زيد ميشو
الحوار المتمدن-العدد: 2521 - 2009 / 1 / 9 - 08:40
المحور:
حقوق الانسان
جرت العادة أن يخصص يوم من أجل شريحة من الناس تحتاج إلى مساندة ودعم معنوي وأهتمام لمن هو بأمس الحاجة لذلك ، لتصبح هذه الأيام مناسبات عالمية بالإتفاق وسميت بمسمياتها . ومن هذه الأيام مايحفّز المجتمعات للإهتمام بأشخاص كادوا أن يكونوا منسيين كاليوم العالمي للمسنين والذي يصادف في الأول من شهر تشرين الأول واليوم العالمي للمعوقين في 25 تشرين الثاني . وخصصت أيضاً أيام لمن كان السبب في تقريب المسافات والتواصل بين البشر كيوم البريد العالمي ويوم الإتصالات العالمي . وأيام أخرى كرست لمساندة المحتاجين كيوم المريض والإيدز والتدرن والسكر . ومن الأيام المهمة جداً يوم السلام العالمي والذي وأن تحقق فستكون الأرض التي نعيش عليها كقطعة من السماء .
وهنالك أزمان لمحاربة ومكافحة مايسبب بهلاك البشرية كالإمتناع عن التدخين ومكافحة المخدرات والقضاء على العنف ضد المرأة والقضاء على الفقر والتضامن من أجل الأطفال ضحايا الحرب والقائمة تطول . وللمزيد يرجى البحث عن المناسبات العالمية في مؤشر البحث كوكل .
فمهما خصص من أيام إلا إننا نستطيع إختزالها بمناسبة واحدة تعتبر مرض الأمراض وآفة الآفات إن تم القضاء عليها وكأننا قد قضينا على مصدر كل الشرور في العالم ، وإن حاملوا هذا المرض أو الآفة هم أكثر من يحتاج إلى الشفقة والإهتمام . وهذه الفترة الزمنية هي من أجل مكافحة والقضاء على الأنانية ليغدوَ عالمنا الأجمل من بين مجرات الكون .
فإلى ماذا نعزي أسباب الحروب وسلب الحقوق وعمليات السطو المسلح ؟ وما هو السبب الرئيسي في اطماع الإنسان وحالات الإغتصاب وجرائم الشرف ؟ ولماذا يتشبث الحكام الدكتاتوريين في الحكم وتعذيبهم لشعوبهم وحرصهم على بناء قلاع من السجون المحصنة ؟ وماللذي يدفع بالأشخاص للسرقة ونهب خيرات الطبيعة والناس الآمنين ؟ أوليست هي الأنانية التي غلفت الكثيرين ليصبح عالمنا وعبر التاريخ يشبه غابة يأكل القوي فيها الضعيف ؟
هو يوم أو أسبوع عالمي من أجل محاربة الأنانية كفيل متى ما عملت السواعد الخيرة على إستئصالها للقضاء على كل الكوارث البشرية . ومن هذا اليوم تنبثق أيام من أجل اللصوص والمتملقين والمجرمين والإرهابيين والميليشيات المسلحة والمتحيونين وكل الأغبياء من الذين يتصورون أنفسهم أسياداً بعضهم لبعض ومجتمعين أسياداً على المساكين . والنوعية الأخرى من الأغبياء من الذين يعيشون من أجل أنفسهم فقط دون الإكتراث بإنسانيتهم وإنسانية الآخر . ولا ننسى أن نخصص زمناً من أجل المتعصبين دينياً وعرقياً . وإن كنا قد نسينا كل هؤلاء فأرجوا أن لاننسى تخصيص زمن من أجل الذين جيروا المقدسات لمصالحهم الدنيئة .
هي الأنانية وليس غيرها مصدر مآسينا .
#زيد_ميشو (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟