أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حبيب هنا - الفصل3 من رواية تصبحون على غزة














المزيد.....

الفصل3 من رواية تصبحون على غزة


حبيب هنا

الحوار المتمدن-العدد: 2889 - 2010 / 1 / 15 - 11:06
المحور: الادب والفن
    


3
يلف القلق بمعطفه الغامض تصرفات "ريتا " تسأل الأم : لماذا يا بنيتي كل هذا التوتر ؟
- يكاد قلبي يتوقف عن الخفقان !
- مضي الكثير يا بنيتي ولم يتبق سوى ساعات قليلة .
- إنني أحاول التماسك بكل قوة ، ولكن أخاف من الانهيار المفاجئ .
- لا يجوز أن تنتظري على هذا النحو .
- ليت الأمر بيدي !
تأتي صديقتها ، أخت إبراهيم تزف الخبر
- لقد غادر مطار( تل أبيت) . إنه في الطريق إلينا .
تحتضن"ريتا " صديقتها في الوقت الذي تتبلل فيه العيون ... تسأل:
- هل مازال يذكر طفولتنا ، صبانا ،الوعد الذي قطعه على نفسه ؟
- بالتأكيد ، وإلا لماذا كان دائماً وفي كل رسائله يسأل عنك ؟
وفجأة ، نظرت أخت إبراهيم إليها ، ثم ابتسمت ، على غير توقع ، فازداد ارتباك "ريتا " ،سألت :
- ماذا هنالك ؟ لماذا تبتسمين ؟
- أخشي ألا يتعرف عليك ، فقد نضجت كثيراً وزدت جمالاً وأنوثة. وأعتقد أن أخي لن يصمد أمام عينيك طويلاً . وأكثر ما يرهبني في اللقاء الأول ، انهياره الفوري عندما ينظر إلى هاتين العينين ، وهذا القوام اللدن الرشيق الذي يتضور جوعاً وعطشاً .
- كست الحمرة وجنتي "ريتا " وهي تسمع تلك الكلمات فزادتها توهجاً وألقاً .
قالت:
- لا تنسي أن أخاك شاهد من الجميلات أضعاف ما فيّ من مواصفات حاولت الحديث عنها وتضخيمها
- ولكن قلبه لم يهو سواك . أنت التي ملأت عليه الطفولة والصبا وكنت حافزاً قوياً في مواصلتة العلم .
- لقد كان الوعد من كلينا ...
- نعم ، هذا أكيد وأنا أعرفه .
ذهبت "مريم " أخت إبراهيم إلى البيت تجهز غرفة استقبال الضيوف والمهنئين قبل أن يصل إبراهيم إلى البيت ، فيما شاع خبر عودة إبراهيم من سفره ، فصار الجميع يترقب قدومه كل لحظة. الصبايا من خلف الأبواب يسترقن النظر والسمع ويتلقطن الأخبار ، فيما الصغار يقفون عند بوابة الشارع وعيونهم ترصد حركة السيارات واحتمالات انعطافها صوبهم كل لحظة .
وفجأة ، بهدوء تام انحرفت إحدى السيارات إلى داخل الشارع فارتفعت الأيدي الواحدة تلو الأخرى في إشارة عرف منها الاتفاق عليها سلفاً . أطلت النسوة والصبايا من الأبواب . خرجت الزغاريد من بيت أم إبراهيم تملأ الشارع . ردت عليها الزغاريد من البيوت المجاورة فملأت الحي .
لم يمض سوى دقائق على قدوم إبراهيم حتى تدفق الرجال مصطحبين أبناءهم من أصدقائه القدامى يهنئون أبا إبراهيم على عودة ولده سالماً وحصوله على الشهادة العليا ، في وقت كانت فيه النسوة تفعلن الشيء ذاته عند أم إبراهيم . ولم يكن الظرف مناسباً بأي حال كي يضرب حديث الرجال والشباب البلاد التي جاء منها نظراً للتدفق المستمر ووجوب المغادرة حتى يتم فسح المجال أمام الآخرين ، مؤملين أنفسهم بالحديث والسؤال عندما تهدأ الحركة ويستقر إبراهيم بعد مضي الأيام الأولى والتعرف على التغيرات التي طرأت خلال فترة غيابه عن الأهل والأصدقاء والوطن .
أما "ريتا "فلم تغادر المكان، كان الإصرار الداخلي أكبر من أن يقاوم ، إصرار على عدم المغادرة قبل أن تلتقي عيناها بعيني إبراهيم وتكتشف وقع تأثيرها قبل أن تقرر نهائياً الخطوة المقبلة فيما كانت مريم تعرف تماماً إلى أين وصلت ريتا بتفكيرها فقررت عدم التدخل في المرحلة الحالية أملاً في الوقوف عن كثب على حقيقة مشاعر الطرفين بعد هذا الغياب . وهكذا استمر الوضع حتى وقت متأخر إلى أن هدأت الحركة وقل عدد الضيوف المتدفقين ، فصار بإمكان إبراهيم التنقل من مكان إلى آخر بحرية أكثر ، ولما غادر جميع الرجال اعتقد إبراهيم أن النسوة غادرن أيضاً ، فذهب إلى الداخل حيث كانت أمه وأخته فوقعت نظراته على ريتا التي تسمرت في مكانها لا تقوى على قول كلمة واحدة باستثناء تقاطع النظر . مد يده يحتضن يدها والابتسامة تملأ مساحة الوجه . وضعت يدها في يده فأخذتها الرعشة إلى مداراتها وعرفت من فورها أن إبراهيم الذي انتظرته طويلاً كان ينتظرها بنفس المقدار .
علق بعد أن سيطر على نفسه : لقد كبرت يا ريتا ورغم ذلك ، كنت أتخيل الشكل الذي أصبحت عليه !
من بين شفتيها خرجت الكلمة الأولى : وأنت أيضاً اكتملت رجولتك!
مالت أم إبراهيم على أم ريتا وأسرت في أذنها :
- ألا تعتقدين أنهما ملائمين لبعضهما البعض !
- لن يستطيعا الهرب من نصيبهما !
توقعت مريم فحوى همسهما فأخذها الضحك . نظر إبراهيم إليها وهو ما يزال يحتضن يد ريتا . وقعت نظراته على أمها فاكتسى وجه بالحمرة خجلاً . ترك يدها وهو يقول :
- كيف حالك أيتها الخالة أم ريتا ؟ اعذريني إذا كنت انشغلت بريتا فهي تستحق الانشغال بها بعد هذا الغياب !
- معك حق يا ولدي ..





#حبيب_هنا (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الفصل2 من رواية تصبحون على غزة
- الفصل1 من رواية تصبحون على غزة
- الفصل16 من رواية تصبحون على غزة
- الفصل 31 من رواية تصبحون على غزة
- الفصل 23 من رواية تصبحون على غزة
- الفصل22 من رواية تصبحون على غزة
- أيام السينما الخليجية في فلسطين
- حكاية بحرينية
- الروائي الفلسطيني : العزلة والحواجز
- الفصل 19من رواية حفريات على جدار القلب
- الفصل 18من رواية حفريات على جدار القلب
- الفصل 17من رواية حفريات على جدار القلب
- الفصل 16من رواية حفريات على جدار القلب
- الفصل 15 من رواية حفريات على جدار القلب
- الفصل 14 من رواية حفريات على جدار القلب
- الفصل 13 من رواية حفريات على جدار القلب
- الفصل 12 من رواية حفريات على جدار القلب
- الفصل 11 من رواية حفريات على جدار القلب
- الفصل 10 من رواية حفريات على جدار القلب
- الفصل9 من رواية حفريات على جدار القلب


المزيد.....




- صناع أفلام عالميين -أوقفوا الساعات، أطفئوا النجوم-
- كلاكيت: جعفر علي.. أربعة أفلام لا غير
- أصيلة: شهادات عن محمد بن عيسى.. المُعلم والمُلهم
- السعودية ترحب باختيارها لاستضافة مؤتمر اليونسكو العالمي للسي ...
- فيلم من إنتاج -الجزيرة 360- يتوج بمهرجان عنابة
- -تاريخ العطش-.. أبو شايب يشيد ملحمة غنائية للحب ويحتفي بفلسط ...
- -لا بغداد قرب حياتي-.. علي حبش يكتب خرائط المنفى
- فيلم -معركة تلو الأخرى-.. دي كابريو وأندرسون يسخران من جنون ...
- لولا يونغ تلغي حفلاتها بعد أيام من انهيارها على المسرح
- مستوحى من ثقافة الأنمي.. مساعد رقمي ثلاثي الأبعاد للمحادثة


المزيد.....

- سميحة أيوب وإشكالية التمثيل بين لعامية والفصحي / أبو الحسن سلام
- الرملة 4000 / رانية مرجية
- هبنّقة / كمال التاغوتي
- يوميات رجل متشائل رواية شعرية مكثفة. الجزء الثالث 2025 / السيد حافظ
- للجرح شكل الوتر / د. خالد زغريت
- الثريا في ليالينا نائمة / د. خالد زغريت
- حوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الأول / السيد حافظ
- يوميات رجل غير مهزوم. عما يشبه الشعر / السيد حافظ
- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حبيب هنا - الفصل3 من رواية تصبحون على غزة