أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - زيد ميشو - إنتهى دوره - نعم الشيطان تقاعد














المزيد.....

إنتهى دوره - نعم الشيطان تقاعد


زيد ميشو

الحوار المتمدن-العدد: 2199 - 2008 / 2 / 22 - 09:13
المحور: كتابات ساخرة
    


بالرغم من عدم إعترافي بوجود الشيطان بالأساس إلا إني لاأستطيع أن أنكر وجود الشر الذي يسببه الإنسان نفسه . كونه خليقة ناقصة مدعو للسير نحو الكمال . لكن مع هذا فلو ثبت لي يوماً بأن الشيطان ليس إسطورة أو نسيج مخيلة انسان وإنه موجود فعلاً ، فكيف سيكون شكله ؟ وماذا فعل للإنسان ؟ وما حاله اليوم ؟
تصف الصور والرسوم عن مايسمى بإبليس بأنه ذو شكلٍ مرعب ، أذنين طويلتان ويحمل حربة ذو رؤوس مدببة دليل على شره . وفي هذه الحالة لاخوف منه على الإطلاق ، كونه غير مقبول وتتقزز له النفس ، كيف لنا تنفيذ تعاليمه الدنيئة وهو غير مقبول جملة وتفصيلا ؟ أكيد لانفعل , إنما ستكون هيئته جميلة وكلامه عسل طبيعي تمكنه من سبر أعماق الإنسان الذي بدوره يتأثر وينجذب لكل ماهو جميل ولطيف ويصدق بسهولة لمن له فن الإقناع ( ولطالما خدعنا بالظاهر ) , ولا ينجو من كيد إبليس الجميل واللطيف الكلام إلا من كان له حكمة التمييز بين ماهو صادق وكاذب ، ويستطيع أن يشعر بالبار والشرير ، والمتسامي والسفلي . وعندما يكون الشيطان جميل فلا خوف أيضا ، إذ من السهل تجنب وساوس إبليس ومغرياته وذلك عندما لانثق بسهولة بمن يتظاهر بالملائكية ولا ننقاد لكل من له موهبة الكلام ، بل نستخدم عقلنا الذي يميزنا عن سائر المخلوقات لنتفحص بها الداخل وليس الظاهر ، حتى في أكثر الأماكن شفافية ومع أكثر البشر رقة . فإن كان إبليس دميم الوجه وجاف في حديثه أم وسيم ولطيف الحديث ، فما هو إلا عدو يستطيع أي شخص التغلب عليه . فما ذكر سالفاً عن مكايد إبليس وكيفية زرعه للفتن وقوة محاربته للبشر وإغرائهم لفعل الفحشاء أصبح لاجدوى له ، فكيف لهذا الكائن الشرير وأعوانه أن يوسوسوا والكل يعرف ماهية أساليبهم ؟ فكل القصص المروية عن وساوس الشيطان أصبحت بدائية جداً أمام هول الشر الذي يقترفه البشر تجاه بعضهم البعض ، وأمام الإبداع التكنلوجي المسخر لهدم البشرية ، وجبروت وسائل الإعلام الذي يضرب كل القيم ويعطي فقط ماهو سلبي . اساليب جديدة وتستحدث بأبشع منها في كل لحظة ، إختراع إنساني صرف ليس بإستطاعة إمبراطور الشياطين نفسه إدراكها . فالإنسان الذي طور كل شيء حتى الشر قد سحب البساط من أمام الشيطان ليصبح الأخير عاجز عن فعل الشر مستغفراً ربه ويعوذ به من شر الإنسان .
فماذا نتوقع أن يكون حال الشيطان اليوم بعد أن أصبحت بدعه منتهية الصلاحية ؟
بالتأكيد سيكون منظره يصعب على الكافر ، إذ اتخيله إن كان حي يرزق قابع قرب النفايات ، يسير جنب الحائط خوفاً من مكايد البشر ، ويخافهم كما تخاف القطط والكلاب السائبة في دولنا والمعرضة للملاحقة والرجم بالحجار من قبل أطفالنا ، وهو يستغل وحدته في الصلاة إلى ألله ليستغفره عن ماإقترفه سابقاً ومتوسلاً اليه إصلاح الإنسان -- والإنسان لايفعل .



#زيد_ميشو (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- خذلتني بائعة هوى
- لانحب ولاندع غيرنا يحتفل بعيد الحب !


المزيد.....




- حضور لافت للسينما العراقية في مهرجان عمان السينمائي
- إستذكار الفنان طالب مكي ..تجربة فنية فريدة تتجاوز كل التحديا ...
- براد بيت اختبر شعورا جديدا خلال تصويره فيلم -F1-
- السويد.. هجوم جديد بطائرة مسيرة يستهدف الممثلية التجارية الر ...
- -البحث عن جلادي الأسد-.. فيلم استقصائي يتحول إلى دليل إدانة ...
- تقرير رويترز 2025: الجمهور يفضل الفيديو والصحافة البشرية وهك ...
- هكذا تصوّرت السينما نهاية العالم.. 7 أفلام تناولت الحرب النو ...
- بعد أسابيع من طرح الفيلم ونجاحه.. وفاة نجم -ليلو وستيتش- عن ...
- ابتكار ثوري.. طلاء -يعرق- ليُبرّد المباني!
- كيف يساهم تعليم العربية بكوريا الجنوبية في جسر الفجوة الثقاف ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - زيد ميشو - إنتهى دوره - نعم الشيطان تقاعد