أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عباس مزهر السلامي - اتجاهات ملغّمة















المزيد.....

اتجاهات ملغّمة


عباس مزهر السلامي

الحوار المتمدن-العدد: 2891 - 2010 / 1 / 17 - 18:35
المحور: الادب والفن
    



إن ماأصاب ثقافتنا العراقية اليوم، ليس خافياً على أحد، بدايةً ، لستُ أبغي من مقالتي هذه أنْ أبلغ حد الوهم وأقول سأعيد لها هويتها السليبة، فما أنا سوى شاعر ، ولايفلح الشاعر حيث أتى!!ولستُ هنا بمعرض ادانة أو دفاع ، فقد عرفتُ كل الجهات، ومللتُ كل التوجهات. ولكني أسوق حديثي بدافع المواطنة ، وبما تفرضهُ عراقيتي عليَّ، وبما تمنحهُ لي من قدرة ٍعلى الحديث والتحاور، وكذلك الدفاع والمناورة فيما لو استعصى على البعض قبول ماأقول. واذاما استشرى السم في الألسن الصدئة، وتفاقم الحقد في العيون الوقحة. فسأدع أحرفي لتلك الألسن، وأناملي لتلك العيون.
فما أصاب ثقافتنا من قبل لايمكن بأي حال من الأحوال أن نقيسه بما أصابها اليوم . فثقافتنا المخرَّبة ، المدمّرة اليوم،سادتي ، لالكونها كانت ثقافة شمولية ، أو متصلبة ، أو رسمية ، أو ذات مسار ثقافي موجَّه.كما راح يلهج البعض في تسميتها. ربما يمكننا القول بأنها سُيّرَتْ آنذاك، أو حُجِمَتْ في مكانها لأهداف خاصة ، لكنها وعلى الرغم من ذلك لم تفقد خصوصيتها ،بل بقيت وماتجرأ أحد على اسقاطها ، وماتلاشى أبداً تأثير ثقافتنا في خارج محيطها . والأهم من هذا وذاك ، مافقدت ْهويتها ، بل ظلتْ، هويتها عراقيةعربية خالصة .. لكن تدميرها الآن يأتي عن قصد ، وذلك بتغيِّبها، ومحاولة قتل قدرتها خشية تأثيرها في مجتمعٍ تتنازعهُ اتجاهات وجهات عدة ،.لذا عملوا على دسِّ ثقافات دخيلة في حجرها لقتل خصوصيتها،والعمل على سلخها من انتمائها العربي، وذلك بالحد من تواصلها ، وقطع سبل التقائها مع الثقافة العربية الأم.فالثقافة يُنظَر لها اليوم على انها وسيلة للتخريب والإفساد،وانحراف الشارع،مالم تدعم توجهات السلطتين،ويكون جل اهدافها حشد ورصّ الصفوف لتحقيق غايات بعينها من انفصال ،أو تبعية . هم يعرفون تماما ،أنْ لادواء لآفة الجهل سوى الثقافة ، لذا لم تحظ الثقافة منهم الاّ بالتهميش، بل عدَّها البعض من المحرَّمات، اذ ان الجهل هو المصدر الأساسي لبقائهم واستمرارهم في تعبئة الحشود وقيادتها. وانه لمصدر رزقهم بالتأكيد. والاّ مالهدف من مهرجانات يقيمونها مكشوفة الغايات، ومناسبات تُصرف الملايين لإقامتها واداء طقوسها؟؟ كل مافي الأمر ،أنْ يبقى الرمز في عليائه، ويظل التابع في عماه.ونتيجة لما آل اليه مصير الثقافة. انحسر دور وزارتها ومؤسساتهاالخاوية المنضوية تحت جنحيها الكسيرين. بأي فعل ثقافي من شأنه أن يأخذ بثقافتنا ولو على بعد أمتار من حافة الإنهيار.الإصدارات شحيحة وانْ تمّتْ فبمحاباة، المهرجانات مستنسخة عن سابقاتها. واتحاد الأدب والأدباء العام (الجهة الراعية للأدب والأدباء) ، منشغل بالزعامة، لاصوت له سوى صوت شخير هيئته على طاولة انكفأت كؤوسها، ويعلل سدنة الإتحاد هوانهم هذاوضعفهم وغياب دورهم لإنعدام التمويل الحكومي وأسأل هؤلاء السدنةوالكل يشاطرني السؤآل ذاته ، ان كانت رئاسة الإتحاد أوعضويته مُذلة ومُتعبة وغير مربحة لِمَ تتمسكون بها ؟؟ وتتمنون لو طال بكم العمر كي تبقوا وحالكم هذا والساسة سواء،وحال فروعكم ليس بأحسن من حالكم، تراها اما لاجئة ، أوتائهة ،أو محشورة في قبو لاتتعدى مساحته المتر بمترين.أُبْتُليَ بعضها برؤساء ارتدوا قناع اليوم ، بعد أن خلعوا القديم، وتزينوا بجلود حرباوية، لم تفقدنا سهولة التعرف عليهم وتشخيصهم على الرغم من تشابك الألوان، لذا انكفأالأدب ككؤوس الطاولة تلك ،وتوارى الأدباء وغاروا ، كل على اتجاه. وبذا سأصنفهم الى أصناف ثلاثة.
الأول مَن يمَمَ وجههُ شطر الشمال، وارتضى لقلمه أنْ يكون (كلاويزياً) بامتياز.ولكي لاتسوّل لهم أنفسهم أمراً ، سأقول : لاضيرفي أن نأخذ بأدب الكورد ، شريطة أن نتعامل معهُ كتعاملنا مع أدب الناصرية والسماوة والبصرة وبابل وديالى والنجف وواسط والأنبار والموصل وكربلاء والديوانية،فالسليمانية وكركوك وأربيل بناسها وأجوائها وآدابها،تشكل مع الأجزاء الباقية العراق كله الواحد الموحد، لاضير أن ألج مضيق (بيكسة ) لأداعب فراشاته، ولاجرم أن أستأنس بأشعارفريدون وزنكبادي وغيرهم ، فهم شعراء عراقيون يسطرون آمالهم وأوجاعهم باللغة الكوردية ،أقرأهم بفخر واعتزاز، الا اني ومن حقي أن أحذر من هدف يسعى الشماليون اليه، ألا وهو (تكريد) ثقافتنا العراقية التي اكسبها تنوع مكوناتها ،وتعدد روافدها خصوصية فريدة. هذا الهدف الذي سيؤدي الى الإطاحة بمركز الثقافة،ان جاز التعبير والذي من اجله، فتحت( كلاويز) أبوابهالأدباء هذا الصنف، وتبنَّت على اساسه طباعة (منتجهم). الذي اختصَّ كله دون استثناء بالأدب الكوردي تحديداً. وأسأل : ماذا لولم تختص كتاباتهم بما كتب الكورد؟
أُقسمُ لو انها ما اختصت بهم ، لترفّعوا من أن يلفّوا باوراقها الفستق والكرز.وللتذكير فقط، ان غالبية (ادباء) هذا الصنف ، هم من صنيعة المؤسسة السابقة، وهم أول من تنكّرَ لها ونعتها بالشمولية، وذات الثقافة غير المرنة!!!!!!بهذا التنكر تقرَّبَ هذا الصنف زلفى للشمال.
اما الصنف الثاني الذي اتجه شرقا، حاملا مدوناته ، متناسيا مطولاته وملحمياته بقدح وذم ووصف الشرق وصفرته !!وللتذكير أيضا سادتي، ان هذا الصنف بمجمله، انبرى بخبرته الطويلة في التلوّن ،على التنصل عن كل ماكتبه في السابق ، وراح يسفّه كل مااجترحته قريحته النتنة .ووصف كتاباته السابقة بالدرع الواقي الذي جنبه كل سهام الجلاوزة!!! ومنتسبو هذا الصنف هم اليوم في مناصب ثقافية (مرموقة)، وأصحاب قرار.كذلك لديهم القدرة على احتراف الجهات كلها.دون أن يُسقِطَ احترافهم هذا أي امتياز منهم.
اما ثالث الأصناف، يكفيه فخرا أن يقول كلمته الصادقة دون خوف ، ايماناً منه بدور الكلمة وبأن كل مايُكْتَب سيذهب جفاءا، الا ماكُتِبَ أو يُكتب صدقاً بحق الوطن ،انتصاراً لقضيته ، ومعاناة شعبه ، وانصافاً لثقافته، ولتاريخه،وماكُتِبَ في الإبداع الحقيقي المنزّه من السرقة والإنتحال ، ،هذا الصنف المُحارَب، الملغي ،اللامطبوع له. هو بالتأكيد عنوان ثقافتنا البهي، من أسماء رموزه يتشكل اسم ثقافتنا، وتتعزز بعزته هويتها. فالأدب الحقيقي الذي عدتهُ الإبداع لايمكن أن يجرفهُ اتجاه ، أو تحطّ من مكانته جهة، لذا أقول لأدباء هذا الصنف ، دونكم الإتجاهات كلها، دعوا اتجاهَكم أولا وأخيرا باتجاهِكم باتجاه العراق، فكل الإتجاهات يااخوتي ملغَّمة. دعونا اذن لإتجاهنا فهو أكرم لنا من غيره.



#عباس_مزهر_السلامي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لن أمنح عُرْيَكِ سمة الدخول
- لو أنّ لي ترس السلحفاة
- ايماءات عبد الأمير خليل البعيدة تقرب التحولات الموجعة
- غواية الصلصال
- قصص قصيرة جداً
- ثعبان أحمر
- هذيانات عاقلة
- نصوص عن المرأة
- رخام المسافات
- سحنة من ضلال
- حروف في علبة كبريت
- أهاجي الممدوح للحيدري
- وجه محايد
- فخاخ
- لو أقاسمك الإنتظار
- رنين الكلمات
- الساخطون على عزلتي
- قميص السماء
- قيامة البلاد ام شمعدان الرماد ؟
- صهوة عارية


المزيد.....




- “قبل أي حد الحق اعرفها” .. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 وفيلم ...
- روسيا تطلق مبادرة تعاون مع المغرب في مجال المسرح والموسيقا
- منح أرفع وسام جيبوتي للجزيرة الوثائقية عن فيلمها -الملا العا ...
- قيامة عثمان حلقة 157 مترجمة: تردد قناة الفجر الجزائرية الجدي ...
- رسميًا.. جدول امتحانات الدبلومات الفنية 2024 لجميع التخصصات ...
- بعد إصابتها بمرض عصبي نادر.. سيلين ديون: لا أعرف متى سأعود إ ...
- مصر.. الفنان أحمد عبد العزيز يفاجئ شابا بعد فيديو مثير للجدل ...
- الأطفال هتستمتع.. تردد قناة تنة ورنة 2024 على نايل سات وتابع ...
- ثبتها الآن تردد قناة تنة ورنة الفضائية للأطفال وشاهدوا أروع ...
- في شهر الاحتفاء بثقافة الضاد.. الكتاب العربي يزهر في كندا


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عباس مزهر السلامي - اتجاهات ملغّمة