أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مقابلات و حوارات - عصام عبد العزيز المعموري - سلسلة حوارات مع أكاديميي ومثقفقي محافظة ديالى -حوار مع الدكتور الأديب حاتم الشيباني















المزيد.....

سلسلة حوارات مع أكاديميي ومثقفقي محافظة ديالى -حوار مع الدكتور الأديب حاتم الشيباني


عصام عبد العزيز المعموري

الحوار المتمدن-العدد: 2869 - 2009 / 12 / 26 - 08:04
المحور: مقابلات و حوارات
    


الأديب الدكتور حاتم الشيباني : النص الأدبي لايعطي نفسه بسهولة فلابد من فعل اقتحامي يفك مغاليقه ويفتح أبوابه

حاوره : د0 عصام عبد العزيز المعموري –بعقوبة -العراق

تيسير النحو العربي وكتابة القصة والترويج لمنهج معرفي في النقد الأدبي يمارس فيه الناقد عمله بحرية تامة دون آراء مسبقة إلا بفعل واحد هو القيم الإبداعية في النص الأدبي ، هذه هي أبرز محاور اهتمام د0 حاتم حسين علي الشيباني ، الذي تشير سيرته الذاتية والعلمية بأنه من مواليد محافظة ديالى ، أكمل دراسته الابتدائية والمتوسطة في محافظة ديالى والإعدادية في محافظة بغداد وحصل على شهادة البكالوريوس من جامعة بغداد كلية الآداب قسم اللغة العربية والماجستير من الكلية نفسها والدكتوراه من الكلية عينها . وكان موضوع رسالته في مرحلة الماجستير ( أساليب التعجب في القرآن الكريم دراسة دلالية ) أما موضوع رسالته في مرحلة الدكتوراه فكان ( فكرة التيسير في الدرس النحوي الحديث ) ويعمل الآن مدرسا" في ثانوية ألجواهري للمتميزين في بعقوبة ومحاضرا" في قسم اللغة العربية في الكلية التربوية المفتوحة – مركز ديالى ، وعن تجربته الإبداعية كان لنا معه هذا الحوار :
*** يقول أرسطو : ( إن الممتازين من الرجال في الفلسفة أو السياسة أو الشعر أو الفن كلهم من ذوي المزاج المكتئب أو الجنون الساكن ) فهل ترى أن حالة الإبداع يلازمها عصاب ، أو مرض نفسي ، كما يعتقد أنصار مدرسة التحليل النفسي في تفسيرهم للإبداع ؟ وماهي مبرراتك في ذلك ؟
--- إن توصيف الإبداع بالمرض النفسي مسألة فيها نظر ، فالإبداع هو نمط من الخلق ، نمط من إعادة تشكيل العالم ، فعين المبدع ليست كعيوننا ، وعوالمه تختلف قطعا" عن عوالم غيره ، فالمعادلة الحياتية صعبة للغاية فإذا كنا لانستطيع أن نأخذ من الحياة كل شيء ، فلماذا يسلبنا الموت كل شيء ؟ المبدع يعيش جدلا" قاتلا" بين طرفي معادلة الفناء والوجود ، انه يموت في كل لحظة لكي يستطيع أن يمسك اللحظات الهاربة ، المنفلتة فيوقفها لأنه بكل صراحة يؤسس للخلود والبقاء الدائم ، وان هذا الاكتئاب والجنون الساكن ليسا سوى الشكل الخارجي للبحر ، فأما الأعماق والسواحل والعواصف والأمطار فتكمن في المنتج الإبداعي .والسؤال هو : هل تتصف حياتنا بإيقاع عقلاني يمكن الاطمئنان إليه ؟ والجواب بالنفي بالتأكيد ، فكيف يمكن أن ينسجم المبدع بهذه السذاجة مع العالم المحيط به وهو المسكون بهواجس الوجود والموت ، الجمال والقبح ، وهو الباحث الأبدي عن العدالة وتحقيق إنسانية الإنسان ، فالإنسان محاط بالجنون والمبدع هو العاقل الوحيد الذي يدرك استحالة أن يحقق الإنسان مبررات وجوده فلماذا لايكون مكتئبا" إذن ؟ ولماذا لايكون ناقما" وثائرا" ومتوترا" ومسكونا" بالعصاب ؟
*** عرف عنك عدم انحيازك إلى أي تيار نقدي في النقد الأدبي الحديث ..هل هذا تفرد في الرؤية أم عدم قناعة في كل التيارات النقدية ؟
--- لايمكن إنكار التيارات الأدبية النقدية ، ولكن الشيء غير المستساغ هو الخضوع التام والمتطرف لتيار نقدي بعينه ، فهذا يمثل نمطا" من الجمود والتحجر ، فالنص الأدبي مفعم بالحياة ، والنظر أليه من زاوية واحدة تقتل مافيه من حياة وتفرغه من محتواه ، فالنظرة الجامدة تمثل اعتقالا" للنص الأدبي وحجره ، وهذه النقطة تلقي الضوء على فشل الأدب المحكوم بأيديولوجية معينة يعبر عنها الأديب أو الناقد ، فالعمل النقدي المحكوم بأطر إيديولوجية نقد فاشل ، وفي تاريخ النقد الأدبي أمثلة كثيرة عن هذه النزعة ، فكلما تحرر الناقد من القوالب الجامدة واتجه صوب الإبداع كان عمله اكثر رسوخا" وأكثر نجاحا" . إن ممارسة العملية النقدية هي ممارسة الحرية في أبهى صورها وأوسع معانيها ، فالناقد الناجح لايمكن أن يكون محكوما" بأفكار مسبقة يحاول تقصيها في النص وإنما العملية النقدية تقوم على محاولة الوصول إلى ينابيع الإبداع من غير قيود.
*** برأيك من أين يستمد الناقد أدواته المعرفية لكي يكون قادرا" على الولوج إلى أعماق النص الأدبي ؟
--- التعامل مع النصوص الأدبية ليس بالأمر السهل ، فالناقد يحتاج أولا" الى موهبة وذائقة أدبية يفعلهما بالتجربة والمران والممارسة . النص الادبي لايعطي نفسه بسهولة فلابد من فعل اقتحامي يفك مغاليقه ويفتح أبوابه ، فثقافة الناقد لاتقف عند حد وأدواته المعرفية لابد أن تكون واسعة ومتنوعة . إن ممارسة العملية النقدية ممارسة للحياة في أبهى صورها وانصع معانيها، فالناقد بحاجة إلى ثقافة موسوعية تمتاز ببعد ( أركولوجي ) ، فأدوات الناقد المعرفية في جوهرها أدوات حفرية بمعنى انه يبحث عن كنوز النصوص الأدبية واكتشاف عوالمها ، فهو يمارس عمله بحرية تامة غير محكوم بآراء مسبقة وغير مقيد إلا بفعل واحد هو القيم الإبداعية في النص الادبي .
***عرف عنك اهتمامك بقضيتين بارزتين هما كتابة القصة وتدريس النحو ، ويقول العرب ( حمّال همين كذاب ) ، فأي المجالين كان الإبداع فيه على حساب الآخر ؟
--- قصة النحو العربي قصة طويلة ، فالشكوى الدائمة من النحو العربي ووعورته أصبحا أمرا" مألوفا" ، فالتوسع الهائل في خارطة النحو العربي جعل منه أمرا" عسيرا" وهو نحو يقوم على أسس منطقية وفلسفية أكثر مما يقوم على أسس لغوية ، فالتعليل المنطقي والفلسفي أوسع من التعليل اللغوي . يقول د0 المخزومي : ( من الصعوبة أن تقوم أمة من الأمم بوضع قواعد لغوية صارمة تحاكيها عند استعمال لغتها ، فالقواعد تستنبط من اللغة ) وهو محق في ذلك لأن من يتكلم العربية يقوم بعمليتين متداخلتين أولهما الفكرة وثانيهما ضبط الكلمات المنطوقة من الناحية الإعرابية ، فكثيرا" مايتعذر الأمر وتنقطع سلسلة التفكير ، فالأمر يكون صعبا" أن تفكر بتسلسل الأفكار وضبط قوانين اللغة من الناحية الإعرابية مع هذا الكم الهائل من القواعد وصراحة جذبتني قصة النحو وكان لها تأثير واضح في نفسي .
*** لقد كنت ولما تزل من أشد المدافعين عن التيسير النحوي ، فما مبرراتك لهذه الدعوات ؟
--- التيسير النحوي أصبح أمرا" ملحا" ولكنه مازال أمرا" بعيد المنال ، فهو أقرب إلى الأفكار الأولية يعوزها التشكل التاريخي لكي تجد لها طريقا" إلى الدرس النحوي ، الدرس النحوي العربي التقليدي يمتاز بالشمولية أولا" وقدرته الفائقة على طرد الخطاب النحوي الحديث ، فالتيسير يجب أن ينصب على آليات التفكير النحوي .
إن علماء النحو العربي كانوا مغرمين بالقواعد الكلية الني تنبع من المنطق والفلسفة في بناء درسهم النحوي ، والميسرون محكومون بثقافة نحوية كلاسيكية وهم أصلا" نتاج للدرس النحوي التقليدي فكيف يمكنهم أن ينتجوا معرفة نحوية فيها حداثة في التفكير وبناء القواعد .ومما زاد الأمر صعوبة وتعقيدا" ارتباط اللغة العربية بالقرآن الكريم فتسربت القدسية من القرآن الكريم إلى اللغة ، فالنحو العربي ابن الفقر ، والأمر الأكثر صعوبة فنحن مازلنا محكومين بثقافة الصحراء التي تمتاز بالسكون والثبات ، فمازلنا نحكم في لغتنا لهجات قبائل ماعاد لها وجود . الصحراء أمنا ولدتنا وأرضعتنا ولكنها لم تفطمنا بعد . ثقافتنا تقوم على الغلبة وعدم قبول الهزيمة وخير شاهد على ذلك مباراة كرة قدم بين مصر والجزائر أعادتنا إلى أيام ( داحس والغبراء ). مازلنا نعيش خارج التاريخ المؤثر ونلوك مثل جمل مسن ما أنتجه الأجداد وسيأتي اليوم الذي نبكي فيه على الأطلال ، لا أطلال الأحباب وإنما أطلال اللغة العربية وقواعدها . فمازلنا نردد مقولة ( فاعل لفعل محذوف يفسره المذكور ) ولا نستطيع تغيير قاعدة وضعها القدماء ، فأدوات الشرط تدخل على الأفعال ولكن بعضها يدخل على الأسماء مثل ( إن – إذا )فغير القاعدة وتقول هذا الأمر ممكن ويكون الاسم بعدها مرفوعا" ونجد له تعليلا" إعرابيا" مقبولا" ، فبالله عليكم كيف نستطيع اقتحام عوالم التكنولوجيا والتقدم العلمي ونكون بعد" مؤثرا" في عالم اليوم ...



#عصام_عبد_العزيز_المعموري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- (لايوجد أكثر جدية من الطفل في لعبه ) فريدريك نيتشه- أطفالنا ...
- سلسلة حوارات مع أكاديميي ومثقفي محافظة ديالى- الاستاذ الدكتو ...
- لكي لا يكون التعليم مهنة من لا مهنة له
- الخرس الزوجي في بيوتنا
- كيف تكون قارئا- مرنا- ؟ How To Be Flexible Reader
- تنمية التفكير في غرفة الصف
- المبدعون والتوفيق بين المتعارضات
- الأديبة ( مي زيادة ) وسيكولوجية الابداع
- من أجل شيخوخة بلا هموم
- من أعلام العراق00 د0 نوري جعفر : التفكير حق مشاع لكل الناس
- كيف تلقي محاضرة فعالة ؟
- التفكير.. هل يمكن تعليمه ؟
- حوار مع الدكتور فاضل عبود التميمي
- لماذا ترتدي المرأة العراقية الحجاب؟؟
- المبدعون وغرابة الأطوار
- حوار مع الكاتب والقاص(ضمد كاظم وسمي)/بعقوبة_العراق
- ماذا يقرأ اكاديميو ومثقفو بعقوبة؟
- القطيعة بين الاكاديميين والابداع.... كيف نفسرها؟
- حوار مع المترجم احمد خالص الشعلان


المزيد.....




- مصر: بدء التوقيت الصيفي بهدف -ترشيد الطاقة-.. والحكومة تقدم ...
- دبلوماسية الباندا.. الصين تنوي إرسال زوجين من الدببة إلى إسب ...
- انهيار أشرعة الطاحونة الحمراء في باريس من فوق أشهر صالة عروض ...
- الخارجية الأمريكية لا تعتبر تصريحات نتنياهو تدخلا في شؤونها ...
- حادث مروع يودي بحياة 3 ممرضات في سلطنة عمان (فيديوهات)
- تركيا.. تأجيل انطلاق -أسطول الحرية 2- إلى قطاع غزة بسبب تأخر ...
- مصر.. النيابة العامة تكشف تفاصيل جديدة ومفاجآت مدوية عن جريم ...
- البنتاغون: أوكرانيا ستتمكن من مهاجمة شبه جزيرة القرم بصواريخ ...
- مصادر: مصر تستأنف جهود الوساطة للتوصل إلى هدنة في غزة
- عالم الآثار الشهير زاهي حواس: لا توجد أي برديات تتحدث عن بني ...


المزيد.....

- قراءة في كتاب (ملاحظات حول المقاومة) لچومسكي / محمد الأزرقي
- حوار مع (بينيلوبي روزمونت)ريبيكا زوراش. / عبدالرؤوف بطيخ
- رزكار عقراوي في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: أبرز الأ ... / رزكار عقراوي
- ملف لهفة مداد تورق بين جنباته شعرًا مع الشاعر مكي النزال - ث ... / فاطمة الفلاحي
- كيف نفهم الصّراع في العالم العربيّ؟.. الباحث مجدي عبد الهادي ... / مجدى عبد الهادى
- حوار مع ميشال سير / الحسن علاج
- حسقيل قوجمان في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: يهود الع ... / حسقيل قوجمان
- المقدس متولي : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- «صفقة القرن» حل أميركي وإقليمي لتصفية القضية والحقوق الوطنية ... / نايف حواتمة
- الجماهير العربية تبحث عن بطل ديمقراطي / جلبير الأشقر


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مقابلات و حوارات - عصام عبد العزيز المعموري - سلسلة حوارات مع أكاديميي ومثقفقي محافظة ديالى -حوار مع الدكتور الأديب حاتم الشيباني