أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبدالحميد البرنس - أسير العبارة (رواية)- 9














المزيد.....

أسير العبارة (رواية)- 9


عبدالحميد البرنس

الحوار المتمدن-العدد: 2873 - 2009 / 12 / 30 - 01:34
المحور: الادب والفن
    


Hey baby....wats up....Why are you hating on my friends...you are the only one i go to bed with so you dont have to hate...Me and you are husband and wife so why are you trying to think that i am talking all the time to my friends.You are the one that is always on that stupid sudaneseonline....... So you shouldnt even talk!!!!!!! JUST REMEMBER I LOVE YOU AND ONLY YOU...

في تلك الليلة، كان بيني وبين عمر قليل من الصبر. كلانا سليل كبت مزمن عريق. السنوات العجاف مضت. واحة التحقق قاب قوسين أوأدنى. وتلك ثلاثون سنة. أمضيناها في صحراء شمسها الحرمان مشتعلة على مدار اليوم. رمالها نار الرغبة. ودابتها أمل في الله لم ينقطع.
كانت تشير إلى السابعة مساء، حين رن جرس الهاتف، وجاءني صوت عمر كالبشير، قائلا إنهم الآن في الطريق، قلت له "ابشر يا سيدي، فالطعام طيب، الشراب وفير، إضاءة حالمة، المكان نظيف، وبي توق إلى ونسة عجمية وغناء أعجمي ورقصة عجمية ، ثم الذوبان مع سيدة الغيب في لغة عالمية حتى مطلع الفجر". كنت متخما بقراءة مئات الرويات والشعر في وطني صنارة المثقفين على بوابة الإغواء. أخيرا جاءني صوته كضحكة طيبة أطلقها فم صائم في أعقاب نهار قائظ: " يا أخوي، كلامك سمح، علة يا زول جنس شِعرك دا، الليلة دي، سيبو تب، وعلي كمان الله إن شوفتهن بعد شوية علة تبول في لباسك عديل، يا زول أنا شغلة ما نجيضة ما بسويها تب، إنت عارفني كويس، وأنقول لك تاني: الشغل كلو حا يكون الليلة دي بس أمسك لي أضبح ليك من غير ففلصة كتيرة، اتفقنا يا زول"؟.


هكذا بدأ عمر ينسج أسطورته الخاصة في الإيقاع بالفتاتين، وقد تناسى أن الصدفة وحدها أوقعتهما في طريقه ليلة أمس، لكنها الرغبة العميقة التي كانت تظهر في ونساته للقيام بعمل بطولي خارق في زمن تلاشت فيه البطولات الكبرى تماما أوتكاد.
ما أثار إنتباهي بعد ذلك أن عمر كان غالبا ما يعبر عن تبرمه على رأس كل ساعة قائلا بالعربي الفصيح: "حامد، يا أخوي، الخدم ديل ما كفاهن شراب".
كان لون بياضهما في طزاجة الحليب!.


لم تكن مهنتي كحارس داخل ذلك المجمع التجاري الضخم خالية من متاعب. أحيانا، مقابل تلك الحفنة من الدولارات، كنت أقف، من الموت، على بعد خطوة واحدة. ذات مرة، تناهى طرق حاد على باب المكتب. لكأن أمرا جللا قذف بتلك المرأة الأربعينية إلى صميم واجباتي. كنت أقرأ وقتها بدافع الملل شيئا من كتاب كارل ماركس "الآيديولوجيا الألمانية". مجلّد قديم من الأسفار القليلة التي ظلت ترافقني من مكان لمكان. العلاقة ببعض الكتب، في حياة المنفيين الغرباء، تنمو شيئا فشيئا، إلى أن تتحول، بمرور الوقت، إلى روابط متينة أقرب إلى صلة الدم. بدا لي كتاب ماركس، في الآونة الأخيرة، بمثابة شيخ طاعن من أفراد الأسرة. لا جدوى عملية ترجى منه. لكن وجوده في حد ذاته أمر لا غنى عنه حين الحاجة الماسة لما يدعونه "الجذور". بينما تنتظر ابنتها لتقلها إلى البيت في سيارتها "الفورد"، سألتني عنه، "ليليان"، وهي تراه معي لأول مرة، وقد حاولت جاهدة فك طلاسم حروفه العربية، بلا جدوى. نظرت إلى صورة ماركس الباهتة على ظهر الغلاف. كانت ملامحه غائمة وراء الآثار المتراكمة لأصابع يدي. حين بدا لي في تلك اللحظة أشبه براهب طيب، قلت لها: "هذا، عزيزتي "ليليان"، كتابنا المقدس". قالت:
- "وهل يؤمن به الكثير من الناس هناك"؟.
- "بل ويعتقدون أن مجرد ترتيله سبب كاف لتقليل الفقر وفساد الحكام".
- "للأسف الناس هنا لا يبالون بالسماء كثيرا، هل تؤمن بالله"؟.
- "فقط، حين لا ينوب عنه الآخرون".
كانت مسيحية برأس ممتلئة بتفاصيل دقيقة عن فتيان أحلامها في زمان لم يعد له من وجود. إنها فرقة "البيتلز". آنذاك بدت متفهمة لإجابتي الأخيرة. كنت أدرك أن حيز المعلومات الضخمة في دماغها عن "جون لينون" و"بول مك كارني" و"جورج هاريسون" لم يتح لها في نهاية المطاف سوى هامش ضئيل للتفكير خارج ساعة قمار واحدة من كل أسبوع. فجأة، وهي تنظر إلى السقف متبرمة من تأخير ابنتها، وثمة شعور خفي بحب غامر يجتاحني صوب الله، شرعت تغني بصوت أقرب ما يكون إلى الدندنة:

Ev rybody s talking about
Bagism, Shagism, Dragism, Madism, Ragism, Tagism
This-ism, that-ism, is-m, is-m, is-m.
All we are saying is give peace a chance
All we are saying is give peace a chance
C mon
Ev rybody s talking about Ministers,
Sinisters, Banisters and canisters
Bishops and Fishops and Rabbis and Pop eyes,
And bye bye, bye byes.
All we are saying is give peace a chance








ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أسير العبارة (رواية)- 10
- أسير العبارة (رواية)- 11
- أسير العبارة (رواية)- 12
- أسير العبارة (رواية)- 13
- أسير العبارة (رواية)- 1
- مرثية للطيب صالح
- إني لأجد ريح نهلة
- وداع في صباح باهت بعيد
- ملف داخل كومبيوتر محمول
- لغة
- نصّان
- زاوية لرجل وحيد في بناية


المزيد.....




- مقتل المشرفة الموسيقية السابقة في برنامج -American Idol- وزو ...
- أيقونات من رماد الحرب.. فنان أوكراني يحوّل صناديق الذخيرة إل ...
- إطلاق جائزة فلسطين العالمية للشعر في ختام مهرجان ميديين الدو ...
- رئيس الممثلية الألمانية لدى السلطة في مقابلة مع -القدس- قبل ...
- جدل في أوروبا بعد دعوة -فنان بوتين- إلى مهرجان موسيقي في الج ...
- -المدينة ذات الأسوار الغامضة- رحلة موراكامي إلى الحدود الضبا ...
- مسرحية ترامب المذهلة
- مسرحية كوميدية عن العراق تعرض على مسارح شيكاغو
- بغداد تمنح 30 مليون دينار لـ 6 أفلام صنعها الشباب
- كيف عمّق فيلم -الحراس الخالدون 2- أزمة أبطاله بدلا من إنقاذه ...


المزيد.....

- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبدالحميد البرنس - أسير العبارة (رواية)- 9