أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة - حسين التميمي - اذهب ايها المهجر انت وربك فقاتلا














المزيد.....

اذهب ايها المهجر انت وربك فقاتلا


حسين التميمي

الحوار المتمدن-العدد: 2850 - 2009 / 12 / 6 - 10:13
المحور: الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة
    


ليس من المعيب ان يتمسك الانسان بوطنيته وقوميته وطائفته لكن المعيب ان يتطرف هذا الانسان وذلك بتغليب قوميته على باقي القوميات او طائفته على باقي الطوائف مدعيا انه هو وما يمثله فقط على حق وان الآخر على خطأ ، فان هو فعل ذلك سيكون متطرفا عرقيا او طائفيا وباسم هذا التطرف ارتكبت الكثير من المجازر التي استنزفت من عمر تجربتنا الديمقراطية اكثر من ثلاثة اعوام دون وجه حق وراح ضحيتها الآلاف من الأبرياء ، لكن ان تمسك المرء بطائفته او عرقه بوصفهما الانتماء الثاني الذي يلي الانتماء الوطني فتلك هي دعامة الديمقراطية والتعددية المتحضرة وهي ايضا خلاصة الخيار الإنساني الاجتماعي المتحضر وهي الحرية في احدى اشكالها السامية..
وقد كان لاعمال العنف التي تعرض لها الشعب العراقي الاثر الكبير في تغيير الكثير من المفاهيم والتوجهات والمواقف ذلك ان الانسان العراقي يشكل شخصية متميزة ولها عمق تاريخي يمتد الى اكثر من ستة الاف سنة.. لذا كان على هذا الانسان ان يتوقف قليلا ويلتقط انفاسه من اجل اجراء حسابات سريعة تؤهله للتفكير في لامعقولية مايحدث وكيف السبيل للخروج منه باقل نسبة من الخسائر .. ولننظر مليا ان السطور القليلة الانفة الذكر قد نوهت الى فترة صعبة كلفت الانسان العراقي اكثر من عامين .. جرت خلالهما انتخابات مجالس المحافظات بداية هذا العام وستجري انتخابات مجلس النواب في الشهر الاول من العام المقبل .
وقد شعر هذا الانسان العراقي (الواعي) بأن قانون الانتخابات السابق وكل التوجهات العامة للساسة وللقوائم الكبيرة لاتلبي طموحاته في عراق جديد حر ومتعاف لذا هو اعلن عن رغبته باجراء تعديل على هذا القانون وكان ضمن مطالبه ان تكون القائمة المفتوحة هي المعمول بها في انتخابات البرلمان وأن يكون نظام الدائرة الواحدة هو النظام المتبع .
لكن المفارقة اننا ونحن نتابع عن كثب مجريات جلسة التصويت على قانون الانتخابات في مجلس النواب فوجئنا بأن هناك حيف وظلم كبير اصاب شريحة او عدد لايستهان به ممن اطلق عليهم صفة مهجرين (داخل وطنهم) فهؤلاء (وهم آلاف مؤلفة ) لم يشكلوا لدى العديد من اعضاء مجلس النواب سوى فقرة ضمن مادة من مواد قانون الانتخابات وتم الغائهم ومصادرة احلامهم وحقهم في ان يصوتوا لوطنهم الصغير (ديالى) حيث نصت الفقرة الخاصة بالمهجرين ان يصوت هؤلاء لحساب المحافظة التي نقلوا اليها البطاقة التموينية أي ان مواقفهم وارائهم تجاه مصيرهم ومصير ابنائهم قد صودرت بجرة قلم على الرغم من التضحيات والمآسي التي شهدوها وكان لاغلبهم ان خسر فرد او اكثر من عوائلهم خلال فترة تردي الوضع الامني وتسيد الارهاب ولم يكن لديهم من خيار من اجل مواصلة العيش ضمن حدود اقتصادية ومعيشية بالغة القسوة الا ان ينقلوا بطاقاتهم التموينية الى المحافظات التي هجروا اليها قسرا !!
ترى أي ذنب ارتكبه هؤلاء كي يعاقبوا بهذه الطريقة وهذا المستوى من التنكر لجراحاتهم واحزانهم التي لم تلتئم الى يومنا هذا ؟!
وهل حقا ان لهؤلاء من يمثلهم في البرلمان .. نحن لاننكر ان عددا من ممثلي ديالى في البرلمان قد اعترضوا على تمرير مثل هذه اللعبة البعيدة عن النزاهة والموضوعية ، لكن كان يجدر بالكثير من اعضاء البرلمان ممن يفترض بهم تمثيل الشعب بعيدا عن أي مصالح شخصية او حزبية .. ان يعترضوا على هذه المهزلة وأن لاينجروا الى الموافقة على ترضية هذه الجهة او تلك (ربما مقابل مكاسب تخصهم) او ربما تماشيا مع واقع فرض عليهم بعد ان دخلوا في دهاليز اللعبة السياسية واهملوا الكثير من المفاهيم الوطنية الحقة .
المفارقة ان مايقارب الخمسين الف مهجر (على حد ما اعلن عنه في وسائل الاعلام ) سيضطرون الى مواصلة التعايش (بمرارة) مع كونهم اناس تعرضوا للتهجير والالغاء ليس من قبل العناصر الارهابية فقط انما من قبل العشرات من اعضاء مجلس النواب وهؤلاء تربوا جريمتهم واعتداءاتهم على المهجرين على مايمكن ان يرفعها درجات امام كل الافعال الارهابية السالفة الذكر ذلك انها ارتكبت تحت قبة البرلمان من قبل اناس يفترض بهم ان يكونوا من الحاصلين على مستوى من الثقافة والمعرفة يفوق كثيرا ماحصل عليه كل من ساهم في التهجير الطائفي من الجهلاء .
ولنا ان نتسائل : ترى بمن سيعتصم المهجر بعد ان تخلى عنه من يفترض به ان يكون اقرب المقربين الى نبض المواطن ومشاعره واحاسيسه .. وهل يتوجب على هذا المهجر المسكين ان ينتظر اربع اخر من السنوات بحثا عمن ينصفه ؟!
ايضا هناك غبن آخر وقع على المهجرين في الخارج حيث لاتتناسب اعداد المقاعد التي ستمنح لممثليهم مع اعدادهم الحقيقية .. والطامة الاكبر ان مهزلة انتخابات مجالس المحافظات حول احتساب عدد الاصوات التي لم توفق في الوصول الى تسديد ثمن المقاعد التي ارادتها الى القوائم الكبيرة الفائزة .. أي ان المواطن الذي اراد للشخصية الوطنية الفلانية ان تفوز في الانتخابات كي تمثله سيتم السطو على صوته واصوات عشرات الالاف من الاصوات المتفرقة لحساب القوائم الكبيرة !!
وهذا وبشكل اكيد سيجعل الكثير من المواطنين - ممن لا يفضلون التصويت للقوائم الكبيرة المتنفذة - ان يمتنعوا عن التصويت . وهذا بحد ذاته خلل ديمقراطي كبير سنحصد نتائجه السلبية على مدى الاعوام القليلة القادمة ولن يكون لكل المستفيدين من هذا الخلل أي وجود آنذاك لأن المواطن العراقي الحقيقي لابد وان يكون في النهاية صاحب الكلمة الفصل في تقرير مصير الامة العراقية برمتها .ذلك ان وعي هذا المواطن يتنامى كل يوم وهو سشكل على المدى القريب قوة لايستهان بها وعلى جميع الساسة المعنيين بمقالنا هذا ان يعوا حقيقة هذا الامر وخطورته وان لايستمروا بالتعامل معه باستخفاف ذلك ان الرياح التي جرفت قوى الطغيان قادرة وبطريقة او باخر على جرف كل زبد وامعات ساسة الزمن الجديد ممن لايصغون بشكل جيد الى النبض الوطني الحقيقي .





#حسين_التميمي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- خالد السعدي .. الشاعر الذي اقتفاه القدر
- المواطن عنبر .. .. حكاية مهجر
- أصوات ليس لها صدى
- أقساط القرض العقاري والمهجرين
- دوائر الهجرة والتنصّل عن المسؤولية
- ارهاب الكهرباء
- مدارس تم اعمار بنائها .. فمتى يتم اعمار كادرها ؟!
- تطوير القطاعين الخاص والعام في ديالى.. ومشكلة القروض
- كابوسنا الجميل
- في بعقوبة..اطفال يتأرجحون بين الاهمال واللعب التي تقتل برائت ...
- بوووم - قصة قصيرة
- بووم - قصة قصيرة
- أشياء لن تتوارى
- البرتقال يغادر لونه
- والعيد على الابواب .. ماذا ستفعلون ايها الساسة !!
- !! ولاية .. مشّيها
- اطباء من زمن الفوضى
- محرر يسطو على اعمدتي !!
- !! البشاعة المسلية
- أكياس الدم وأكياس الاسمنت


المزيد.....




- نقار خشب يقرع جرس منزل أحد الأشخاص بسرعة ودون توقف.. شاهد ال ...
- طلبت الشرطة إيقاف التصوير.. شاهد ما حدث لفيل ضلّ طريقه خلال ...
- اجتياج مرتقب لرفح.. أكسيوس تكشف عن لقاء في القاهرة مع رئيس أ ...
- مسؤول: الجيش الإسرائيلي ينتظر الضوء الأخضر لاجتياح رفح
- -سي إن إن- تكشف تفاصيل مكالمة الـ5 دقائق بين ترامب وبن سلمان ...
- بعد تعاونها مع كلينتون.. ملالا يوسف زاي تؤكد دعمها لفلسطين
- السيسي يوجه رسالة للمصريين حول سيناء وتحركات إسرائيل
- مستشار سابق في -الناتو-: زيلينسكي يدفع أوكرانيا نحو -الدمار ...
- محامو الكونغو لشركة -آبل-: منتجاتكم ملوثة بدماء الشعب الكونغ ...
- -إيكونوميست-: المساعدات الأمريكية الجديدة لن تساعد أوكرانيا ...


المزيد.....

- العلاقة البنيوية بين الرأسمالية والهجرة الدولية / هاشم نعمة
- من -المؤامرة اليهودية- إلى -المؤامرة الصهيونية / مرزوق الحلالي
- الحملة العنصرية ضد الأفارقة جنوب الصحراويين في تونس:خلفياتها ... / علي الجلولي
- السكان والسياسات الطبقية نظرية الهيمنة لغرامشي.. اقتراب من ق ... / رشيد غويلب
- المخاطر الجدية لقطعان اليمين المتطرف والنازية الجديدة في أور ... / كاظم حبيب
- الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر / أيمن زهري
- المرأة المسلمة في بلاد اللجوء؛ بين ثقافتي الشرق والغرب؟ / هوازن خداج
- حتما ستشرق الشمس / عيد الماجد
- تقدير أعداد المصريين في الخارج في تعداد 2017 / الجمعية المصرية لدراسات الهجرة
- كارل ماركس: حول الهجرة / ديفد إل. ويلسون


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة - حسين التميمي - اذهب ايها المهجر انت وربك فقاتلا