أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - حسين التميمي - أصوات ليس لها صدى














المزيد.....

أصوات ليس لها صدى


حسين التميمي

الحوار المتمدن-العدد: 2308 - 2008 / 6 / 10 - 06:37
المحور: حقوق الانسان
    


لن نبالغ اذا قلنا ان المواطن العراقي بحاجة الى الكثير من الاشياء.. والمسميات التي غابت عنه او تم تغييبها خلال السنوات القليلة الماضية . ويقع الأمان والشعور بهذا الكائن العجيب والغريب في مقدمة احتياجات المعني او المسمى بـ (مواطن) فيتحاشاها لأنها اصبحت ملتبسة ومدغمة مع مفردات وتسميات اخرى استهلكت في السنوات الاخيرة .. بحيث لم يعد بالامكان الحديث عن تلك المسميات والمفردات من دون الشعور بأن ثمة كاميرا خفية ستقول للمواطن في أي لحظة بأن عليه ان لايبالغ في هدر مشاعره (الوطنية!!) والانسانية وأن الموضوع برمته لايعدو ان يكون اكثر من مزحة من ممازحات تلك الكاميرا.
صادف انني كنت ضيفا اعلاميا (ثقيلا) على احد المسؤولين (الكبار) وصادف ان هذا المسؤول كان يتمتع بحس انساني وبدعابة محببة (لم تفقدها السياسة رونقها !!) وكان هناك أيضا مواطن متظلم يشكو عدم توفير فرصة عمل له على الرغم من حصوله على شهادة من كلية الآداب ومعرفته بلغة اجنبية (اخرى) فضلا عن اللغة الانكليزية . المواطن بدت عليه ومن خلال هندامه الرث مظاهر الفقر المدقع . وكان يتوسط لدى هذا المسؤول للحصول على وظيفة في دائرة اخرى .. المسؤول اعتذر .. كونه حاول استخدام نفوذه مع الجهة المعنية بتعيين هذا المواطن ، لكن نفوذه لم يفلح في استحصال الموافقة على الرغم من كون مستوى هذا المسؤول الوظيفي يفوق بدرجة كبيرة درجة او وظيفة المسؤول الآخر المراد تعيين المواطن في دائرته !!
المواطن شعر او فهم الاطار الحقيقي للموضوع . وفهم ايضا بأن الوظيفة المرتقبة لن تكون من نصيبه , فحاول التحدث بصراحة عن معاناته دون الأخذ بنظر الاعتبار انه يشتم او يدين مسؤولاً امام مسؤول آخر . فقال : الدائرة المعنية تريد ورقتين لتعييني (أي 200 دولار) فقلت له : ولماذا لاتجرب التقدم لوظيفة في الدائرة (كذا) فقال هذه تريد 8 أوراق (اي 800 دولار) فما كان من المسؤول الكبير الا ان اجاب : ربما يجب علينا ان نوجه كتاب شكر للدائرة الاولى كونها لاتكلف المواطن اكثر من ورقتين بينما الدائرة الاخرى تمارس او تتصرف بجشع وانتهازية لأنها تكلف المواطن فوق طاقته !!
الغريب في الأمر ان تتحول الرشوة والفساد الاداري والمالي والاخلاقي الى مسلمات او واقع حال معترف به . ولا يحتاج الى اكثر من مساومته!!
تلك طامة ليس بعدها طامة . والغريب ايضا أن بعض المسؤولين الذين حضروا تلك المقابلة بين السيد المسؤول و(الأخ) المواطن رموا بالكرة في ملعب المواطن حين استوضحوه اسم الشخص الذي طالبه بالرشوة ، وحين اعتذر عن ذكر الاسم قالوا بعد مغادرته : هذا الرجل يستحق العقاب لأنه يدعي الكذب على المسؤولين ولو كان صادقا لذكر لنا اسم المرتشي!!
اذن بهذه الطريقة تحاكم مآسينا ومظالمنا . وبهذه الطريقة يتم شطب اصواتنا وصرخاتنا لأنها وبكل بساطة اصوات لاتمتلك صوتها ولا تحظى بالاحترام والتقدير . الا في ايام الانتخابات !!
حيث يشعر السيد (مواطن) بأنه مواطن فعلا وانه قادر على ان يؤثر بشكل ايجابي او سلبي في صعود هذه الفئة او تلك . لكن وبمجرد صعود تلك الفئة يتم نسيان المصعد وعمال المصعد !!(اذا صح التعبير) ويبالغ بعض منهم فينسب الأمر الى غيبيات وخزعبلات ما انزل الله بها من سلطان.




#حسين_التميمي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أقساط القرض العقاري والمهجرين
- دوائر الهجرة والتنصّل عن المسؤولية
- ارهاب الكهرباء
- مدارس تم اعمار بنائها .. فمتى يتم اعمار كادرها ؟!
- تطوير القطاعين الخاص والعام في ديالى.. ومشكلة القروض
- كابوسنا الجميل
- في بعقوبة..اطفال يتأرجحون بين الاهمال واللعب التي تقتل برائت ...
- بوووم - قصة قصيرة
- بووم - قصة قصيرة
- أشياء لن تتوارى
- البرتقال يغادر لونه
- والعيد على الابواب .. ماذا ستفعلون ايها الساسة !!
- !! ولاية .. مشّيها
- اطباء من زمن الفوضى
- محرر يسطو على اعمدتي !!
- !! البشاعة المسلية
- أكياس الدم وأكياس الاسمنت
- لا توقفوا الحملة .. لا توقفوا النشيد رجاءً
- قتلوك ياعدنان وما دروا أي انسان قتلوا
- قابيل وهابيل


المزيد.....




- المفوض الأممي لحقوق الإنسان يعرب عن قلقه إزاء تصاعد العنف فى ...
- الأونروا: وفاة طفلين في غزة بسبب ارتفاع درجات الحرارة مع تفا ...
- ممثلية إيران: القمع لن يُسكت المدافعين عن حقوق الإنسان
- الأمم المتحدة: رفع ملايين الأطنان من أنقاض المباني في غزة قد ...
- الأمم المتحدة تغلق ملف الاتهامات الإسرائيلية لأونروا بسبب غي ...
- کنعاني: لا يتمتع المسؤولون الأميركان بكفاءة أخلاقية للتعليق ...
- المندوب الروسي لدى الأمم المتحدة: روسيا في طليعة الدول الساع ...
- مقر حقوق الإنسان في ايران يدين سلوك أمريكا المنافق
- -غير قابلة للحياة-.. الأمم المتحدة: إزالة الركام من غزة قد ت ...
- الأمم المتحدة تحذر من عواقب وخيمة على المدنيين في الفاشر الس ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - حسين التميمي - أصوات ليس لها صدى