أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - نجيب الخنيزي - ظاهرة الصالونات الأدبية الثقافية وتصدّر القبيلة والطائفة














المزيد.....

ظاهرة الصالونات الأدبية الثقافية وتصدّر القبيلة والطائفة


نجيب الخنيزي

الحوار المتمدن-العدد: 2891 - 2010 / 1 / 17 - 23:43
المحور: المجتمع المدني
    


وجدت ظاهرة الصالونات والمنتديات الأدبية/ الثقافية، منذ البواكير الأولى من القرن الماضي في بعض المجتمعات العربية، مثل مصر وبلاد الشام والعراق والحجاز، وكانت بوجه عام مرتبطة بشخصيات أدبية ، ثقافية ، و اجتماعية معروفة، كما أنها أتسمت بالنخبوية إلى حد كبير، من حيث الحضور والموضوعات المطروقة. أما في المجتمعات الخليجية، فإن المرادف لها هو ما يسمى بالديوانية، غير أنها أكثر عراقة وارتباطا بالحيز الاجتماعي المتعين، وتعتبر احد المكونات الراسخة في المجتمعات الخليجية، مع أنها اتسمت حتى وقت قريب ، بغلبة الطابع العائلي والعشائري والقبلي الضيق، ، حيث تناقش ويجري فيها تداول قضايا مباشرة تتصل باحتياجات وهموم إفرادها، وتأكيد لحمتهم القائمة على متصلات النسب (الدم) والقرابة العامودية، ضمن النسيج الاجتماعي والمكون الثقافي السائد.
غير أن تنوع وتوسع وتعقد الحياة الاجتماعية، وإفرازاتها السياسية والاقتصادية والاجتماعية، فرض عليها تطوير مجالات اهتمامها، لمواكبة هذه التغيرات والتكيف معها، خصوصا في ظل ضمور وعدم فاعلية مؤسسات المجتمع المدني، أو الحصار المضروب الذي يمنع قيامها، بفعل طبيعة الأوضاع السياسية الاجتماعية/ الثقافية السائدة. وقبل كل شيء هيمنة ومصادرة المجتمع السياسي (الدولة ( للمجتمع المدني، والسياسة، ولقنوات التمثيل والتعبير المستقلة المتاحة، واحتكارها للمؤسسات الإعلامية والاجتماعية والثقافية والأدبية، مما حولها إلى كيانات بيروقراطية جامدة.
وإجمالا فإن العوامل الكامنة في إعادة إحياء وبعث الهويات والانتماءات (الجهوية والقبلية والطائفية والعشائرية والمذهبية) الفرعية التقليدية، تكمن قبل كل شيء في فشل الدولة العربية الحديثة، في بناء دولة القانون والمؤسسات الدستورية، وترسيخ مبدأ المواطنة المتساوية في الحقوق والواجبات، وتوفير أسس العدالة والتنمية المستدامة والمتوازنة، ما بين المناطق والمكونات الاجتماعية كافة. تجربة الحياة والواقع تؤكد إن الدولة الحديثة لا تستطيع الانطلاق والتحليق بجناح واحد فقط، إذ إنها على الدوام بحاجة إلى الفضاء والحيز المدني، الذي يشكل جناحها الأخر والذي يوازن حركتها، ويضفي البعد الاجتماعي والمشاركة الشعبية الضرورية لوجودها، وتطورها الحضاري، وتقدمها الاجتماعي. وبالتالي يظل الحلم والطموح المشروع في الانتقال، مما هو كائن، إلى ما ينبغي أن يكون . ليس هناك من تعارض، ولا ينبغي أن يكون بين الدور (الرسمي ( ا لذي تلعبه أجهزة وزارة الثقافة والإعلام، والأندية الأدبية، وجمعيات الثقافة والفنون وغيرها من جهة، وبين المناشط والتشكيلات الثقافية/ الاجتماعية/ المهنية المستقلة، التي تمثل الجانب المدني - الأهلي من جهة أخرى، مما يتطلب احترام خصوصيتها، واستقلاليتها ضمن الثوابت الوطنية المتفق عليها . في فضاء حرية التعبير، والتفكير، والكتابة، والتجمع السلمي المدني، لن تكون ثقافة التشدد، والكراهية، والإقصاء، والتكفير، والتبديع، قادرة على بث طحالبها السامة في المجتمع أو تشكيل الحاضنة الفكرية للعنف والإرهاب.
لا نستطيع هنا عزل تلك المظاهر السلبية الخطيرة ، عن العوامل الإقليمية والدولية وما يجري في الكثير من دول الجوار من احتقانات اجتماعية خطيرة ومن فراغ سياسي (وطني) وفشل في مواجهة التحديات والاستحقاقات الوطنية، حيث بدأت تطفو على السطح وتترسخ في العمق حال التشطير والانقسام والصراع أفقيا وعاموديا منذرة بأفدح العواقب والمخاطر على صعيد الوحدة الوطنية والمجتمعية . وفي ظل غياب الحريات العامة وضمور العقلانية والتعددية والتسامح والانفتاح والقبول بالأخر المختلف، يجري على نطاق واسع ترسيخ الهويات والانتماءات الفرعية (كملجأ للخلاص والاحتماء)، والتأكيد عليها عبر إذكاء العصبية القبلية والمذهبية بشكل متعاكس وصدامي مع الأخر، ويجري على نطاق واسع استحضار واستذكار المواجهات والمعارك القبلية، وشخصياتها التاريخية القديمة من الزعامات والمشايخ والشعراء والفرسان، وغيرها من الرموز والقيم والمصالح الفئوية، والاحتفاء بها، من خلال المبالغة والتشديد في إعادة الاعتبار للتاريخ والدور الخاص بها ، وتستغل المناسبات الخاصة لتأجيج تلك المشاعر، على شاكلة مسابقات مزاين الإبل، وشاعر المليون، والمعدال )الأحكام العرفية القبلية)، مسيرات الحزن والتجمعات الحاشدة في المناسبات ( الشيعية ) الخاصة ، والتي تستخدم على نطاق واسع، وتكنولوجيا الاتصالات والمواقع الاليكترونية (أكثر من 500 موقع إليكتروني قبلي في السعودية فقط)، وعشرات القنوات الفضائية ( السنية والشيعية ) ذات الطابع المذهبي التحريضي ضد الأخر ، ووصل الأمر إلى وضع رموز وأرقام محددة، للتعريف بالقبيلة والعشيرة والطائفة.
وللأسف فإن بعض الجهات المتنفذه، وخصوصا القوى الاجتماعية والدينية المتزمتة، تكرس هذه الحالة، من خلال أعراف قبلية وأحكام وإجراءات قضائية تعسفية، مثل الطلاق والتفريق بين الزوجين، تحت ذريعة عدم التكافؤ في النسب أو المذهب.
لقد كرس مشروع نظام المنظمات والمؤسسات الأهلية هذه الحالة، أو على الأقل أعتبرها (تحت عنوان الصناديق العائلية ) من باب الاعتراف بالأمر الواقع تندرج ضمن مسمى الجمعيات والمؤسسات الأهلية، في حين أنها تكرس حالة التشطير، والانقسام والتنافس والتفاخر والتنابز، بين مكونات المجتمع، وتشكل عائقا جديا أمام تبلور منظمات ومؤسسات المجتمع المدني التي تتجاوز واقع التشظ والانقسام الفئوي. وهنا يجب عدم الخلط ما بين ضرورة احترام الهويات والانتماءات الخاصة وما بين تكريسها على حساب الهوية الوطنية الجامعة ، مما يتطلب خلق مستلزماتها الواقعية على الأرض .



#نجيب_الخنيزي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لايزال يحدونا الأمل.. برجوعك ياأبا أمل
- معوقات قيام مؤسسات المجتمع المدني ( 9 )
- ثقافة الفساد
- التمايز ما بين المجتمعين الأهلي والمدني ( 8 )
- نشوء الدولة المركزية السعودية والمجتمع المدني ( 7)
- السجال حول طبيعة الدولة في الإسلام ( 6)
- التيارات الاصولية والموقف من الدولة المدنية (5 )
- الدولة العربية الحديثة ومستلزمات المجتمع المدني ( 4 )
- مفهوم المجتمع المدني .. ترسيخ فكرة المواطنة ( 3 )
- مكونات وعناصر المجتمع المدني (2 )
- بمناسبة العيد الثامن لانطلاقة الحوار المتمدن
- المسار التاريخي لظهور وتبلور مفهوم المجتمع المدني ( 1 )
- الحداثة والأزمة الحضارية 2 - 2
- الحداثة وانسداد الأفق التاريخي ( 1 )
- القمة الخليجية في ظل التحديات والاستحقاقات المشتركة
- الاحتفاء بالشخصية الوطنية البارزة ميرزا الخنيزي
- إيران: بين ولاية الفقيه والدولة المدنية
- الديمقراطية على الطريقة الإيرانية
- كل يوم عاشوراء وكل أرض كربلاء.. ميثلوجيا الحزن والثورة
- كارثة سيول جدة.. هل تكون محركا لاجتثاث الفساد ؟


المزيد.....




- قبيل لقائهم نتنياهو.. أهالي الجنود الإسرائيليين الأسرى: تعرض ...
- هيومن رايتس ووتش تتهم تركيا بالترحيل غير القانوني إلى شمال س ...
- بسبب المجاعة.. وفاة طفل بمستشفى كمال عدوان يرفع حصيلة ضحايا ...
- الأمم المتحدة تحذر: الوقت ينفد ولا بديل عن إغاثة غزة برا
- ارتفاع الحصيلة إلى 30.. وفاة طفل بمستشفى كمال عدوان بسبب الم ...
- الخارجية الأمريكية تتهم مقرّرة الأمم المتحدة المعنية بفلسطين ...
- تقرير أممي: نحو 60% من وفيات المهاجرين كانت غرقا
- قبيل لقائهم نتنياهو.. أهالي الجنود الأسرى: تعرضنا للتخويف من ...
- واشنطن ناشدت كندا خلف الكواليس لمواصلة دعم الأونروا
- الهلال الأحمر: إسرائيل تفرج عن 7 معتقلين من طواقمنا


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - نجيب الخنيزي - ظاهرة الصالونات الأدبية الثقافية وتصدّر القبيلة والطائفة