أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير - المنصور جعفر - ضعف مقالات كوش وقوتها















المزيد.....



ضعف مقالات كوش وقوتها


المنصور جعفر
(Al-mansour Jaafar)


الحوار المتمدن-العدد: 2863 - 2009 / 12 / 20 - 21:21
المحور: القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير
    


نقاط حركة الموضوع:

1- مقدمة عن موقع وأبعاد الموضوع ونهجه وهدفه وإضافته
2- مقالات كوش .. ومقولات بشاشا ؟
3- ماهي النقاط الضعيفة في "مقولات بشاشا" طبيعة الضعف فيها ؟
4- بعض الإمكانات التي يمكن ان تفيد في تنمية أفكار "كوش" والإرتقاء بها
5- حركة تحرير كوش



1-مقدمة:

هنه محاولة نظر إنتقادي إلى مقالات كوشية عامة طرحت في "المنبر العام" لموقع http://www.sudaneseonline.com عن طبيعة تاريخ السودان وسمات كتابته وقراءته وسمات حاضر السودان ومستقبله، وهي جزء من نشاط ثقافي في جمهورية السودان ومايتصل بها من مناطق الإنترنت يهتم بالجذور الكوشية والنوبية للسودان وللرقي الإنساني الحاضر. ويحاول هذا الإنتقاد تبيين النقاط الضعيفة في بعض تلك المقولات بفحص صلة إصطلاحاتها بالعوامل المادية وجدلها في التاريخ تلافياً للاموضوعية في إعتبار العوامل العرقية والدينية عواملاً مركزية في التاريخ. والهدف من الإنتقاد هو تقوية الطروح الكوشية وذلك بكشف وعلاج النقاط الضعيفة فيها وعرض إمكانات قد تفيد في تنميتها وتقويتها. وزيادة في خير الموضوع تشير الدراسة بصورة بسيطة مجملة إلى طرح حركة تحرير كوش كنقطة عملية مفيدة في التواشج القديم والحديث للصراع الطبقي و(الحضاري) في السودان.



2-الطرح العام :

في القرن الواحد وعشرين ظهرت في السودان ومايتصل به نشاطات ثقافية وسياسة طروح متنوعة تهتم بالجذور الكوشية والنوبية للسودان وللرقي الإنساني الحاضر بفهم التحرر من الكبت الداخلي في الثقافة السائدة على جمهورية السودان ولإعادة المجد التليد والزهو في حرية الإنسان وتركز تلك الكتابات على: 1- الأصل الأفريقي السوداني للحضارة البشرية، و2- أن هذا الأصل تعرض للزعزعة والإنحدار بفعل موجات التسلل والغزو الشمالي للحزام السوداني في جنوب الكرة الأرضية وواسطته وسرته في منطقة السودان الحاضر. و3- إنتهى ذلك بالمنطقة الأصيلة إلى تبعية ثقافية إلى أوهام ("السلالة" و"الثقافة" العربية) مما هدم بعض المكونات الباطنة للثقافة السودانية القديمة. و4- ان بداية الإنعتاق السوداني من هذا الإنحدار مركوزة لإقرار بالتاريخ الإستعماري للوجود الهندي-أوربي في حزام السودان العالمي ولوجود البيضان في السودان الأفريقي ولوجود العرب في السودان..و[تنقية*] السودان من [الآثار*] السالبة لهذا الوجود..


* ملحوظة: كلمتي [تنقية] و[آثار] هما من عندي لإختصار أكثر مما يطرح بشكل مشوش على معناهما.




3-النقاط الضعيفة:


أ‌-ضعف نهج "الدورة التاريخية" في دراسة وقائع التاريخ :

نهج "الدورة التاريخية" نهج لكتابة التاريخ ساد العالم الرأسمالي منذ عشرينيات القرن العشرين بكتابات شبيلنجر و توينبي وهو نهج قائم على ميكانيكا "الفعل والردفعل" وتشخصها في بدايات علم النفس وقد قام في نهج الدورة التاريخية بركوز على فهم (الحضارة) وعلى حركة إستدارة مكرورة بليدة لوجودها وفناءها قائمة على قوة "العامل الخارجي" في توليد تحدي البقاء في (الكيان محل التاريخ.. قبيلة أو دولة أو حضارة..إلخ ) وقوة العامل الداخلي في ذاك الكيان ومدى نجاحه في إجابة ذاك التحدي والتصدي له وبين الوجود والفناء تتشكل "قصة الحضارة" دون إعتبار لعناصر "التحدي" وعناصر "الإجابة" الكامنة في طبقات تنظيمها الإجتماعي والإقتصادي – السياسي الداخلي وفي جدل تطور وإرتقاء النظام الإقتصادي السياسي العالمي.. ((إرتقاء العالم من مرحلة الوحشية والبداوة والإستعباد إلى مرحلة القوة المنظمة والفتوح والإخضاع والإقطاع إلى مرحلة الرسملة والحروب الإستعمارية وجدل التحرر الوطني والإشتراكية والتعاون الدولي للأمن والسلم الدوليين ومعهم حالة الإستعمار الحديث والحروب الإمبريالية الأنجلو-أمريكية ثم صعود الصين والهند وأمريكا الجنوبية.))



ب‌-ضعف بنية إصطلاح "الحضارة":

التاريخ البشري كتبته المدينة وفيه تصور "الحضارة" بفخر أنها الزراعة الواسعة والأبنية الكبرى والجيوش الجرارة والمعارك ذات آلاف الضحايا والعبيد والسبايا وأن لها معالم في ثقافة الأذهان صور وحِكَم وأشعار وكتابات وقوانين ومدارس وعقائد ومذاهب! ولكن إذ تُقَدَم الحضارة للناس كهيئة منظومة لإجتماع البشر وإستثمارهم المستقر لعناصر الطبيعة حولهم ونشر السلام واالحكم والقيم الفضيلة فإنها تقدم كذلك خلاف تقديم أهل ذات المدينية وكتابها للبداوة كحالة وحشية (لله x لله) بإغفال متعمد لطبيعة "البداوة" كتجمع حري متحرك يأنف من زيف وزور وجبروت المدينة والسلطات المدينية ويتبع في حركته البدوية النفع بالموارد المتاحة في الطبيعة الحرة من تسلط بقية البشر. بيد أن أضعف ما في تقديم المدينيين لقصة الحضارة بالزور السائد فماثل في إخفاء أن الحضارات الكبرى في التاريخ المكتوب كانت جميعها حضارات إستعبادية وإقطاعية وأن نمط الإنتاج بالإستعباد ونمط الإنتاج بالإقطاع كان هو الميسم العام لها بكل ما في ذلك من مظالم وآلام .

في كل العالم القديم لا توجد حضارة (جنة) مبنية بالحرية والإخاء والمساواة لا في جبل موية ولا في سنار، ولا في سوبا، ولا في الخرطوم (خرآتوم)، ولا في مروي، ولا في دنقلا، ولا في كرمة، ولا في دلقو وصاي وعمارة وعبري، ولا في بوهين وفرس وقسطل، ولا في دوبان وفيلة وأسوان ولا في كوبانــ(ية)، ولا في طيبة أو أشمون أو سيوة أو منف أو عدن أو بابل وسومر أو قرطاج أو كريت، فكل حضارة لها مركزها ولها هامش ومحيط من هذا المركز ومن عملية التركيز والإصطفاء وعملية الإزاحة والتهميش فإن لكل حضارة من الضحايا والآثام ما لايعد ولا يحصى .. لذا فان التصور المألوف بأن ("الحضارة" = موجب) مثل بعض ما يقدمه بشاشا في بعض كتاباته فلا يعدو ان يكون تصوراً فيه تعميم وأخطاء.

مثقال شر الحضارات واضح في كلمات "عبد" و"عبيد" التي كتبت في "البقط" بلغتيه العربية والنوبية ..واللغة مسبار في تاريخ المجتمعات. وجود العبودية في كل الحضارات القديمة كان علامة على نمط الإنتاج والعيش فيها ، وفي الزمان الحاضر لا يمكن منطقاً رفض ذاك الإستعباد القديم للأجنبي العربي والسكوت عن ذلك الإستعباد في الداخل الوطني الكوشي حتى وإن كان ذلك بحجة الوطنية ؟ فسبب إنهدام النوبة وإنفتاح الطريق لتهشيمها بواسطة المهمشين في السودان لا ينحصر أصلاً في سبب واحد فحسب هو "العرب" بل في نظام التمركز والإستعلاء الداخلي الذي هدم كل الدول والحضارات .




ت‌-ضعف بنية إصطلاح "السلالة ":

قد تكون "السلالة" تصور خطي في الذهن لتناسل بعض البشر من أسلافهم ذكوراً أو إناث كالقول فلان بن فلان أو إبن فلانة ، خلف عن سلف، ميسماً ومسطرة لتسلسل الأبناء في شجرة تناسل بشري كبرى، هؤلاء أسباط يهوذا، وهؤلاء سلالة ابرهم وأولئك أبناء المسيح، وهؤلاء آل بيت النبي محمد (ص)، وآخرين قد يكونوا من سلالة غضب ربيعة يوم بعث الله نبيه في مضر ..إلخ لكن الأقوال المختلفة بوجود سلالات بشرية تعلمنت كثيراً من القول بالقصة الإلهية لآدم وحواء وبناتهن والقاتل هابيل الذي نسلت منه البشرية إلى قصة حديثة هي قصة الإنسان الأول في البحيرات الكبرى (زيمبابوي) وبحيرة (تشاد) وبحيرات (إثيوبيا) وهجرات الأقوام البشرية من تلك المناطق إلى أصقاع الأرض وقاراتها.

وبالطبع تجاوز التاريخ (عِلم) السلالات القديم القائم على ميثيلوجيا "سفينة نوح" التي إجتمع فيها في مناخ واحد نباتات وحشرات وحيوانات البرد الجليدي ونباتات وحشرات وحيوانات الحر ومنها العقارب والثعابين وإبحار هذه القصة إلى إنسلال البشرية الحاضرة من أولاد نوح (ع) حام ويافث وسام من بنته أو بناته المجهول عددهن! ولكن مع حبور القصة بمعاني رمزية قويمة إلا انه ضد ما فيها من تشوش في قصة إنسال البشر من ذاك النبي (ع) الذي عاش حوالى ألف سنة لم تذكر عنها إلا محاسن سنينه الأخيرة، تبلورت قصة دراسة تطور الوجود البشري كتطور كل الكائنات اليابسة والحية من البسيط والأدنى إلى المعقد والأكثر رقيا. حيث وجد البحث العلمي الميداني في أفريقيا وغيرها جماجماً وهياكل عظمية يتطور قياسها وتناسقها بتوافق مع عدد ونوع الأدوات التي توجد قربها وبتوافق مع تطور أثار المقابر والمساكن التي خلفوها وجدوا الأقدم والأدنى في زيمبابوي وشمالها ثم وجدوا أحسن نباتها والقرون الأولى للتملك والمدينية والحضارة في شمال السودان حتى البحر الأبيض المتوسط وما بعد ذلك وجدوه في مناطق حمير وسومر وقرطاج وكريت ثم بلاد اليونان وكلها ضمن الحزام السوداني وهي ستة مدنيات كبرى أو 36 لا فرق فأكثر العالم كان يعيش عناء البداوة في الغابات أو في صحاري الثلج أو صحارى الحر.. ولكن الفرق الكبير بين تملك الأرض وحرية البشر بدأ مع تنافر عملية تملك الخيرات الحاضرة في هذه المناطق الحسنة المناخ عن عملية الجفاف والتصحر التي عاني منها أكثر العالم خارج حدود المدينيات، ثم زاد التنافر داخل هذه المدينيات بين الملوك الطغاة والفراعين في جهة الطبقة المتملكة والمالكة، والمستعبدين وأشباه المستعبدين وعموم الزراع والحرفيين وغيرهم من مكونات البروليتاريا وعموم الكادحين الموسويين.

في هذا الأتون العالمي والدولي برز فهم (مفهومx ) السلالة النقية المقدسة ذات الوشائج الإلهية حكراً للحكم مما توالى ظهوره (بداية) من الفرعون إلى الإمبراطور الروماني المقدس إلى الخلفاء القرشيين فالسمو الإنساني لم يكن حقاً عاما لكل البشر سواء الذين عاشوا في هذه المملكة أو تلك، و كانت "السلالة" في نوبيتها أو في آريتها (الجنس الآري) مجرد إصطلاح طبقي عمدته علوم الأنساب والإناسة وكل الأنثربيولوجيا القديمة كعلامة فارقة لميز أحقيات التملك والإستعباد والإستعلاء والإستعمار ولجعلها قاعدة نظرية –بيولوجية للإقصاء وللإصطفاء تماماً كما فعلت الفاشية النازية في السنوات 1936-1945 حتى قضت عليها الأممية الشيوعية وحررت البشرية بالقوة العسكرية الضارية من خطرها القائم آنذاك.

هل هناك سلالة نوبية صافية؟! الجواب : لا ، هل هناك سلالة عربية صافية؟ الجواب: لا،
أهناك سلالة سامية أوحامية صافية؟ الجواب : لا ولا .

إن كان (الساميين) من جذور أفريقية حسب نظرية التطور أو بحساب أن العرب هم أبناء المستعبدة هاجر النوبية فإن الذي يمنع عودتهم إلى بلاد جذورهم سواء في الماضي القديم أو في المستقبل القريب هو مجرد عامل إقتصادي سياسي بعضه مبلور في إصطلاح "وطنية" وهو أحدث الإصطلاحات السياسية وأشدها ضعفاً رغم بلايين أطنان الدماء التي ضمخته في التاريخ، أما الكلام عن ربط حقوق الإنسان بسمات بيولوجية معينة وسلالات وأجناس أو حتى بجنسية فهو كلام غير موضوعي خاصة مع كون ان بعض سكان وملوك السودان القدامى أتوا إليه من مناطق البحيرات الأفريقية... أي من خارجه.

التواطن الحاضر في السودان بكافة سحناته لا يمكن شطبه بعملية ثقافية (عرقية) للعودة إلى الجذور على الأقل لأن حكمة التوقف عند الجذور النوبية وحدها دون ما قبلها .. فيها عنصرية مضمرة ضد جنس السواد الأصيل .




ث‌- ضعف بنية إصطلاح "الثقافة":

لا يغالط أحد في إختلاف تعريف الثقافة : فالبعض يركن إلى أنها حال لتمثل الناس للخبرات الشخصية والجماعية بعضها ذهني وبعضها حقيق ماثل للعيان في الطبيعة المُشاهدة، البعض يراها عملية لإنتظام ونظم القيم المادية والمعنوية للبشر في الحياة التي يعيشونها، أو هي عموميات وتفاصيل حركة الإنسان كمفرد و كجماعة... البعض يختزلها في سمة منها يخزلها باللغة أو بالدين أو بالنهج السياسي أو الطبقي يقول: (ثقافة ليبرالية أو ثقافة برجوازية أو ثقافة بروليتارية)، أو بإسم الدولة، يقول : (ثقافة فرنسية أو ثقافة بريطانية) أو تخزل بإسم الإقليم (البحر المتوسط) (السودان) أو بإسم القارة (افريقية أو أوربية أو آسيوية ) ...إلخ ، البعض ينسبها إلى مدينية قديمة يقول (ثقافة نوبية، أو ثقافة رومية) أو حتى ينسب الثقافة إلى القرية أو إلى البداوة يقول: (ثقافة القرية) أو (ثقافة بدوية)، البعض ينسبها لأدوات الإعلام يقول (ثقافة الصحف والمجلات) أو (ثقافة التلفزيون) أو حتى (ثقافة سماعية) ...إلخ ، لكن بصورة عامة فعلى إختلاف تعاريف الثقافة يمكن السؤآل هل الثقافة كيان ثابت؟ الجواب: لا ، ألا تتأثر بما حولها وبتفاعلات عدد ونوع العناصر التي في داخلها؟ الجواب: نعم تتأثر ... لكن هل يمكن القول بوجود صاف لثقافة ما ؟ الجواب : (لا) فحتى إصطلاح الثقافة العلمية نفسه يعاني من ضعف.

الأساس في ما يسمى "الثقافة" هو تفاعل الطبيعة وطبيعة الإنتاج الذي يمارسه البشر: فمعالم المناخ والجغرافيا التي يعيشها الناس وتَحَدُد إنتاجهم أو تَنوعِه تبعاً لها وتبعاً لإحتياجاتهم هو التفاعل المادي الموضوعي الأول في حياة البشر الذي تتولد منه سمات مشاربهم ومآكلهم وطرق كدحهم وهيئات ملابسهم ومساكنهم وطرق إعتقادهم وأفراحهم ودفنهم وحكاوى تراثهم وبإنسجام قواه المادية مع حاجات وقدرات قواه البشرية تزدهر حقوله وترتفع الشُرُع على مراكبه وتدور آلاته ويتوافق بناء مجتمعه مع بناء دولته .. إلخ، ودون هذا الإنسجام بين المنتجين وحاجاتهم ووسائل الإنتاج توهن قوة المجتمع وتضعف وتيبس وشائجه ويتشقق كتلاً متنازعة تأكل السلام من الإجتماع البشري بكل ثقافته القديمة فيتحول أمره إلى مجتمعات وممالك وثقافات ضعيفة واهنة إلا على خصومها الداخليين عاجزة ان تجدد نفسها أو ان تجدد حياة من أنتجها، ميتة أو شبه موات في شكل لغة يابسة أو ملبس معين أو أكلة قديمة معينة، أو في شكل زخرفة منزل أو قبر أو أشعار وأغان وكلها نضرة الصورة وجميلة لكن لا مفعول حضوري (واقعي x ) لها في الحياة ... تماماً كما تبقى المؤمياء...

الثقافة دون ممارسة سياسية وسيطرة شعبية حية على الإقتصاد بصورة تجدد الحياة الإجتماعية بإرادتها وقوتها تبقى مجرد فلكلور ... صور من التاريخ القديم جداً سمحة سماحة جمل الطين الذي لا حياة فيه يتشقق بالشمس وينذر بالهواء .

مما سبق فان من الصورية الحديث عن ثقافة عربية ضمن نظام عالمي للإستغلال وثقافة إمبريالية عالمية للظلم الطبقي والقومي الذي كان أول تقنين له في الزمان القديم بطغيان الفراعين. ومن الصورية الحديث عن إحياء ثقافة سودانية نوبية والبلاد كلها تشتغل بنظام إقتصاد مدمر لكل معالم الإعتداد الشخصي حيث ان نمط الإنتاج الرأسمالي بآليته الشديدة وبتقلباته العددا يستلب من كل المنتجين السودانيين والنوبة والمصريين والعرب والخواجات واليهود وجميع اجناس الأمريكان.. إلخ معالم وعيهم بذاتهم، ويشيئهم...

إحياء الزهرة النوبية في أرض مسمومة ومناخ مسموم ومياه مسموة مجرد دعوة سياسية تجهل أو تتجنب النظر إلى العدو الرئيس لسلام وإنتعاش جميع الثقافات معاً دون تركيز وتهميش وهو "التملك الخاص للموارد الضرورة لحياة ومعيشة الناس".

سيرورة تحول التملك المعيشي إلى تملك إقطاعي إلى تملك رأسمالي وحركته الصناعية الكبرى الإمبريالية قتلت جذر الحياة الإنتاجي الخاص والمستقل في جميع الثقافات القديمة وتركت للعالم صورها وهو يتجه إلى الأممية والإنسانية ولكن بصراع ثوري ضد العولمة الإمبريالية.





ج‌-ضعف بنية إصطلاح "التاريخ":

بطبيعة ان التاريخ كسجل متنوع النظرات والكتابات والقراءات لحركة تفاعل البشر مع بيئتهم في زمن محدد يتعرض لتأثيرات الثقافة والسياسة يمكن النظر الى بعض المقولات المنثورة في طروح بشاشا :
•"التاريخ"،
•"السودان" بالمعنى القديم جداً لكلمة سودان
•"كوش"
•"نوبة"
•"عرب"

في كل هذا التاريخ لا نجد كلمات أو تفاسير ضرورة للموضوعية في هذا التاريخ مثل: نص إدفوEdfo text أو طبيعة الثقافة التي أنتجت (أبوالهول) الذي هو أقدم من الهرم بالاف كثيرة من السنين، ولا نجد عرضاً لـ"الإنتاج" أو لـ"قوى الإنتاج " أو لـ"علاقات الإنتاج" الذي شيد الحضارة وكيف إنتهى بها لضعف ومحاق، ولا نجد أثراً من للإضراب الذي قام به البنائين في "مدينة" قرب أسوان ولا (النقابة) التي نظمته حوالى سنة 2500 ق.م ، ولا توجد إشارة إلى علاقات الأرض والإنتاج وعلاقات الإعتقاد في "ثورة تل العمارنة" والمثال الذي أقتدى به الثوار، كذلك لا نجد تفسيراً موضوعياً للهجرة من جنوب السودان إلى شماله القريب من البحر المتوسط ، ولا نجد فهماً للعلاقة بين مدينية أو حضارة الخرطوم ومدينيات أوحضارات نقادة .

مشروع الخروج من عربية ومصرية السودان الحاضر وطبيعة كتابة تاريخه إلى سودان وتاريخ سوداني سوداني لا يمكن أن يتسم بالتناسق برسم خط رأسي واحد قاعدته أن السودان كان طيباً عظيماً حتى أفسده البيضان والعرب!!؟ لان ذلك يطرح سؤآلاً آخر لماذا لم يتقدم ذلك السودان حيذاك على أولئك العرب وقد كانوا أقل منه علماً وذهباً وعدداً؟

التاريخ لا يمكن أن يجري كتاريخ بمجرد تصوير المنتصر كريهاً والمهزوم طيباً أو العكس .. هناك عوامل دخلية طبقية وسياسية فتتت أهل السودان القديم وقهرتهم ببعضهم وجعلتهم كالعصف الماكول سيد ومسود حتى تحالف مهمشيهم مع البدو العرب مؤسسين مملكة عربية إسلامية أو نسخة باهتة منها في سنار ؟ لماذا لا يوجد تفصيل نوبي أو كوشي عن تأسيس الممالك في دارفور وفي المسبعات وفي تقلي وكذلك في المثلث المحيط بمروي من بدايته عند ضهر النيل في أبو حمد- تنقاسي حتى نهايته جنوباً في شندي ...

التعامل مع التاريخ بصورة محتفية بالممالك وبعيداً عن قوانين الإنتاج والتركيز والتهميش لا يفسر إنتصار مجموعة من البدو ومحاربي العصابات على ممالك كبرى ، ولا يقدم تفسيراً لطبيعة الصراعات بين النوبيين والنوبيين.




ح‌- ضعف بنية إصطلاح "العروبة" وضعف إصطلاح " النوبية" وتشتت دالة الإصطلاحين ":

العروبة ليست لساناً وإلا كان "موخلاتو" مخلطي أمريكا الوسطى والجنوبية أسباناً ولكان الأسترال ونصف عدد الأمريكان إنجليزاً وكذلك فإن العروبة الثقافية بلا معيشة عربية مستقلة وبلا إنتاج عربي يحي موات العمل والعيش مستحيلة، أما العروبة كإعتقاد نفسي فأكثرها بطبيعته ليس محلاً لنقاش موضوعي، وفي ذا فإن نقض "الميثيولوجيات المؤسسة لـلعروبة في السودان" يبقى من العلامات المائزة في طروح بشاشا ولكنه بنفس القدر لا يكفي للقول بعدم وجود عرب بنهج انه يرى لوناً أحمر ولا يمسك الحمرة ...فالنهار داخل الغرف جزء من الشمس... كذلك النوبية والكوشية والسودانية جزء من Chem. ومن الطاقة السوداء التي خرج منها الكون الذي نعيشه بكل ما فيه من مجرات ونجوم وشموس.

في الثقافة السودانية السائدة في وسط السودان فإن الضعف السائد في إصطلاح "العروبة" يقابله ضعف مماثل في إصطلاح "النوبية" :الاول ينطقه العرب والنوبة وغيرهم من مواطني السودان نطقاً متحفاً بالسخرية من إيماءاته السياسية القومية الحديثة والثاني يختزل بتحقير خفيف في مفردة "حلفاويين" وبغلظة عنصرية في مفردة "برابرة"! وبربر من أعرق المدن في العالم! كذلك الإيماء لقومية خاصة بالسودان مُنبَتَة بلا خالـ-ـة ولا عمـ-ـة مشفوعة بـ(إصطلاح) "السودانية" أو مقعرة "السودانوية" فكلتاهما تظهر في التداول اليومي كحذلقة أجنبية...

التيه في غابات الكلمات وإختلاف ثقافة الكلمات ودالاتها في التاريخ منتهي إلى هلام والأبسط والأنجع لعلاج قضايا حية في مسائل حقوق المواطنة هو الخروج بقضية وجود السودان من فلسفة الأسماء وجدل القواميس إلى الإقتصاد السياسي وعلم الثورة الإجتماعية.




خ‌-ضعف بنية إصطلاح "السودان" في التاريخ والسياسة والسلالات والثقافة وفي التناولات العربية والنوبية:

ما هو السودان؟ أهو القديم جداً قبل 100.000 مآئة الف سنة أو القديم في حدود 10.000 عشرة آلاف سنة أو السودان الأفريقي من البحر الأحمر إلى المحيط الأطلسي أو السودان التركي، أو السودان الإنجليزي المصري .. أو جمهورية السودان ؟؟

أيملك حزب سياسي سوداني بما فيهم حزبي تصوراً بإحصاء للسودان القديم و للسودان الحديث ؟

هل هناك سلالة سودانية واحدة ذات DNA مشترك؟

هل هناك ثقافة سودانية واحدة؟

هل ما تتناوله بعض مقالات النوبة أو ما تتناوله بعض مقالات العرب عن السودان يدل على وجود كيان واحد أم
يشير إلى كتلة من الشعوب والمجتمعات تعيش رهق التركيز والتهميش الذي يفرضه التنظيم الإمبريالي لموارد العالم؟

في يحموم هذه السطوة الإمبريالية العالمية للإنتاج الرأسمالي والتشيي البشري والمديني في المركز مجرد من موارد بلده ويشرب مياهاً منقاة ومعبأة بطريقة أجنبية ويأكل طعاماً معداً بطريقة أجنبية، ويلبس إنتاجاً أجنبياً ، ويركب ويشاهد ويسمع وينوم على ما صنع في "الخارج" بل ويقيم في الخارج..ما معنى أن يكون كوشياً أو سودانياً أصلاً للعرب أو نسلاً منهم؟


السودان أياً كانت حدوده الجغرافية والتاريخية بلا إنتاج مستقل لضرورات عيشه ليس أكثر من حلقة ألم وكلام تتخللها أفراح صغيرة مصطنعة .





4-إمكانات قد تساعد على تنمية الطرح الكوشي:


1-التسجيل والإحصاء التاريخي لوجوه الحياة في السودان القديم ( الزمان- عدد السكان –المنطقة)

2- تخديم الإرث النوبي مبلوراً في نهج الجدل المادي التاريخي للتعرف على العلامات المادية التي تحدد تاريخ السودان ومعالم نشاط المقيمين فيه ( من 2004 م وإلى 1504 م ) ومن (1503- 1003 م) ومن (1002 – 502 م) ومن 501 إلى -1) وهكذا لما يشكل عشرة آلاف سنة

3 - تخديم علم التاريخ الإقتصادي في سبر تاريخ السودان (الزمان -المنتج – المنتجين- العائدات- التصريف- الأزمات- الحل)

4- إيضاح أثر التملك الخاص لموارد المجتمعات في هدم الثقافات القديمة في السودان القائمة على شيوع وسائل الإنتاج. إذا لا يتسق أن يكون هناك حديث عن ان إحتكار المعارف ضعضع قوة المجتمع النوبي دون حديث عن أثر إنفراط أو إحتكار وسائل الإنتاج فيها على طبيعة حياتها و تأثر قوتها ودولتها بطبيعة قبض أو تصريف الجزء الأكبر من محصول الإنتاج .

5 - بيان وتحديد طبيعة الدور العبري و الدور الإسرائيلي (اليمني والإثيوبي القديم) في تفتح الثقافة النوبية ..




5- حركة تحرير كوش:

مع نهاية القرن العشرين وزيادة الخصخصة وحرية السوق وتضعضع إمكانات الإغتراب وعنصرية السلطة الحاكمة ونشاط الإعلام والإتصالات وإرتفاع عدد المتعلمين والنشطاء السياسيين المثقفين، وإنفجار الثورات الشعبية المطالبة بالإشتراك في مقاليد السلطة والموارد نشأت الأفكار السياسية للوعي الكوشي في النوبة الوسطى نشأة متأخرة لكنها متناسقة وقوية بخبرة الجهود الخيرية والتعاونية وخبرة النضالات التي سبقتها في السودان (الجنوب والأنقسنا وشرق السودان وفي جبال النوبا وفي دارفور) وفي العالم في عدد كبير من حركات التحرر .

بينت مواثيق الحركة الفشل الذي حاق بسابقيها في المنطقة من همهم بالأعمال الإصلاحية في مناخ ماحق لكل إصلاح
كما بينت مواثيق الحركة في المجال السياسي الفشل الذي حاق بعملية تجزئة الثورة الوطنية الديمقراطية برفع الإهتمام بـ"النضال الوطني" وتأجيل وإرخاء "النضال الطبقي" وهو ما جدد حكم الفئات الموالية للإستعمار بكل النزعات الإستعلائية في ثقافاتها فباعت من جديد الأسس المادية والمعنوية لحقوق المواطنة لبنوك وتجارة الإستعمار الحديث.


بهذا التقويم البسيط للأزمة البنيوية في حركات التحرر جاء إجتماع اشكال النضال الطبقي والقومي والوطني وثقافاتهم في تركيبة حركة تحرير كوش بصورة ثورية ذات ميسم نضالي مسلح ضد الحكم القائم في السودان والثقافة التجزيئية التي إنتجته...ولأن أزمة عامة مركبة متشعبة لا تحل بأداة واحدة سواء كانت الثقافة أو السياسة أو الحرب وكلها مجرد أدوات وأشكال...فإن حركة تحرير كوش تركز على علاج الأزمة الرئيسة في قلب عملية الإنتاج وتوزيع جهوده وأموره وهي أزمة أحتكار الحكم والثروة بكل عنصرياتها راهنة حلها بضرورة إشتراك الناس في حكم موارد حياتهم ووسائل عيشهم وإنتاجهم وتوزيع أموره وجهوده وخيراته إشتراكية علمية.


النضال لسودانية السودان أو لكوشيته لا ينفصل عن نضال الشعوب في العالم ضد الإستعمارات الداخلية وضد الإمبريالية العالمية فهو ضد التهميش المحلي وضد التهميش الدولي وهذا هو الجانب الكوشي الخاص من تبلور الإشتراكية العلمية وعلم الثورة الإجتماعية والنضال الشيوعي العالمي لعمال العالم وكادحيه وشعوبه المستضعفة .




--------------------------------------

ضعف مقالات كوش وقوتها (2)

-------------------------------------

أسئلة وأجوبة :


1-هل يوجد نهج علمي للمعرفة يسمى "المركزية الـ..."؟
الجواب: "لا": فالمركزية الأوربية أو المركزية الأفريقية ليست نهوج معرفة علمية بل سمة لتناول بعض مواضيعها


2- هل (المرجعية) = "النهج" ؟
الجواب: "لا" .. نهوج المعرفة العلمية الحاضرة في أوربا ومتوالياتها نبتت في أفريقيا وإنتقلت إلى أوربا عبر الوجود اليوناني في شمال السودان القديم (مصر) وعبر تكوين (الحضارة) الفينيقية لحضارة جزيرة كريت ومنها عبر عهود الحكم العربي الإسلامي و"الترجمة" و"الحركة العمرانية" و"النهضة" و"التنوير" ترسخت في أوربا الحاضرة وعادت إلى منابتها.


3- أهنالك تواشج بين القهر الإقتصادي و"القمع" و"الإستلاب" و"الكبت" و"الثورة" ؟
الجواب: " نعم" ومنطق ذا أن وقف الفمع وعلاج الكبت معقود بالثورة ضد القهر الإقتصادي السياسي الذي كرسهما


4- هل من حقوق الإنسان غض النظر عن لونه أو جنسه أو ثقافته أو عقيدته أن يحيا ويسكن ويلبس و...إلخ ؟
الجواب: "نعم". ويشمل ذلك تأمين وإحترام (ثقافة) كل مجموعة إجتماعية والتمييز الموجب لحقوق الأفراد الذين عانوا من العسف والإضطهاد. ولا يعني التمييز التعويضي لحقوق وثقافة أفراد مجموعة ما بأي شكل تعميم الجرائم والأخطاء التاريخية التي تمت ضدها على الذين لم تتم ضدهم أو صدرت من بعض أهلهم بنسبة ذلك الظلم إلى جميع أهلهم وأحفادهم وتعميمه عليهم بدعوى خطلة هي إنتماءهم وأجدادهم إلى (ثقافة واحدة)!! رغم تغير الأمور والأحوال والقيم كأن يُجرم جميع الخواجات أو جميع الألمان أو جميع اليهود أو جميع العرب أو جميع الترك أو جميع النوبة ويدانو على المظالم التي قام بها بعض أجدادهم.
فحقوق المواطنة وحقوق الإنسان تختلف عن الأعراف القبيلية وتقاليد الإنتقام والعقاب الجماعي.


5-هل التحرر من (الإستلاب) يناقض التحرر الطبقي والوطني أو يقف ضداً له؟
الجواب: "لا" .


6- هل التحرر من الإستلاب الثقافي والعقلي والنفسي الناجم من القهر والإستغلال والإستعمار وما حفها من إستعباد = نفي كل التشكيل الثقافي والعقلي والنفسي الجديد أو نفي البعض السالب من عناصر هذا التشكيل الجديد؟
الجواب: "نفي العناصر السالبة في التشكيل الجديد"


7- هل نشأ الإستعباد في العالم داخل حزام السودان العالمي من ج ق آسيا إلى ج امريكاعلى أساس اللون أو بالجبروت الإقتصادي السياسي؟
الجواب: "بالجبروت الإقتصادي الإجتماعي"


8- هل هناك فرق بين "نهج الدورة التاريخية لنشوء وموت (الحضارات) في دراسة التاريخ" و " دوران الكواكب"؟
الجواب "نعم" .


9- أهناك علاقة ألكترومغنطيسية بين دورات الكواكب وتغيرات النجوم ودورات النماء والجفاف في كوكب الأرض؟
الجواب: "نعم". ولكن موضوعية دراسة التاريخ الإجتماعي لا يمكنها الإعتماد على الفلك والتنجيم.


10- أيمكن نفي القهر العربي والقهر الأوربي الذي تعرض له السودان بإنتظار سطوع نجم ما أو أي تحول كوني آخر؟
الجواب: "لا".


11- هل إدراك علاقة بين الحركة الكونية وحركة الزمن يمكن أن تفسر تاريخ المجتمعات أو ان توقف خسائر البورصة؟
الجواب "لا" ..


12- الوحدة النسبية في الطبيعة بين حركة النجوم والكواكب وحركة كوكب الأرض وحركة بعض عناصره هل تنفي أن الأشياء تتطور من الأقل إلى الأكثر وأنها تتغير نوعاً بتغير عدد وتركيب عناصرها، وأن الأضداد في تجمعها تهيئ كيانا واحدا جديدا؟
الجواب: "لا".


13- فهم ان (الثقافة في جميع الناس): هل يلغي الفرق بين "البداوة" و(الحضارة)، و"الثقافة" و"المدينية"؟
الجواب: "لا" وإصطلاح "الحضارة" سواء أكانت كوشية أو عربية أو أوربية إصطلاح ضعيف وتبديله بإصطلاح "ثقافة" (وهو نفسه إنتاج مركز أوربي) لا يعني شطب أزمة التركز والتهميش والتراتب الطبقي العنصري في سودان العالم القديم أو يمحو مظالمها من كراسة التاريخ لمجرد توكيد تصور خطأ ألا وهو أن الماضي أحسن من الحاضرِ!!


14- مادامت الثقافة = أسلوب حياة فرد أو مجموعة: أيوجد قهر ثقافي؟ وهل يدل قهر ثقافة لأخرى على تفاوت ثقافي؟
الجواب: "نعم" يدل القهر الثقافي على تفاوت قوامه الرئيس هو: التنظيم الإقتصادي السياسي لموارد مجتمع ومدى إنسجامه أو تناقضه مع قواه ومع محيطه: فالثقافة المتناقضة المجتمع تموت جذور حياتها ولو بقيت منها لغة أو ممارسة طقسية بينما تعيش ثقافة أخرى بسيطرتها على موارد ووسائل الإنتاج وسلطة تنظيم عيش الناس وإن كانت ثقافة شعر وحروب.


15- بالنسبة للبنية العامة للإستعباد والعبودية والعبيد وتلطيف نمط الإستعباد الداخلي بين السودانيين وبعضهم وتثقيل النمط الآخر (الخارجي): أهناك فرق كبير بين أن يكون الإنسان عبداً للأقربين أو ان يكون مستعبداً لأبعد منهم؟ أفرق بين العبودية الطفلة والعبودية الشابة؟
الجواب: "لا" ولايمكن منطقاً أن ترفض العروبة لما فيها من رق ثم تقبل السودانية القديمة رغم ما فيها من إستعباد ورق.


16- بفهم "الذين يعتبرون (حضاراتنا) جنة" هل الوجود الإجتماعي يسير إلى الأحسن أو يتجه إلى الأسوأ ؟
الجواب وفقاً لمنطقهم: أن (البشرية) كانت في جنات!! ووفقاً لمنطق الجنة المفقودة والعصر الذهبي فالعالم ذاهب إلى الجحيم!!


17- بلاتو(= أفلاطون) تلميذ ثقافة كوش هل نمت أعماله وتطورت من "الحوار" إلى "الجمهورية" إلى "القوانين"؟
الجواب: "نعم" .


18 - هل بشكل مباشر أو بشكل غير مباشر كان كل فلاسفة اليونان تلاميذاً للثقافة الكوشية والعلوم التي ربت ونبتت ونمت في السودان الحاضر وفي تشكلاته (المصرية) والموريـتـانية (المورية) وحتى الفينيقية والسومرية؟
الجواب: " نعم" فمن لم يتعلم من عقول اليونان في (جنوب "مصر") فقد تلقى علمه ممن تعلم هناك.


19- هل تلكلكت الليبرالية في أوربا والعالم في عملية تحرير العبيد؟
الجواب: "نعم". بل في السنوات من 1650-1800 أسهمت بقدر هائل في إختطاف وإستعباد ملايين البشر ومع ذلك فكثير من الناس في العالم ينظر بكثير من الموضوعية الى الأفكار الليبرالية حتى وهي تعصف رأسمالية بكل تاريخه وكل حقوقه.


20 – هل لعبت الماركسية-اللينينية دوراً موجباً في ممارسة التحرر الطبقي والوطني والنشاط ضد العنصرية؟
الجواب: "نعم" في أوربا وفي أفريقيا وفي آسيا وفي أمريكا الجنوبية .


21- هل كان الإسم القديم لمصر وشمال السودان هو "خيم" Khem أو Chemأو Kemet بمعاني تشمل "الأرض السوداء الخيرة" (...بقيام حركة النجوم والكواكب السماوية ببلورة الخير في الأرض نباتاً ظاهراً و"الذهب نبتاً باطناً)؟
الجواب: "نعم" ومن مفردة KHEM أو CHEM الجامعة لعمليات الإخصاب والتبلور وتشكل الخير نتجت مفردة "الخيمياء" أو "الكيمياء" الحديثة الحاضرة.


22- من الذي سمى Khem ؟ وهل سمي للون أهل البلاد ؟
الجواب: أهل المنطقة سموا أنفسهم حيث لم تكن هناك مستقرات أخرى (بيضاء) خارج حزام السودان لتسميهم سوادا



23-أ- هل إسم "السودان" في الثقافة العربية المتأخرة معني بالمعاني الطيبة لإسم Khem ؟
الجواب: "لا" فهو مجر سمة فرز لوني بين البيضان والسودان وقد اشجت التسمية ثقافة إستعباد الأقوى للأضعف وكان السود بعد ألوف السنين من الحكم الفرعوني هم الأضعف. أما في العصور الحديثة وتباين الثقافات السائدة الرسمية عن النقاط المنحطة في الثقافات الشعبية، فلم يعد إسم السودان معقوداً بثقافة الإستعباد إلا في روؤس بعض الجهلاء في قبائل العرب.



23- ب- هل يفيد تغيير الإسم من السودان إلى خِم Khem أو إلى "كوش" في نفي جزء من القهر الثقافي العربي القديم؟
الجواب: "نعم" ولكن النفي الإسمي ليس هو الأمر الرئيس في تحرر المجتمع السوداني. لو أعدنا تسمية العراق "بابل" أو "سومر" مالذي سيتغير؟ لا شيئ لو سمينا بعض أمريكا بأسماءها الأقدم هل سيتغير النظام الإمبريالي؟


24- هل صحيح أن القتال بين (السودانيين) يتضمن عنصر كراهية الذات وتخلص من (عار) السواد؟
الجواب: "لا" .. فالمقاتل الشديدة ولعشرات ومئات السنين تحدث حتى بين من نسميهم "عرب"، "خواجات" ، "آسيويين" و"هنودحمر" ، "أفغان"، "عراقيين" والجزاف بالجواب "نعم" جزافة مهلكة خاصة مع بقاء العالم تحت السيطرة العنصرية "البيضاء"!


25- تقسيم البشرية إلى سلالات متراتبة هل أصله مرجعية أفريقية أو أصله أوربي وأيهما أسبق وجوداً؟
الجواب: ثقافة "السلالة" وعلياءها العنصري نبت أفريقي وسوداني أصيل: سلالة الحاكم الفرعون ذات وشائج سماوية والعوام في تلك الثقافة الهرمية حسبوا من سلالة الذين قيضتهم حركة النجوم والكواكب للخدمة في الأرض !! ولا يمكن منطقاً القبول بهذه العنصرية في شكلها الكوشي الفرعوني ولا في شكلها الأري الهندي ولا في شكلها العربي ولا في شكلها الأوربي.


26- ما هو تأثر تبلور الماركسية- اللينينية بحال أو بحالة "المركزية الأوربية" في تاريخ الثقافة وفي ثقافة التاريخ ؟
الجواب: في ثقافة التاريخ نفت الماركسية-اللينينية سمة المركزية الأوربية ولكن في ما يسمى تأريخ الأفكار والثقافات فكان وإلى وقت قريب نظراً برجوازياً أوربياً-أمريكيا قحاً .. وبلورة الماركسية-اللينينية لثقافة التاريخ لم تتأثر في كينونتها بأية "مركزية أوربية" لأن "ثقافة التاريخ" والتحرر الطبقي والوطني ثقافة نظرية عملية ذات طبيعة إقتصادية عالمية ضد المركزية الإمبريالية الأوربية تماماً.


27-التحرر الطبقي للعمال والزراع وعموم الكادحين هل هو ترف ذهني وخلاوى للثقافة الأوربية؟
الجواب: "لا" بل هو تحرر ضد التمركز والتراتب سواء كان بين الطبقات أو بين الدول أو بين الثقافات.


28-هل الصراع لأجل السيادة على العالم يدور بين الأقلية اليهودية وبين الأغلبية المسيحية؟
الجواب: "لا"، فأغلبية اليهود في إسرائيل وأغلبية المسيحيين وأغلب المسلمين في مختلف البلاد هم عمال وزراع وكادحين في صراع معيشي وفي صراع طبقي ضد التنظيم الرأسمالي العالمي لموارد الحياة في الأرض.


29- هل أسس( الـ)ـيهود "الماسونية"؟
الجواب: "لا" فـ"الحركة العمرانية" حسب تأريخها لنفسها وحسب تاريخي لها حركة حداثة وتقدم عقلاني متنوعة الأشكال والأعمال وقد نبتت في أفريقيا والسودان القديم مثلها في ذلك مثل كل البني الرئيسة للحياة الإجتماعية الحاضرة. وبعد إسهامها في إعمار السودان بنظم الخبرات والألات والمباني ونظم الإعتقادات أشرقت أنوارها في التنظيم الإسرائيلي للديانات العبرية وفي حركة الحنفاء وفي العهدين العباسي والفاطمي في أعمال الطوائف (طائفة البنائين وطائفة النساجين...إلخ) وهندسة وعمران مدن تلك الدول وثوراتها وفي بعض من فلسفات أخوان الصفا ولبداية تصلب نظام الإقطاع في عوالم العرب والمسلمين وطرده إمكانات الحداثة بالتوسع والخراج. ولقدم وتفتت الإقطاع الأوربي القديم (منذ إمبراطورية روما) وظهور الحاجة إلى توسيع الإنتاج شبتت الحركة العمرانية في أوربا بتطوير أفرادها لجوانب من قوى وعلاقات الإنتاج وقد سما إسهامها في هذا التطوير بتحريرها الثقافة والعلوم الأفريقية من مخطوطاتها اليونانية والعربية وبفضل قبس بعض روادها الأحدث للثقافة والعلوم والآلات الصينية وبتخديمها المنافع الفكرية والمادية الكوشية والصينية وواسطتهما العربية في عمليات حية متفاوتة لإعمار أوربا والعالم إقتصاداً وإجتماعاً وثقافة وسياسة. ولكن بتناقض قوى الإنتاج وعلاقاته تفتت "الحركة العمرانية" بتقوقع جزء منها في "حرية السوق" بل وتحوله من حال "الحرية والإخاء والمساواة" إلى حالة "الإستعمار" بينما تهدم بعضها بضربات التقدم الحديث والدعاوى وبتقدم الأنشطة الماركسية. تهويد "الحركة العمرانية" في مقام كوشي يسري بالإستلاب على بعض المفردات وبعض الكتل الثقافية الموجبة التي كانت سائدة في السودان القديم رغم ان سودانية الماسونية لا تنفي الإسهام الكبير لبعض اليهود فيها خلال "عصر الأنوار" خاصة إسهام إسحاق نيوتن في موضوع "الجاذبية" وأدم سميث في "الإقتصاد السياسي" وإسهام يهود آخرين في الثورة الصناعية. .ورغم ذلك فمروراً بالعرب وأوربا كانت تلك "الحركة العمرانية" آلة جاسرة بين بعض التفكير العلمي والفلسفي السوداني في الزمن القديم والتفكير العقلاني الحاضر بشكليه الإصلاحي والثوري.



30-هل يمكن للسودانيين منذ سنة 1500 م الإنعزال عن سيرورات وإنفجارات الصراع الدولي لحل أزمة هوية دولتـ(ـهم)؟
الجواب: "لا".


31-هل هناك أسس إقتصادية سياسية للعنصرية أم هي مجرد فكرة ؟
الجواب: "نعم" العنصرية مؤسسة وممارسة إقتصاد سياسي يفرز السادة والأرباب في مركز الدولة ويذر الكادحين والمهمشين هامشاً وحطباً لهذا المركز.


32-هل النضال ضد الأسس الإقتصادية السياسية للعنصرية في السودان وغيره ترف ذهني؟
الجواب: "لا " بل ضرورة عدالة وحرية.


33-هل كانت "هاجر" السودانية أم العرب في القص اليهودي وفي القص الإسلامي جارية لإبراهيم (ع)؟
الجواب "نعم" ولو كانت أميرة ذات جواري حين كانت في بلادها.


34- ما الذي يجب إلغاءه من (العروبة) في السودان ليتحقق تحرر كثير من السودانيين من الإستلاب الثقافي؟
الجواب :


35-غير "الماركسية-اللينينية" وحواشيها، ما هي أفضل الأفكار والنظم الفكرية الأخرى لتطوير وتقدم الأفكار الكوشية؟
الجواب:


36-مفردات "الإستلاب" و"المركز" و"الهامش والمهمشين" والإستغلال و"الإستعمار" أتجمع في مضمونها العام بين التحرر الطبقي والتحرر القومي؟
الجواب: " نعم" وكل الأفكار الرئيسة في المادية الجدلية هي إنتاج سوداني قديم تم تجديده وصقله في أوربا يونانية ثم علمنته وعولمته الماركسية والماركسية-اللينينية.



37_ ما هي معالم الجهود الكوشية الأخرى ؟
الجواب:


38_ ما هو موقف الكوشيين خارج حركة تحرير كوش من عمليات الإستعمار الحديث في السودان وما جرته من تركيز للموارد والسلطة وتفتيت طبقي للمجتمعات المدخلة إلى عملية التنظيم الرأسمالي للدولة 1899-2009؟
الجواب:



39_ ما الذي يمكن حذفه من خطاب "حركة تحرير كوش"؟ ولماذا؟
الجواب:



40- ما هي الإضافات الأكثر ثورية لخطاب "حركة تحرير كوش"؟
الجواب:


-------------
يتبع







#المنصور_جعفر (هاشتاغ)       Al-mansour_Jaafar#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بسم الله
- آن أوان الفرز والتنقيح .. -الحوار المتمدن- وضرورة التأسيس ال ...
- في -نهاية النقود ومستقبل الحضارة-
- إشراقات على صفاء باريس
- ستون عاماً من النضال الشيوعي في الصين
- الهرم: أحمد السيد حمد
- ضد الليبرالية: نحو نظام إشتراكي عالمي
- دليل المخابرات …(المؤرخ) توينبي مساح خُطط (حضارة) رأس المال ...
- عناصر لقاء ناجح بحضرة الأستاذة فاطمة الزهراء
- يا أم المساكين
- لأستاذ إسماعيل العتباني
- خفق الإنتصار للحزب ضد تيار (سِيِبَك، فِكك منو) !
- إستراتيجيات المسألة الإسرائيلية والمسألة السودانية
- قدس الله سر هذا الحذاء
- نقاط إلى مؤتمر الحزب
- من جدل الصراع القومي والصراع الطبقي والتنظيم السياسي
- إنتقاد مشروع البرنامج
- التحول الديمقراطي في معسكر كلمة
- تغبيش الحقيقة
- خمسة تناقضات


المزيد.....




- مؤلف -آيات شيطانية- سلمان رشدي يكشف لـCNN عن منام رآه قبل مه ...
- -أهل واحة الضباب-..ما حكاية سكان هذه المحمية المنعزلة بمصر؟ ...
- يخت فائق غائص..شركة تطمح لبناء مخبأ الأحلام لأصحاب المليارات ...
- سيناريو المستقبل: 61 مليار دولار لدفن الجيش الأوكراني
- سيف المنشطات مسلط على عنق الصين
- أوكرانيا تخسر جيلا كاملا بلا رجعة
- البابا: السلام عبر التفاوض أفضل من حرب بلا نهاية
- قيادي في -حماس- يعرب عن استعداد الحركة للتخلي عن السلاح بشرو ...
- ترامب يتقدم على بايدن في الولايات الحاسمة
- رجل صيني مشلول يتمكن من كتابة الحروف الهيروغليفية باستخدام غ ...


المزيد.....

- الرغبة القومية ومطلب الأوليكارشية / نجم الدين فارس
- ايزيدية شنكال-سنجار / ممتاز حسين سليمان خلو
- في المسألة القومية: قراءة جديدة ورؤى نقدية / عبد الحسين شعبان
- موقف حزب العمال الشيوعى المصرى من قضية القومية العربية / سعيد العليمى
- كراس كوارث ومآسي أتباع الديانات والمذاهب الأخرى في العراق / كاظم حبيب
- التطبيع يسري في دمك / د. عادل سمارة
- كتاب كيف نفذ النظام الإسلاموي فصل جنوب السودان؟ / تاج السر عثمان
- كتاب الجذور التاريخية للتهميش في السودان / تاج السر عثمان
- تأثيل في تنمية الماركسية-اللينينية لمسائل القومية والوطنية و ... / المنصور جعفر
- محن وكوارث المكونات الدينية والمذهبية في ظل النظم الاستبدادي ... / كاظم حبيب


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير - المنصور جعفر - ضعف مقالات كوش وقوتها