أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - محسن ابو رمضان - برلمانيين بين السياسة والتموين














المزيد.....

برلمانيين بين السياسة والتموين


محسن ابو رمضان

الحوار المتمدن-العدد: 2891 - 2010 / 1 / 17 - 11:18
المحور: القضية الفلسطينية
    


لقد سررت كثيراً عندما تم ترتيب لقاء مع ممثلين لقطاعات اجتماعية مختلفة من منظمات العمل الأهلي من جهة وبين خمسين عضواً برلمانياً أوروبياً قدموا إلى قطاع غزة من جهة أخرى وذلك تعبيراً عن التضامن مع قضية شعبنا ومن أجل المساهمة في كسر الحصار ، وذلك بمناسبة الذكرى السنوية الأولى للعدوان الوحشي الذي ارتكبت به إسرائيل جرائم حرب وانتهكت القانون الدولي الإنساني وتجاوزت وثيقة جنيف الرابعة ، كما وثق ذلك منظمات حقوق الإنسان ، وكما انعكس في تقرير غولدستون .
هكذا فهمت من زيارة الوفد البرلماني الأوروبي إلى غزة ، وبالتالي هي رسالة تضامن ومساهمة في فضح ممارسات الاحتلال والعمل على كسر الحصار ، حيث ان معظم المشكلات الاقتصادية والاجتماعية من فقر وبطالة وأزمات نفسية وتوجه الشباب نحو الهجرة وانعدام آفاق التنمية وتحويل المجتمع وقطاعاته الاجتماعية العريضة إلى الجانب الاغاثي والعديد من المشكلات ، ناتجة بالأساس عن سياسة الاحتلال والعدوان والحصار ، وذلك كما يعرف الجميع .
وعليه فقد كان من الطبيعي قيام المتحدثين بإرسال رسائل ذات بعد سياسي وقانوني لهؤلاء البرلمانيين بوصفهم يعبرون عن صوت المواطن وعن الديمقراطية وبالتالي العمل باتجاه تحقيق العدالة وإنصاف الشعوب المضطهدة وضمان حقها في تقرير المصير عبر المساهمة بالتخلص من الاحتلال .
لقد كانت المطالب الرئيسية من قبل ممثلي منظمات المجتمع المدني تتركز حول عدم الاستجابة للضغوطات اللوبي الصهيوني الذي يعمل على تغيير قوانين البلدان الأوروبية بخصوص محاكة مجرمي الحرب ،وذلك على خلفية القضية المرفوعة ضد وزيرة الخارجية الإسرائيلية السابقة لفني في بريطانيا ، وكما تم في كل من اسبانيا وبلجيكا ، والعمل باتجاه تنشيط حملة التضامن الشعبي الدولي ، وتنفيذ آليات لمقاطعة دولة الاحتلال وفرض العقوبات عليها، ووقف الاستثمارات ، والعمل على إقناع الاتحاد الأوروبي بفك الشراكة مع إسرائيل فيما يتعلق بكل من اتفاقية الشراكة واتفاقية التجارة الحرة معها ، حيث ان إسرائيل تخترق الشرعة الدولية لحقوق الإنسان والتي تعتبر شرطاً من شروط الاتفاقات الأوروبية معها .
وعليه فإن تلك المطالب ذات البعد السياسي والقانوني كانت هي السياق الطبيعي لمثل هكذا لقاء مع برلمانيين ممثلين لأحزاب سياسية ولهم رسالة ذات مضمون حقوقي داخلياً وخارجياً .
إلا أن السرور الذي كنت اشعر به في بداية اللقاء انقلب إلى تشاؤم وخيبة أمل في نهاية اللقاء ، عندما ركز رئيس الوفد الأوروبي على ضرورة تحديد أولويات واحتياجات القطاعات الاجتماعية المختلفة ( مرأة ، طفل ، زراعة ، شباب ، صحة ، تأهيل ... إلخ ) وذلك بهدف الضغط على حكومات أوروبا للقيام بالدعم المالي لتلك القطاعات .
لقد شعرت أن هناك حالة من التكيف مع الأمر الواقع ومع ظروف استمرار الاحتلال والعدوان والحصار ، وأن ماكنة الدعاية الإسرائيلية أوصلت الرأي العام بما في ذلك البرلمانيين إلى قناعة مفادها ضرورة التأقلم مع الظرف القائم وبالتالي التركيز على المساعدات المالية والاغاثية والتنموية بدلاً من الضغط السياسي والقانوني من أجل التخلص من السبب الرئيسي جراء المشكلات والأزمات التي يحياها شعبنا في قطاع غزة وبالضفة الغربية أيضاً وذلك بدلاً من معالجة النتائج التي برزت جراء سياسة الاحتلال والحصار والمعازل ، مثل الفقر و البطالة والاحتياجات الإنسانية المختلفة .
لقد ظننت أننا يجب أن نستثمر الفرصة من خلال وجود هؤلاء البرلمانين ولكنني اكتشفت ان هؤلاء أو بعض منهم يرغبون بإبقاء شعبنا واقفاً على طابور الإغاثة والمساعدات والتموين .



#محسن_ابو_رمضان (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نحو تفعيل المجلس التشريعي لصيانة الحريات العامة
- المجتمع المدني ومقومات النهوض
- السياسة الفلسطينية وفن إدارة الفوضى
- دور المنظمات الأهلية بالتنمية الشبابية
- نحو حلول خلاقة لتجاوز استعصاء المصالحة الفلسطينية
- تأنيث الفقر في فلسطين وآليات تجاوزه
- بعد خطابين حاديين ، هل من أفق جديد ؟؟
- المعالجة الوطنية لتفاعلات تقرير غولدستون
- نحو اعادة احياء الفكرة التوحيدية الفلسطينية
- كلمة وفاء في الذكرى الثانية لرحيل د . حيدر عبد الشافي
- خطوات ضرورية لخطاب جميل
- حول وهم البناء قبل إنهاء الاحتلال
- متى تخرج المنظمة من دائرة الاستخدام
- ايها الديمقراطيون - ماذا تنتظرون ؟؟
- بعد المؤتمر السادس لحركة فتح لكي لا يتم استنساخ القديم ؟
- استخلاصات وعبر من أحداث رفح
- حول مديح الفياضيزم
- المجتمع الفلسطيني وفلسفة العمل الأهلي
- هل حان وقت الايدولوجيا في مجتمعنا ؟
- الانتخابات الفلسطينية وتحديات الهوية


المزيد.....




- الناس يرتدون قمصان النوم في كل مكان ما عدا السرير!
- ترامب عن ملفات جيفري إبستين: لا أريد إصابة أشخاص غير مذنبين ...
- أنقاض رومانية اعتُقد أنّها لكنيسة قديمة.. لكنّ الأدلّة تروي ...
- فيديو لمطاردة جنونية لرجل يقود شاحنة قمامة في شوارع مدينة أم ...
- ترامب يقيل مفوضة مكتب إحصاءات العمل بعد تراجع توقعات نمو الو ...
- مأساة في الساحل الشرقي للولايات المتحدة: فيضانات مفاجئة تودي ...
- ما هي اتفاقية خور عبد الله التي تلقي بظلالها على العلاقات ال ...
- من يقف وراء التخريب في شبكة السكك الحديدية الألمانية؟
- كابوس يلاحق المسلمين في بريطانيا.. ما الذي يجري؟
- حاكم إقليم دارفور يحذر من خطر تقسيم السودان


المزيد.....

- لتمزيق الأقنعة التنكرية عن الكيان الصهيو امبريالي / سعيد مضيه
- ثلاثة وخمسين عاما على استشهاد الأديب المبدع والقائد المفكر غ ... / غازي الصوراني
- 1918-1948واقع الاسرى والمعتقلين الفلسطينيين خلال فترة الانت ... / كمال احمد هماش
- في ذكرى الرحيل.. بأقلام من الجبهة الديمقراطية / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- الأونروا.. والصراع المستدام لإسقاط شرعيتها / محمود خلف
- الأونروا.. والصراع المستدام لإسقاط شرعيتها / فتحي الكليب
- سيناريوهات إعادة إعمار قطاع غزة بعد العدوان -دراسة استشرافية ... / سمير أبو مدللة
- تلخيص كتاب : دولة لليهود - تأليف : تيودور هرتزل / غازي الصوراني
- حرب إسرائيل على وكالة الغوث.. حرب على الحقوق الوطنية / فتحي كليب و محمود خلف
- اعمار قطاع غزة بعد 465 يوم من التدمير الصهيوني / غازي الصوراني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - محسن ابو رمضان - برلمانيين بين السياسة والتموين