أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - عبدالجليل الكناني - علاقة المرأة والرجل وعدم الإقرار بالواقع














المزيد.....

علاقة المرأة والرجل وعدم الإقرار بالواقع


عبدالجليل الكناني

الحوار المتمدن-العدد: 2886 - 2010 / 1 / 12 - 11:04
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


من الأمور التي تثير الجدل ، في كثير من الأحيان ، هي قضية المساواة بين الرجل والمرأة أو في الحقيقة علاقة المرأة والرجل وما يشكله الرجل عموما من هيمنة على المجتمع والمفاهيم الاجتماعية ومع أن القضية تبدو شائكة إلا أنها ببساطة تنحصر بين قوسين ( عدم الإقرار بالواقع ) سواء أن كان الواقع نفسي أم فسيولوجي . وما يسمى في الغالب خيانة ليس سوى ميل غريزي منضبط ، ينحرف إلى التطبيق ، لدى البعض من الرجال والنساء , إلا أن أيا منهم لا يقر به وان مع نفسه . فليس من سبيل لدرء تبعات ذلك الميل و ترويضه سوى الفهم والتهذيب والتنازل من قبل الطرفين لضمان حقوق متبادلة .
قبل ما يقارب العشرين عام قال لي صديقي ( إن الرجل يقيد المرأة فيقوم بتقييد نفسه ) وقد كان ما يرمي إليه مبعثه استشعار معاناة أحادية الجانب ، معاناته هو وليست معاناة المرأة فقد كان عشقه للنساء يفوق قدرته النفسية على إظهار الاتزان في ذلك وان كان ظاهرا فقط مع انه شديد التهذيب ويميل إلى العقلانية . وبسبب ذلك العشق الذي تتناقض سبل الترويح عنه مع احترامه لذاته وتأدبه فقد رأى أن سبب عدم تلبية رغباته الجامحة هو تقييد الرجل للمرأة وبصفته الرجل فقد قيد نفسه أيضا. إلا أن مقولته أخذت لدي أبعادا أكثر وصرت اذكرها كلما ذكرت علاقة الرجل بالمرأة .
الغالبية العظمى من الرجال حتى المتزوجين ترى أن النساء كل النساء ، المتزوجات والعوانس والأرامل والمطلقات وحتى المراهقات والعجائز, من الممكن أو لعلهن يعشقنه أو غيره . إلا انه ينكر ويبرئ من ذلك العهر زوجته وأمه وأخته ، بسبب قدرة المرأة على إخفاء أية إشارة إلى مشاعرها أمام سادتها وحاكميها وتجاهلها بمهارة لتلك الأمور الخطرة التي تكلفها غاليا وتلك قدرة ربتها عليها سنين التسلط الرجولي حتى صارت تنتمي إلى غرائزها أو لغريزة البقاء بالذات فصارت المداهنة والتمويه والحذر قدرة دفاعية ضد تعنت وقسوة وتسلط الرجل . وكذا ترى المرأة حتى المتزوجة في الرجال ارجحية عشقهم لها او لغيرها إلا إنها لا تستثني أحدا حتى زوجها بحكم طبيعة الرجل الحرة . ذلك محض استنتاج نتيجة التفكير في مقولة صديقي وبتأملي لمعاناته التي عكستها بدوري أيضا على المرأة . وأمور أخرى نألفها في حياتنا اليومية . ففاجأته ، ذات يوم ، بالقول . ( أن في داخل كل رجل داعر وفي داخل كل امرأة عاهر ) . ومع استنكاره بتأدبه المعهود لمقولتي إلا انه أصغى إلي حين أضفت :- ولو أننا أقررنا بتلك النزعة ، والتي هي ليست شاذة إنما تكاد أن تكون غريزة ، وسمونا بها في العلاقة الثنائية الشرعية بين الرجل وزوجته أو حتى الرجل وحبيبته إن أمكن وأبيح لهما ، لتمكنا في الغالب من الحفاظ على مجتمع ملتزم ولم يبق سوى الشواذ .
ولعل تحقيق ذلك يتطلب قناعة وفهم ثنائي من الرجل والمرأة لا من الرجل فحسب . فمن الآراء السائدة منذ أمد بعيد لتبرير خيانة الرجل لزوجته هو أن الرجل يجد عند العاهرات ما لا يجده عند زوجته من جرأة وحرية في التعامل الجنسي كذلك امتلاك العاهرات للخبرة في الإغراء لتكتمل متعته التي لا يمكن لزوجته أن تلبيها . ذلك تبرير منطقي لو أننا أكملنا الصورة الواقعية ، وهي أن المرأة ، أيضا ، حينما لا تستطيع أن تتعامل مع زوجتها بحرية لإرضاء غرائزها فإنها من الطبيعي أن تميل لمعاشرة رجل داعر للوصول إلى ما ترغب فيه من كمال المتعة ، فما فرق المرأة عن الرجل في حاجاتها الجنسية ؟
إن تجاهل الرجل بصفته السيد المطلق في البيت لكون المرأة وبالذات زوجته هي صورة في المرآة له من حيث المشاعر والرغبات والنزعات والغرائز ، واستنكاره الشديد لان تكون كذلك ، خشية أن يفقد بعضا مما يملك وحفاظا على قدسية موهومة للعائلة والعلاقات العائلية كما يجب ، هو الذي جعله يتعامل معها بصيغ حاكمة فيها من القيد والحذر ما يقلقه هو ويبث في دواخله الشك والريبة ليزاد ضراوة وسطوة ، وكذا بالنسبة للمرأة التي ترى أن إظهارها لكل ما يعتمل في داخلها سيرسم لها في مخيلة زوجها صورة لامرأة عاهر تلك التي ، ربما ، بأحسن حال ، كان قد غازلها يوما ما ، وهو كذلك فعلا ، مما يفقدها احترامه لها وأهليتها لان تظل ، من وجهة نظره ، ربة عائلة مثالية مؤدبة ورزينة ! لذا فالقدسية واجبة في العلاقة بين الرجل وزوجته كما يريان . مع أن القدسية الحقيقية هي الإيمان الحق والواقعي الإيمان العميق والملهم والتأمل الذي يصل بالمرء إلى الغور في كوامن الذات واستبصار ما يعتمل فيها من حركة فاعلة ومنفعلة وتلبية للاستحقاقات الغريزية المتأصلة في غورها بكل حرية وتساوق واتساق حيث تتهاوى الحواجز ولا يبقى غير نقاء الطبيعة الإنسانية التي يفرضها واقع ما في الذات من حركة للحياة تنشد التجسد والتجلي والديمومة والرقي وتسمو بالإلهام لينهل كل من عطاء الآخر الثر المنعتق من قيد المفاهيم والإيحاءات الكابتة فتكون هي المتعة الحقة التي ينشدها الرجل التي تنشدها المرأة .
وهنا ينتهي جزء من الإشكالية ، والبقية تأتي أو لا تأتي .
واللبيب يجب أن يفهم .






#عبدالجليل_الكناني (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحوار المتمدن . استبصار للتحضر
- طيب وساذج وما بينهما (5)
- طيب وساذج وما بينهما ( 4 )
- طيب وساذج وما بينهما (3)
- طيب وساذج وما بينهما ( 2)
- طيب وساذج وما بينهما
- طيب وساذج ومابينهما
- عبدالجبار حفيد المبروك
- الهدوء الذي يلي العاصفة
- وهم الموت والحياة ، إنكم خالدون من بعدي .
- شيخوخة بحناء الدم
- فلسفة الحاج سالم
- حسد أم حقد
- حسد أم حقد
- اسقاطات
- هل حقا أهل مكة أدرى بشعابها؟؟
- قصيدة الليل
- الأنا الحاضرة
- الأنا .. كل ما ينتمي الينا وننتمي اليه
- صناعة الخرافة ... خرافة العلم ، وخرافة الجهل


المزيد.....




- قانون العمل الجديد واتفاقية 190 .. هل يمهد القانون الطريق لل ...
- ترامب يحرج لاعبي يوفنتوس بسؤال غريب عن النساء (فيديو)
- المرأة الفلسطينية تحت النار.. انتهاكات ممنهجة وجرائم ضد الإن ...
- دراسة: النساء العاملات ليلا أكثر عرضة للإصابة بمرض مزمن
- أين عدالة الإبلاغ من قانون الإجراءات الجنائية؟
- %40 من العاملين في أفغانستان أطفال.. والفتيات يعملن في الخفا ...
- مسؤول روسي: كييف تجتذب صغار السن والفتيات لتفرض عليهم التجني ...
- الولايات المتحدة.. وفاة امرأة صدمتها شاحنة تنقل دبابة من الع ...
- مبادرة تشريعية لتحويل إجراءات الطلاق من أروقة المحاكم إلى أن ...
- دراسة تظهر خطر العمل الليلي على صحة النساء


المزيد.....

- المرأة والفلسفة.. هل منعت المجتمعات الذكورية عبر تاريخها الن ... / رسلان جادالله عامر
- كتاب تطور المرأة السودانية وخصوصيتها / تاج السر عثمان
- كراهية النساء من الجذور إلى المواجهة: استكشاف شامل للسياقات، ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- الطابع الطبقي لمسألة المرأة وتطورها. مسؤولية الاحزاب الشيوعي ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الحركة النسوية الإسلامية: المناهج والتحديات / ريتا فرج
- واقع المرأة في إفريقيا جنوب الصحراء / ابراهيم محمد جبريل
- الساحرات، القابلات والممرضات: تاريخ المعالِجات / بربارة أيرينريش
- المرأة الإفريقية والآسيوية وتحديات العصر الرقمي / ابراهيم محمد جبريل
- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - عبدالجليل الكناني - علاقة المرأة والرجل وعدم الإقرار بالواقع