أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - اديب طالب - مولد العصيان المدني في ايران















المزيد.....

مولد العصيان المدني في ايران


اديب طالب

الحوار المتمدن-العدد: 2690 - 2009 / 6 / 27 - 09:46
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


قال السيد علي خامنئي ، المرشد الاعلى ، الولي الفقيه ، في خطبة الجمعة ... لم يكن هادئا كعادته ، ولا مستقرا ، هدد ووعد وتوعد ملايين المعارضين ، وقياداتهم على وجه الخصوص ، ومدح رفسنجاني رئيس الهيأة التي تعيّن المرشد الاعلى ، قال خامنئي : لا تنزلوا الى الشارع ، نزل الايرانيون الى الشارع ، وعمّدوا نزولهم بالدّم . وقف السيد مير حسين موسووي شامخا في ساحة الحرية ، العالم كلّه رآه وتتبع أقواله وأخباره . انتصبت قامات النساء على أسطح البيوت ليلا ، ومعهم السيدة زهرة رهنفاد زوجة المهزوم ظلما وعدوانا ، حيث ثبت ان عدد الاصوات في صناديق الاقتراع فاق عدد الناخبين في خمسين مركز اقليمي وبنسبة تجاوزت المئة بالمئة ... قالت زهرة : " سنطلب الغاء الانتخابات " قالتها قبل ان يقلها خاتمي وزوجها موسوي ، زهرة معاكسة تماما لزوجة الناجح زورا وبهتانا والتي لا يعرفها احد . انتصبت النسوة الطامحات الى دور أكبرفي ادارة الدولة والمجتمع . النسوة الايرانيات ردّدن : " اعيدوا لنا أصواتنا " ، " يسقط الديكتاتور " . الشباب تقتلهم آلة العنف السلطوي ، يزيدون لا ينقصون ، يطالبون بدورهم في ادارة بلادهم ... " على الاقل لا تسرقوا أصواتنا " . علي أكبر هاشمي رفسنجاني صامت كالجبال .
النزول وانتصاب القامات والصمت والقتل والسجون ؛ ليست في مصلحة حكم " خامنئي – نجاد " . الأخضر والأحمر يطردان الأسود من شوارع طهران ، الموبايلات والشبكات الاجتماعية في الانترنت ، حققت التواصل بين الناس بعضهم بعضا ، وحققت التواصل مع العالم والذي قطعته السلطة الطاغية القمعية ، خرج الشارع الايراني من صمته ، ولم يعد للقادة بقاء في مقاعدهم .
حصانة المرشد الاعلى اصبحت في دائرة الشك ! . أليس في اللوحة شرخ لهيبة " الدينيّ – السياسيّ " والذي حكم ايران منذ عام 1979 ؟ . هل تتعرض عصمة الوليّ الفقيه – العماد الديني للدولة – وبالهيبة والمقدس قبل أيّ شيىء آخر، لقسوة حكم التاريخ اذ قرّر مسارا جديدا ؟ .
أليس وصف اعلام السلطة لملايين المعارضين بالمشاغبين ، ووصفها للمتظاهرين بالارهابيين والخونة دلالة على أنّ الاجماع على " الدينيّ- السياسيّ " قد تصدّع ؟ ثمة رئيسان للجمهورية ، خاتمي وقد حذّر من عواقب وخيمة ، ورفسنجاني ، وثمة رئيس للوزراء موسوي متآمر عليه انتخابيا ، وثمة آيتان من آيات الله العظمى ، منتظري الداعي الى الحداد على الجمهورية والشهداء ، وكالبيكائي الرافض للولاية آن قبلها السيد خامنئي ، وثمة كروبي الاصلاحي الصافي ، وثمة رضائي القادم من الحرس الايراني ..... كلّ هؤلاء مشاغبون وارهابيون وحتى خونة وعملاء للبريطانيين ؟ ! . الردّ عليهم يجب ان يكون ثوريا ، أي القتل او السجن ,وأقلّ العقوبات تلقينهم درسا قاسيا بهدف الخضوع للاستبداد " الديني والسياسي ّ !! .
الاقتصاد والسياسة اليوميان شيىء والدين شيىء آخر. ألم يحكم التاريخ بالاعدام على أنظمة اعدمت الملايين لتبقى ، وتحت حجة الايديولوجيا ؟ على أنظمة لم تتوافق مع مساراته الجديدة ؛ كالشيوعية التي اعدمت على الاقل عشرين مليونا ، وكنظام الخمير الحمر الذي قتل ثلاثة ملايين كمبودي وقد صنعوا من جماجمهم متاحف لفخرهم ، وكنظام شاوشيسكوالديكتاتوري الضّال الفاسد المفسد ، ونظام طالبان ونظام صدّام والنظام الأوكراني الذي سقط حين زوّر الانتخابات ؟ .
هل القيادة الجماعية هي البديل ؟ ، وهذا يعني ان لا وليّ فقيه معصوم بمثابة نائب حتى عودة المهديّ المنتظر !
قبل التفكير في الاجابة على هذه الأسئلة يجب أن نتذكر أنّ السيد مير حسين موسوي - المستعد للشهادة والموت – والخاسر في الانتخابات تزويرا محكما ؛ لم يغادر العباءة الخمينية ، ولا ينفك ينادي أنّه ممثل شرعي للحكم الاسلامي ، حكم أعظم آيات الله السيد الخميني ، ولكن تحت الدستور وليس فوقه . على السيد الموسوي ان لا يتطابق مع مقولة للامام الخميني وعليه ان يتطابق مع مقولة ثانية ، أما اللاتطابق فيكون مع ما قاله الخميني وهو عائد من فرنسا بأن جاء دور الفرس ليحكموا العالم الاسلامي ، وأما التطابق فمع الثانية الضرورية الاستمرار تاريخيا وهي : " وصيتي الى الشعب الشريف أن يشاركوا في كلّ الانتخابات ، كلّ مكلف الرجل والمرأة ، وكما يجب ان يصلّي يجب ان يختار مصيره بالانتخابات "
يبقى الشك سيد الموقف من حيث النتيجة ، لدى نظام " نجّاد – خامنئي ، ولدى المحتجين المعارضين . ومع هذا ، لو ربحت السلطة الحاكمة الغالبة بقمعها وبطغيانها ؛ فهي لن تقدر على نفس سياساتها السابقة داخليا وخارجيا ؛ فثمة عصيان مدنيّ شامل ، دفن الخوف من السلطة في قبر تجبّرها وأخطائها ، عصيان مدنيّ شامل له ركائز سياسية واجتماعية شاملة أيضا وعميقة في المجتمع الايراني وقد يقدر نجاد على قمع العصيان الا أنه عاجز عن الغائه . ولو ربح مناضلوا التغيير ؛ لن يلغوا خيار الوصول الى القدرة النووية ولكن دون حروب . وهم ملزمون ولعلّهم مقتنعون بتوسيع هامش حرية التعبير واحترام ارادة الناخبين .
ما يحدث في ايران درس لا أظن أنّ المستبدين وانصافهم وارباعهم في المنطقة قد يتعلمونه . ولو كانوا سيتعلموه لتعلموا من اعدام شاوشيسكو وامرأته على قارعة الطريق .
الحكم " الخامنئي – النجاديّ " مرتبك مرتعب من الغد ، وفي محنة وفي قلق ويشرب من الخوف الذي سبق وسقاه للايرانيين معتمدا على الحرس الثوري والميليشيات وارهاب " العقيدة " . والشارع الذي كان موحدا وراء شعار " الموت لامريكا " ؛ انشغل عنه الى شعار " الموت للديكتاتور " . الشارع الذي استمدت منه الأصولية شرعيتها ؛ انشقّ قسم كبير منه عليها . وفقد هذا القسم الثقة بها وبرموزها . وكانت هناك أسباب : ثمة بطالة 30 % وتضخم 28 % وتزوير انتخابات 80% وتسلط وقتل وسجون واضطهاد متعمد تباهوا به ضدّ المرأة . ثمة جنون في التصريحات النجادية الخارجية وثمة عزلة دولية اقتصادية قد ترقى الى امتناع العالم عن شراء النفط والغاز الايرانيين ، ثمة تبذير لموارد الدولة على المحاسيب من الفقراء ، وكأن الدولة جمعية لاغاثة المعوزين بالصدقات ، هذا فضلا عن السخاء الممطر على الاذرعة الخارجية ، ما يقوله موسوي ايران اولا والايرانيون يريدون الافضل لهم وهم من يحددونه ويضعون معاييره حول معاشهم ونمائهم .
هل يبقى الجيش الايراني وكلّ الحرس الثوري مع الحكم النجادي أم ثمة أفق آخر ؟ وان كان افق فقد ينتصر موسوي والمحتجون .
هل يقدر موسوي على مواجهة تلك الاسباب التي سبق وذكرت ؟ ، طبعا في حال انتصاره . السؤال الأخير مبكّر قليلا .
اديب طالب – معارض سوري



#اديب_طالب (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حماس والرؤية الاوبامية
- أوباما: صوت السلام من القاهرة نتنياهو: صوت الحروب من -أورشلي ...
- أوباما ونتنياهو معاً: لا للخلاف الاستراتيجي!!
- وجهة نظر في الرؤية الأوبامية
- هل يضغط أوباما على اسرائيل ليصبح لخطابه القادم في القاهرة مع ...
- اسرائيل : عنف ضدّ ايران ، ليونة وسلاسة مع سوريا ، عناد لئيم ...
- 18 أيار والاسابيع بعده يحددان الأهم الأهم !!
- ا:اوباما يسوس العالم بسلاسة حازمة :
- 18 أيار بين باراك حسين اوباما المسالم وبين بنيامين نتنياهوال ...
- مئة يوم لاوباما في الشرق الأوسط الكبير
- البرادعي المتفائل واوباما المحاور ويد نتنياهوعلى الزناد ,
- قبر السلام الفلسطيني الاسرائيلي المغدور
- هل الحرب في الولاية الاولى أم الثانية لأوباما ؟
- العرب العاربة والعرب المستعربة بين نتنياهو وأوباما ونجاد وبي ...
- اوباما ، نتنياهو ، اولوياتهما واحدة !
- بيبي ذاهب إلى الحرب
- إيران ورزمة من نقاط الضعف
- ايران سجادة شيرازي أم سجادة الشيطان ؟ ، نتائج الحوار الأوبام ...
- هل يحل الحوار الأوبامي أزمة السوريين ، نظاما وشعبا ؟
- الأسد : - ادارة الخلافات - وليس حلّها !


المزيد.....




- منظمة مراقبة: مقتل 321 شخصا وإصابة المئات باشتباكات السويداء ...
- -دم السوري على السوري حرام-.. مبادرات في سوريا لنبذ العنف وا ...
- هشام قاسم في بلا قيود : النظام اقترب من السقوط نتيجة سوء ال ...
- صنعاء: تظاهرة بعشرات الآلاف وهتافات ضد إسرائيل وأمريكا
- المستشار الألماني يؤكد لنتنياهو ضرورة إبرام وقف -سريع- لإطلا ...
- ترامب يعتزم إعادة تشغيل سجن ألكاتراز مقابل 2 مليار دولار.. و ...
- أردوغان في اتصال مع بوتين: الاشتباكات في السويداء تهدد استقر ...
- أبي المنى يحثّ على حماية التهدئة في السويداء وجنبلاط يطالب ب ...
- سباق فرنسا للدراجات: بوغتشار يعمق الفارق في الصدارة بعد فوزه ...
- نجل المعارض المغربي المهدي بن بركة يؤكد تقدم التحقيقات بعد 6 ...


المزيد.....

- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي
- زمن العزلة / عبدالاله السباهي
- ذكريات تلاحقني / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - اديب طالب - مولد العصيان المدني في ايران