أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - اديب طالب - الإرهابي من نيجيريا!














المزيد.....

الإرهابي من نيجيريا!


اديب طالب

الحوار المتمدن-العدد: 2880 - 2010 / 1 / 6 - 15:06
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


كم هو مخز للغة والتاريخ، أن يكون اسم الارهابي النيجيري عمر الفاروق!
سيدنا الخليفة الراشدي عمر بن الخطاب، أشتهر باسم عمر الفاروق وعُرف به أكثر مما عرف باسمه الاصلي، ولا أحد يعرف العربية، يجهل أن عمر الفاروق هو القائل: "متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم امهاتهم أحراراً"، ويجهل أن ابن الخطاب قيل له "الفاروق" لانه فرق الحق عن الباطل، وفرق العدل عن الظلم والظلمات. ابن الخطاب قدم للبشرية قدسية الحرية وفطرتها، وقدم العدل وأركانه، أما الارهابي عمر الفاروق فقد قدم الموت والظلم والاستبداد.
الارهابي النيجيري تعلم اللغة العربية الجميلة في اليمن، بلد العرب العاربة وبلد قبيلة "كندة" التي ينتسب اليها امرؤ القيس والمتنبي. وتعلم الارهاب وعلم الهندسة ما بين عام 2005 و2008، وهو في لندن بلد الديموقراطية الارقى في العالم. صحيفة "نيويورك تايمز" كتبت الاسبوع الماضي انه "اذا ثبت أن عبد المطلب لقن الفكر المتشدد في بريطانيا فسيظهر ذلك أن بريطانيا الحليف الوثيق للولايات المتحدة تشكل مصدر خطر كبير على المجتمع الأميركي". الارهابي عبد المطلب داس جمال اللغة وعلم الهندسة، بالارهاب الذي أخفاه في ملابسه الداخلية.
مفارقات مؤسفة وحزينة. وهذا الذي أراده ارهاب "القاعدة" المقيت، حين تعمد قتل جمال الحياة وقدسيتها، وتفتيت اجساد وأرواح ثلاثمئة من الناس في ثوان عدوة للعدل والانسان معدودة، ولقد تم انقاذ اولئك الابرياء في اللحظة الاخيرة، بفضل شجاعة بعض ركاب الطائرة وقوة ملاحظتهم.
بعد هذه المقدمة الدرامية، والتي تستوجب المعذرة من القارئ، اذ يكفيه ما تبثه الفضائيات من ذعر وقتل وتسويق للعنف (!) لا بد من الانتقال الى حديث في السياسة، والى كلمات تطمح الى الحد من بعض الارهاب وتعريه.
تحدث الرئيس الاميركي باراك أوباما في هونولولو حيث أمضى اجازة الاعياد، عن الارهابي النيجيري عمر الفاروق المعتقل بسبب محاولة الاعتداء على الطائرة التابعة لشركة "نورثوست" في 25 كانون الاول 2009 قائلاً: "نعلم انه كان آتياً من اليمن، البلد الذي يعاني فقرا شديدا وحركات تمرد دامية". واضاف: "يظهر انه التحق هناك بفرع تابع للقاعدة وان تنظيم القاعدة في جزيرة العرب دربه وجهزه بتلك المتفجرات وأعد الهجوم على تلك الطائرة المتوجهة الى أميركا"، معلناً ان الولايات المتحدة في حرب ضد "شبكة واسعة النطاق من الحقد والعنف".
تستدعي الجملة الأخيرة للرئيس أوباما، السؤال التالي: لماذا يكره الرئيس الاميركي التعبير "البوشي"، وهو "الحرب على الارهاب"؟ ولماذا يحب التعبير الاوبامي، وهو: الحرب ضد شبكة واسعة النطاق من الحقد والغضب؟ اذا كان الارهابيون سعداء مستمتعين لانهم "يُرهبون عدو الله وعدوهم" كما يدعون، ويرون بهذا جواز سفر الى الجنة، حتى لو أبادوا ثلثي أبرياء البشرية بهدف اصلاح الثلث، اذا كانوا هم كذلك فلم "التجمل اللفظي الاوبامي" لم؟ لا أدري! وليتني ادري. صرت أكثر ميلاً الى اعتبار الرؤية الاوبامية متجملة أكثر من اللازم، مما يشي ببعض الضعف، ومما يشجع الخصم على التطاول أكثر مما ينبغي.
قال رئيس الوزراء البريطاني غوردن براون: "القاعدة وأتباعها مستمرون في سعيهم لتلقين آلاف الشبان في أنحاء العالم الرغبة الجامحة بالقتل والتسبب باعاقات، ما يعني أن العقد الجديد يبدأ كما العقد الماضي بمناخ من الخوف أوجده تنظيم القاعدة". لهجة السيد براون، أقرب الى اللغة "البوشية" منها الى "اللطف" الاوبامي.
يقول التعريف الكلاسيكي للارهاب، والذي تم إقراره زمن الرئيس كلينتون 1996: "تعبير الارهاب هو وصف للعنف المقصود مسبقاً، والذي تحركه دوافع سياسية، ضد أهداف غير قتالية، وعلى يد منظمات محلية أو شبه محلية، أو عن طريق عملاء سريين، وذلك بقصد التأثير في الرأي العام". لماذا تراجع أوباما الديموقراطي عن التعريف الذي أقره الديموقراطي الآخر كلينتون؟ أم أن ما تعمد فعله الارهابي عمر الفاروق خارج التعريف المذكور؟
لعل الإجراءات الامنية، ومثالاً عليها قصف الطائرات الأميركية لقواعد "القاعدة" في أواسط اليمن السعيد.. لعلها لا تكفي للتصدي للارهاب، وكأنه لا بد من هدم ثقافته، وتغيير مناهج تعليمه، وتجفيف منابعه في الأنفس المريضة بكره الآخر، وبعلة الهويات القاتلة؟! المؤكد أن هذه الأمور كلها، ليست أبداً من مهام الأميركيين، ولعل المعركة بين حضارتين؟
لا بد من الإقرار بفشل الإجراءات الأمنية الأميركية غير العنفية ولا بد من أن "اللطف" الاوبامي، قد ساعد على ذاك الفشل، بإشاعة مناخه العام المتراخي، والا أولاً لماذا لم يؤخذ في الاعتبار التحذير الذي قدمه والد عمر الفاروق الثري النيجيري المعروف؟ والا ثانياً لماذا لم ترفض السلطات الأميركية تجديد تأشيرة الدخول الى أميركا، كما فعلت السلطات البريطانية؟ والا ثالثاً كيف تمكن ارهابي هاو، من الافلات من تفتيش جدي؟
الشيء الوحيد الذي قد يطمئن نسبياً، هو أن الرئيس الأميركي استخدم العبارتين التاليتين بعد الحدث الارهابي الفاشل: "اخفاق المنظومة"، "غير مقبول تماماً".
الارهابي عمر الفاروق، ليس عمراً وليس فاروقاً، بل قاتل هدفه الابادة الجماعية للأبرياء في هذا العالم الشاسع، وعلى الدعاة الممجدين لعمر الفاروق ابن الخطاب، أن يدينوا علناً وبشدة هذا "العمر الفاروق" المزيّف.
() كاتب سوري




#اديب_طالب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لبنان الأمن المستقر هو لبنان السيد الموحد أولاً
- -زوان البلد ولا.. قمح الجلب-
- سعد الحريري رجل الممكن والضروري
- النمر الإيراني ليس الأقوى في -الغابة الدولية-
- بن لادن عدو أوباما الرقم واحد
- أوباما -مالئ الدنيا وشاغل الناس-
- أوباما يظهر عصاه!
- طريق أنقرة تل أبيب سالكة!
- العدواني نتنياهو عاجز عن ليّ ذراع أوباما
- سلام فياض يملك الحل!
- -عشتم وعاش لبنان-
- نتنياهو المتغطرس ضد العدالة الوقح ضد السلام
- تركيا تجد نفسها.. إسلامية برغماتية
- إيران ترقص على صفيح ساخن
- ليت أوباما قال: شكراً أنا لا أستحق نوبل الآن!
- الخيار العسكري ضد إيران ما زال قائماً
- -دفاعاً عن لبنان العظيم-
- -فلسطينيو أميركا- و-فلسطينيو القضية-
- أوباما لن يوقف تخصيب اليورانيوم الإيراني
- سوريا وايران ذاهبتان الى الحوار الاوبامي


المزيد.....




- شاهد.. مغامرة تتجول وسط -أعجوبة- ساحرة بالأردن
- انقلبت وتدحرجت.. شاهد حادث سير مميت بين مركبات على طريق سريع ...
- جمهور كان يكتشف تحفة -ميغالوبوليس- والعملاق الأمريكي كوبولا ...
- مصر.. أشقاء يقتلون إمام مسجد قبل صعوده لخطبة الجمعة
- خارجية ليتوانيا تقدم احتجاجا للقائم بالأعمال الروسي
- غزة| إطلاق نيران إسرائيلية كثيفة في مخيم جباليا ودول غربية ع ...
- منطقة عازلة أم سيطرة شاملة؟.. أهداف الهجوم الصيفي الروسي على ...
- إسبانيا تمنع السفن المحملة بأسلحة لإسرائيل من الرسو في موانئ ...
- ماذا يحدث على الحدود الأردنية - السورية؟
- إسرائيل ترد على اتهامات جنوب افريقيا بتصعيد -الإبادة الجماعي ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - اديب طالب - الإرهابي من نيجيريا!