أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - سامان كريم - تكتيكان لسياسة واحدة!حول مشاركة الحزب و مقاطعته للعملية الانتخابية















المزيد.....

تكتيكان لسياسة واحدة!حول مشاركة الحزب و مقاطعته للعملية الانتخابية


سامان كريم

الحوار المتمدن-العدد: 2894 - 2010 / 1 / 20 - 17:39
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


هناك كثير من الرفاق و الاصدقاء و المؤيدين للحزب وكتاب وقراء يساريين و شيوعيين أيدوا بصورة رائعة قرارنا بالإشتراك في الانتخابات العراقية القادمة، حيث بدأ بعضهم بتشكيل ما يحلو لهم من التجمعات، او شكل تنظيمي معين لدعم الحزب وسياسته وبرنامجه في الانتخابات، اود ان اشكر هؤلاء الاعزاء و الرفاق والاصدقاء جميعا... حيث كانوا معنا في مشاركتنا وفي تلك السياسية التي تبنيناها في تلك الفترة. حين اقر على قانون الانتخابات بشكله الحالي وبعد دراسته قررنا الانسحاب من العملية الإنتخابية و مقاطعة الانتخابات... حينذاك وحسب متابعتي لم نرى من هؤلاء الاعزاء اية ملاحظة او انتقاد حول قرارانا، في الوقت نفسه لم نرى ذلك الاستقبال الذي ابداه هؤلاء الرفاق مقارنة بسياسة المشاركة... وانا اقدر موقفهم واشكرهم ايضا. لكن خارج هذا الطيف هناك سؤال مطروح واعتقد هذا طيف واسع... والسؤال مطروح اجتماعيا وسياسا. هو لماذا شارك الحزب في البداية ومن ثم قرر الانسحاب من الانتخابات و مقاطعتها ،على رغم معرفته بماهية الطائفية والقومية لهذه العملية برمتها منذ البداية؟!
الهدف من التكتيك ؟!
للشيوعية العمالية تاريخ في القضايا التكتيكية .وفق اية رؤية ومنهج سياسي نتخذ التكتيك؟!. في البداية اود ان اشير الى التكتيك السياسي الذي يتخذ على صعيد عموم الحركة، مثل المشاركة في الانتخابات او مقاطعة الانتخابات او انفصال كردستان....هذه كلها قضايا عمومية لحركتنا، اي تشمل كافة مفاصل الحركة الشيوعية العمالية وحزبها. هدف الشيوعية العمالية، حركتها وحزبها هو بناء مجتمع خالٍ من الطبقات، اي بناء مجتمع شيوعي، عبر بناء الجمهورية الاشتراكية او الحكومة العمالية، هذا نتفق عليها جميعاً . إذن التكتيك هو حلقة من حلقات الوصول الى هذا الهدف، او نقلة من نقلاتها لتقصير الطريق الى الهدف. إذن وفق هذه الرؤية بامكاننا ان نبحث قضية التكيتيك. ولكن هذا ليس البحث كله او القضية كلها. لان التكتيك والسياسية بصورة عامة والحزب والحركات الاجتماعية يتفاعلون في وعاء اكبر منهم وهو المجتمع. المجتمع هو الوعاء الأكبر الذي تتفاعل فيه كافة القوى الطبقية. ان الظرف الذي يتخذ فيه تكتيك ما، يعتمد بصورة عامة على توازن القوى في مرحلة معينة ولواقع معين وفي بلد معين. ولكن هذا أيضا لا يكفى لبناء تكتيك سياسي وفق رؤيتنا، بل يجب علي الحزب الشيوعي العمالي و قادته ان يجسدوا طريقة ماركسية لتحليل محدد لواقع معين. القضية هنا وفق اي منهج"ميثودولوجي" نحلل واقع مشخص ولاية حركة اجتماعية. ليس كافيا ان نجسد ان تحليلنا يعبر عن واقع الحال، لان واقع الحال هو معطي اجتماعيا. يجب علينا ان نرى هذا الواقع وفق مصلحة الحركة العمالية و بالتحديد طليعة هذه الحركة وسبل تقويتها وتطويرها في اية مرحلة من المراحل النضالية وفي ظرف معين ووفق توازنات القوى الموجودة. ان التكتيك السياسي لا يبنى على اساس القوة الكامنة للطبقة او الحركة الشيوعية العمالية، لا يبنى على اساس اعتقادنا العميق بقوة الطبقة العاملة و ثوريتها، بل تبنى على اساس توزان القوى الموجودة بينها وبين البرجوازية بصورة عامة، والظرف السياسي المعني وهو معطي اجتماعيا ايضا. لحد هذه اللحظة نحن نتحدث عن التكتيك بصورة عامة.
أذن ونحن نتحدث عن التكتيك بصورة عامة و في اطاره العمومي علينا ان نستلهم و ان نشتق سياستنا وتكتيكنا وفق برنامجنا وهدفنا النهائي اي بناء الحكومة العمالية. وكان هدفنا في المشاركة وايضا في سياستنا الحالية، اي هدفنا في التكتيكان هو تقوية الشيوعية العمالية و حزبها في خضم النضال الاجتماعي الموجود على الصعيد الاجتماعي، حول الانتخابات او مايسمى بالعملية الانتخابية.
تكتيك المشاركة!
قررنا المشاركة في الانتخابات وكنا نعرف بدقة ماهي هذه العملية التي لا تشبه الانتخابات، قررنا المشاركة و نحن نعرف في البداية حق المعرفة، بالمحتوى الطائفي والقومي لهذه العملية، كنا نعرف ان العملية غير نزيهة و نعرف ان الطابع السائد فيها هو سيطرة الميليشيات القومية والطائفية، ونعرف ايضا ان الاصوات ستتوزع على الكتل القومية و الطائفية الميليشياتية قبل التصويت... كل هذه الامور وتفاصيلها كنا نعرفها بصورة دقيقة و مؤكدة ايضا( اتحدث عن المكتب السياسي كمؤسسة قيادية في الحزب). رغم كل هذه المعرفة حول مجريات الامور والعملية الانتخابية قررنا المشاركة.
قررنا المشاركة من زاوية تقوية وتطوير الشيوعية العمالية وحزبها في خضم السجالات السياسية الموجودة حول هذه العملية الانتخابية التي ترتبط اوثق الارتباط بقضية السلطة السياسية. لان محتوى هذه العملية كما اشرنا اليه طائفي وقومي، وهذا انعكس على السجالات السياسية حول الإقرار على قانون الانتخابات، وكنا لسنا غائبين في هذه السجالات على رغم التعتيم الإعلامي علينا. براي وعلى رغم نقصنا الكبير في الميدان الاعلامي و التحريضي و ضعف اليات ووسائل التواصل مع الجماهير المليونية في العراق، الا ان كل هذه النواقص لم تحد من ظهورنا و إبراز صوتنا كقوة مدافعة عن الحقوق السياسية و المدنية للمواطنين، و ظهورنا كقوة معارضة ماركسية تجاه قانون الانتخابات والسجالات الموجودة حوله.
براي وحسب وجه النظر الاجتماعية ومع وجود هامش من الحرية السياسية بسبب الخلافات السياسية العميقة بين القوى الميليشياتية الطائفية والقومية، وشق صفوفها بالتسميات القومية والطائفية. اي ان الأجواء المفتوحة اجتماعيا هي معطاة اجتماعيا و ليس حسب وصفة قانونية او ايمان الحكام بالحريات السياسية. حسب هذا الوضع كان يجب ان نشارك في تلك العملية في البداية والتدخل بشكل مؤثر حول الصراع على قانون الانتخابات، لان كان حلقة من حلقات الصراع على السلطة، على رغم كل الملاحظات التي كان لدينا على اصل قانون الانتخابات، لان القانون الانتخابات كان موضع السجالات السياسية العميقة بين مختلف التيارات السياسية. شاركنا لان السؤال المطروح اجتماعيا هو لماذا لا تشاركون في الانتخابات مادام لديكم حرية وبامكانكم ان تؤثروا على مجريات الامور ولو بصورة جزئية؟! الجماهير بصورة عامة تطرح اسئلتها حسب درجة وعيها ومدى تسلحها بافق انساني او افاق تقدمية. ان المعلوم هو ان توازن القوى لصالح البرجوازية بصورة اكيدة. ولكن الشيوعية العمالية كحركة وحزبها كجزء منظم فيها ليسا حالتان او ظرفان لاوضاع الاستقرار او الثورة فقط بل وجدت الشيوعية اساسا لدحر الراسمالية في اي ظرف كان. أذن علينا التدخل في كل فرصة مواتية لحركتنا وحزبنا حسب وصفة وحالة معينة تحدده الظروف الموضوعية لصالح حركتنا.
لكن مشاركتنا كانت مشروطة بعدة شروط، اعلناها في حينه. وكنا ماضين الى النهاية لو تحقق الحد الادنى من شروطنا و الحد الادنى هو ان تتم الانتخابات على اساس العراق دائرة انتخابية واحدة ومفتوحة اي ان الانتخابات يجب ان تكون عراقية و ليست طائفية وقومية على الاقل حسب الوصف القانوني لها. هذا الحد الادنى لم يتحقق على رغم محاولاتنا النضالية، عليه انسحبنا من العملية وقررنا مقاطعتها. لان الاستمرار في المشاركة مع القانون المقر والمعدل في صورته النهائية تضر بمصالح حركتنا.( في الفقرة التالية اوضح هذا الامر).
إن البرجوازية بصورة عامة و الكتل السياسية القومية والطائفية بالتحديد، لكونهم حركتين سائدتين في البرلمان يبتغون الإبقاء على الوضع الموجود لصالحهم وعليه قرروا حسب مصلحتهم، سد الطريق امام الشيوعية العمالية واليسار او حتى الحركات البرجوازية التي ليس لها مصلحة في التقسيم الطائفي. أقروا على قانون للانتخابات يمثل اقصى ما يمكن تمثيله السياسي والتوجه الطائفي والقومي، وشرعنته من خلال قانون الانتخابات.
تكتيك المقــــــــــاطعة !
قررنا المقاطعة بعد سد الطريق من قبل البرجوازية الميليشياتية تجاه مشاركتنا. لان إستمرارنا في المشاركة مع القانون المقر في تعديلاته الاخيرة تضر بمصالح حركتنا. لسبب بسيط وهو ان القانون المقر اطر كل المسارات الانتخابية في إطار توجه طائفي قومي و قنونة الطائفية والقومية والميليشياتية حسب وصف القانون وشرعنة السلطة الموجودة عبر الآليات والفقرات القانونية الموجودة في تفاصيل قانون الانتخابات. أن هذا القانون كان موضع السجالات السياسية في البداية وشاركنا في هذه السجالات حسب الامكانيات المتوافرة لدينا، وكانت مشاركة اجتماعية وسجالا اجتماعيا كبيرا حول مواضيع سياسية مهمة. وخصوصا ان شروطنا وقوانينا التي اعلناها لم يتم اخذ الحد الادنى منها، عليه ليس امامنا طريق اخر غير الانسحاب و مقاطعة العملية برمتها.
المقاطعة هي الوجه المعاكس لتاكتيك المشاركة، هي وجهها السلبي بالمعنى الاحتجاجي ضد العملية الانتخابية القادمة. كما شرحنا اعلاه وقلنا ان الظرف الحالي والاجواء المفتوحة نسبيا معطاة اجتماعيا، فإن الوعاء الاجتماعي يسلمنا ايضا عدد من المقومات ولكن ليس بالقدر الذي يبقينا على خط المشاركة، لماذا؟ لان الوضع السياسي في العراق مختلف تماما عن باقي دول العالم، في العراق تسود الحركات البرجوازية الميليشياتية، وهي مسيطرة على اكثرية مدن العراق عبر مختلف التيارات البرجوازية الطائفية والقومية، هذا من جانب ومن جانب اخر ان المجنمع في العراق اصبح مقسم طائفيا وقوميا ودينيا، ان الهويات الطائفية والقومية والدينية هي السائدة وليست هوية العراق حتى بمعناها البرجوازي الصرف. تضاف الى ذلك ان معيشة الانسان سواء كانت كفرد او عائلة مرتبطة وثيق الارتباط بإنتمائه الى احدى الكتل الطائفية او القومية اي ان معيشته وحتى امنه مرتبط بتلك الحركات، حيث الرواتب و الوظائف و الرتب كلها توفر حسب تلك الانتماءات فبدونها ليس بامكانك ان تتوظف او ان تتعين في دائرة من دوائر الدولة. في ظل هذه الاوضاع وعلى رغم الإحتجاجات العمالية و الجماهيرية خلال السنوات المنصرمة، وعلى رغم التذمر الواسع ضد الاحزاب الحاكمة في بغداد، الا ان تلك الاجواء والحالة الشاذة " ربما تستمر طويلا" تحد من تغير مسار الاوضاع لصالح الجماهير بصورة مالوفة وحسب قوانين التغير في البلدان الاخرى، خصوصا اذا لم تكن هناك قوة شيوعية عمالية فاعلة ومؤثرة مطروحة كبديل اجتماعي في منظور المجتمع. ان التغيير في مسار هذه الاوضاع الشاذة هو تغيير عبر آليات شاذة وغير مالوفة وليس تغييرا مالوفا مثل ما جربوها البلاشفة مثلا او مثل اقدم عليها الشيوعيون في المانيا"على رغم هزيمتهم".
اذن واالحال كهذا نحن نرتكز على الحالة الاحتجاجية، نحن نرتكز على التذمر الجماهيري و العمالي الناتج اصلا من حكم الاحزاب الحاكمة وقسوتهم، نرتكز على قوى العاطلين عن العمل و نرتكز على نضال المراة والشباب المحتجين على هذه الاوضاع...ان قوتنا في المقاطعة هي نفسها في المشاركة. ان موضوع عملنا السياسي كما هو في المشاركة. ان مقاطعتنا كمشاركتنا لفضح البرجوازية وسياساتها الرجعية، لفضح ادارتها للدولة والحكم، لفضح قوانينها وسياساتها لفضح كل ممارساتها، ومن خلالها جلب ما يمكن جلبه من انظار التيار العمالي والجماهيري وتنظيمهم وتوجيههم نحو حركة نضالية احتجاجية في سيبيل تحقيق مطالبها في سبيل رفع استعدادتها السياسية و في سبيل تصوير تلك العملية الانتخابية كمهزلة لاتمت بصلة للانتخابات المألوفة على الصعيد العالمي، علينا ان نفضح امرهم وهم يمررون سياساتهم الطائفية والقومية وفق الوصفة القانونية و باسم قانون الانتخابات، علينا ان نرفع الستار عن عيوبهم ومدى تصلب الطائفية و القومية في عقولهم و برامجهم السياسية، التي ادت الى تشرذم المجتمع على اساس تلك الهويات البغيضة. علينا ان نوضح لجماهيرنا الغفيرة ان هذه الانتخابات هل عملية سياسية مدبرة مسبقا لتقسم الادوار بين الحركات البرجوازية القومية والطائفية، علينا ان نوضح ان هذه العملية هي قنونة للوضع الموجود واستمرار الاوباش في الحكم، هي عملية لقنونة وشرعنة الميليشيات وفرض قبضاتهم على عنق العراقيين جميعا. هي عملية لشرعنة دونية المراة، لقنونة قلة الاجور وانعدام حقوق العمال، هي عملية لفرض سطوة الاستثمارات الاجنبية تجاه العمال وحقوقهم، انها عملية لخصخصة المؤسسات الصناعية، عملية لقنونة الفساد وتمريره، انها عملية لفرض التقسيم الطائفي والقومي على المجتمع... انها عملية لسيطرة البرجوازية التوافقية والمحاصصاتية على الحكم.
إذن علينا تسخير كافة قوانا في سبيل جمع وتنظيم مايمكن جمعه وتنظيمه للتصدي لتك السياسيات الرعناء التي تواجهنا والمجتمع في العراق. النقطة المحورية في المقاطعة كما في المشاركة هي تدخل مؤثر وفعال على مسار الاوضاع السياسية الراهنة، كحزب شيوعي عمالي ثوري يبتغي تثوير الأوضاع لصالح الطبقة العاملة و الجماهير المحرومة. عليه جلب انظار المجتمع بصورة عامة وطليعيي الحركة العمالية والجماهيرية لمقاطعة العملية الانتخابية القادمة وتحويلها الى عملية نضالية جماهيرية-عمالية عارمة، لقلب الاوضاع الموجدة اي "العملية الانتخابية" وتحويلها الى عملية نضالية جبارة، جوهرها او محورها دحر السياسة الطائفية والقومية. وهدفها تقوية الشيوعية العمالية وحزبها. بمعنى اخر تقوية الصف العمالي والجماهيري المحتج بوجه طغيان القوى الطائفية والقومية.
التكتيك الشيوعي واليسار!
لليسار اللااجتماعي ليس هناك تكتيك بالمعنى السياسي العملي، بل هناك مفاهيم تاكتيكية على الارجح. حين يتحدث هذا اليسار عن التاكتيك يتحدث عن الجوانب الكامنة او القوة الكامنة في الطبقة او الحركة العمالية، يتحدث عنها عبر عقيدتها وليس حسب حالة موضوعية وسياسية محددة وفق طريقة ماركسية، او يتم خلطه مع الاستراتيجية من قبلهم وتحت حجج عديدة.
لهذا اليسار اجاباته الحاضرة دائما لان ليس لديه مراوغات وتاكتيكات سياسية، لاينظر الى الاوضاع الاجتماعية، والمجتمع بالنسبة اليه ليس موضوع ولا يعرفه اصلا. عليه اليسار يجيب مثلا على المشاركة بالانتخابات بنعم اولا. جزء منه يقول نعم وجزء منه يقول لا . ليس لديه اي تكتيك اخر بين نعم و لا. يقسم السياسة بين نعم ولا، إيجابي او سلبي، كما يقسم المجتمع والقوى السياسية بين الخير والشر... يفكر بطريقة ميكانيكية بحتة بعيدة عن التدخل في الاوضاع السياسية والاجتماعية. لايعرف ولا يمكنه فهم الحالة الموضوعية والاجتماعية بين الخير والشر وبين نعم ولا، هو يعرف فقط نعم نعم او لالا. ولكن حين يقول نعم ينسى انه قوة أشتراكية يجب ان يدافع عن توجهاتها في اي ظرف كان سواء في الحملة الانتخابية او داخل قبة البرلمان أو في الشارع وفي كل لحظة من لحظاتها، وحين يقاطع العملية حينذاك تتحول بقوة القادر الى حركة باسفيستية ساكتة لاحول لها ولا قوة لاتتعدى كل اعماله بيان او عدد من البيانات الصادرة التي لا يعرف عنها اكثرية مطلقة من الجماهير.
نحن نتفاعل ونتدخل ونريد ان يكون لدينا تأثير على الاوضاع في بلد معين وهو العراق. العراق له ظرفه الخاص والوضع السياسي الخاص به لا يشبه اوضاع بلدان اخرى. عليه يجب اتخاذ تاكتيكات مختلفة وتغييرها بصورة مناسبة حين يلزم الامر. كان السجال حول قانون الانتخابات قوي جدا بين مختلف الكتل السياسية والسائدة في المجتمع. كان لنا دور ايضا ولكن براي كنا لسنا بارعين في أتخاذ تاكتيكات مختلفة وتغييرها حسب الوضع المتغير خلال الساعات في تلك الفترة التي تجاوزت شهرا كاملا، وكانت فترة مهمة لظهور وتقوية الشيوعية العمالية... لعب على الحبال المختلفة وتغير التكتيك حسب الايام وحتى حسب الساعات كانت ميزة تلك الفترة التي إشتدت فيها السجالات العميقة بين مختلف التيارات الاجتماعية حول قانون الانتخابات.
هذه الفترة كانت اهم فترة في كل مراحل العملية الانتخابية لان الصراع وصل الى درجات اعمق بكثير من تلك المرحلة التي سبقتها او التي تليها ضمن اطار هذه العملية. الصراع وصل الى الذروة بالمعنى الدقيق. في هذه الفترة كانت مختلف التيارات البرجوازية تبتكر وتبدع في تغيير تكتيكاتها بلحظات حسب تغير واشتداد الصراع حول قانون الانتخابات، لان كلها تعرف ان الصراع الاصلي هو الصراع على السلطة ولكن لكل تيار حسب تفكيره، موقعه ومكانته في المجتمع. كانت مشاركتنا في تلك السجالات مناسبة ولو انها لا تقارن اصلا بقوة وجبروت الاعلام البرجوازي، حيث وقفنا بدقة وباستمرار ضد كل التوجهات والسياسات المتناقضة مع مصالح الجماهير والعمال والشباب و كات ممتازة من وجه النظر الاشتراكية وتوجهنا كحزب شيوعي عمالي حيث كنا واقفين بالمرصاد لكل الحركات البرجوازية حول هذا القانون واصدرنا اربعة بيانات مختلفة خلال شهر واحد حول هذه المواضيع وجسدنا هذه المسائل في حركات عملية و اعلامية ايضا وخصوصا في بغداد والناصرية وسامراء. لكن مع كل ذلك لسنا بارعين في تغيير و أشتقاق تاكتيك صغير من التاكتيك الرئيسي في بطن هذه العملية.
براي ان قضية التاكتيك، بالنسبة لليسار اللاإجتماعي ليس قضية التكتيك ونحن نتحدث عنه بل القضية تتعدى التكتيك بكثير وترتبط مباشرة بقضية الاستراتيجية ومكان وموقع الحركة العمالية والشيوعية العمالية بصورة ادق. لان هذا اليسار حين يتحدث عن تاكتيك ما " خذ اي تاكتيك" حين يقبله او يرفضه لايعينه المجتمع ولا الطبقة العاملة ولا حركتها. حين يرفضه، يسلم نفسه للسكوت والجلوس امام الشبابيك ويطلق الخيال لحركته وحزبه او منظمته والتفكير بانجازاته العظيمة في مخيلته... وحين يتدخل ويقبل به يركض وراء الاخرين والتيارات البرجوازية تحت مفاهيم رنانة وطنانة لايحملها طبعا ولكن لانها مفاهيم وعقائد بإمكانك ان تخبئها كلها في ورقة ما!! هذا هو عنوان هذا اليسار مع تفاصيل اكثر او بدون اية تفاصيل.



#سامان_كريم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بصدد الدفاع عن الوطن- على هامش الهجمة الايرانية على الفكة
- لا تنتظروا مهزلة الانقلاب العسكري ولا تتوهموا به، هي توأم لم ...
- -بعثوفوبيا-الحكومة العراقية ومدلولاتها السياسية !
- حوار سايت الحزب الشيوعي العمالي العراقي مع سامان كريم حول ال ...
- انهيار جسر عبور المشاة في سوق الشيوخ
- الحكومة الحالية حكومة لتفشي الفقر والمجاعة ليس بامكانها ان ت ...
- لا لعملية نزف دماء العراقين، لا للانتخابات، لنهب لمقاطعتها!
- بغداد تحترق ، والقوات الامنية مستنفرة للدعاية الانتخابية وال ...
- الذكرى الثامنة لحوار المتمدن
- الدولة المفقودة! على هامش الصراعات حول قانون الانتخابات
- أهالي كركوك، بين مطرقة الحركة القومية الكردية و سندان الحركة ...
- نهاية العملية السياسية الجارية! والعملية الانتخابية القادمة
- أبعاد جدیدة وشاملة من الأضراب في مدن سنندج وبقیة ...
- كيف نواجه الشركات الاجنبية !
- رسالة الى الرفيق حول الاحداث الاخيرة في إيران
- وهم التغيير في ظل العملية السياسية الجارية في العراق!
- حميد تقوائي وحزبه انزلق تحت جناح موسوي
- إعادة قراءة -الديمقراطية بين الادعاءات والوقائع- لمنصور حكمت
- بمناسبة يوم الطفل العالمي
- لا للمحاصصة الطائفية والقومية،ولا لدستورها، ونضالنا لبناء ال ...


المزيد.....




- مدير الاستخبارات الأمريكية يحذر: أوكرانيا قد تضطر إلى الاستس ...
- -حماس-: الولايات المتحدة تؤكد باستخدام -الفيتو- وقوفها ضد شع ...
- دراسة ضخمة: جينات القوة قد تحمي من الأمراض والموت المبكر
- جمعية مغربية تصدر بيانا غاضبا عن -جريمة شنيعة ارتكبت بحق حما ...
- حماس: الجانب الأمريكي منحاز لإسرائيل وغير جاد في الضغط على ن ...
- بوليانسكي: الولايات المتحدة بدت مثيرة للشفقة خلال تبريرها اس ...
- تونس.. رفض الإفراج عن قيادية بـ-الحزب الدستوري الحر- (صورة) ...
- روسيا ضمن المراكز الثلاثة الأولى عالميا في احتياطي الليثيوم ...
- كاسبرسكي تطور برنامج -المناعة السبرانية-
- بايدن: دافعنا عن إسرائيل وأحبطنا الهجوم الإيراني


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - سامان كريم - تكتيكان لسياسة واحدة!حول مشاركة الحزب و مقاطعته للعملية الانتخابية