|
لنبتسم ، إن كنا واثقين بمن نصدِّق
زيد ميشو
الحوار المتمدن-العدد: 2213 - 2008 / 3 / 7 - 07:29
المحور:
الادب والفن
لنبتسم ولِندع السحنة الكآبية جانباً ، ولنفرح ونترك مجالاً للفرح . ما دورُنا كبشر في هذه الحياة ؟ نركض وراء لقمة العيش ؟ ننهك أنفسنا في العمل كي نكتنز لنا كنوزاً ؟ أم نتشاجر حتى مع خيال الآخرين متى ماقاطع خيالنا ؟ عبثاً ، كل مايقوم بها الإنسان ، عبثاً إن كان مايقوم به لاينفع الآخرين . نأكل ونجوع ثم نأكل ونجوع وسنبقى على هذه الحال حتى نموت ، فهل الخلود بالطعام ؟ نحسب ونجمع ونطرح ، نقسِّم ونضرِب والنتيجة صفر مادمنا نحيا بالأرقام . أحصل على شهادة فأصبح أستاذاً على الجميع ، أعالج الأمراض أتخيَّل نفسي مخلصاً للبشرية ، أكتب مقالةً فأتعالى على الآخرين ، ومتى ما أُنيطت بي مسؤولية لا أقدِّم لها خدماتي بل أجني منها ماأمكن . رتابة الحياة مملَّة ، ننام ثم نصحوا ، نأكل ونشرب ونعمل ، نسعى كعدَّائين من أجل الجنس ، وماذا بعد ؟ في زمن مضى مررتُ بظروف قاسية ، ماذا أفعل ؟ شعور بالوحدة ، إهتزاز في الشخصية ، ملل من الحياة ، بدون حاضر ولا مستقبل، لأكتشفت معها بأنَّ الماضي وهَم ، لم أستطع أن أتقبَّل ظرفي ، شكوتُ وأشتكيتُ ، نُحْتُ وبكيتُ ، وكنتُ قابَ قوسين أو أدنى من الهروب ، الهروب من كل شيء ، حتى من رغيف خبزٍ يسدُّ رمقي ، فهل إنتهى كل شيء ؟ فكَّرتُ ملياً ولم يعُد لي مجالٌ للتفكير ، إستنتجدتُ بأنّي لاأقبل ما أنا عليه حتى تأكَّدتُ من أنَّ كل شيءٍ باطل مادمتُ أعتبر نفسي محورَ العالم وكل شيء لابد أن يكون في مساري . ساعدتني إمرأة زاهدة ناسكة تخلَّت عن كلِّ شيء لأجل الحب . وسألتني عدة أسئلة بكل حُب ، بدأَتْه بسؤال عفوي ، ماذا تريد أنْ تكون ؟ فكان الحديث عن مَن يعتقد إنه كان ويكون وسيكون ، فخُتمتْ الجزء الأول من حكمتها بسؤالٍ: وماذا سيكون ؟ ومعنى السؤال حسب مجرى الحديث ، وماذا بعد ؟ وكان الكلام لها ، لو حصل شخص ما على مناصب ليصل إلى أعلاها ، وحصل على سلطة وساد على الملايين ، وأصبح من كبار الأثرياء لابل أثراهم ، وماذا بعد ؟ فكَّرتُ في السؤال الآخير لسنين ، فجلّ مايكون هو تشييع مهيب ، قبر من رخام ثمين ، وتابوت من خشب الصندل منقوش ومزين ، ونعي في الصحف . وماذا بعد ؟ سؤال مابعده سؤال ، وجوابه عدم أو ثقة مطلقة . فإمّا أنْ نؤمن بالخُلود أو لا نؤمن ؛ فيذهب كلُّ شيء هباء . وإن آمَن بالخُلود فكيف سيحصل عيه ؟ بالمال أم في الجاه أم في الجنس ؟ هل في عبوسنا وتكشيرتنا ، أم في إستحواذنا على كل ماتيسَّر ؟ إسئلة لم تعد غامضة ، إجابتها واضحة كنور الشمس ، لاهذا ولاذاك ، بل في من نقابِل. كيف ذلك ؟ فلتسقط الفلسفة في تعابيرها واللغة في مفرداتها إن كانت تستطيع أن تفسرَّ الحُب ، فالحُب وحده جواب للسؤال الأخير وماذا بعد ؟ والحب لايدركه سوى ثلاثة ، أنا وأنت يامَن أحب ومن أؤمن به إن كان نبعاً للحب . أنا هو كل شخص وأنت هو كل من نقابل وما أمَن به هو مايتيقَّن منه المرء بأنه الخير الأسمى ولايوجد فيه غير الخير مهما كانت تسميتُه . فعبثاً أن نحيا دون أن تكون حياتنا عملياً جواباً على سؤال { وماذا بعد ؟ }
#زيد_ميشو (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
لنعترف من إننا قد ظلمنا الله
-
جائزة أوسكار وظلم لجنة الحكام لحكامنا
-
إنتهى دوره - نعم الشيطان تقاعد
-
خذلتني بائعة هوى
-
لانحب ولاندع غيرنا يحتفل بعيد الحب !
المزيد.....
-
ثبتها أطفالك هطير من الفرحه… تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024
...
-
-صافح شبحا-.. فيديو تصرف غريب من بايدن على المسرح يشعل تفاعل
...
-
أمية جحا تكتب: يوميات فنانة تشكيلية من غزة نزحت قسرا إلى عنب
...
-
خلال أول مهرجان جنسي.. نجوم الأفلام الإباحية اليابانية يثيرو
...
-
في عيون النهر
-
مواجهة ايران-اسرائيل، مسرحية ام خطر حقيقي على جماهير المنطقة
...
-
”الأفلام الوثائقية في بيتك“ استقبل تردد قناة ناشيونال جيوغرا
...
-
غزة.. مقتل الكاتبة والشاعرة آمنة حميد وطفليها بقصف على مخيم
...
-
-كلاب نائمة-.. أبرز أفلام -ثلاثية- راسل كرو في 2024
-
«بدقة عالية وجودة ممتازة»…تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك الجدي
...
المزيد.....
-
صغار لكن..
/ سليمان جبران
-
لا ميّةُ العراق
/ نزار ماضي
-
تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي
/ لمى محمد
-
علي السوري -الحب بالأزرق-
/ لمى محمد
-
صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ
...
/ عبد الحسين شعبان
-
غابة ـ قصص قصيرة جدا
/ حسين جداونه
-
اسبوع الآلام "عشر روايات قصار
/ محمود شاهين
-
أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي
/ بدري حسون فريد
-
أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات
...
/ عبدالرؤوف بطيخ
-
مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية
/ علي ماجد شبو
المزيد.....
|