أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - محسن ابو رمضان - كلمة وفاء في الذكرى الثانية لرحيل د . حيدر عبد الشافي














المزيد.....

كلمة وفاء في الذكرى الثانية لرحيل د . حيدر عبد الشافي


محسن ابو رمضان

الحوار المتمدن-العدد: 2782 - 2009 / 9 / 27 - 13:18
المحور: القضية الفلسطينية
    


قبل عامين من الآن غادرنا المناضل الوطني الكبير د. حيدر عبد الشافي ، بالوقت الذي كان شعبنا بحاجة ماسة إليه ، حيث شهدت الساحة الفلسطينية في تلك الفترة حالة من التوتر والاضطراب والانقسام .

لقد بكى فقيدنا كثيراً حينما سمع عن حالة الاقتتال الداخلي بين كل من حركتي فتح وحماس وانتابه الحزن الشديد على ما آلت إليه القضية الوطنية ، حيث كان عنواناً للوحدة الوطنية التي حرص عليها كثيراً ، وكان وعاءً واسعاً قادراً على استيعاب كافة القوى والفاعليات من أجل وضع حد للتوترات والاشكالات الداخلية مدركاً لأهمية تمكين وتقوية الجبهة الداخلية في مواجهة الاحتلال ومؤكداً على ان الوحدة الوطنية هي طريق الانتصار ، ومستوعباً الدروس من التجارب التاريخية التي قام بها الاستعمار بتفريق الشعوب وإضعافها عبر سياسة " فرق تسد " .
لقد كانت الجنازة التي اخترقت شوارع غزة والجموع الواسعة التي شاركت بها تعبيراً عن تقدير تلك الجموع لما يمثله د. حيدر من حالة وطنية وأخلاقية وديمقراطية صافية .
لقد استطاع د. حيدر أن يجمع بصورة خلاقة بين الأبعاد الوطنية والديمقراطية والحقوقية فقد مارس دوراً بارزاً في تشكيل الجبهات الوطنية ولجنة التوجيه الوطني والقيادة الوطنية الموحدة ، كما كان يحصل على أعلا الأصوات عندما يشارك بالانتخابات سواءً بالمجلس التشريعي الأول عام 62 ، أو في الانتخابات التشريعية التي تمت في يناير / 96 ، أو في الاتحادات والنقابات والجمعيات الأهلية والحقوقية لما يتصف به من سمات من حيث العلم والأخلاق والتواضع مع الجماهير وتبني قضاياها الاجتماعية والحقوقية .
ورغم أن د. حيدر عبد الشافي كان مستقلاً تنظيمياً إلا أن دوره كشخصية مستقلة لم يكن على حساب الحركة الوطنية والسياسية أو اياً من قواها وفاعلياتها ، بل كان يحاول أن يشكل قاسماً مشتركاً للقوى والفاعليات السياسية والوطنية على اختلاف مشاربها ، وقد كان يوظف نفسه خدمة للمسيرة الوحدوية وليس العكس.
كيف نستغرب ذلك وقد كان رمز النزاهة والشفافية والمصداقية ، والتي وظفها ايضاً لصالح المؤسسات الخيرية والاجتماعية والصحية التي تقدم خدمات لصالح الفئات الفقيرة والمهمشة من شعبنا ،والذي عمل متطوعاً بها لقترات زمنية طويلة .
لقد كان دائم التواصل مع الأجيال الصاعدة ، وكان دائم التشجيع لها بأن تأخذ دورها ومكانتها بالحياة العامة لكنه كان ينبه هذه العناصر من الأجيال الصاعدة لأهمية الأخلاق والابتعاد عن الثقافة الاستهلاكية وعن البحث عن المصالح الفردية أو الصعود على حساب الأخريين .
أن الوفاء لهذا الرجل العظيم يكمن بالحفاظ على مبادئه والتمسك بها فقد ترك لنا وصايا هامة أهمها النظام والأخلاق ، والتي ما زلنا نفتقدها في مجتمعنا ، حيث غياب الوحدة والبحث عن المصالح الفئوية والذاتية هو المظهر الأعم والأكثر بروزاً في مجتمعنا .
إن شعباً يحترم قادته ورموزه يستحق الحياة ، ولعلنا بحاجة إلى استلهام الدروس والعبر من مسيرة القائد الوطني الرجل د. حيدر عبد الشافي بعد عامين على رحيله ، وذلك بالسعي الجاد لتحقيق الوحدة الوطنية وتحقيق التحول الديمقراطي في مجتمعنا وإعلاء شأن العلم والمعرفة والإيمان بالنظام والانصهار بالمجموع لصالح الحقوق الوطنية لشعبنا وإعطاء نموذجاً بالبذل والعطاء والعمل التطوعي والاجتماعي وعدم البحث عن المكتسبات الذاتية الضيقة.
هذه المبادئ البسيطة ولكن العميقة نحن بحاجة لها في ظروفنا الراهنة من أجل تجاوز الأزمة المستعصية التي نحياها ومن أجل الوفاء للدكتور حيد عبد الشافي ومبادئه النبيلة .





#محسن_ابو_رمضان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- خطوات ضرورية لخطاب جميل
- حول وهم البناء قبل إنهاء الاحتلال
- متى تخرج المنظمة من دائرة الاستخدام
- ايها الديمقراطيون - ماذا تنتظرون ؟؟
- بعد المؤتمر السادس لحركة فتح لكي لا يتم استنساخ القديم ؟
- استخلاصات وعبر من أحداث رفح
- حول مديح الفياضيزم
- المجتمع الفلسطيني وفلسفة العمل الأهلي
- هل حان وقت الايدولوجيا في مجتمعنا ؟
- الانتخابات الفلسطينية وتحديات الهوية
- حول شمولية الحوار الوطني
- جولة سريعة داخل مؤتمر اليسار الفلسطيني
- شروط اسرائيل التي لا تنتهي
- من أجل تجاوز مأساوية المشهد الفلسطيني الداخلي
- إعادة اعمار قطاع غزة من منظور منظمات المجتمع المدني
- دور المنظمات الأهلية بالحد من ظاهرة العنف ضد النساء
- تقديراً ووفاءً للمناضلة والمربية الكبيرة
- العودة للديمقراطية المدخل الأصح لاستنهاض الحالة الوطنية
- لكي يستثمر التعليم في إطار التنمية الإنسانية الشاملة
- نحو دور فاعل للمجتمع المدني في مواجهة الانقسام


المزيد.....




- صحفي إيراني يتحدث لـCNN عن كيفية تغطية وسائل الإعلام الإيران ...
- إصابة ياباني في هجوم انتحاري جنوب باكستان
- كييف تعلن إسقاط قاذفة استراتيجية روسية بعيدة المدى وموسكو ت ...
- دعوات لوقف التصعيد عقب انفجارات في إيران نُسبت لإسرائيل
- أنقرة تحذر من -صراع دائم- بدأ باستهداف القنصلية الإيرانية في ...
- لافروف: أبلغنا إسرائيل عبر القنوات الدبلوماسية بعدم رغبة إير ...
- -الرجل يهلوس-.. وزراء إسرائيليون ينتقدون تصريحات بن غفير بشأ ...
- سوريا تدين الفيتو الأمريكي بشأن فلسطين: وصمة عار أخرى
- خبير ألماني: زيلينسكي دمر أوكرانيا وقضى على جيل كامل من الرج ...
- زلزال يضرب غرب تركيا


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - محسن ابو رمضان - كلمة وفاء في الذكرى الثانية لرحيل د . حيدر عبد الشافي