متى يتوقف هدر الاموال العراقية

علي الشمري

الحوار المتمدن-العدد: 2859 - 2009 / 12 / 15 - 00:59
المحور: الادارة و الاقتصاد
    

((متى يتوقف هدر الاموال العراقية))
كل يوم تتكشف عمليات فساد وهدر للاموال في مؤسسات الدولة العراقية المخورة بأفة المفسدين والحيتان الكبيرة والقطط السمينة,اليوم طالعتنا أحدى الفضائيات بصورة جديدة عن حجم الفساد المستشري في مجلس محافظة الديوانية ابطاله أعضاء مجلس المحافظة من المعممين وغير المعممين.وهذا جزء يسير من المستور الذي لا يعلم بخفاياه غير عالم الخفايا والاسرار..أغلبية الشعب في فاقة وحرمان وسوء أوضاع صحية ومعيشية وتردي خدمات ,والطبقة الارستقراطية الحاكمة تنعم بالثروات والخيرا ت بدون أي واعز من الضمير الانساني أو الديني.فخزينة العراق أصبحت لا تكفي لنفقات المسوؤلين ورواتبهم ونهبهم المستمر لها,والشعب يعيش على فتات موائدهم العامرة بما لذ وطاب...
الخبر يقول بان النثرية الشهرية للسادة اعضاء مجلس المحافظةمن اموال الشعب العراقي كما يلي:
1_مبلغ 38 مليون دينار شهريا مصروفات البنزين ل 106 سيارة يمتلكها مجلس المحافظة الموقروهذا يعني بان المبلغ في السنة هو 456مليوم دينار بنزين فقط.
2_مبلغ شهري قدره 18 مليون دينار كرواتب ل75 شخص بدون اثباتات قانونية,أي أن في السنة الواحدة 216 مليون دينار تشفط بدون رقيب أو حسيب ....
3_مبلغ قدره 10 مليون دينار شهريا تغذية لاعضاء مجلس المحافظة ,وهذا يعني أن مبلغ سنوي مقداره 120 مليون يذهب في بطون الحيتان والقطط السمينة..
هذه المبالغ مجتمعة تساوي 801 مليون دينار ,عدا رواتب أعضاء مجلس المحافظة التي لا تقل عن 12 مليون دينار شهريا للعضو الواحد ,ورواتب حماياتهم التي يمتلكونها ,هذا هدر قانوني وموثق في مجلس محافظة الديوانية ام الاختلاسات الاخرى فأنها لا تذكر لانها غير قانونية ,حيث يتقاسمون أيرادات المحافظة فيما بينهم وفق مبدأ المحاصصة فالاكثرية الحزبية في المجلس لها الحصة الاكبر من السحت الحرام من الاموال المخصصة للاعمار أو لفقراء المحافظة المشمولين بنظام الحماية الاجتماعية, وكلما جائت امة لعنت أختها فالاتهامات متبادلة بين الاطراف السابقة والحالية عن هدر الاموال والضحية الفقير الذي لا يملك قوت يومه ,هذا على مستوى محافظة واحدة ,فكيف بنا الحال في محافظات العراق البالغة 17 محافظة,كم حجم الاموال المسروقة سنويا من اموال الشعب العراقي؟حيث ان لكل محافظة تخصيصات تختلف عن الاخرى حسب نفوسها ودرجة الاعمار الذي تحتاج اليه.
ألم يدخل هذا ضمن مكافحة الفساد المالي والاداري والذي أعلن السيد المالكي بان عام 2008 م سيكون عام مكافحة الفساد ؟الشعب يقتل كل يوم وسبب قتله هو صراع الاحزاب على السلطة وتقاسم النفوذ والثروات؟ فما فرقهم عن المجرم وقاطع الطريق الذي يقتل ضحيته ويستولي على امواله.....لماذا لم يفعل القانون ويسود على الجميع ويحاسب المجرم عن جريمته ؟؟
لماذا السكوت وغض النظر عن قيادات أحزاب السلطة المتورطة باعمال النهب والفرهود؟
أين الضمير والوجدان والتدين الذي يتبجحون به الاسلاميين(الفقراء عيال الله)؟فهل أسلامهم وتدينهم يدفعهم للتطاول على حقوق الاخرين وفقراء الشعب وعلى الله نفسه.فأقتصاد مخرب ومدمر الغرض منه جعل البلاد دولة أستهلاكية مستوردة فقط ,لتسهيل عمليات الاختلاس التي ترافق عمليات الاستيراد,وسوء ادارة لمؤسسات الدولة العراقية نتيجة وضع الرجل الغير مناسب في المكان الغير مناسب,من خلال تعيين اصحاب الشهادات المزورة والاميين والجهلة في مراكز الدولة المهمة,وأبعاد اصحاب العقول والشهادات الغير موالية لتوجهاتهم الطائفية,مما شجع في أغراق البلد ومؤسساته في الفسادوالمفسدين.
أن عاشوراء على الابواب وسنراهم يتبارون في اقامة الشعائر والمواكب الدينية تحت شعارات وعناوين شتى .متخذين منها ستار امنا عن جرائمهم واعمالهم الدنيئة في نهب المال العام.لذر الرماد في عيون البسطاء لكسب اصواتهم في الانتخابات المقبلة .
وفي الختام نوجه دعوتنا الى كل أبناء الشعب العراقي أن لا يتركوا مصيرهم يقرره الاخرين لان هذا من اتعس الخيارات فالكل له وجود واهمية في اصلاح ما خربه المفسدون حلفاء الشيطان وأصحاب الافكار الظلامية ,والمتعطشين للسلطة والمال ,ولا بد أن يأتي اليوم الذي تسقط فيه البراقع عن وجوهم الكالحة وتكشف عن حقيقتهم بأنهم من مصاصي دماء الشعب..

#علي_الشمري (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل