أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عبدالله الداخل - ملاحظات في الكتابة في الدين (5) العلمانية ليست بديلا للإشتراكية العلمية















المزيد.....

ملاحظات في الكتابة في الدين (5) العلمانية ليست بديلا للإشتراكية العلمية


عبدالله الداخل

الحوار المتمدن-العدد: 2860 - 2009 / 12 / 16 - 22:54
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


بديل الرأسمالية كنظام قديم وجائر لا يُمكن أن يكون رأسمالياً أيضاً، ولا بد أن يكون إشتراكياً.

عندما لا يعتمد الكتاب "العلمانيون" العرب على التحليل العلمي (الاقتصادي-الطبقي) تصبح كتاباتهم بدون قيمة سياسية وتميل كثيراً نحو الهراء. وفي حدود معلوماتي المتواضعة فباستثناء معظم كتابات د. صادق جلال العظم، ولكون العرب لا يستطيعون عملياً فصل الدين (الإسلام) عن الدولة بدون أنظمة إشتراكية في البلدان العربية، وذلك بسبب مصاعب العصر الواضحة، يصبح الحديث عن العلمانية نفخاً في قربة مثقوبة، وسيكون في أفضل أحواله العلمية ضمن حقل العلمزيف pseudoscience ، حيث أسهبتُ في الجزء الثاني من هذه الملاحظات السريعة.

هنا مسألتان تفرضان نفسَيْهما بإلحاح:
الأولى
إن الفشل الجزئي (الكبير نسبياً) في التطبيق الاشتراكي السوفييتي يعود بالدرجة الرئيسية لأسباب خارجية وليس كما قيل ويُقال لنا من أكاذيب عن أسباب داخلية تعود للإشتراكية. لقد كان بإمكان القادة إنْ لم يكونوا خونة حقيقيين لقضية الانسانية أن يُفاوضوا على إلغاء النظام الرأسمالي أيضاً أو على الأقل المفاوضة على تنازل وذلك بالتعهد بالعمل المخلص على تحسين وضع البشرية إقتصادياً وسياسياً وبيئياً، وهم خونة لسبب بسيط هو أن المرء لا يقوم بتهديم داره على من فيه لأن السقف يرشح حين يشتد المطر، بل يقوم عادة بتصليح السقف.
الثانية
ينبغي ألاّ يعقد هذا الفشل الجزئي ألسنة المفكرين الماركسيين أو يمنعهم من تجديد توجيههم الأسئلة الكبيرة أو من العودة إلى ما قد تم نسيانه في الفلسفة وفي التطبيق وفي أفكار وسلوك القادة الكبار الأوائل.
(سوف أفرد الجزء السادس لحديث واضح عن الفلسفة.)

عندما تعني العلمانية العربية مجرد نقد للدين فإنها سوف تضيع في المتاهات التالية: ( قمتُ بهذا التشخيص تحت "ضوء" كتابات معظم الكتاب "العلمانيين" العرب المحدثين باستثناء د. صادق جلال العظم، من كتاب الحوار)

1- نقد الأديان. أمثلة:
أ-نقد الإسلام من زاوية المسيحية: كتابات رياض الحبيّب في الحوار المتمدن؛ (يستعمل هذا الكاتب بعضاً من آراء الشاعر معروف الرصافي في كتابه "الشخصية المحمدية" وذلك للتمويه على القراء، كما يستعمل مقتطفات واشارات يسارية من هنا وهناك لنفس الغرض.)
ب- نقد الإسلام من وجهة نظر ذي إختصاص معين: د. وفاء سلطان كنموذج إختصاص بعلم النفس (يُضاف إليه، أحياناً، إلحاد لاعلمي: مجرد إنكار وجود الله.)
عند مراجعة أهم مواضيعها (الموسوم "نبيك هو أنت، لا تعش داخل جبته" ، 19 جزءاً) نجد أن الكاتبة تدور حول محور واحد (في علم النفس طبعاً) ألا وهو "برمجة" الإسلام للفرد، حيث يتكرر هذا النوع من التحليل في كل واحد من الأجزاء التسعة عشر بأشكال وأمثلة متشابهة.
لكن د. سلطان لا تطبق هذه الطريقة في التحليل، على المسيحية واليهودية، إلا ما ندر وفي بعض الاشارات التي لا تمنح بحثها أي نوع من الشمولية، فيظل القارئ يرى تركيزاً واضحاً على الاسلام.
ت- نقد الأديان الابراهيمية الثلاثة نقداً علمزيفاً – يستخدم د. كامل النجار عبارة أو جملة من ماركس أو غيره من الفلاسفة كجواز مرور إلى قلوب اليساريين والكتاب كي يكتب نقداً لاعلمياً، لاهادفاً للأديان، حيث يناقش الأمور بمعزل عن الطبقات والصراع الطبقي الذي تؤكد الماركسية عليه، فبدلاً من التأكيد على المشاكل العملية (السياسية-الاقتصادية) التي يواجهها العرب في مجابهة الراسمالية الغربية والصهيونية وما نجم وينجم عن هذه المجابهة من ويلات (أي صراع العرب من أجل الاستقلال الوطني لبلدانهم، وضد الجوع والفقر والجهل والمرض) نراه يتجاهل الصراع الأساسي، ويحاول حرف أنظارنا نحو الصراع الثانوي ضد الدين، الأداة الطبقية بيد الطبقات العليا من المجتمع، حيث يكون لدى القراء الانطباع الخاطئ المتضاعف والخطير عن حقيقة المجابهة مما ينتج عنه تضليل بسطاء المتدينين في حقيقة اليسار.
2- الإلحاد السائب، في رأيي، (بنوعيه العلمي واللاعلمي)، وكلاهما لاهادف بسبب إفتقارهما إلى العملية practicality وذلك لإنفصالهما عن الفلسفة (الفلسفة كما أعنيها في الجزء السادس القادم). وتقع ضمن هذه المتاهة جميع جهود كتاب العلمزيف "المحافظين" مثل كرستفر هتشنز وآخرين، حيث أعتبر كتاباتهم في الإلحاد الفوضوي كنوع من الاحتياطي الفكري للرأسمالية.

إن من حق المفكر العربي أن يتساءل عن الغرض الأساسي من نقد الدين في ظرف سياسي معين، وعن ما يستطيع هذا النقد أن يفعل في عملية التغيير الجارية، أو ما يمكن أن يفعله أو، ربما، يحول دون فعله، في برنامج إقتصادي سياسي مقترح للنهوض بالواقع العربي من مستوى إلى آخر، أو بتغيير أنظمة الانتاج الاقتصادية (والانظمة السياسية) من شبه الاقطاع، أو البورجوازية إلى أنظمة إشتراكية؟ وهل أن هذا النوع من النقد هو أساسي لهذا التغيير، وهل (ينبغي أن) يسبقه أم يرافقه أم يليه؟ هذه أسئلة ربما تتباين أجوبتها حسب تباين الزمان والمكان، العصر والبلد.

إن السؤال "لماذا؟" هو السؤال الأكثر شمولية هنا، لأن من الواضح، في الواقع العربي، أن الصراع الطبقي أشد تعقيداً وكثافة مما عليه الأمر في دول العالم المستقلة. إن الاحتلال المعلن (كما في العراق) وغير المعلن (كما في معظم الدول العربية) هو المشكلة الطبقية الأولى.

قلتُ مرةً في إعتراضي على إحدى المشاكل التي يخلقها بعض الكتاب "العلمانيين" بأن هناك فروقاً في أوضاع تأريخية معينة يجب تمييزها، مثلا: كان ماركس وجهاً لوجه مع الرأسمالية الألمانية، راسمالية بلده والتي لم تكن عميلة للخارج؛ لكن حركة التحرر العربية تواجه ليس فقط بورجوازيات (أو إقطاعيات) بلدانها، بل تواجه أيضاً سيدتـَها، الراسمالية الغربية، مضافاً إليها الصهيونية العالمية، وهي حركة دينية- عنصرية- رجعية في منتهى الخطورة على العرب والعالم.

إذن فمهام حركة التحرر العربية هي مهام مضاعفة ويزيدها تعقيداً فقدان نصيرها العالمي السابق، المعسكر الاشتراكي، ولهذا السبب بالذات ذكرتُ في مناسبات سابقة أيضاً بأن استمرار الكتابات اللامسؤولة في نقدها المبالغ للدين، الاسلام خاصة، بأردية اليسار والعلمانية والتحرر، سيُفقِـد، بل انه قد أفقدَ فعلا والى حد كبير، حركة َالتحرر العربية أنصاراً محتمَلين غفيري العدد، من شعوبها، لذا فإن بعض الكتاب يؤدّون خدمة مجانية لغيرهم كما أنهم يُساهمون في الفوضى الفكرية العالمية التي هي إحدى ميزات عصر انتصار الرأسمالية الحالي.

الكتابة النقدية لدين ٍ ما من الزاوية الضيقة لمؤمنٍ بدين آخر لابد أن تكون كتابة طائفية، وهي كتابة فاشلة ومفضوحة جماهيرياً، وإن أصرّ الكاتب على موقفه الخاطئ فما ذلك سوى انعكاس ليس فقط للإفلاس الفكري أو الأخلاقي، وانما قد يُفصح عن نوايا أو ارتباطات سياسية.




#عبدالله_الداخل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ملاحظات في الكتابة عن الدين (4) في العلمانية العربية - ب- إخ ...
- ملاحظات في الكتابة عن الدين (3) - العلمزيف - وصف السرج
- ملاحظات في الكتابة عن الدين (2) - في العلمانية العربية الحدي ...
- مشكلة في بريطانيا
- الخُطى 3
- تصميم الصراع الذكي
- كريم - القرية 52-55
- رأيٌ بقصيدةٍ قصيرةٍ للجواهري
- أحاديثُ القرية (1)
- التحجر
- من أجل المحافظة على عراقية العراقيين الساكنين خارج العراق
- هذا الذي أسلمني القلم
- القُرضة
- طوق الليل - قصة
- الخَبَر
- كريم - القرية 49 - 51
- القرية 44-48
- القرية 40- 43
- القرية - 39
- الأسئلة الأخيرة


المزيد.....




- نقار خشب يقرع جرس منزل أحد الأشخاص بسرعة ودون توقف.. شاهد ال ...
- طلبت الشرطة إيقاف التصوير.. شاهد ما حدث لفيل ضلّ طريقه خلال ...
- اجتياج مرتقب لرفح.. أكسيوس تكشف عن لقاء في القاهرة مع رئيس أ ...
- مسؤول: الجيش الإسرائيلي ينتظر الضوء الأخضر لاجتياح رفح
- -سي إن إن- تكشف تفاصيل مكالمة الـ5 دقائق بين ترامب وبن سلمان ...
- بعد تعاونها مع كلينتون.. ملالا يوسف زاي تؤكد دعمها لفلسطين
- السيسي يوجه رسالة للمصريين حول سيناء وتحركات إسرائيل
- مستشار سابق في -الناتو-: زيلينسكي يدفع أوكرانيا نحو -الدمار ...
- محامو الكونغو لشركة -آبل-: منتجاتكم ملوثة بدماء الشعب الكونغ ...
- -إيكونوميست-: المساعدات الأمريكية الجديدة لن تساعد أوكرانيا ...


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عبدالله الداخل - ملاحظات في الكتابة في الدين (5) العلمانية ليست بديلا للإشتراكية العلمية