أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عبدالله الداخل - ليست العلمانية بديلاً للإشتراكية العلمية – ملاحظات إضافية














المزيد.....

ليست العلمانية بديلاً للإشتراكية العلمية – ملاحظات إضافية


عبدالله الداخل

الحوار المتمدن-العدد: 2862 - 2009 / 12 / 18 - 20:08
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


عندما نقول أن العلمانية هي مجموعة من الممارسات السياسية التي لا تـَرقى، شأنها شأن الدين، إلى مستوى الفلسفة، يصبح من الضروري التأكيد على أن كلاّ ً من الدين والعلمانية (عند توسيع أطر العلمانية، من مجرد فصل الدين عن أي نوع من التنظيم البشري، إلى النقد المفصّل للدين عموماً) لا يحمل حلولاً إقتصادية جذرية لمشاكل المجموعات البشرية التي في مقدمتها حل مشكلة الطبقات، وذلك لأنه، وبطبيعة الحال، مثلما لا يُمكن للأداة الطبقية، الدين، أن تحمل تلك الحلول، لا يمكن لردود الفعل التأريخية لتلك الأداة، أو الأدوات البديلة لها، (كالعلمانية، ثم ما أسميه بالإلحاد السائب، بنوعيه العلمي، العلماء اللاماركسيين كمثال، والعلمزيفي، كرستفر هتشنز، كمثال) لسبب بسيط هو كونها مجرد مجموعة مواقف سياسية تحمل حلولاً آنية لبعض نتائج المشكلة الطبقية، وهي إصلاحية بطبيعتها، تصفوية في أغراضها، تقدمية في شكلها، كان الغرض منها بالدرجة الرئيسية ليس فقط سكب الماء على الإحتكاكات الطبقية في أوربا، وإنما أيضاً تدارك الوضع الثقافي والفكري في حماية الدين، باعتباره الأيديولوجيا الرئيسية لمجتمع الطبقات، من الهزيمة التامة على يد العلم الحديث والفلسفة، فكان إنسحاباً عوّض عن الهزيمة-الإنهيار التي كانت ستكون، لولا العلمانية، هزيمة علنية هائلة، مدوّية كسماءٍ تهوي، متسمة بفوضى فكرية أكبر من الفوضى السائدة.
إذن فمن الممكن القول أن العلمانية الغربية هي الأداة الجديدة التي نظمت وتنظم الإنسحاب التدريجي غير المعلن للدين من ساحة الصراع الطبقي.

لنتحدث بكلمات أبسط.

لابد لمن يعتلي كرسي الحكم، في أيما حقبة في التأريخ وفي أيما مكان، أن يكون متمتعا بالقدرة الذهنية المناسبة، أو بصحبة من يمتلك هذه القدرة، على اقناع السكان، بشكل أو بآخر، بأنه جدير باعتلائه ذلك الكرسي. وإلا فان استمراره هناك يظل بحاجة الى "الشرعية" أي إثبات الأحقية في الاستمرار في ذلك الموقع.

من الواضح أن الأديان، التي تتحول، من محاولات البشر في تفسير الطبيعة، ومن حركات إصلاحية، الى مؤسسات طبقية، وفي الأغلبية من النماذج التأريخية، في كل تأريخ البشرية، بوجه عام، قد استـُخدِمت من قبل الطبقات الحاكمة، الغنية في الغالب، كأدوات فكرية في الحكم للسيطرة الفكرية فالسياسية فالاقتصادية، على السكان.

ينبغي أن نلاحظ أيضاً أن العلمزيف، شأنه شأن العلم الحديث (الحقيقي)، هو أيضاً أحد أدوات الرأسمالية، حيث يعتمد، عملياً، على تشويه جوانب أساسية من العلم*، وكمثال، المحاولات المعروفة، اليائسة، في تجريد علوم الأحياء (الحيوان والنبات) من عمودها الفقري، الداروينية، وهي عملية مستحيلة تـُردي تلك العلوم بحوثاً متناثرة لا علاقة لها ببعضها البعض.

وبفهم هذه الحقائق التي يوكـّدها معظم فلاسفة العصر ومؤرخوه، بضمنهم بعض فلاسفة ومؤرخي الرأسمالية نفسها، وهي الطبقة التي تتصدر عالم اليوم وتتبنى المسيحية كأداة، يَسْهَل توجيه السؤال الآتي: إذا أنكرْنا هذه الحقيقة، فما الذي استـُخدِمَ إذن كأدواتٍ فكرية من قبل الطبقات الغنية الحاكمة؟
من الحقائق الأساسية في تأريخ الشرق العربي هو أن الديانات الابراهيمية الرئيسية الثلاث قد استـُخدِمت كآلات فكرية بأيدي الطبقات المالكة للعبيد ثم المالكة للأرض ثم المالكة لرأس المال في المجتمعات الشرقية الحديثة.

إن الطبقات البورجوازية والرأسمالية الحاكمة الآن في أوربا والولايات المتحدة قد ورثت المسيحية من الأنظمة الإقطاعية التي سبقتها، وواصلت دعم المؤسسات المسيحية، ذات الاستقلال الزائف، (زائف لأنها تابعة لها بَدنيّاً)، وهي الآن في ورطة كبيرة جداً إذ ما زالت تستخدم المسيحية كآيديولوجيا أساسية للإستهلك المحلي بعد ثبوت انحسارها إحصائياً، حيث يعبّر الناس عن حكمة فطرية عند توجيههم أسئلة بسيطة ولكن محرجة للفكر الديني غاية الاحراج. وهي أسئلة لا حصر لها وتفوق بكثير عدد الفرضيات في أي دين "توحيدي"، لذا فإن من الممكن القول أن أحد البدائل الرأسمالية للمسيحية، في رأيي المتواضع، ليس هو الاسلام، كما يحاول البعض أن يروّج بقوله "الاسلام هو الحل"، بل البوذية، وهناك بوادر واضحة لهذا إن صح ذلك كإحتمال، ولكن مثل هذا التبنـّي لا يكون ممكناً إلاّ بعد إجراء عمليات ترقيع لوجه البوذية الشائخ.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
*أحد نماذج العلمزيف هو السودوآركيولوجي (pseudoarchaeology) أو علم الآثار المزيف، حيث التشويه اللاعلمي المتعمد لبعض نتائج هذا العلم. مثلاً: رفض أو تغيير الاحتمال القائل بأن أهرام مصر، التي بُنيت أزمان القنانة، قد يزيد عمرُها على ستة آلاف سنة، لأن هذا الرقم غير ممكن من الزاوية اليهودية-المسيحية التي تقول أن الكون قد تم "خلقه" قبل ستة آلاف سنة. هذا ناهيك عن الحديث عن آثار تطور الحيوان (والإنسان) والنبات وعن المتحجرات التي يثبت العلم بالتحليل الكيمياوي دقة تفاوت أعمارها التي تقدر بملايين السنين.
من المفزع إدراك أن هناك المئات، بل الآلاف من الحالات المماثلة في حقول المعرفة المختلفة، بضمنها التأريخ طبعاً، في الشرق العربي.
وهذا التحيز ليس دينياً فقط. مثلاً، ما دام الحديث عن مصر، لماذا أطلق نابليون بونابرت النار على أبي الهول عندما رآه لأول وهلة، فكسر أنفه؟ بعكس الآراء الغربية، أميل إلى الاعتقاد بصحة الرأي القائل أن هذا الكولونيالي الأوربي لا بد أن يكون عنصرياً، فأغضبه هذا الوجه المصري، الأفريقي الذي لا يمكن أن يكون، من زاوية أوربي عنصري (محتل ومستهتر)، هو باني تلك الكيانات المذهلة، لأن القول بأن أحد الدراويش المسلمين قد نسف الأنف في القرن الرابع عشر الميلادي (كما فعل الطالبان بتمثال بوذا) مضحك وهو جزءٌ صغير جدا من المشكلة الكبرى!




#عبدالله_الداخل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ملاحظات في الكتابة في الدين (5) العلمانية ليست بديلا للإشترا ...
- ملاحظات في الكتابة عن الدين (4) في العلمانية العربية - ب- إخ ...
- ملاحظات في الكتابة عن الدين (3) - العلمزيف - وصف السرج
- ملاحظات في الكتابة عن الدين (2) - في العلمانية العربية الحدي ...
- مشكلة في بريطانيا
- الخُطى 3
- تصميم الصراع الذكي
- كريم - القرية 52-55
- رأيٌ بقصيدةٍ قصيرةٍ للجواهري
- أحاديثُ القرية (1)
- التحجر
- من أجل المحافظة على عراقية العراقيين الساكنين خارج العراق
- هذا الذي أسلمني القلم
- القُرضة
- طوق الليل - قصة
- الخَبَر
- كريم - القرية 49 - 51
- القرية 44-48
- القرية 40- 43
- القرية - 39


المزيد.....




- سلي عيالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على النايل سات ولا يفو ...
- الاحتلال يستغل الأعياد الدينية بإسباغ القداسة على عدوانه على ...
- -المقاومة الإسلامية في العراق- تعرض مشاهد من استهدافها لموقع ...
- فرنسا: بسبب التهديد الإرهابي والتوترات الدولية...الحكومة تنش ...
- المحكمة العليا الإسرائيلية تعلق الدعم لطلاب المدارس الدينية ...
- رئيسي: تقاعس قادة بعض الدول الإسلامية تجاه فلسطين مؤسف
- ماذا نعرف عن قوات الفجر الإسلامية في لبنان؟
- استمتع بأغاني رمضان.. تردد قناة طيور الجنة الجديد 2024 على ا ...
- -إصبع التوحيد رمز لوحدانية الله وتفرده-.. روديغر مدافع ريال ...
- لولو فاطرة في  رمضان.. نزل تردد قناة وناسة Wanasah TV واتفرج ...


المزيد.....

- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود
- فصول من فصلات التاريخ : الدول العلمانية والدين والإرهاب. / يوسف هشام محمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عبدالله الداخل - ليست العلمانية بديلاً للإشتراكية العلمية – ملاحظات إضافية