أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سامان كريم - أهالي كركوك، بين مطرقة الحركة القومية الكردية و سندان الحركة القومية العربية!بصدد لعبة الانتخابات















المزيد.....

أهالي كركوك، بين مطرقة الحركة القومية الكردية و سندان الحركة القومية العربية!بصدد لعبة الانتخابات


سامان كريم

الحوار المتمدن-العدد: 2834 - 2009 / 11 / 19 - 21:55
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


كانت قضية كركوك عقدة رئيسة وقضية مركزية في عدم الوصول الى تفاهمات مشتركة بين الحركات القومية العربية والكردية والاسلام السياسي الشيعي خلال 10 اجتماعات متتالية للبرلمان العراقي، وبالتالي كانت كركوك مانعا رئيسا في عدم الاقرار على قانون الانتخابات خلال تلك المدة... بعد كل هذه المداولات والشجارات والجولات المكوكية و والتدخلات الاقليمية والدولية، أخيرا حلت العقدة بسحر وبعصى أمريكية . كيف تم تفكيك هذه العقدة؟ وماهو حل هذه الاطراف لقضية كركوك؟ ما هو موقع أهالي كركوك ومصالحهم من وجه نظر تلك الاطراف؟ هذه الاسئلة و مسائل اخرى نبحثها في هذا المقال...
محتوى قضية كركوك!
من الممكن تعريف مدينة كركوك حسب وجه النظر الجغرافية، او حسب النظر الجيو سياسية،او حسب تاريخ المدينة و تخطيطها العمرانية، او حسب مكانتها الاقتصادية ضمن الاقتصاد العراقي او حتى العالمي...الخ. لكن القضية ليس كذلك، بل تشات القضية على اساس القومية، منذ سنة 1958 بالتحديد وحين دخلت القضية القومية دستور العراقي، لحين وصولها الى هذا المعترك الخطير. أن محتوى هذه القضية وحلها حسب وجه نظرنا يجب ان تكون حسب مصالح اهالي هذه المدينة، يجب ان تكون لصالح امنهم ومعيشتهم و وتطوير مدينتهم بما يتوافق مع متطلبات العصر و الإمكانيات الهائلة التي تتمتع بها المدينة.
حل قضية كركوك يجب ان تكون إنسانية. التجارب السابقة برهنت على إن الحركات القومية سواء أكان العربية او الكردية، ليس فقط ليس لديها الحل المناسب بل عمقت من جراح ومعاناه اهالي المدينة. بدءاً بالحركة القومية العربية التي قادها حزب البعث، حيث قام بحملة سياسة شوفينية رجعية للتطهير القومي و التهجير القسري وتعريب هذه المدينة و سياسة تصحيح القومية صيئة الصيت ولغاية سقوط حكومة البعث لم تتورع الحكومة القومية البعثية من قتل اهالي هذه المدينة على اساس الهوية "القومية الكردية" او "التركمانية". حين بدا الاحتلال و سنح الفرصة للحركة القومية الكردية واحزابها بدءوا المعاملة بالمثل وردوا التعريب بالتكريد، ... منذ ذلك الحين وفي ظل الاحتلال الامريكي تعمقت معاناة أهالي هذه المدينة. معاناة سياسية ومعيشية و امنية و واجهوا الارهاب و التاجيجات القومية العنصرية والشوفينية...
ان القوى الرئيسة في الحركتين القومية العربية والكردية حين يتحدثوا عن كركوك، يقصدون باراضيها وبحدود ادارتها و بختمها باختام قومية، يقصدون بأبار نفطها و ثرواتها الاقتصادية.... لم يتحركوا لمعالجة اية مشكلة من مشاكل اهالي المدينة لحد اللحظة... هناك مشاكل جمة ومن نواحي عدة لاهالي المدينة ومنها الخدمات العامة من مياه الشرب ومجاري الصرف الصحي، الى الانقطاع المستمر للتيار الكهربائي والى المجاعة و جمهرة واسعة من العاطلين عن العمل، ناهيك عن قلة المدارس والمستشفيات العصرية... ان المدينة هي كماهي بل تراجعت مقارنة بمدن مثل السليمانية وكركوك و النجف و كربلاء واربيل على رغم وجود بحر من النفط فيها...لان المعركة ليس على تحقيق تطلعات وامنيات ومطالب اهالي هذه المدينة البائسة بل على اخذ حصة الأسد من الكعكة الذهبية، ولحين حسم هذه الامر سوف تبقى كركوك دون ماء صالح للشرب ودون خدمات ضرورية، وهذا هو جوهر الحركات القومية!.
حل قضية كركوك لا يتم حسب مبادئ وبرامج وسياسة قومية و لا بدائلهم المختلفة من المواد 140 و 23 او الحلول التوافقية التي تطرحها عدة جهات عربية أو كردية أو تركمانية... التوافق والمحاصصة يفرضها واقع توازن القوى بين اطراف معينية في فترة تاريخية معينة، ولكن التاريخ و الاوضاع يتغيران باستمرار حينذاك يتغير التوافق حسب مبدا توازن القوى... مثلما رأينا في الدستور العراقي حيث اقر بالتوافق بين طرفي الاسلام السياسي الشيعي و الحركة القومية الكردية بقيادة حزبي الطالباني و البارزاني ولكن نرى الان، ان دستور العراق صار في خبر كان، لا احد ينفذ بنوده ، لان توازن القوى تغيرت لصالح الحركة القومية العربية مقارنة بالقوى الأخرى , الحركة التي كانت غائبة الى حد كبير في الانتخابات السابقة 2005.
لكن يجب الإجابة فورا لحل قضية كركوك وهي ان هذه المدينة يجب ان تهيأ فيها أجواء سياسية حرة و حالة امنية مستقرة لمدة 6 اشهر وذلك لتهيئة اجواء لاستفتاء عام وحر وشامل لكافة اهالي المدينة بدون اي تميز، ولكل الذين بلغت أعمارهم 18 سنة... وذلك للتصويت مرة على انفصال كردستان عن العراق وبناء دولة مستقلة فيها او بقاء كردستان ضمن الحدود العراقية الحالية وبحقوق متساوية ومرة اخرى لتحديد هوية المدينة وتبعيتها لاحدى الدول الموجودة اي للدولة المستقلة التي انشئت في كردستان او للدولة العراقية الحالية ..
تاريخ هذه القضية برهن بأن ليس هناك من حل آخر ضمن السياقات السياسية الموجودة لحد الان. ان بناء دولة اشتراكية او عمالية هي حل انجع لتجاوز كل هذه المشاكل والقضايا، ولكن حل قضية كروك يتطلب حلا فوريا، و براي هناك حل ثاني وهو بناء دولة علمانية وغير قومية في العراق وفي ظل هذه الدولة ايضا بامكاننا ان نتجاوز قضية كركوك ومشاكلها ولكن مادام هناك حكومة رجعية وبدستور ووقوانين رجعية ليس امامنا حل فوري اخر غير انفصال كردستان وبناء دولة علمانية وغير قومية فيها، دولة لكل مواطنيها وحسب مبدا حق المواطنة المتساوية لجميع ساكنيها، وإعطاء حق التصويت لاهالي كركوك مرتين كما شرحنا اعلاه. لكن كحل فوري و للإجابة على مشاكل اهالي كركوك ولحين والصول الى احد الحلول المطروحة اعلاه... يجب تسليم المدينة لاهاليها عبر صيغة انتخابية اخرى ومختلفة عن سابقتها وعن الأطروحات القومية المطروحة، وهي انتخاب ممثلين عن اهالي كل محلة من محلات المدينة، ممثلين من خمسة أشخاص او اقل حسب النسبة السكانية في اية محلة... مثلا ممثل عن كل عشرة الاف شخص.. حينذاك يجتمع ممثلو كل المحلات لتشكيل مجلس المدينة او الجمعية العمومية للمدينة. هذا المجلس ينتخب حكومته و ادارة مدينته، اي اعضاء مجلس المحافظة بمعنى اليوم، وينتخب بدوره محافظ المدينة... وتعين مدراء الدوائر حسب صيغة انتخابية، بدون النظر الى هوية اي مرشح او اي مدير. حسب هذه الطريقة يعاد تشكيل القوى المسلحة في المدنية وذلك لغرض تامين أمنية المحلات السكنية و شوارعها و مؤسساتها الصناعية والمدنية فيها، ان المسلحين المدافعين عن مصالح اهالي المدينة و أطفالها يجب أن يتم اختيارهم من قبل أهالي المحلات مباشرةً ، وتسليم امن المحلة لتك القوى التي شكلت في المحلة وهكذا... ان كل الأطروحات القومية التي جربت لحد الان تضر بمصالح اهالي المدينة ومصالح اهالي كردستان والعراق بأجمعه.
اهالي كركوك في ألعبة الانتخابية الأخيرة!
لا احد يعرف كيف تم التوصل الى تجاوز عقدة كركوك بين الحزبين الحاكمين في كردستان العراق من جانب و حكومة المالكي من جانب اخر، ولكن وحسب وكالات انباء عدة , ان عراب هذه القضية هو السفير الأمريكي في النمسا وحين زارها البارزاني خصيصا لهذا الموضوع في بداية الشهر الجاري...ان بحثنا ليس تعقيب هذا الموضوع بل المعاناة و المأساة التي يعيشها أهالي المدنية، المطالب والتطلعات التي ينتظرها ساكنوا هذه المدينة المنكوبة. إن اهالي هذه المدينة كأهالي اي مدينة أخرى لديهم طموحاتهم و مطالبهم الانسانية على الصعيد السياسي و الاقتصادي والخدمات والأمن ايضا. يريدون الاستقرار لمدينتهم ويعيشون فيها بسلام وأمان، يريدون ان يعيشوا بعيدا عن تاجيج الصراعات والحروب القومية التي جربوها، يريدون ان يعيشوا مع بعضهم البعض، مع جيرانهم مثلما عاشوا هكذا عبر التاريخ. هذه هي حالة اهالي كركوك بدون الاحزاب القومية وبدون تأثيراتها.
أذ ننظر الى تاخير قانون الانتخابات الاخيرة، نرى عشرة اجتماعات متتالية لحين الوصول الى نتيجة غير معروفة حول كركوك ولا يعرفه احد من لوردات البرلمان بل تم معالجة الموضوع خارج البرلمان كالعادة. نرى في كل هذه الاجتماعات، في مشاجرات الكتل القومية والاسلامية، في حوارتهم ومداخلاتهم وفي اطروحاتهم وحسب وجه النظر القومية والاسلامية، ان كركوك مدينة منزوعة من الانسان، منزوعة من الاطفال والشيوخ والنساء ومنزوعة من الطموحات والتطلعات والمطالب الانسانية... انها كتلة من الأراضي و التلال وأبار النفط، لكن الصراع بين الحركة القومية الكردية والعربية واحزبها هو صراع ليس على مصالح اهالي هذه المدينة بل على الهوية القومية لهذه المدينة، كان صراعا على من يكتب اسم قوميته على هذا البثر من النفط او على هذا التل من التلال الموجودة في محيط كركوك، كان الصراع على من يأخذ حصة الاسد من ابار نفطها وليس على مطالب المهجرين البائسن العائدين الى كركوك ، وليس على تبليط الشوارع او توفير الامن والمحروقات و ... كان هذا هو الصراع الرئيس، الصراع على الهوية القومية للمدينة. ان هذا الصراع لا يرتبط مطلقا وباي شكل من الاشكال بمصالح اهالي المدينة، انها صراع بين مختلف كتل البرجوازية القومية لحسم سلطة هذه المدينة ، لحسم ابار نفطها. ان اول درس من هذه المداولات والسجالات البرلمانية حول كركوك هو ان القومية اينما كان وباي اسم هي متناقضة تماما مع طبيعة الأنسان ومصالحه. ان اهالي كركوك هم الخاسرون مع المجتمع العراقي برمته، اما الفائزون هم الحركات القومية الكردية والعربية والاسلام السياسي الشيعي. على اهالينا في كركوك وفي كردستان وفي بغداد والبصرة، أذا يبتغون تحقيق مصالحهم، عليهم ان يبتعدوا عن النضال و الممارسة السياسية ضمن اطار الحركات القومية الكردية والعربية والاسلام السياسي بمختلف اجنحته.... يجب ان يعيش اهالي كركوك بامان وبسلام، يجب توفير كافة الخدمات المدنية لأهالي المدينة ويجب ان تسود الهوية الإنسانية بدل الهويات القومية فيها. وذلك لمصلحة اهالي المدينة ولمصلحة الانسان بصورة عامة. بهذه الطريقة بامكاننا ان نخرج اهالى كركوك من هذه اللعبة البغيضة، و ان يمارسوا دورهم النضالي في سبيل مصالحهم وتحقيق تطلعاتهم. بدونه سيكون اهالي كركوك بين مطرقة وسندان القوميين واحزابهمن سيكونوا لعبة لتمرير مصالحهم المختلفة.



#سامان_كريم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نهاية العملية السياسية الجارية! والعملية الانتخابية القادمة
- أبعاد جدیدة وشاملة من الأضراب في مدن سنندج وبقیة ...
- كيف نواجه الشركات الاجنبية !
- رسالة الى الرفيق حول الاحداث الاخيرة في إيران
- وهم التغيير في ظل العملية السياسية الجارية في العراق!
- حميد تقوائي وحزبه انزلق تحت جناح موسوي
- إعادة قراءة -الديمقراطية بين الادعاءات والوقائع- لمنصور حكمت
- بمناسبة يوم الطفل العالمي
- لا للمحاصصة الطائفية والقومية،ولا لدستورها، ونضالنا لبناء ال ...
- الحركة العمالية والسلطة السياسية!
- وقف العنف ضد المراة، عملنا!
- تشكيل عالم ما بعد الكارثة- تعبير لمرحلة السقوط الامريكي
- حول الهجوم الاسرائيلي على قطاع غزة !
- الهجوم الوحشي والبربري على غزة عار على المجتمع البشري، ويجب ...
- وبدأ العمال بالرد على الازمة الإقتصادية العالمية!- حان الوقت ...
- ارجو ان يكون الحوار المتمدن قدوة في المرحلة القادمة ايضا!
- الإتفاقية الامريكية- العراقية، إتفاق بين طرفين يحتاجان بعضهم ...
- الصراع بين القوى السياسية أدى الى عقم العملية السياسية برمته ...
- أن أجمل إتفاقية هي اخراج امريكا من العراق فوراً
- الحركة العمالية في العراق: حصيلة نصف الثاني من شهر اكتبر.


المزيد.....




- مسجد باريس الكبير يدعو مسلمي فرنسا لـ-إحاطة أسرة التعليم بدع ...
- جيف ياس مانح أمريكي يضع ثروته في خدمة ترامب ونتانياهو
- وثيقة لحزب الليكود حول إنجازات حماس
- رئيس الموساد: هناك فرصة لصفقة تبادل وعلينا إبداء مرونة أكبر ...
- لقطات جوية توثق ازدحام ميناء بالتيمور الأمريكي بالسفن بعد إغ ...
- فلسطينيو لبنان.. مخاوف من قصف المخيمات
- أردوغان: الضغط على إسرائيل لوقف حرب غزة
- محلات الشوكولاتة في بلجيكا تعرض تشكيلات احتفالية فاخرة لعيد ...
- زاخاروفا تسخر من تعليق كيربي المسيء بشأن الهجوم الإرهابي على ...
- عبد الملك الحوثي يحذر الولايات المتحدة وبريطانيا من التورط ف ...


المزيد.....

- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد
- تحرير المرأة من منظور علم الثورة البروليتاريّة العالميّة : ا ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سامان كريم - أهالي كركوك، بين مطرقة الحركة القومية الكردية و سندان الحركة القومية العربية!بصدد لعبة الانتخابات