أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - المنصور جعفر - ستون عاماً من النضال الشيوعي في الصين















المزيد.....



ستون عاماً من النضال الشيوعي في الصين


المنصور جعفر
(Al-mansour Jaafar)


الحوار المتمدن-العدد: 2787 - 2009 / 10 / 2 - 10:15
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    


في ذكرى إنتصار الصين على الإستعمار وحلفاءه أكرس هذا المقال للتنبيه إلى بعض النقاط الخاصة في تاريخ هذه الثورة الشعبية وحاضرها ومستقبلها.


في تاريخ أول أكتوبر 1949 كان الإعلام العام بتأسيس الجمهورية الشعبية نهاية الخطوة الأولى في النضال الشيوعي الصيني الذي تطور بقوة خلال الأعوام من 1927-1937 وإنتقل إبانها من حالة النضال ضد بقايا النظام الإقطاعي إلى النضال بالحرب الشعبية ضد أسس وأعمال وقوات الجمهورية البرجوازية 1911- 1949 التي تلت النظام الإمبراطوري وتوالت مع قوات ومصالح الإستعمار الأمريكية والبريطانية والفرنسية والألمانية والهولاندية والبرتغالية واليابانية، ومع خديعة وحصار البرجوازيين والإمبرياليين للجيش الشعبي وخسارته 80% من قوته نشأ تكتيك "المسير الطويل" الذي نجح في تمتين عشرين ألف كادر فقط هم كل الذين بقوا أحياء من الحتفين الذين حاقا بالجيش: حتف الهجوم البرجوازي والإمبريالي المشترك، وحتف ضراوة المسيرة الطويلة نفسها في طبيعة قاسية .

وبهؤلاء الرفاق الـعشرون ألفاً الأبطال البواسل الأقوياء والمهرة والمحظوظين الذين بقوا على قيد الحياة (سالمين) من عصف الطائرات والمدفعية والألغام، ومن عصف الطبيعة ومن عصف السير الطويل في الطبيعة بلا غطاء ولا زاد كاف إستعاد الجيش الشعبي عافيته وتمددت نضالاته من جديد في قرى الصين ووصل عدده إلى ملايين وتمكن من الإنتصار على أعداءه الثلاثة وهم: بقايا الإقطاع، والبرجواز والكمبرادوريين منهم، والإمبرياليين. وبعد إنتصار قوى الجمهورية الشعبية على الجمهورية البرجوازية وصدور الإعلام الشعبي بذلك في أول أكتوبر 1949 تواصل نضال جيش الشعب مع الجماهير ضد الأعداء الموضوعيين السبعة للشعب الصيني وهم:

1. الوسخ والقذارة التي عمت البلاد منذ حرب حرية تجارة الأفيون البريطانية ضد الصين،
2. الطيور والفئران التي تأكل المحاصيل،
3. الأمية،
4. العشوائية،
5. تفكك بنية الطرق والمواصلات،
6. التقاليد البالية وضعف إنتاج الأفراد
7.ضعف علاقات الإنتاج ووسائله المادية

وضد هؤلاء الأعداء كان إسهام الجيش الشعبي لتحرير الصين إسهاماً عالياً مع الناس في تنظيف البلاد والمزارع وشق القنوات وفي محو الأمية وفي تنظيم جهود الفلاحين في تعاونيات ومجالس شعبية، وفي مد السكك الحديد، وفي بناء السدود وفتح المناجم، وفي بدء ما أمكن من الصناعة الثقيلة الواسعة متفوقاً على كل الجيوش في التاريخ والعالم في أداء هذه المهام ثم خرج ذلك الجيش الشعبي المغوار من ذا العناء النبيل والحرب الضروس ضد التخلف إلى مهمة عسكرية ومدنية كانت حيوية لوجود الصين الشعبية وهي مهمة صد الغزو الإمبريالي في شبه جزيرة كوريا. وهناك تمكن مع الكوريين الشمال بعد سنين من الحرب الضارية الضروس ضد الغزو الأمريكي من وقف تقدم القوات الإمبريالية وحدِها في نصف البلاد الكورية. ورغم إن كل المدن والقرى الكورية الشمالية القليلة السكان والموارد كانت قد أحرقت وخربت بحمم الإصلاء الجوي الأمريكي والبريطاني والكندي والأسترالي والنيوزلاندي...إلخ إلا إن الصين والإتحاد السوفييتي أسهما بجهد كبير مع نضال الكوريين الشمال في عمليات تحرير وتعمير كل تلك القرى والمدن مرات عددا وإستمر هذا الدعم إلى زمن ما بعد (نهاية) الحرب الكورية.




الخطوة الثانية للنضال الشيوعي الصيني تمثلت في معارك توكيد الإستقلال داخلياً وخارجياً ببناء البنية الأساس للعمل والثقافة في الأرض وفي الأذهان وقد بدأت هذه المسيرة في السنوات 1958-1975 بـسياسة تطلبتها حفرة النقص والتخلف التي كانت تحجز تقدم الشعب الصيني إلى إنجاز البنية الأساس لكسب عيشه وبناء وسائل حياته فكانت بداية تقدم الحزب والشعب وعبوره هذه الحفرة هي سياسة: "القفزة الكبرى إلى الأمام" وهي عبارة عن عملية مخططة لتنمية علاقات وقوى الإنتاج، فأخرجتها بداية بتعاونيات الزراعة حيث تتعاون كل مجموعة أسر في جمعية وأرض واحدة ناقلة قوى البلاد من حالة التشتت والجزئية والضعف إلى حال للتكامل والقوة وزيادة إنتاج الموارد الضرورية للعيش والحياة والتحسين المضطرد لتوزيع إمكاناتها وجهودها وخيراتها، وقد كان ذلك الإنتقال عسيراً حاق به الفشل هنا وهناك لمرات عددا ولأسباب عدداً، ولكن آخر علامات تلك السياسة القافزة بعمود التنمية على حفر التخلف كانت هي نجاح الصين في تخديم الطاقة النووية وتسخيرها في الأعمال المدنية وفي التسلح الذاتي للدفاع عن نفسها خاصة بعد الهجوم عليها بواسطة الهند ومدافعها البريطانية في الستينيات.


وضمن سنوات تلك التنمية الأساس خلال الستينيات وطلوع فجر حركات التحرر الوطني إنتشرت في دول العالم أساليب الثورة في حركات الشباب فمارسوا في كل العالم الإحتجاج والإضراب والإعتصام والتظاهر والإنتفاض ونهضوا إلى ممارسة الرفض العنيف ضد بعض الأعراف والتقاليد الأهلية وضد البنيات والتقاليد البيروقراطية، وصار شيخ الناحية وكذلك الموظف المألوف صارا هما العدو الأول الذي يستهدفه الشباب في سواء في العالم الأوربي أو في غيره ، وترافق ذلك الرفض العالمي في الصين مع بطء التقدم وزيادة حاجات الشباب وقدراتهم فخفقت في تلك الأيام الثورية الجميلة الحالمة ثورة الشباب بوجوه عددا فيها أسلوب اللبس وأسلوب تصفيف الشعر وفيها النظرة إلى طبيعة المجتمع وغاياته ووسائله وفيها النظرة لأبعاد الإنسان وعلاقاته السياسية والجنسية والثقافية مما نهض بقوة في الصين بإسم "الثورة الثقافية" التي تأججت بين سنة 1966 وسنة 1969 في قلب سياسة "القفزة الكبرى إلى الأمام" ولكن الإعلام الغربي يزيد عمر تلك الثورة إلى حين وفاة ماو (09 سبتمبر 1976) فتضحى رقماً قياسياً في طول زمن التمرد بين كل تمردات شباب العالم، وإن نافحته الثورة الثقافية الإسلامية في إيران بين 1980-1988. وقد أنتجت تلك الثورة الشبابية الثقافية في الصين إضافة إلى عدد كبير من الأعمال السلبية الكاسرة التي قام بها الشباب بعنف لفظي وجسمي ضد بعض التقاليد والقيادات والأماكن المحلية الأهلية والدينية البوذية وحتى ضد الإرساليات (الشيطانية) إذ صودرت تماثيلها وذهبها وجواهرها المكنوزة وحولت مبانيها إلى مدارس ومشافي ومخازن وورش كما إستعرت الثورة أيضاً ضد الأساليب والتقاليد والقيادات الإدارية الحكومية لصالح المجالس الشعبية المحلية. ويمكن الزعم بان الصراع داخل الحزب كان يُخدِمها أو يؤثر عليها.


وفي هذه العملية الشبابية الثائرة الضاربة للروتين قامت الطلائع الشبابية الحمراء في القرى وفي المدن بشطب كثير من العقبات البيروقراطية مما رفع بصورة ثورية فهم الصينيين لطبيعة العمل والخدمات العامة بإعتبارها حقوقاً وخدمات لا حالة تسلط إمبراطوري. وقد وزاد الشباب على ذلك الخير خيراً في ما بقى من ظلامات الثقافة القديمة للمجتمع المواشج لشبه العبودية حيث أجرت فرق تلك الثورة المجهضة عروض تلقين بسيط للماركسية اللينينية في أرياف الصين وفي جنبات مدنها ومدارسها وجامعاتها وجمعياتها التعاونية إن كانت مناسبة لمستوى الفهم الشعبي ولطبيعة الصراع داخل الحزب والدولة آنذاك فقد كانت صمديتها ودوغمائها مستفزة لي من حيث ان الدعوات المرحبة بتفتح أزهار ومدارس التفكير كانت جميعها تصدر من "الكتاب الأحمر" الجامع لأقوال الزعيم ماو في بلد من تقاليده الألوفية السنوات تقديس الزعيم .


وعموماً فقد حققت تلك الثورة العاصفة نتائج موجبة للصين حيث أسهمت في تحرير موقت لأسواق المدن من الروح الغربية في بضائعها وفي الأسماء المدونة في لافتاتها ، كما تحررت المرأة بنشاطها في تلك الثورة الثقافية العارمة بتغذية الروح الرفاقية والإنسانية في البنات وفي نظر الشباب إلى العلاقات بين الجنسين بآفاق وطنية عظمى. وقد فتحت الثورة الثقافية أو جانب منها بتحديد أدق أبواب التعليم العالي لعامة الطلاب بعد أن كان مربوطاً بالعبقرية والشهادات العالية جداً، كذلك نجحت تلك الثورة الشهاب في إختصار وتطوير الكتابة الصينية ضمن إنتقاديتها الطلابية لبنية التعليم الصيني، كما عَمَدَت الثورةالثقافية إنتقال الصينيين من حالة المجتمع التراتبي القديم المُذعِن الصامت إلى حالة المجتمع الحديث القائم على العمل والتعلم والفنون والهتاف والغناء والجدل.


وقد ظهرت من ذلك النهوض السياسي والإجتماعي لشباب الصين نزعة وطنية وقومية صينية قوية عمت البلاد ولكنها ظاهرية ضد كل ما هو غربي أوربي وأمريكي وبرجوازي في الحياة الصينية مناوئين ومخربين وهادمين له إذ عافوا أن يشيدوا بناءتهم الوطنية بأحسن وأثبت تلك الأحجار الغربية والبرجوازية!؟

ولكن رغم إرتقاء تلك الثورة بالحياة الصينية من حالة الإذعان الألوفية السنوات إلى حال التمرد والإجتراح إلا إنها صارت مثل كثير من أعمال الثورات في السياق البرجوازي العالمي الحاضر للتاريخ السياسي غضبة منتهية إلى العسف والإنغلاق، فالآن لا تذكر نجاحات تلك الثورة الشبابية لا في الصين ولا في العالم بل ودون غيرها من ثورات الشباب البرجوازية في أوربا لم تزل بصورة سنوية منتظمة تُنتقص في وسائط الدراسة والإعلام بتعداد العيوب والأخطاء والجرائم التي تمت فيها، حتى لم يعد كثير من الشيوعيين الصينيين يذكر من موجباتها شيئاً بل وأدانها مؤتمر للحزب الشيوعي الصيني سنة 1980 وقد رأسهُ من كانوا ضحايا في الحزب لتلك الثورة أخرجوا وسكرتارييهم من مكاتبهم الحزبية والإعلامية الوثيرة وأرسلوا مهانين إلى العمل كزراع أو كمساعدي زراع في الريف للإعتقاد العام آنذاك إن العمل الفعلي ينضج روحهم الشيوعية!! لكنهم بعد حوالى عقدين من الثورة إعتبروها ومعهم ذاك المؤتمر جموح فوضوية كبرى أضرارها أكثر منافعها!! لعل أكثرهم مدينيون لا يدرون ولا يدركون أهمية و طبيعة إقتلاع الأعشاب السامة من حقول الأرز. وهاهي ثلاثة سنوات الثورة قد أخذت ما يقارب نصف المقال عن الستين سنة التي مضت من عمر الثورة الشعبية والإنتصار الشيوعي الفذ في الصين.


الثورة الثقافية رغم كل الجنون الشباب فيها كانت خطوة موضوعية في إنتقال الصينيين من ثقافة الخضوع والرتابة إلى ثقافة الإنتقاد والإجتراح. إذ كانت بكل قساواتها وآلامها وصراخها ودموعها ودماءها تمثل حالة الولادة الفعلية للمجتمع الصيني الحديث وهي الولادة التي قامت الثورة الشيوعية بتجهيز ظروفها العامة الماثلة في هزيمة الإقطاعيين والإستعماريين وقمع الكمبرادوريين، وفتح طرق العمل التعاوني والتعلم والفنون للشباب بل وفتح بوابات الحزب وميادينه الفكرية والعملية لأفكارهم وممارستهم التغيير. وبها إنتبهت العقلية الصينية لذاتها وللتاريخ. ولكنه إنتباه إستغرقه من جديد قانون الإنتاج والقيمة الرأسمالي المبثوث في كل ذرات الإنتاج البضاعي الكبير لأجل الربح وهو القانون المفسد لكل تناسق في كل شيء.



الخطوة الثالثة والحاضرة إلى الآن في عملية تحرر الصين من الإستعمار والتخلف: كانت بداية النشاط العام للجمهورية الشعبية في مجالات ترقية الإنتاج الزراعي والصناعي والخدمي والتجارة وتسريع وتائر التقدم العملي والثقافي وقد إستمرت ولم تزل هذه "اللعبة الطويلة" طول السنوات الممتدة منذ سنة 1978 إلى سنة 2008 ولم تزل وقد تأججت بعد عشرة سنوات من بداية هذه السياسة الإنمائية أحداث الميدان السماوي وقيام اللجنة العسكرية لأمن الدولة (سنة 1989) بقمع تمرد مجموعات من الطلاب الشيوعيين و الليبراليين كانت كل مجموعة منهم تغني على ليلاها في ميدان الدولة السماوي غناءاً متناغماً في شكله ضد الرسملة والفساد من جانب الشيوعيين وضد البيروقراطية والدولانية من جانب الليبراليين لا يدرون إن الحالة البرجوازية أو الحالة الأرستقراطية للتحكم الفردي في المصالح العامة قد تنمو حتى في داخل الأحزاب الشيوعية وفي أوقات ثورية لا يتصورها أكثر الناس ملائمة لنمو إتجاهات المحافظة والتسلط والنفع الفردي على حساب تناسق تطور المجتمع وتقدمه.


وقد تواصلت إلى الآن وستتواصل لعشرين سنة أخرى هذه "اللعبة الطويلة" ذات الشكل التعاوني والتشاركي بين رأسمالية الدولة الشعبية و الرأسمالية العالمية وقد كانت أبرز علاماتها زيادات كبرى وهائلة في سرعة التقدم التقني في الإنتاج والتخديم العام في الصين بسبب زيادة تصنيع آلات الصناعة ومضاعفة قدرات التصنيع ، وبنسق هذه الزيادة وتأثيراتها نشأت مئآت المدن الجديدة في أقاليم الصين الـثماني والعشرون وقد زادت حساباتها من تفاوت التطور العام بين أقاليم الصين ولكن إذ زاد التفاوت الطبقي في جانب من مجتمع الصين فقد قل في جوانب أخرى منه. مع ذلك تمكنت الصين من إرجاع بعض أجزائها التي إقتطعها الإستعمار البريطاني والبرتغالي بكل ما فيها من أموال، وبلغت إمكانات الصين أقطار السماوات والأرض، وفازت الصين على كل دول العالم في سباق التقدم الدولي بمعدلات نشاط ونمو وتنمية كانت ولم تزل ككل هي الأكثر والأكبر في التاريخ.


وبقوة رأسمالية الدولة الشعبية ونمو نشاطها الإقتصادي تمكنت الصين مع سعة أسواقها ونهم آلاتها من صرف كثير من السياسات والمصالح والمؤسسات الإمبريالية عن حالة العداء والحصار التي أسهمت في خنق الإتحاد السوفييتي وفي تسممه- بل نقلت كثير من المؤسسات الإمبريالية ومصالحها إلى حالة شريك في عملية البناء الصيني والتجارة الراكزة عليه ، فأضحت الصين الشعبية بهذه اللعبة السياسية العجيبة والهادئة من أكبر المحاور الدولية في الصناعة والتجارة في العالم ، بل وصارت أكبر دائن للدول (الولايات) المتحدة الأمريكية وتتجه إلى أن تكون أكبر دائن للبعض الآخر من الدول الإمبريالية في أوربا، وبهذه القوة والقيمة المضافة واصلت الصين دفع الدول المؤثرة إلى تكوين نظام إقتصادي عالمي جديد قائم على التعاون والتبادل المتكافئي للمصالح بين الدول وفق أسس منصفة في مجالات قيمة العمل والعملات والبضائع .


ومع كل هذا التقدم الشيوعي والشعبي الصيني من حالة الدولة الممزقة المستعمرة التي يسودها التخلف منبتاً فيها الجوع والجهل والمرض فإن الصين لم تزل تصنف نفسها وسطاً في تراتب بلاد العالم وأنه باق عليها تعلم وعمل كثير من الأشياء.


وبعيداً عن المراصد الرسمية للموجبات والسلبيات في تاريخ الثورات والتطورات الإقتصادية الكبرى فإن أبشع مظاهر النمو الصيني الضخم وسياسته -المتواضعة إلى تطوير القسم التقني من آليات إنتاج وسائل الإنتاج والتمكن من تصريف البضائع والأموال بالشكل الملائم لقانون القيمة والربح في سوق عالمي إمبريالي- كانت هي إطلاق الحرية لأفراد المجتمع في (تملك) وحيازة وتوزيع عدد كبير من الأنشطة الإقتصادية المهمة رغم الزعم والإدعاء مرة بثانويتها ومرة بكفاءة الفطاع الخاص في إدارتها وإقتصاده الخسارة العامة فيها .ووجه البشاعة في الموضوع إنه قد يهدد جملة التطور الإشتراكي في الصين كإحتمال ضعيف ولكنه كعمل ليبرالي يهدد البرجواز في العالم بمخاطر شتى بإعتبار ان ما هو صغير وقليل العدد في مؤسسات الصين قد يساوي الكثير في دول العالم الأخرى .




الخطوة القادمة:

مع قيام الصين في الوقت الحاضر وبشكل مخطط ومنظوم منذ عقود مضت بصرف جزء كبير من مكاسبها الزائدة في تجديد البنية التحتية لإقتصادها وما فيها من مياه وكهرباء وطرق ومواصلات ومساكن وحتى بنى العمل و الإنتاج لمقابلة إحتياجات تطورها لخمسين ولمآئة سنة قادمة فإن الخطوة القادمة لجمهورية الصين الشعبية قد تكون مع إستمرار توسعها الإستراتيجي مجرد عَمَرَةً لآلاتها الإقتصادية والسياسية و بنياتها الإجتماعية والثقافية...وتتمثل بعض مقدمات التعمير الحاضرة في الإعلام العام عن الصين وأحوالها في ثلاثة أمور هي:

1- الإصلاح الإقتصادي لتفارقات المراحل الماضية وسد تباينات التطور المتفاوت

2- العناية بإصلاح البيئة التي تضررت من التطور الصناعي والتقني والتجاري السريع والمتفاوت

3- علاج كثير من التناقضات الإجتماعية السياسية التي تفتحت في أنحاء البلاد بفعل حرية التجارة وزيادة النشاط الفردي في تملك وتوزيع الموارد العامة.

وهذه المهمات على قلة عددها كبيرة وكثيرة في جذورها وفي فروعها وإن كانت متميزة في بعضها فهي متداخلة ومتواشجة في بعضها الآخر كما إن محاولة إصلاحها ستنتج مشاكل أخرى ولكن هذه طبيعة الحياة والنضال الشيوعي فيها لتقدم البشر من حالة النقص والتكالب إلى حال إشتراكية علمية بين الناس في موارد ووسائل العيش وفي مقاليد تنظيمها والسلطة عليها بصورة تتحقق بها الشروط الموضوعية لكفاية وكرامة المجتمع من حاجات العيش وضرورات الحياة بالتوزيع القسط لإمكانات التعاون والتنافس بين الناس عملاً وثقافة.




الصعوبات :

الصعوبات الموضوعية أمام تقدم الصين كثيرة خاصة مع ضعف الأسواق الإمبريالية التي كانت تربح منها الصين قدراً كبيراً من المال، وأول تلك الصعوبات هي التناقضات الطبقية وغيرها القائمة في المجتمع وفي الحزب وفي العلاقات الدولية بعد ستين سنة من النشاط الشيوعي المثابر وما فيه نجاحات وما فيه من إخفاقات وحتى جرائم. ومن الصعوبات أيضاً ان أعمال الأعداء في الداخل وأعمال الأعداء في الخارج كثيرة والصلات بين الإمبريالية البريطانية وبعض الجماعات الإسلامية والجماعات المدنية تنمو ضد الشيوعية في داخل الصين وفي خارجها.. يضاف إلى تلك الصعوبات بعض وجوه الضغوط الإمبريالية التي تواجهها الصين في مسآئل عدداً منها مسألة نقل وتحويل ملكية عملتها وتحديد قيمتها من لدن إرادة الدولة إلى إرادة البنوك الإمبريالية (= تحرير العملة)، وكذا مسألة حرية نشر المواد والتجارة الجنسية وحرية نشر العداوات السياسية في الصحف وفي الإنترنت بل والسماح في إعلام جمهورية الصين الشعبية بالهجوم على أسس النظام الشعبي في الصين رغم ان كل الدول الأوربية والولايات المتحدة لا تسمح بالهجوم المنتظم والجماعي على أسس النظام الديمقراطي البرجوازي فيها وتربط ذلك وتقيده سياسة وقانوناً وإعلاماً بتهم معنوية وجنائية تتعلق بإثارة الكراهية وبالتطرف والإرهاب.

وفوق ذا وذلك فإن ن أهم الصعوبات التي تواجهها الصين هي حالة الإنعزال السياسي عن قضايا حقوق الإنسان في أفريقيا حيث تتركز إستثمارات صينية ضخمة في جنوب أفريقيا وموزمبيق وأنجولا وفي نيجيريا إضافة إلى الإستثمارات والمصالح الصينية الصغيرة الموزعة في باقي دول أفريقيا، وهي عزلة تفارق إتجاه أفريقيا إلى تفعيل بنية جديدة لها في العالم هي بنية "الإتحاد الأفريقي" لذا فإن تجاوز الصين للإعتبارات الداخلية لقضايا التمركز والتهميش المغذية لتناقض الريف والمدينة في كل بلاد أفريقيا وفي العالم قد يبعدها من تهمة التدخل في الشؤون الداخلية للبلاد والمجتمعات ويجعلها قوية في مواجهة التدخلات الأوربية والأمريكية في شؤونها لكنها لا تجعل لها مكانة سامية في قلوب الأفارقة المرهقين مادية وثقافة بسياسات الحكومات الكمبرادورية المتسلطة عليهم وهي تعرض إحترامها للأذى أفريقية ًرغم كل المساعدات التنموية التي تقدمها. وعموم رأيي في هذا الشأن هو ان ربط قضية التنمية بقضية الديمقراطية الشعبية مقو للمصالح الأفريقية سواء في كل بلد على حدة أو كإتحاد أفريقي في العالم وهو مقو أيضاً للمصالح الصينية في العالم الأفريقي وفي العالم ككل.



التساهيل:
1- أكثر من 3000 جامعة ومعهد إختصاص عالي تخرج حوالى 7مليون متعلم في السنة
2- خبرة 60 سنة في مواجبهة تناقضات الحياة بكل متنوع نظوم
3- موارد ضخمة وأصول وإحتياطات هائلة بشرية ونقودية وإنتاجية


صور ناطقة :

1. الجرائم الإستعمارية ضد الصين:
http://www.youtube.com/watch?v=Zz8QylbWPxs

2. صور ناطقة عن "جيش التحرير الشعبي"PLA الذي تكونت فكرته بجهد "مدرسة الفلاحين" التابعة للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني وزعيمها (المكتبجي) ماو زي دونغ الذي كان عمره حيذاك 27 سنة وقد تطور ذلك الجيش الأحمر من الحالة البدائية الرثة للنضال الشعبي بأسلحتها البدائية والنقل بالحمير والخيول والسير الطويل بالأقدام إلى حالة الجيش الحديث ثم إلى حالة الجيش الحاضر عالي التقنية ذو الإمكانات الفضائية.

1-الجيش القديم الحافي البائس الفقير:
http://www.youtube.com/watch?v=sBP5RAadzFU

2-المسيرة الطويلة بلغ طولها عاماً و6000 ميل في شعب الجبال:
http://www.youtube.com/watch?v=LeLuSGkXpdE

3- الجيش الحديث نتيج تلك المسيرة :
http://www.youtube.com/watch?v=ru-xQac_sWw
http://www.youtube.com/watch?v=CDGMS01MiQ4
الجيش التقني: http://www.youtube.com/watch?v=sS0u_aYqXJU
http://www.youtube.com/watch?v=tzijDUC3xAM
من وعت السير في الشعاب والخندقة في الكهوف إلى الإرتفاع 343 كم فوق كوكب الأرض سابحين في الفضاء: http://www.youtube.com/watch?v=MvpPknmHGAM


4. بداية عشرة صور ناطقة عن الثورة الصينية التي خلقت الصين الحديثة:
http://www.youtube.com/watch?v=fRkKKRdiTBc


5. إعلان تأسيس الجمهورية الشعبية للصين:
http://www.youtube.com/watch?v=3XIyb1NMZaQ


6. صور ناطقة عن تاريخ التقدم الصناعي والزراعي والخدمي الحاضر في الصين
http://www.youtube.com/watch?v=TAVYb_TM7ew

http://www.youtube.com/watch?v=5UXTMn9OEgs


7. ثلاثة صور ناطقة عن الثورة الثقافية :
http://www.youtube.com/watch?v=Nm5fCJNMQWQ

http://www.youtube.com/watch?v=qLvgwQuKEYg

http://www.youtube.com/watch?v=U6ws8cKFVcM


8. الصين الحديثة الحاضرة (بعد الثورة الثقافية):
http://www.youtube.com/watch?v=0A8TPU-5ll8


9. صور ناطقة سريعة عن بناء الصين:
http://www.youtube.com/watch?v=WAI10pWYxOY


10. من التعليم في الصين:
طابور الصباح : http://www.youtube.com/watch?v=sCIzNaTMUCc
المدرسةhttp://www.youtube.com/watch?v=-XOfWEXlPRY
: http://www.youtube.com/watch?v=nnkioF7vo5g
تمرين العيون : http://www.youtube.com/watch?v=oI4H0oP9xwA
http://en.wikipedia.org/wiki/List_of_universities_in_the_People s_Republic_of_China

11. بناء الشعب (هندسة بناء وفق القيم التقليدية)
http://www.youtube.com/watch?v=rdy0kamf-gY
معجزة هندسية أخرى:
http://www.youtube.com/watch?v=G9S7lx_0bBg
كيفية تحقيق المعجزة:
http://www.youtube.com/watch?v=aEuuJZEJioc

12. منتجات صينية مائزة:

قطارات
: http://www.youtube.com/watch?v=hAhFPPjXbOQ
http://www.youtube.com/watch?v=sJSmRik2c-c
http://www.youtube.com/watch?v=y1kptbFvKLA

سفن:
http://www.youtube.com/watch?v=mD0cAv2QweM
http://www.youtube.com/watch?v=vHXtr1Xlckw

طائرات:
http://www.youtube.com/watch?v=YACZhyqnNFA
http://www.youtube.com/watch?v=XyGYfa-GtZs
http://www.youtube.com/watch?v=oIPKqUHqJSo

سيارات:
http://www.youtube.com/watch?v=Bjetm3FjX1I
http://www.youtube.com/watch?v=zq3Rjp4ciVU



وفنون:
http://www.youtube.com/watch?v=6N1j-MwDxRs
http://www.youtube.com/watch?v=84sh9ARXxwM
http://www.youtube.com/watch?v=xur3KE86wZs



#المنصور_جعفر (هاشتاغ)       Al-mansour_Jaafar#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الهرم: أحمد السيد حمد
- ضد الليبرالية: نحو نظام إشتراكي عالمي
- دليل المخابرات …(المؤرخ) توينبي مساح خُطط (حضارة) رأس المال ...
- عناصر لقاء ناجح بحضرة الأستاذة فاطمة الزهراء
- يا أم المساكين
- لأستاذ إسماعيل العتباني
- خفق الإنتصار للحزب ضد تيار (سِيِبَك، فِكك منو) !
- إستراتيجيات المسألة الإسرائيلية والمسألة السودانية
- قدس الله سر هذا الحذاء
- نقاط إلى مؤتمر الحزب
- من جدل الصراع القومي والصراع الطبقي والتنظيم السياسي
- إنتقاد مشروع البرنامج
- التحول الديمقراطي في معسكر كلمة
- تغبيش الحقيقة
- خمسة تناقضات
- إنتقاد مقالات السر: حياة الوطن في تقدم الحزب الشيوعي لا في ع ...
- التنمية الصاح والتنمية الكشا مشى
- ياااا حسن!! (2 )
- يا اا حسن!
- إلى إحيمر الثوري ضد إحيمر السياسي (بتاع لا نسبية أحمد وحاج أ ...


المزيد.....




- محكمة بجاية (الجزائر): النيابة العامة تطالب بخمسة عشر شهرا ح ...
- تركيا تعلن تحييد 19 عنصرا من حزب العمال الكردستاني ووحدات حم ...
- طقوس العالم بالاحتفال بيوم الأرض.. رقص وحملات شعبية وعروض أز ...
- اعتقال عشرات المتظاهرين المؤيدين لفلسطين في عدة جامعات أمريك ...
- كلمة الأمين العام الرفيق جمال براجع في المهرجان التضامني مع ...
- ال FNE في سياق استمرار توقيف عدد من نساء ورجال التعليم من طر ...
- في يوم الأرض.. بايدن يعلن استثمار 7 مليارات دولار في الطاقة ...
- تنظيم وتوحيد نضال العمال الطبقي هو المهمة العاجلة
- -الكوكب مقابل البلاستيك-.. العالم يحتفل بـ-يوم الأرض-
- تظاهرات لعائلات الأسرى الإسرائيليين أمام منزل نتنياهو الخاص ...


المزيد.....

- مساهمة في تقييم التجربة الاشتراكية السوفياتية (حوصلة كتاب صا ... / جيلاني الهمامي
- كراسات شيوعية:الفاشية منذ النشأة إلى تأسيس النظام (الذراع ال ... / عبدالرؤوف بطيخ
- lمواجهة الشيوعيّين الحقيقيّين عالميّا الإنقلاب التحريفي و إع ... / شادي الشماوي
- حول الجوهري والثانوي في دراسة الدين / مالك ابوعليا
- بيان الأممية الشيوعية الثورية / التيار الماركسي الأممي
- بمناسبة الذكرى المئوية لوفاة ف. آي. لينين (النص كاملا) / مرتضى العبيدي
- من خيمة النزوح ، حديث حول مفهوم الأخلاق وتطوره الفلسفي والتا ... / غازي الصوراني
- لينين، الشيوعية وتحرر النساء / ماري فريدريكسن
- تحديد اضطهادي: النيوليبرالية ومطالب الضحية / تشي-تشي شي
- مقالات بوب أفاكيان 2022 – الجزء الأوّل من كتاب : مقالات بوب ... / شادي الشماوي


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - المنصور جعفر - ستون عاماً من النضال الشيوعي في الصين