البرادعي رئيسا مدنيا . ووداعا لنصف قرن من الفساد والخراب .

صلاح الدين محسن
كاتب مصري - كندي
(Salah El Din Mohssein‏)

الحوار المتمدن-العدد: 2856 - 2009 / 12 / 12 - 23:16
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    

لقد نشط أبناء مصر المخلصون للدفاع عن صورة دكتور البرادعي .عالم مصر الكبير ، والشخصية الدولية الشهيرة . الذي يسعي أعوان النظام لتشويه صورته والتشكيك في صلاحيته لتولي منصب الرئاسة . فصدر بيان لحركة البديل الشعبية – 5-12-2009 -
نوجز منه :
" يتعرض الدكتور محمد البرادعى المدير السابق لوكالة الطاقة الذرية الى حملة شعواء من قبل بعض رؤساء الصحف الحكومية المصرية ... الخ . ( أشرنا لذلك في مقالنا السابق " الناس والحرية – الحلقة 45 " – فقرة رقم 9 ) . "

وممن كتبوا في ذلك : الباحث والكاتب " مجدي خليل " . مقالا يضحد فيه كل ادعاءات وأباطيل أعوان النظام الخونة . التي يوجهونها ضد دكتور البرادعي .
الحوار المتمدن - العدد: 2856 - 2009 / 12 / 12
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=1948
75
وكذلك مقال شامل بعنوان " كيف يدعم المصريون البرادعي " كتبته " هويدا طه " والمقال يحمل خطة كاملة .
الحوار المتمدن - العدد: 2856 - 2009 / 12 / 12
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=194907

المقالان جديران بالقراءة - لمن لم يقرأهما - ..
ولكن المشكلة بشكل جذري . في تقديرنا - حلها هو في انهاء الحكم العسكري . هذا ما كان يجب المطالبة به منذ سنوات وسنوات مضت باصرار وبوضوع وبلا لف أو دوران .. . وانما يجب المطالبة به باصرار وباستمرار طوال وأثناء الحمللات الانتخابية وعملية الانتخاب ..

بالطبع نؤيد كل الدعوات والتحركات لمساندة البرادعي في معركة الرئاسة في مصر . ولكن .
لو افترضنا أن النظام العسكري أتخذ له اتجاها آخر للبقاء في السلطة من وراء ستار . بان أقلع عن تزوير الاتخابات كعادته . وترك الشعب ينتخب بحرية ، وفاز دكتور البرادعي وتسلم منصب الرئاسة . فكيف ستسير الأمور ؟..

ما لم يكن من الآن المطلب الشعبي والسياسي العام هو : انهاء الحكم العسكري .. مطلبا واضحا صريحا بلا مواربة .. بحيث يفهم القاصي والداني أن أهم المطالبات التي يريدها شعب مصر من أي رئيس مدني قادم هو . مدنية الحكم . بحيث ألا يوجد وزير عسكري للجيش ولا للداخلية ، ولا رئيس لجهاز المخابرات من بين العسكريين اطلاقا . بل كلهم سياسيون مدنيون - وكفي فقرا وخرابا 57 سنة -.. ولا يبقي محافظ واحد ولا رئيس مجلس مدينة واحد ولا سكرتير محافظة او مدينة من الضباط نهائيا . ..
ما لم يحدث ذلك . فستكون النتيجة هي :
أن يجد الرئيس البرادعي نفسه ألعوبة في يد جهاز الاستخبارات لنظام عسكري يهيمن علي كل شيء ويرعي الفساد والخراب في مصر .. فلا يقدر الرجل علي اصدار ثمة قرار حر . من رأسه هو .. ولا يقدر علي ممارسة سلطات حقيقية ..
وفي النهاية .. يجد الجميع أن مصر لا زالت تسير من سيء الي أسوأ – نفس ما كانت تسير عليه قبل " البرادعي "..ولكن هذه المرة سوف ينسب الفشل والفساد والخراب لرئاسة : البرادعي .. ! الذي سيكتشف انه يحكم ولا يحكم .. مجرد شكل – كما في مسرحية وفيلم " الزعيم " للفنان عادل امام .. !
وسيقال : ألم نقل لكم من البداية أن " البرادعي " لا يصلح للرئاسة لأنه لا خبرة لديه ولا دارية عنده بالسياسة ...؟ (!!)

. وجود العسكريين في السلطة وهيمنة الاستخبارات علي عقل وقلب الدولة وعلي كل وريد وكل شعيرة دموية بجسد مصر .. هو الحائل دون أي اصلاح والمانع لاي نهوض او تقدم . فهؤلاء ليسوا للحكم ويكفي تجربة 57 عاما أسودا في تاريخ مصر وشعبها : حروب وسجون وسرقة وقهر ونهب ونصب .

ولعل هذا ما كتبنا عنه مرات عديدة . منها علي سبيل المثال :مقال " حان الوقت لانهاء الحكم العسكري في مصر
الحوار المتمدن - العدد: 2000 - 2007 / 8 / 7
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=105084

ان أية دعوات للتغيير في مصر يجب أن تحدد المقصود صراحة وبوضوح ليعلمه الشعب كله . وهو تغيير النظام العسكري البوليسي وعلي رأسه حسني مبارك وأولاده .

ان حسني مبارك وأولاده ليسوا وحدهم مشكلة التغيير والمانع لها . وانما نظام عسكري بوليسي استخباراتي . يجب تغييره . انهائه واستبداله بنظام حكم مدني . فحسني مبارك واولاده وأتباعه انما يستندون لجيش وشرطة وجهاز استخبارات . هدفها الاول حماية مبارك – كرمز لهم - . من غضب الشعب . وفي المقابل يشارك العسكر في كعكة السلطة والفساد والافساد والخراب و التخريب .. هذا النظام العسكري هو مشكلة مصر .

وأية دعوة لقيام " حكم مدني " ، " مجتمع مدني " . يجب أن يعقب هذا التعبير ايضاح يفهمه كل ناخب بسيط سوف يدلي برأيه في صندوق الانتخابات. .. يجب أن يفهم كل مواطن يدعي لتاييد الحكم المدني والمجتمع المدني ، والتصويت لصالحهما في صندوق الانتخاب . أن المقصود بالحكم المدني والمجتمع المدني هو ألا يقوده الضباط ولا رجال الدين . بعد فشل هؤلاء في كل الدول التي حكموا فيها . وانما الحكم والسلطة للمدنيين السياسيين ..

كافة المظاهرات التي قامت من قبل ضد النظام . لم تقم مظاهرة واحدة من بين كل المظاهرات . طلبها وهدفها واضح صريح من الالف للياء وهو : انهاء الحكم العسكري . وعلي رأسه مبارك . بوقف تعيين - وابعاد عن السلطة – الوزراء و المحافظين أو رؤساء مجالس المدن من رجال الجيش او الشرطة او المخابرات . فهؤلاء للدفاع عن حدود الوطن فقط ولحفظ الأمن بالداخل ..

لم تقم مظاهرة واحدة واضحة لهذا الغرض الواضح . .!

وكذلك من بين الدعوات والندوات والمؤتمرات والمؤلفات والكتابات الداعية للاصلاح وانقاذ مصر من الخراب الذي حل بها طوال أعوام بدأت من 23 يوليو1952 وللآن .. كل تلك الدعوات لم تدخل مباشرة في أن أس الداء وسبب البلاء هو : حكم الجيش والشرطة وجهاز الاستخبارات لمصر .. ( ويضاف لذلك : وجود الخونة كتبة و صحفيي واعلاميي النظام العسكري .. فهم اكبر عون لبقاء الخراب والفساد الممثل في وجود الحكم العسكري الضباطي لمصر منذ عام 1952 ) .

يجب علي كل دعاة التغيير في مصر . لقيام الحكم المدني والمجتمع المدني .أن يهيئوا الطريق أمام الحاكم المدني القادم ، بتهيئة الشعب وتوعيته بأن خلاصه من الفقر والخراب الذي حل ببلده ، والمهمة الأولي لأي رئيس مدني قادم هي : تعيين سلطة جديدة شاملة من المدنيين السياسيين فقط . لا من الضباط ، ولا من الداعين للسلطة الدينية المتاجرين بالدين ..
فهذا هو المجتمع المدني والنظام المدني . الذي به تنهض الشعوب وترتقي الدول .
وهكذا يعرف أي رئيس مدني قادم . ما الذي يريده الشعب منه مقدما . وما هو علي راس قائمة المطالب ، ليمكن احداث تغيير حقيقي للنهوض والتقدم .

ويجب تكثيف النداءات والدعوات والمناشدات المباشرة الصراحة . للضباط الموجودين بالسلطة بكافة درجاتها من رئيس الجمهورية لرئيس مجلس أصغر مدينة مصرية . أن يبتعدوا عن السلطة . سلميا . رحمة ببلادهم . وليجنبوا مصر مصيرا مجهولا وحريقا قد يلتهم الجميع .
- مدونتنا - : http://nabyelrahma1400.blogspot.com/2009/12/blog-post_12.html
والي مقال قادم ..
*** ***

#صلاح_الدين_محسن (هاشتاغ)       Salah_El_Din_Mohssein‏#          

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل