أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ناصر عمران الموسوي - لماذا إلتهم الحوت إطلالة عام 2010...؟














المزيد.....

لماذا إلتهم الحوت إطلالة عام 2010...؟


ناصر عمران الموسوي

الحوار المتمدن-العدد: 2878 - 2010 / 1 / 4 - 00:55
المحور: الادب والفن
    



وحدها مجريات الكينونة تضمخت بِطَلقِها فأنجبت على أبواب ولاداتها حدث تأبى على الاسترخاء والتريث فجاء (مستعجلا) فقد حملّ الاشتهاء غريزة الحوت السماوي ليلتهم وأمام أنظار العيون المترقبة أضواء القمر في شرقنا الأوسطي ، ربما هي طوالع تنبأ بالقادم وتستدعي لشحذ الهمم ليكون الشرق موطن السحر والجمال وولادات الجديد أبداً ، ففي ذات زمان غير الشرق سحنته المبهجة ليكتسي بأثواب الدم والحزن والسواد حتى إستمرىء راهنه فاستعذب ما يتساقط من جحيمه ،فبالرغم من إمبراطورياته ودكتاتورياته الظالمة، وبالرغم من شعبه البسيط والفطري المتشبث بالفلكلور والعادات والتقاليد إلا انه كان يحب الحياة مشتركا ومنسجما مع الآخر وعلى نغم ٍ ومواويل هناك ، كان يبث شجنه وعشقه الأزلي للجمال والمكان والزمان الماضوية والحاضرة ، قد يحلم يوما ما بقيادة ثورة أو انقلاب لكنه مايلبث أن يرى دمائه الغزيرة وهتافه الضاج وهو يترجم ما آمن به، لكنه اكتشف بعد ذلك زيف ودجل شعاراته فالأمس واليوم صنوان في مسيرته الطويلة وهو امتداد يربط الوجوه المتغيرة التي ترى فيه المحكوم والشعب والضحية، الشرق الذي أشرئب إليه الحوت ليلتهم فرحه السنوي دون النصف الآخر من الكرة الأرضية ،علامة صحوة لواقعه الذي شرذمه التطرف واستبد به العنف ،أجساده مشاريع حصاد لمناجل الكره والبغضاء والحقد ،كان التواصل فيه ديمومة فصار قطيعه ، وكانت التقاليد والعادات تماسك فصارت نفوراً ، وكان الدين عاصم واعتصام فصار وبالاً ،تسير في الشرق الجميل ومنظر السكينة التي تقطع الرؤوس قريبة منك تحاصرك لا فكاك منها ، دينك معتقدك انتمائك الاجتماعي والطائفي والاثني كلها أسباب موجبة لشرعنة قتلك ، ودائما هناك من يلغ بدمك كي يعانق إله يدخله جناته على قدر سفكه بدمك ودم غيرك..
في شرقنا الجميل أنت طريدة أبدا بعد أن كنت صياداً ،شرقنا الذي يضع لك دينك الآن وطريقه حديثك وكيفية سيرك وارتدائك لملابسك وهو الذي يحدد لك الألوان ،بل لابد من أن تطلق لحيتك لتكون كثه ، وهو الذي يعلمك كيف ومتى وأين تكون وتربي طفلك وتضاجع زوجتك ،وقد يصل يوما يمنعك من ركوب سيارتك فيستبدلها بدابة ليقول لك انه من أنصار( العودة إلى الطبيعة) ، شرقنا الباذخ بجماله الذي يضج بخرابه وانفجاراته وظلمه وجوعه ، نسي ّ سحره فغادرته شمسه المشرقة لتتركه في وضح النهار مظلما ً كداخله ، ولان الكينونة والقدر التكوينية تعرف مجريات تداعي إحداثه وهبته حوتها ليلتهم قمره كلما أحس بنشوة فرح مؤجل ، القمر التهمته ألحوته وظلت ليلة ميلاد شرقنا حزينة في حين أطلق الجانب الآخر من كرتنا المستديرة أضوائه وصرخت ليلة الميلاد على ربوع اخضراره المزدان بالفرح والشموع و(بابا نوئيل ) ،ليست صدفه ان يحرمنا الرب رؤية ليلة رأس السنة وسماواتنا مبتهجة بعامها الميلادي الجديد ،بل هي دعوة للبحث عن الفرح في ذواتنا ومع الآخر فينا لتكون أيامنا أبدا حافلة بالمواليد والأفراح فهل سنتعظ لنحب بعضنا ولو بالشيء اليسير ،ليُرينا الرب رضاه ولنتذكر إن ما نحتاجه دوما قليل من الحب كي نعيش سحر شرقنا كما كان قبلة للجمال ...!




#ناصر_عمران_الموسوي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مداد لفجرٍ أحمرْ..!
- قراءة قانونية في قرار النقض الرئاسي الوارد في الدستور العراق ...
- المفوضية ا لعليا لحقوق الإنسان في العراق .. والولادة المرتقب ...
- صباح العزاوي آخر سهم في كنانة صعاليك بغداد...!
- على مجمرة ٍ من شجن ..!
- البدء كان إمرأة..!
- حرية المعتقدات الدينية في القانون العراقي..!
- مبدأ صمت المتهم في مرحلة التحقيق بين النص القانوني والتطبيق ...
- موقف المرجعيات الدينية وعلاقة الدين بالدولة..!
- الارتهان ألذكوري في منظومة التشريعات الجنائية .. قانون العقو ...
- الدولة بين الإيمان الديني والديمقراطية السياسية.....!
- متأبطاً حُزني..!
- إنثيالات عراقية متأخرة ل(اغنية الزوج العسكري) لشاعر الحرب ال ...
- الانتخابات الامريكية بين كهولة (مكين ) وسواد (أوباما)....!
- (تأديب الزوج زوجته)أوشرعنت استخدام العنف ضد المراة في قا نون ...
- ثقافة التغيير
- آليات تفعيل دور الادعاء العام في ظل التحولات القانونية في ال ...
- قانون العفو العام بين الرؤية القانونية ومتطلبات المرحلة الدي ...
- هل المراة العراقية حاضرة في البرلمان ......؟
- الاعتقاد والمعرفة ثنائية التضاد الية الجمع


المزيد.....




- -حين قررت النجاة-.. زلزال روائي يضرب الذاكرة والروح
- لا خسائر رغم القصف.. حماية التراث الثقافي وسط الحرب في طهران ...
- “فعال” رابط الاستعلام عن نتيجة الدبلومات الفنية 2025 دور اول ...
- مهرجان أفينيون المسرحي الفرنسي يحتفي بالعربية ويتضامن مع فلس ...
- “برقم الجلوس والاسم فقط” الاستعلام عن نتيجة الدبلومات الفنية ...
- بعد أغنيته عن أطفال غزة.. الممثل البريطاني المصري خالد عبدال ...
- ريتا حايك تفند -مزاعم- مخرج مسرحية -فينوس- بعد جدل استبدالها ...
- الترجمة من العربية إلى اللغات الأجنبية بالجزائر.. آفاق واعدة ...
- احتفاء بالثقافة العربية و-تضامن مع الشعب الفلسطيني-... انطلا ...
- طلبة -التوجيهي- يؤدون امتحانات -الرياضيات- 2- و-الثقافة العل ...


المزيد.....

- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ناصر عمران الموسوي - لماذا إلتهم الحوت إطلالة عام 2010...؟