أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كاظم الحسن - الزعيم والقانون والسلطة














المزيد.....

الزعيم والقانون والسلطة


كاظم الحسن

الحوار المتمدن-العدد: 2876 - 2010 / 1 / 2 - 12:20
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


هل الزعيم من جنس الفرد؟
هل العناية الالهية قد اختارته ليكون زعيماً للأمة؟
وهل الالهام يستمر في نسله ويتوارث، ام انه ينقطع فيكون الحكم الى من ينتسب له بالقرابة لحين ظهور زعيم آخر؟
هل ثمة غفلة للعقل، وانسداد مسامته، اكثر من تلك اللحظة اللاتاريخية، التي تجعل فرد زائل يأكل ويشرب ويتغوط، ان يتحكم في رقاب الناس ويسلب اموالهم وحياتهم في لحظة من الغضب، ويمنح ما يشاء في لحظة انس ومجون.
وهو العليم بالسياسة والرياضة والثقافة وفي كل شيء، وانه اشبه بطبيب العيون والابدان قبل التخصص في حقول الطب؟
واذا هزم في معركة او في الحرب سوف يحولها الى نصر وهمي في ذهنه او يلقي الاسباب على الاخرين.
انه لا يمرض ولا يشيب، والنرجسية تعيش معه حيث يكون، ولا يستطيع ان يتواجد في مكان من غير ان تكون تماثيله وصوره امام عينه لا تفارقها.
وهذا النوع من الاشخاص ينشأ غالباً في المجتمعات التقليدية، التي يسودها اقتصاد الكفاف او الريعي، وغالبا ما تكون اواصر البنية الاجتماعية، علاقات قرابية تعتمد على النسب والدم، وهي علاقات كما معروف سابقة على ظهور الدولة الحديثة.
وتكثر في مثل هذه المجتمعات الرموز ابتداء من شيخ القبيلة الى رجل الدين، ويضعف دور المثقف او المفكر، بحيث تبدو الافكار وآليات عمل المجتمع المدني غريبة وطارئة ومحصورة في اطار النخب او (الانتلجسيا).
وتكون عملية تشكيل الاحزاب السياسية ومنظمات المجتمع المدني مهمة في غاية الصعوبة، لان المتغير البنيوي لم ينضج على الصعيد الاقتصادي والاجتماعي والفكري، ويبدو ان التطور الذي راهن عليه العديد، من المفكرين ورواد النهضة، والذي يبدأ دوره من الاعلى بواسطة النخب، وتفعيل دور السلطة السياسية في هذا المجال قد وصل الى طريق مسدود.
وأخذ دور شيخ القبيلة، ورجل الدين يتعاظم على حساب رجال التنوير والثقافة والفكر، وأخذت الاحزاب السياسية التي يفترض ان تكون من ركائز المجتمع المدني، تنكفئ الى المصادر التكوينية الاولى: الطائفية، العرقية، القبلية، مغلفة بشعارات عن الديمقراطية والعراق الموحد.
متناسية انها تحمل في داخلها بذور التجزئة والتقسيم، لان مفهوم المواطنة لم يصل بعد، الى مرحلة النضج لكي يجتمع الكل تحت يافطة وطنية من خلال الممارسات والافعال.
فنحن في العراق قد عشنا جحيم الدكتاتورية، ومن لم يحترق بها فقد اصابه التشوه في مكان ما من جسده وروحه، فلسنا حقل تجارب لرموز اخرى سياسية او دينية.
فعلى صعيد العالم قد اختفت عبادة الشخصية، واصبح الحاكم الذي يسمى بالزعيم او الرمز خاضع للمساءلة والمحاسبة والمكاشفة وربما يسجن او يقال من منصبه في احسن الاحوال، بسبب اساءة استخدام السلطة او المال العام.
ولم تعد ثمة هالة تغطي او تحجب افعاله او ممارساته اللاقانونية او الادعاء بان ثمة قوة خفية اتت به الى السلطة.
لان في مؤسسات الدولة القائمة على الشفافية، وفصل السلطات وسيادة القانون، سوف تكون القوى الخفية عاجزة ان ترسل الحثالات الاجتماعية الى مواقع السلطة، وتعيث بها فساداً وخراباً باسم هذه القوى الوهمية، التي لا تعيش الا في مخيلة السذج من الناس، حين يعتقدون ان مصيرهم يقرره الرمز او الزعيم وهو عاجز عن تقرير مصير عائلته، فيا بؤس الزعامة ومن يدعو لها في زمن الانترنت وتكنولوجيا المعلومات.
الغريب في الامر ان بعض الزعامات في البلاد العربية، تصرح ليل نهار، عن الفوضى والحرب الاهلية في حالة غيابها عن السلطة، وانها صمام الامان للشعوب.
ولا اعلم كيف تكون المجتمعات بخير وهي بلا مؤسسات المجتمع المدني، بحيث لا يمكن لاي دولة في العالم مهما كان حجمها، ان تكون في حالة استقرار، وتعتمد على سلطة الزعيم المطلقة مهما امتلك من قوة او اجهزة بوليسية، لان الدولة والمجتمع اكبر من قدرات وامكانات الدكتاتور وحزبه.
ولهذا السبب اعتقد الكثير ان انهيار الاتحاد السوفيتي يعود الى عمالة غورباتشوف، وفي رأي الخبراء ان الانهيار سببه غياب مؤسسات المجتمع الدولي الفاعلة، نتيجة هيمنة النظام الشمولي. فهل سمع احد عن عمالة زعيم في الدول الديمقراطية؟







#كاظم_الحسن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مصداقية الاعلام.. هل تحاول كسب الجمهور او تغييره؟
- عسكرة الحياة المدنية
- فوضى الافكار واثرها في ادامة الحرب في العراق
- العراق بين العنف والديمقراطية
- معايير التقدم والتخلف
- اتحاد الامم بين الاكراه والحرية
- هدايا الارهاب والاستبداد؟
- الشرق والغرب في خطاب اوباما
- الحزام الاخضر
- اجنحة الشمع وسقوط الصنم
- تراجيديا الضحك
- ياهو مالتي
- الفاشية واغتصاب الذاكرة الجماعية
- ثمن الانتظار
- العدالة نتاج الديمقراطية
- المغالاة في الوطنية
- المؤمن لا يلدغ ..
- حراس الانترنت
- بذور العنف من الطفولة الى المجتمع
- الفرد مابين الديمقراطية والاستبداد


المزيد.....




- تبدو مثل القطن ولكن تقفز عند لمسها.. ما هذه الكائنات التي أد ...
- -مقيد بالسرية-: هذا الحبر لا يُمحى بأكبر انتخابات في العالم ...
- ظل عالقًا لـ4 أيام.. شاهد لحظة إنقاذ حصان حاصرته مياه الفيضا ...
- رئيس الإمارات وعبدالله بن زايد يبحثان مع وزير خارجية تركيا ت ...
- في خطوة متوقعة.. بوتين يعيد تعيين ميشوستين رئيسًا للوزراء في ...
- طلاب روس يطورون سمادا عضويا يقلل من انبعاث الغازات الدفيئة
- مستشار سابق في البنتاغون: -الناتو- أضعف من أي وقت مضى
- أمريكية تقتل زوجها وأختها قبل أن يصفّيها شقيقها في تبادل لإط ...
- ما مصير شراكة السنغال مع فرنسا؟
- لوموند: هل الهجوم على معبر رفح لعبة دبلوماسية ثلاثية؟


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كاظم الحسن - الزعيم والقانون والسلطة