أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عصام عبد العزيز المعموري - المبدعون وغرابة الأطوار














المزيد.....

المبدعون وغرابة الأطوار


عصام عبد العزيز المعموري

الحوار المتمدن-العدد: 2841 - 2009 / 11 / 27 - 11:41
المحور: الادب والفن
    



د0 عصام عبد العزيز المعموري –بعقوبة – العراق
كثيرة هي قصص المبدعين الذين تألقوا في ميادين الأدب والفن والعلوم وغيرها ، ولكن المجتمع كان ينظر إلى كل مبدع منهم بأنه غريب الأطوار . وان مصطلح غريب الأطوار كما يعرّفه معجم علم النفس هو : ( شخص يتميز سلوكه العادي بالغرابة الملحوظة ، ومثل هذا الشخص ليس مجنونا" كما يشاع وإنما هو في الواقع متحرر من نماذج السلوك المتفق عليها ) فها هي ( ماري كوري ) الفيزيائية البولندية التي اكتشفت ظاهرة النشاط الإشعاعي واكتشفت عنصرين جديدين أنشط من اليورانيوم في الخواص وسمي الأول بالبولونيوم نسبة إلى مسقط رأس ماري في بولندا والآخر سمي بالراديوم (88) وأصبحت دراسة الراديوم والنشاط الإشعاعي رسالة ماري في الحياة 0 يروى عنها أنه في يوم زواجها ، اجتمع المدعوون وظلوا في انتظارها ، لكنها لم تحضر ، فأسرع إليها أحد أصدقائها يبحث عنها فوجدها في المختبر تجري إحدى التجارب ، فكان عشقها للفيزياء لايدانيه عشق آخر ، فالمرأة من الممكن أن تنسى أي شيء إلا يوم زفافها ، لكن ذلك بالنسبة إلى ماري كان شيئا" آخر ، وهذا ما يؤكده علماء النفس بأن عملية التذكر مقترنة بالاهتمام ، فكلما كان اهتمام المرء بقضية ما كبيرا" كان تذكره لكل ما يتعلق بتلك القضية كبيرا" أيضا" ، وهذا ما حدث بالنسبة لماري كوري حيث كان المختبر والتجارب هو كل حياتها ، وماعدا ذلك فانه كان هامشيا" في حياتها 0
وهاهو العالم الفيزيائي ( فراداي ) الذي تألق في الحث الكهرومغناطيسي قال يوما" لزوجة أستاذه ( همفري ) عندما جاءت تؤنبه لأنه كان يعطّل زوجها في المختبر ورأته يشتغل بتجارب الحث الكهرومغناطيسي وعندما رأت التجربة قالت له : ( إني أرى الآن كم سخيف أنت ، فما فائدة الأبحاث ؟ ) فأجابها بقوله : ( ولكن ياسيدتي ماهي فائدة الطفل الجديد ؟ ) 0
أما ( اينشتاين ) الفيزيائي الشهير وصاحب النظرية النسبية الذي حل طلاسم الكون وأسرار الدنيا وحصل على جائزة نوبل في الفيزياء فانه كان يكره النظام في حياته كما كان غريب الأطوار فكان يغني في الحمام بصوت مرتفع ويرتدي الملابس المهلهلة 0
إن سعادة المرء وهو منشغل بعمل يعشقه لاتضاهيها سعادة أخرى وهذا ما انتبه إليه علم النفس فأوجد ما يسمى بالمداواة بالإشغال Occupational Therapy وهو : ( محاولة شفاء الاضطرابات أو الأمراض النفسية عن طريق إشغال المريض بأعمال تشوقه أي استخدام العمل في الشفاء ) ولذلك كان المبدعون في سعادة غامرة وهم منشغلون تماما" في ميادين إبداعهم ، فكان اينشتاين يقضي يوميا" 16 ساعة في مختبره وعلى الرغم من ذلك كان في كامل نشاطه وحيويته إلى آخر يوم من حياته وكان ذهنه متوقدا" تمام الاتقاد ، فكان مرض خرف الشيخوخة أبعد ما يكون عن المشتغلين في مجالات الفكر والبحث العلمي 0
وهكذا نرى أن غرابة الأطوار قد ارتبطت بالمبدعين ، وروى لي والدي قصة أحد الجغرافيين العراقيين اللامعين كان يعمل أستاذا" جامعيا" في الخمسينيات ، حيث كان يصف كل مدينة من مدن العالم وصفا" دقيقا"كأنه ابن تلك المدينة لكنه في الوقت نفسه كان يقف في حيرة في كل يوم يسأل عن مكان بيته فتراه يسأل الأطفال لكي يقودوه إلى بيته !





#عصام_عبد_العزيز_المعموري (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حوار مع الكاتب والقاص(ضمد كاظم وسمي)/بعقوبة_العراق
- ماذا يقرأ اكاديميو ومثقفو بعقوبة؟
- القطيعة بين الاكاديميين والابداع.... كيف نفسرها؟
- حوار مع المترجم احمد خالص الشعلان


المزيد.....




- أصالة والعودة المرتقبة لسوريا.. هذا ما كشفته نقابة الفنانين ...
- الذكاء الاصطناعي التوليدي.. ضربة موجعة جديدة لقطاع الإعلام ا ...
- نقل الفنان المصري محمد صبحي إلى المستشفى بعد وعكة صحية طارئة ...
- تضارب الروايات حول استهداف معسكر للحشد في التاجي.. هجوم مُسي ...
- ديالا الوادي.. مقتل الفنانة العراقية السورية في جريمة بشعة ه ...
- مقتل الفنانة ديالا صلحي خنقا داخل منزلها بدمشق والتحقيقات تك ...
- القنبلة الذرية طبعت الثقافة اليابانية بإبداع مستوحى من الإشع ...
- بوليود بين السينما والدعاية.. انتقادات لـ-سباق- إنتاج أفلام ...
- الغيتار تحوّل إلى حقيبة: ليندسي لوهان تعيد إحياء إطلالتها ال ...
- سكان وسط أثينا التاريخية منزعجون من السياحة المفرطة


المزيد.....

- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عصام عبد العزيز المعموري - المبدعون وغرابة الأطوار