أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - محسن ابو رمضان - السياسة الفلسطينية وفن إدارة الفوضى














المزيد.....

السياسة الفلسطينية وفن إدارة الفوضى


محسن ابو رمضان

الحوار المتمدن-العدد: 2825 - 2009 / 11 / 10 - 10:23
المحور: القضية الفلسطينية
    


إتباع مسار المفاوضات الثنائية برعاية أمريكية دون بدائل وخيارات أخرى كان نتاجه الطبيعي وصول هذا المسار إلى طريق مسدود ، وقد تم التعبير عن ذلك بصورة مكثفة في خطاب الرئيس ابو مازن في 5/11 والذي أعلن به عن عزمه عن عدم ترشيح نفسه للانتخابات القادمة ، بالوقت الذي كشف طبيعة الضغوطات الأمريكية عليه باتجاه الموافقة على استئناف المفاوضات دون شرط تجميد الاستيطان .
لقد بات واضحاً مدى انحياز الإدارة الأمريكية الجديدة للحكومة الإسرائيلية ، حيث تخلت الأولى عن مطلب تجميد الاستيطان ، كما كان تعليق وزيرة الخارجية كلنتون بأن موضوع الاستيطان يمكن حسمه عبر ترسيم الحدود النهائية تعبيراً عن موافقتها عن الإجراءات اليومية التي تقوم بها إسرائيل بالضفة الغربية وذلك عبر الاستيطان وبناء الجدار وتهويد القدس وإقامة نظام من المعازل ، يراد لها ان تدار أي هذه المعازل بإدارات فلسطينية ليست بالضرورة أن تكون موحدة بل من الأفضل أن تكون متفرقة ومختلفة .
إن المأزق الذي وصلت إليه الساحة الفلسطينية يمكن إبرازه بصورة مكثفة من خلال سلسلة التصريحات والمواقف والمبادرات والتحركات المختلفة والتي تعكس حالة من الفوضى بالساحة الفلسطينية ، فلم تعد السياسة فناً لإدارة الصراع الوطني بل أصبحت أداة لتعميق الخلافات الداخلية ولإضاعة البوصلة الرامية لتحقيق الهدف المشترك .
فبالوقت الذي يعلن به الرئيس ابو مازن عن وصول مسار المفاوضات لطريق مسدود يقوم رئيس وزراء حكومة تسيير الأعمال بالضفة الغربية د. سلام فياض بطرح فكرة إنشاء مؤسسات الدولة ، لتعلن بعد عاميين من جانب واحدة على حدود الرابع من حزيران 67 ، ضمن اتفاق غير معلن مع أوساط نافذة بالإدارة الأمريكية والاتحاد الأوروبي .
وفي نفس الوقت الذي نسمع به تصريح السيد / خالد مشعل بصدد خطاب أبو مازن بأن الخيار هو للمقاومة وليس لمشاريع التسوية ،نجد تهدئة غير معلنة بالقطاع ، ونجد تحركات سياسية دوبلوماسية لحركة حماس سواءً بصورة مباشرة أو غير مباشرة للحوار مع الإدارة الأمريكية والاتحاد الأوروبي بواسطة سويسرا كما صرح السيد / أحمد يوسف ، كما نجد محاولات إسرائيلية هادفة إلى إرباك الساحة الفلسطينية وذلك عبر إعادة توجيه مسار المباحثات إلى حركة حماس بدلاً من فتح ، وهذا ما يفهم من مبادرة موفاز الداعية إلى إجراء مباحثات مع حماس تهدف إلى انسحاب إسرائيل من 60% من أراضي الضفة الغربية وهي أماكن التواجد السكاني الكثيف مع الاتفاق على هدنة طويلة الأمد تصل إلى عشر سنوات أو أكثر ، أي في إطار محاولة تطبيق مفهوم الدولة ذات الحدود المؤقتة ولكن من خلال التفاهم مع حركة حماس هذه المرة، وليس مع قيادة حركة فتح ، وذلك في سياق الاستفادة القصوى من حالة التناقضات الداخلية " الفلسطينية – الفلسطينية " واستثمارها لصالح مشروع التسوية الإسرائيلي .
ومن الهام الإشارة هنا أن إسرائيل تحاول في هذه الحالة استنساخ تجربتها مع حركة فتح عبر محاولات تطبيقها مع قيادة حركة حماس في محاولات ومبادرات معينة وفي إطار توجه الإدارة الأمريكية الجديدة للتعامل مع ما يسمى بالإسلام المعتدل على طريقة تركيا كبديل للحركات الأصولية المتشددة .
وعليه فإن الساحة الفلسطينية سياسياً تعكس حالة من الفوضى لم تشهدها من قبل حيث غياب المؤسسة الوطنية الجامعة والإستراتيجية والرؤية الموحدة ، الأمر الذي عرض الحالة الفلسطينية إلى العديد من الأزمات كانت أحد مسبباتها الرئيسية تكمن في غياب الوحدة واستمرارية حالة الانقسام .
إن النهج الإسرائيلي المستمر والمدعوم أمريكيا أبرز بما لا يدع مجالاً للشك استحالة إقامة دولة فلسطينية مستقلة ذات سيادة عبر استخدام أدوات وآليات جربت وفي ظل حالة التشرذم والانقسام والصراع على سلطة موهومة السيادة .
الأمر الذي يتطلب العمل على بلورة آليات من العمل الجماعي المصحوب برؤية توحيدية تعيد تركيب القطار الوطني على سكته الصحيحة ، بحيث يصبح قائماً على مرتكزات ومفاهيم التحرر الوطني .
لقد أصبح واضحاً صعوبة تحقيق أية انجازات في ظل الانقسام ، حيث أن الانجاز الوطني يتحقق فقط في إطار وحدة شعبنا تحت لواء وراية ورؤية موحدة وفق قوانين حركات التحرر الوطني بالعالم .
من هنا فليس لنا سوى العودة الى الأصول المبنية على مفاهيم التحرر والعدالة وتقرير المصير وحق العودة وهذا لن يتحقق إلا بإطلاق طاقات الجماهير عبر الكفاح الشعبي والتضامني الدولي في إطار من الجهد الرامي إلى فرض العقوبات والمقاطعة اتجاه دولة إسرائيل وتحت راية م . ت.ف بعد أن يتم إعادة بنائها على أسس من المشاركة والديمقراطية بحيث تصبح المؤسسة الوطنية الجامعة المعبرة بصدق عن حقوق شعبنا بكافة قواه وفاعلياته وأطيافه السياسية ومواقعه الجغرافية .



#محسن_ابو_رمضان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- دور المنظمات الأهلية بالتنمية الشبابية
- نحو حلول خلاقة لتجاوز استعصاء المصالحة الفلسطينية
- تأنيث الفقر في فلسطين وآليات تجاوزه
- بعد خطابين حاديين ، هل من أفق جديد ؟؟
- المعالجة الوطنية لتفاعلات تقرير غولدستون
- نحو اعادة احياء الفكرة التوحيدية الفلسطينية
- كلمة وفاء في الذكرى الثانية لرحيل د . حيدر عبد الشافي
- خطوات ضرورية لخطاب جميل
- حول وهم البناء قبل إنهاء الاحتلال
- متى تخرج المنظمة من دائرة الاستخدام
- ايها الديمقراطيون - ماذا تنتظرون ؟؟
- بعد المؤتمر السادس لحركة فتح لكي لا يتم استنساخ القديم ؟
- استخلاصات وعبر من أحداث رفح
- حول مديح الفياضيزم
- المجتمع الفلسطيني وفلسفة العمل الأهلي
- هل حان وقت الايدولوجيا في مجتمعنا ؟
- الانتخابات الفلسطينية وتحديات الهوية
- حول شمولية الحوار الوطني
- جولة سريعة داخل مؤتمر اليسار الفلسطيني
- شروط اسرائيل التي لا تنتهي


المزيد.....




- عاصفة رملية شديدة تحول سماء مدينة ليبية إلى اللون الأصفر
- واشنطن: سعي إسرائيل لشرعنة مستوطنات في الضفة الغربية -خطير و ...
- -حزب الله- يعرض مشاهد من استهدافه دبابة إسرائيلية في موقع ال ...
- هل أفشلت صواريخ ومسيرات الحوثيين التحالف البحري الأمريكي؟
- اليمن.. انفجار عبوة ناسفة جرفتها السيول يوقع إصابات (فيديو) ...
- أعراض غير اعتيادية للحساسية
- دراجات نارية رباعية الدفع في خدمة المظليين الروس (فيديو)
- مصر.. التحقيقات تكشف تفاصيل اتهام الـ-بلوغر- نادين طارق بنشر ...
- ابتكار -ذكاء اصطناعي سام- لوقف خطر روبوتات الدردشة
- الغارات الجوية الإسرائيلية المكثفة على جنوب لبنان


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - محسن ابو رمضان - السياسة الفلسطينية وفن إدارة الفوضى