أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عصام عبد العزيز المعموري - حوار مع الدكتور فاضل عبود التميمي















المزيد.....

حوار مع الدكتور فاضل عبود التميمي


عصام عبد العزيز المعموري

الحوار المتمدن-العدد: 2843 - 2009 / 11 / 29 - 14:18
المحور: الادب والفن
    


الأكاديميون والإبداع 00 د0فاضل عبود التميمي أنموذجا"
حاوره : د0 عصام عبد العزيز المعموري – بعقوبة – العراق
كثيرة هي تعريفات الإبداع ..حتى أصبح مجرد الوصول إلى تعريف متفق عليه للإبداع هو إبداع بحد ذاته نظرا" لتعقد العملية الإبداعية من جهة وكثرة المجالات التي شاع فيها المفهوم من جهة ثانية والى مناهج الباحثين واختلافاتهم واهتماماتهم العلمية والثقافية ومدارسهم الفكرية من جهة ثالثة 0
إن ما يميز الإبداع والتفكير الإبداعي عن غيره من أنواع التفكير هو أنه تفكير تباعدي أو متشعب بمعنى أنه يبحث عن أكثر من حل للمشكلة المعطاة مع توفر جملة من القدرات الإبداعية كالأصالة والمرونة والطلاقة في التعامل مع المشكلة المطروحة 0
إن إشكالية تعامل الأكاديميين مع الإبداع أثارت لغطا" كبيرا" بين أوساط المثقفين وكأن هناك هوة بين الطرفين00 وتسليطا" للضوء على تلك العلاقة ها نحن نحاور شخصية أكاديمية مرموقة من مبدعي محافظة ديالى هو الأستاذ المساعد الدكتور ( فاضل عبود خميس التميمي ) الذي تشير سيرته العلمية إلى أنه حصل على بكالوريوس في اللغة العربية عام 1978 وعلى ماجستير في الأدب العربي الحديث عام 1989 وعلى دكتوراه في البلاغة والنقد عام 1995 وحصل على لقب أستاذ مساعد عام 1998 وعين عام 2000 عميدا" لكلية اليرموك الجامعة ونشر ( 19 ) بحثا" علميا" في مجلات متخصصة واشترك في ( 11 ) ندوة علمية ببحوث علمية رصينة وكتب ( 79 ) مقالة في مختلف الصحف والمجلات وساهم في مناقشة ( 51 ) رسالة أو أطروحة جامعية توزعت بين رسائل الماجستير والدكتوراه وله ( 5 ) مؤلفات في البلاغة والنقد وهو رئيس تحرير مجلة اليرموك / ديالى منذ عام 2000 ولغاية منتصف عام 2003 وعضو تحرير مجلة ألق الصادرة عن الاتحاد العام للأدباء والكتاب / فرع ديالى ، وهو حاصل على ( 36 ) كتاب شكر من مختلف الجهات ، وهو عضو في الاتحاد العام للأدباء والكتاب في العراق وعضو في الاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب في سوريا وعضو في نقابة المعلمين 0 وعن إشكالية علاقة الأكاديميين بالإبداع كان لنا معه هذا الحوار :
*** هناك أربع نظريات تصدت لمشكلة الإبداع بشكل عام ومنها مشكلة الإبداع الأدبي حيث كانت النظرية الأولى هي نظرية الإلهام أو العبقرية التي تؤمن بأن الإلهام يحدث فجأة ودون مقدمات ، والنظرية الثانية هي النظرية العقلية التي تؤمن بأن الإبداع هو نتاج العقل ووليد الفكر ، والنظرية الثالثة هي النظرية الاجتماعية التي تؤكد على أهمية المجتمع في عملية الإبداع أو أن الفكر الإبداعي يصدر عن عقل جمعي أو لاشعور جمعي ، والنظرية الرابعة هي النظرية السيكولوجية التي اقتصرت في وصفها لعملية الإبداع على فكرة التسامي عند ( فرويد ) الذي يفسر الإبداع على أساس الشعور بمركب النقص وخاصة النقص العضوي مما يدفع المبدع إلى أن يواجه بشجاعة هذا الشعور بالنقص عن طريق عملية التعويض 0
فماهي النظرية التي تميل إليها من بين النظريات الآنفة الذكر في تفسير عملية الإبداع الأدبي ؟

--- الإبداع الأدبي عملية معقدة لايمكن لأي دارس أن يحيط بها إحاطة تامة ، وما تعدد النظريات التي تصدت لذلك في تاريخ البشرية إلا دليل على عمق المشكلة وتعدد أطرافها وتداخل قضاياها 000 ولكن هذا لايعني أن الإنسان وقف أمام هذه المشكلة متحيرا" في سبر أغوارها واكتناه تصوراتها ثم أعلن عجزه عن قراءة أسبابها ومسبباتها 0
إن تاريخ البشرية قدّم حلولا" كثيرة لمشكلة الإبداع وماورد في سؤالك صديقي العزيز قسم منها ، وبصراحة أنا لا أريد أن أناقش هذه النظريات التي فسّرت الإبداع الأدبي لكني أرغب في الإشارة إلى سلبياتها ، فنظرية الإلهام أو العبقرية لها جذور في تاريخ النقد العربي ، وهي في كل الأحوال وقفت عاجزة عن تفسير العمل الأدبي الروائي مثلا" وحتى المسرحي الآن 0
إن منطلقاتها النظرية تتواءم مع حالة الشعر ولكنها تتنافر مع النثر 0 أما النظرية العقلية فهي نظرية ( مثقفة ) لاتنسجم مع الشعوب البدائية والشعوب الزراعية والرعوية التي لاتستطيع أبدا" أن تنكر آدابها وفنونها وثقافتها 00 والنظرية السيكولوجية على أهميتها في القرن العشرين رأت في الإبداع الأدبي ( عصابا" ) وحيزا" يسد به نقص ما ، فهو في كل الأحوال تعويض عن قضية ما 0 أما النظرية الاجتماعية بمفهومها الواسع الذي يستجيب لما هو اجتماعي وايديولوجي غير متحزب وجمالي فهي ( معرفة ) يمكن من خلالها تفسير الظاهرة الإبداعية ، فكل اجتماعي ينم عن ظاهرة إنسانية يمكن وصفها ، وكل ايديولوجي مطلق تنبق منه رؤيا وعلامات ، وكل جمالي يتضمن تحليلا" ولذة وإمتاعا" فضلا" عن ( الأدبية ) التي هي مركز الإبداع الذي نحن بصدده .

*** يقول شاعر فرنسا رامبو : ( من العبث أن نبلي سراويلنا على مقاعد الدراسة ) فهل ترى وجود هوة بين الأكاديميين والإبداع ؟

--- لقد كان شاعر فرنسا الكبير ( رامبو ) يتحدث عن مسألة بعيدة عن الأكاديمية والإبداع ، كان يتحدث عن الشعر بوصفه ( هوية ) الشاعر التي لايمكن أن تصنعها المدارس أو المعاهد المتخصصة ، الهوة بين الأكاديميين والإبداع مسافة مضللة يمكن أن يعمل التأويل فيها كما أفهم من صيغة السؤال ...فهي تحيل إلى قطيعة بين الأكاديميين والإبداع .. وهي تحيل إلى انعدام الإبداع عند الأكاديمي وفي هذه الحالة علىّ أن أقول : إن الأكاديمي الحق عقل منظم وممنهج ، يخطط لكل شيء ، ولكنه في الحقيقة منفتح على كل الاتجاهات والتيارات ، وهناك من الأكاديميين من يعيش في قلب الإبداع ، خذ مثلا" الدكتور علي جواد الطاهر – رحمه الله – أكاديمي متخصص في الشعر العباسي المتأخر 00 أطروحته عنوانها ( الشعر العربي في العصر السلجوقي ) ولكن أكاديمي مبدع يكتب في نقد القصة والرواية والمسرح والمقالة وكان في شبابه يكتب الشعر ، وهناك من الأكاديميين من يكتب الشعر والقصة . إن الإبداع أكبر من التفكير المحدد في إطار محدد 0

*** تتهم العقلية العربية بأنها عقلية شفاهية في الوقت الذي توصف فيه العقلية الغربية بأنها عقلية تدوينية ، فهل أن هذا الاتهام يدعو إلى التشكيك بتاريخ الأدب العربي ؟

--- لم يكن العقل العربي شفاهيا" إلا في العصر الجاهلي ولكنك إن دققت النظر في ذلك العصر لم تعدم الكتابة ، وبغض النظر عن كون الشفاهية ( تهمة ) في مرحلة من حياة كل شعب 00 وكيف نقبل هذه التهمة والعقل العربي بعد الإسلام دون القرآن الكريم والحديث النبوي الشريف والتاريخ وكتب الجغرافية الأولى واللغة والشعر ثم الفلسفة والعلوم والقصص والحكايات .
هذه التهمة صيغت بطريقة أخرى مؤداها : أن العقل العربي عقل تركيبي والعقل الآخر تركيبي وستأتيك في يوم ما بقية ( التهم ) التي كلها بحاجة إلى إثبات 0
لقد شكك د0طه حسين في الشعر الجاهلي ثم تبين فيما بعد أن شكوكه كانت من وحي أستاذه الفرنسي ، أنا لا أشك في الأدب العربي ولا في تاريخه 00 حتى الجاهلي منه وصل إلينا بطريقة فريدة لم نجدها عند ( الآخر ) 0
إن الموضوعية تقتضي أن نشير إلى أن قسما" من الشعر الجاهلي يشوبه ( النحل ) وهذه مسألة لايمكن إطلاقها 0

*** إن النقد الأدبي على عكس كثير من العلوم الإنسانية الأخرى ، حقل معرفة مشاع للتنظيرات المختلفة من المختص وغير المختص 00 ألا ترى بأننا بحاجة لدليل الناقد الأدبي الذي يضع لنا معايير جودة النص الأدبي لطرح معرفة أكثر انضباطا" وصلابة في الرؤية ؟
--- نعم النقد الأدبي حقل معرفي ، ولكنه حقل منظم يستهوي المختص وغيره ، وهذا سر ديمومته وحيويته 0 في زمننا هذا لا يمكن أن نضع معايير للجودة أو الرداءة 0 كان هذا من عمل القرون الأولى في حياة النقد الأدبي حيث كان هم الناقد البحث عن المحاسن والمساوئ في النص الأدبي ، أما اليوم وبفضل تداخل العلوم والفنون والنظريات والبديهيات وبفضل ثورة المعلومات التي غيرت وجه العالم وجعلته قرية يمكن وصفها لايمكن إن نضع مقاييس ثابتة للنقد ، كيف توضع تلك المقاييس ويكتب لها الثبات وقد تلاشت الحدود بين الأجناس والأنواع والأشكال الأدبية 0 إن النقد الآن ( قراءة للأساليب وفحص جمالي لنصوصها ) ، وهذا لايعني إن النقد يخلو تماما" من المعايير أو المقاييس ، هنالك معايير ثابتة لايمكن تجاوزها ، هي معايير اللغة والنظام 0 إن النقد اليوم يتشكل حول ما هو ( ثقافي ) راهن ، ولهذا يسعى إلى قراءة الإنسان وتأشير الوعي فيه


نشر هذا الحوار في جريدة البرلمان الصادرة في محافظة ديالى العدد ( 10 ) في الخميس 17/3/ 2005 صفحة ( ثقافة ) ص 5



#عصام_عبد_العزيز_المعموري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لماذا ترتدي المرأة العراقية الحجاب؟؟
- المبدعون وغرابة الأطوار
- حوار مع الكاتب والقاص(ضمد كاظم وسمي)/بعقوبة_العراق
- ماذا يقرأ اكاديميو ومثقفو بعقوبة؟
- القطيعة بين الاكاديميين والابداع.... كيف نفسرها؟
- حوار مع المترجم احمد خالص الشعلان


المزيد.....




- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...
- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...
- لواء اسرائيلي: ثقافة الكذب تطورت بأعلى المستويات داخل الجيش ...
- مغنية تسقط صريعة على المسرح بعد تعثرها بفستانها!
- مهرجان بابل يستضيف العرب والعالم.. هل تعافى العراق ثقافيا وف ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عصام عبد العزيز المعموري - حوار مع الدكتور فاضل عبود التميمي