أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - زيد ميشو - صلاة كلب














المزيد.....

صلاة كلب


زيد ميشو

الحوار المتمدن-العدد: 2509 - 2008 / 12 / 28 - 04:44
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


كثيراً ما نستخدم صفات الحيوان لنصف بها طبائع الإنسان إن كان بالسلب أم بالإيجاب . وذلك كي نقرب أحكامنا على تصرفات البشر . كون ذلك إن الحيوان محدود الطباع . وأحياناً نختار أسماء حيوانية لحديثي الولادة لدلالات محببة . مثلاً ضرغام ، فهد ، نمر ، شاهين ، ريم ، شبل ، غزلان ، وغيرها من الأسماء التي تدل على القوة والجمال . بينما لانعطي أسماء أخرى كحمار وهو معروف بصبره لكننا نفتخر بتسمية أيوب ويدل على معنى الصبر ، ونسمي وفاء ولا نسمي كلب لأن الكلب في عرفنا شتيمة بينما معروف عنه الوفاء .
الإنسان بتكوينه قادر على التحلي بكل صفاة الحيوانات بينما لايمكن للحيوان أن يسموا إلى مستوى الإنسان . لإن طباع الأخير ليست غرائز فقط بل تتعدى ذلك بكثير عكس الحيوان الذي خلق ليكون كما هو بطبيعته ، ولايلام على تصرف كونه يفتقد للعقل المجرد والتحليل وأكتساب المعرفة . ولايمتلك لغة علمية يتحاور بها . وإذا كان العاقل يستطيع أن ينبح ويمأمأ ويصهل ويزأر ويقلد كل أصوات الحيوانات حتى إنه يستطيع التغريد إذا إمتلك مثل هذه الموهبة ، بينما الحيوان لايمكن أن يتكلم بلغة الإنسان ويفهم مايقول ، حتى الببغاء الذي تسمع له كلمات لكنه لايقصد بها لغة تخاطب . والإنسان كما هو معرف أسمى الخلائق لإمتلاكه العقل ، وعندما نقول إنسان من الإنسانية فنحن ندرك ماهية هذه الكلمة ورقيها . وما يثير الإستغراب هو تغاضي الكثيرين لصفاتهم الإنسانية القيمة ليتخذوا صفاة حيوانية في تصرفاتهم ، فتبنى قسماً منهم صفاة المفترس منها ليأكل القوي منهم الضعيف ، وآخرين إقتدوا بالحمار في الحمولة والتحمل والسكوت ، وآخرين أستلهموا من الكلاب طاعتهم لأجل عظمة ، ومجموعة كالثعالب ماكرين ، وكالغربان سراق وكالعقارب لادغين وكالثعابين مسمومين . بينما تناسوا الرحمة والمسامحة والحب والتواضع وقبول الآخر المختلف والشعور بالآخر وغيرها الكثير مما لايعرفها الحيوان . فماذا عسانا أن نفعل حيال هذا النوع من البشر ؟
أخترت صلاة غريبة بعض الشيء أستليتها من كتيب صلوات غير عادية جمعها ونقلها إلى العربية الأب كميل حشيمة اليسوعي ، مطبعة دار المشرق في لبنان . كتيب صغير لايتعدى الستون صفحة جمعت بها صلوات رائعة جداً منها صلاة تحت عنوان ( صلاة كلب ) . عنوان غير مألوف ذو محتوى عميق أعتقد بأن فيه الحل لمن تناسى إنسانيته في خضم صخب الحياة والسعي الغير مشروع من أجل المادة والسلطة والخضوع للغرائز ، . تقول الصلاة :


صلاة كلب
آه ! ربّي ن أنت الذي يملك على جميع الخلائق
إجعل الإنسان ، سيدي ، أميناً لقريبه
كما أني أنا أمين له ....
إجعله حارساً نزيهاً للخيرات التي سلّمتَه إياها ،
على نحو ما أنا أحرس خيراته .
هبّ له صبراً شبيهاً بصبري عندما أنتظر عودته
من دون ان أتذمر ....
آه! ربّي ، أنت الذي يريد الكمال لكل مخلوق ،
هب الإنسان ، سيدي ، أن يتصرف دوماً
تصرُّف الإنسان ،
كا أني أتصرّف دوماً تصرّف الكلب !




#زيد_ميشو (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لاتقولوا كلداني آشوري سرياني رجاءً - بل مسيحيي العراق
- سلام المسيحيين نعمة وليست منحة حكومية
- الجرأة حلوة ، لماذا لايخوض البعض غمارها ؟
- وسلام المسيح معك أخي كاظم شلتاغ
- هل صحيح كما يقال – الغربيون أغبياء ؟
- الغاء البند 50 له إيجابياته أيضاً
- تغطية إعلامية لزيارة سفير لم تتم !
- يفعل مايشاء من له السلطة
- هل الله يسعى لهلاك الكفار
- سيادة المطران ميشال قصارجي – قلبك تكلم قبل لسانك
- تقييم عمل الله
- نكتة من الواقع مأساة - الحكيم والعصي
- لماذا وُزعت الحلوى في لبنان ؟
- التحمُّل - التحدِّي .... أن تبتسم وفي عينينك ألف دمعة
- تباً لهذه الياء الأخيرة
- لنبتسم ، إن كنا واثقين بمن نصدِّق
- لنعترف من إننا قد ظلمنا الله
- جائزة أوسكار وظلم لجنة الحكام لحكامنا
- إنتهى دوره - نعم الشيطان تقاعد
- خذلتني بائعة هوى


المزيد.....




- دينيس فيلنوف يقود أولى مغامرات جيمس بوند تحت راية أمازون
- لماذا فشلت إسرائيل في كسر إيران؟
- انقسام في الكونغرس بعد أول إفادة بشأن ضرب إيران
- البيت الأبيض لخامنئي: -عليك أن تحفظ ماء وجهك-
- اثنتا عشر قنبلة على فوردو : كيف أنقذت إيران 400 كغ من اليورا ...
- بعد -نصر- ترامب في الناتو: أي مكانة لأوروبا في ميزان القوى ا ...
- الاتحاد الأوروبي يدعو لـ-وقف فوري- لإطلاق النار في غزة وإسبا ...
- كريستيانو رونالدو يواصل اللعب في النصر حتى 2027
- -نرفض حصول إيران على سلاح نووي-.. القمة الأوروبية: ندعو لفرض ...
- البيت الأبيض يتّهم خامنئي بمحاولة -حفظ ماء الوجه-


المزيد.....

- الآثار العامة للبطالة / حيدر جواد السهلاني
- سور القرآن الكريم تحليل سوسيولوجي / محمود محمد رياض عبدالعال
- -تحولات ظاهرة التضامن الاجتماعي بالمجتمع القروي: التويزة نمو ... / ياسين احمادون وفاطمة البكاري
- المتعقرط - أربعون يوماً من الخلوة / حسنين آل دايخ
- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - زيد ميشو - صلاة كلب