسيري يكشف قصة المشهد -الجريء- الذي تسبب ...
- خداع عثمان.. المؤسس عثمان الحلقة 154 لاروزا كاملة مترجمة بجو ...
- سيطرة أبناء الفنانين على مسلسلات رمضان.. -شللية- أم فرص مستح ...
- منارة العلم العالمية.. افتتاح جامع قصبة بجاية -الأعظم- بالجز ...
- فنانون روس يسجلون ألبوما من أغاني مسلم موغامايف تخليدا لضحاي ...
- سمية الخشاب تقاضي رامز جلال (فيديو)
- وزير الثقافة الإيراني: نشر أعمال لمفكرين مسيحيين عن أهل البي ...
- -كائناتٌ مسكينة-: فيلم نسوي أم عمل خاضع لـ-النظرة الذكورية-؟ ...
- ألف ليلة وليلة: الجذور التاريخية للكتاب الأكثر سحرا في الشرق ...
- رواية -سيرة الرماد- لخديجة مروازي ضمن القائمة القصيرة لجائزة ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - اديب طالب - ليت أوباما قال: شكراً أنا لا أستحق نوبل الآن!