أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - زيد ميشو - وهناك أنواع أخرى من التنفيس وأنا لاأعرف














المزيد.....

وهناك أنواع أخرى من التنفيس وأنا لاأعرف


زيد ميشو

الحوار المتمدن-العدد: 2881 - 2010 / 1 / 7 - 08:47
المحور: حقوق الانسان
    


رافقتني الكآبة منذ فترة طويلة وأصبحت بسببها شخص منزوي ، لاأملك سوى المجاملات الأدبية أحياناً ، وبتّ لاأقابل أحداً ولاحتى عائلتي . إلا إن في الأونة الأخيرة إختلفت العوارض وزادت حدّتها ، إبتداءاً من الصداع والإمساك وألم في الصدر ، مع ظهور اورام في الوجه وكل أنحاء الجسم . وقد شخص فريق الأطباء المختصين تلك الحالة بأنها " إحتصار " ويجب أن أدع مجالاً للتنفيس .
فقلت لهم ، كذبوا الأطباء وإن صدقوا ، فغذائي الأساسي هو البقوليات والذرة ، وهذه لاينفع معها غير التنفيس ، ولاأملك أي مشكلة في ذلك ، بل تفاقمت الأمور وتعقدت بسبب التنفيس ، خصوصاً مع العائلة والأقرباء ، وحتى الجيران قد رفعوا دعوى قضائية يطالبوا فيها بإغلاق مساماتي التنفيسية التي تسببت وحسب إدعائهم في التلوث البيئي وزيادة ثقب الأوزون ، وهذا كان إتهام آري عن الصحة ، فقد كانوا يتوقون إلى رؤتي منفوخاً لكي مايسهل عليهم فرقعتي ، والسبب هو إقلاق راحتهم في النوم ، إذ يعتقدون بأنني أقصد إزعاجهم بأصوات تشبه الدفوف .
هذا وقد أثبتُّ للأطباء صحة ماأقول وبانني لست بحاجة إلى نصيحتهم ، فأخذ الجميع وضع الإنبطاح بعد الصلية الأولى كما وقد سجلت بعض الحالات من الإغماء .
فأستحمروني لفعلتي وقلة مفهوميتي وتمَّ عرضي على عالم نفسي ، والذي أكد بأن ما أعانيه هو إحتصار وفرض علي التنفيس عن خاطري وإلا سيزداد عدد البهاليل واحداً ، فأردت أن أفقعه بواحدة قادرة على إسقاطه أرضاً إن لم يتشبث بكرسيه ، إلا إنه تدارك الأمر قبل حصوله وقال ، أنت تعاني من فرط في الأدبيات ، ومصاب بداء السكوت والمجاملة ، مما جعل رأسك منحياً ، فعليك أن تخرج من هذا القالب الغبي وتبدأ بالتنفيس . فقلت له أن حالي كحال الشعب ولاأعرف غير نوعين منهما ، والإثنان منعتُ من فعلها بثقة وبأس كما كنت سابقاً ، بل أحاول تكسيرها ببطيء كما تكسّر الحصا من الكلى . فقال لي يابني ، لقد قرفناها وقرفنا توابعها ، حتى إن البعض قد أساء إستعمال هذا النوع من التنفيس وتطوّر عندهم إلى التفريغ . بينما ماتحتاجه هو نوع آخر يخرج من الفم . فقلت له هذا سهل جداً ، فبلعت ريقي مراراً ، وسحبت هواء بما يكفي لأخراج صوت وكأنه دوي مدفع ، فتجشأت وبقوة مراراً وتكراراً وكانت آخرها طويلة حتى كاد المريء أن ينفجر والحبال الصوتية تتقطع ، وقد ساعدني على ذلك كيلو الفجل الأحمر الحاد الذي هضمته مع صحن تشريب الباقلاء وفحلين من البصل كنت قد ( طفحتهما ) كوجبة غذاء دسم . إلا إنني لم أشعر بأي راحة ، وكشفت للطبيب عن ذلك الشعور .
حيث أجابني بأن هذا النوع الآخر لا علاقة له في مرضك ، لأن ماتحتاجه هو تنفيس في الكلام ، أن تعبّر وتتكلم وتصرخ بوجه كل ممارسة خاطئة يقترفها وغدٌ ذو جاه .
فأخذني معه إلى زريبة حيوانات وقال : هل ترى هذه الحمير ؟ قلت له نعم ، وسألني أيضاً هل ترى هذه المعاز ، والخراف ، و و و ؟ فقلت له ، نعم نعم نعم ، رأيتها جميعاً . فقال ، كل هذه الحيوانات التي تشاهدها لاتعرف سوى نوعين من التنفيس ، وهي التجشوء ( التريوعة ) وهو الصوت الشبيه بنقيق الضفادع ، والنوع الثاني هو ....... ( لاحولة ولا قوة إلا بالله ) أخجل أن أقول ماهو ومن أين يخرج . ثم قال ، وتلك الحالتين يعرفها الإنسان ويفعلها مراراً وتكراراً ، سواء في خلوتهم ، أو مع ذويهم ، أو وكما يقال ( إن لم تستحي فأفعل ماشئت ) فحتى الأماكن العامة لاتخلوا من ذلك .
لكن هناك أنواع أخرى من التنفيس لايدركها الحيوان ، بل الإنسان فقط ، فلم أفهم قصده ، ففسّر لي وقال ، التنفيس عبر المواجهه ، وعدم التملق ، والمصارحة دون خوف ومع الكل وخصوصاً الفاسدين مهما علت مناصبهم .
فقلت له ، أليس من الصعب على الإنسان أن يواجه ويشير للخطأ لأن الكثيرين سيكرهونه ، خصوصاً وإن الأخطاء تصدر بالعادة من مسؤولين دنيويين وروحيين ، فأجاب ، هذا هو الفرق بين الإنسان والحيوان ، فالحيوان لايعرف سوى نوعين من التنفيس وكما قلت ، والإنسان الذي لايمارس سوى النوعين التي يعرفها الحيوان ، فماذا سيكون الفرق بينه وبينهم ؟ فأختر أيها المصاب بالإحتصار طريقة لشفاءك .





#زيد_ميشو (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الاديان والقوميات حافظت عليها البشريه .. ليس حبا بها بل كرها ...
- يوم الحرية الكوني
- الصحافة القندرية مكلفة مادياً
- أبوك يال H1N1 لحكتنة حتى عالسلام
- إلى لجنة إعادة صياغة دستور العراق .. إحذروا التقليد
- إلى أهالي الناصرية الطيبين ، لكم كل الحب
- المجلس الشعبي الطويل الإسم يسعى لتمثيلنا !!
- وأنا أيضاً أقترح تسمية لشعبنا
- إنظر إيها المتعالي – على ظهر من تتسلق
- إسطورة شعيط ومعيط وجرار الخيط
- صورة رجل الدين المشوهه لبدائيين من عصرنا
- وللأناني يوم عالمي
- الإنسان أم رأيه
- كم هي ثقتك عمياء بحكومة أميركا يامنتظر
- صلاة كلب
- لاتقولوا كلداني آشوري سرياني رجاءً - بل مسيحيي العراق
- سلام المسيحيين نعمة وليست منحة حكومية
- الجرأة حلوة ، لماذا لايخوض البعض غمارها ؟
- وسلام المسيح معك أخي كاظم شلتاغ
- هل صحيح كما يقال – الغربيون أغبياء ؟


المزيد.....




- الرئيسان التركي والألماني يبحثان بأنقرة وقف الحرب على غزة وت ...
- الأمم المتحدة تطالب بتحقيق مستقل حول المقابر الجماعية في مس ...
- مخيمات واحتجاجات واعتقالات.. ماذا يحدث بالجامعات الأميركية؟ ...
- ألمانيا تعتزم استئناف التعاون مع الأونروا
- -طيور الخير- الإماراتية تُنفذ الإسقاط الـ36 لإغاثة سكان غزة ...
- إيران.. حكم بإعدام مغن أيد احتاجات -مهسا أميني-
- نداء من -الأونروا- لجمع 1.2 مليار دولار لغزة والضفة الغربية ...
- متوسط 200 شاحنة يوميا.. الأونروا: تحسن في إيصال المساعدات لغ ...
- -القسام- تنشر فيديو لأسير إسرائيلي يندد بفشل نتنياهو بإستعاد ...
- إيطاليا.. الكشف عن تعرض قاصرين عرب للتعذيب في أحد السجون بمي ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - زيد ميشو - وهناك أنواع أخرى من التنفيس وأنا لاأعرف