أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة - حسين التميمي - المواطن عنبر .. .. حكاية مهجر














المزيد.....

المواطن عنبر .. .. حكاية مهجر


حسين التميمي

الحوار المتمدن-العدد: 2469 - 2008 / 11 / 18 - 05:30
المحور: الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة
    


عنبر مهدي محمد .. مواطن من سكنة قضاء الخالص هو شيخ ثمانيني ملتح يرتدي العقال والعباءة العربية ويتعكز على عصا بهيئة علامة تساؤل ؟ بلون رمادي مشوب بالسواد فكأنها قطعة خشب قديمة اخرجت في اخر لحظة من حريق اصاب المكان واشياء اخرى مبهمة .
عنبر رجل نحيف منتصب القامة .. هادئ وقور وثمة تعابير مازالت تضيء وجهه لتدل على مظاهر عيش رغيد مضى ووفرة في المال والعيال كانت له قبل ان يتعرض للتهجير .
عنبر اضطر لمغادرة بيته على عجل قبل عامين ومعه غادر ابناءه وبناته واحفاده من بيوتهم التي كانت تحيط ببيت الجد (عنبر) تاركين ورائهم البيوت وماحوت من اثاث وتاركين ايضا الارض التي كانوا يزرعونها بكل ماحوت من اشجار نخيل وبرتقال ومحاصيل موسمية لاتعد ولاتحصى .
عنبر حمل صليب اوجاعه والامه ويمم شطر مناف جديدة مقترحة داخل وطنه الصغير .. ديالى ، فكان ان جرب النزوح او الترحل او التهجر لثلاث مرات متتالية وفي كل مرة كان يسقط من متاعه الصغير اشياء واشياء وفي كل مرة كان يخسر احد افراد العائلة وكان اصعب الخسارات لديه اثنين من ابناءه الثلاثة وهما الوحيدان اللذان كانا يخففان عنه جزء من عبء توفير مايسد به رمق جيش من الاطفال والنساء
عنبر شعر بفرحة لاتعدلها فرحة يوم ان قيل له بأن ثمة بشائر للخير قد بدأت تباشيرها وأن جيوش مجيشة قد اتت من اجله ومن اجل امثاله وأن اللذين ظلموه وقتلوا ابناءه سينتهي امرهم وأن الأمن والاستقرار و.. الخير سيعود ومعه سيعود كل مهجر الى بيته ..
عنبر كان متفائل بعض الشيء حين سمع في وسائل الاعلام بعض القادة يطالبون المهجرين بالعودة مع توفير كافة التسهيلات والتعويضات لهم – متخيلا انهم سيرسلون اليه من يدعوه ويستحلفه بالعودة الى بيته .. لأنه قدم الكثير من التضحيات ،لكن هذا لم يحدث
عنبر تفهم ان هؤلاء القادة لديهم مهام جسام وانهم بالتالي لا بد وان يكون قد اغفلوا امره رغم يقينه بأن مصيبته كبيرة جدا سيما وأن حالته المادية قد وصلت الى حد متدن يفوق الوصف وأنه بعد ان كان يمد يده بالمساعدة الى المحتاجين اصبح يبحث عنها ولايجدها وتهرق عينيه الدم بدلا من الدموع وهو يرى عائلته الكبيرة قد تحولت الى مجموعة افواه جائعة لأرامل واطفال وامرأة عجوز مريضة .
عنبر ذهب في زيارة الى بيته في الخالص تمهيدا لعودته هو وعائلته لاحقا ، لكنه فوجئ بوجود كتل كونكريتية وحرس يرتدي زي الجيش العراقي الجديد ، وبدلا من التسهيلات التي سبق وان اعلن عنها القادة استسهل الجنود اشهار البنادق بوجهه وأمروه بالابتعاد فلما اعلمهم بحقيقة امره وأنه مواطن عراقي مهجر ولايريد بهم اي سوء .. انما فقط يروم العودة الى بيته . صرخوا بوجهه وطالبوه بأن يغادر المكان بسرعة قبل ان يتصرفوا معه بطريقة اخرى .. ولم يتسن له ان ينهي جملته الاعتراضية اللاحقة .. ردا على كلماتهم التي اذهلته. ذلك ان رشقة من الرصاص انطلقت فوق رأسه لتجبره على العودة من حيث اتى وهو يرتجف ألما وغضبا ..
تحامل عنبر على عكاز كبرياءه ومضى ليطرق بعض الابواب بهذا العكاز . الباب الأول كان باب المحافظ وبعد توالي الطرقات التي استغرقت بضعة ايام أذن له ان يكون محل ترحيب واحترام واهتمام كبير . ومن هذا الباب خرج عنبر وهو على يقين بأن قضيته ماضية الى الحل المناسب بعد ان زود بكتاب رسمي لبيان رأي قيادة العمليات وكان هذه المرة ايضا محل ترحيب واحترام واهتمام يليق بقادة عراقنا الجديد وايضا يليق بمواطننا العراقي القديم – الجديد . وهو يحمل كتاب رسمي موجه الى قيادة الفرقة ينص على ان يتم اخلاء الدور العائدة للمواطن عنبر فورا وكان الكتاب أرخ بـ 13/10/2008 مع التأكيد على ان ترافق المواطن عنبر قوة لتنفيذ هذا الأمر . لكن .. لم ينفذ .. الأمر !! لا فورا ولا لاحقا .
وتعرض المواطن عنبر منذ ذلك التاريخ الى المزيد من الظلم والأذى ولم تستجب القوة التي تحتل بيته وبيوت اولاده الشهداء الى اي امر من الأومر التي صدرت اليها . وهاهو المواطن عنبر قد دخل في صحراء تيه جديد ولم يعد له من المال مايمكنه من تحمل مصاريف واجور التنقل والتوسل والترجي وكل يوم تتسع افواه مأساته المنزلية ومعها تتسع فاه المصيبة الأكبر والتي بدأت تتحول الى كماشة هائلة تريد الانقضاض عليه وعلى جنباتها ترتسم ملامح الاحباط واللاجدوى والاستهانة واللامبالاة
هو يشعر الآن بأن ثمة موضوع اكبر من قضيته .. موضوع بحاجة الى اعادة نظر وهو يستذكر ان شيخ العشيرة او كبير القوم كان فيما مضى يقول قولته لمرة واحدة ثم يصمت فاذا لم ينفذ امره تقوم الدنيا ولاتقعد .. ويحاسب المقصر حسابا مضاعفا ليكون عبرة تتحدث بها الاجيال . ولتكون هناك عدالة واقتصاص من الظالم مهما كان غناه او نفوذه لصالح المظلوم مهما كان وضعه الاجتماعي او المعيشي .



#حسين_التميمي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أصوات ليس لها صدى
- أقساط القرض العقاري والمهجرين
- دوائر الهجرة والتنصّل عن المسؤولية
- ارهاب الكهرباء
- مدارس تم اعمار بنائها .. فمتى يتم اعمار كادرها ؟!
- تطوير القطاعين الخاص والعام في ديالى.. ومشكلة القروض
- كابوسنا الجميل
- في بعقوبة..اطفال يتأرجحون بين الاهمال واللعب التي تقتل برائت ...
- بوووم - قصة قصيرة
- بووم - قصة قصيرة
- أشياء لن تتوارى
- البرتقال يغادر لونه
- والعيد على الابواب .. ماذا ستفعلون ايها الساسة !!
- !! ولاية .. مشّيها
- اطباء من زمن الفوضى
- محرر يسطو على اعمدتي !!
- !! البشاعة المسلية
- أكياس الدم وأكياس الاسمنت
- لا توقفوا الحملة .. لا توقفوا النشيد رجاءً
- قتلوك ياعدنان وما دروا أي انسان قتلوا


المزيد.....




- نقل الغنائم العسكرية الغربية إلى موسكو لإظهارها أثناء المعرض ...
- أمنستي: إسرائيل تنتهك القانون الدولي
- الضفة الغربية.. مزيد من القتل والاقتحام
- غالانت يتحدث عن نجاحات -مثيرة- للجيش الإسرائيلي في مواجهة حز ...
- -حزب الله- يعلن تنفيذ 5 عمليات نوعية ضد الجيش الإسرائيلي
- قطاع غزة.. مئات الجثث تحت الأنقاض
- ألاسكا.. طيار يبلغ عن حريق على متن طائرة كانت تحمل وقودا قب ...
- حزب الله: قصفنا مواقع بالمنطقة الحدودية
- إعلام كرواتي: يجب على أوكرانيا أن تستعد للأسوأ
- سوريا.. مرسوم بإحداث وزارة إعلام جديدة


المزيد.....

- العلاقة البنيوية بين الرأسمالية والهجرة الدولية / هاشم نعمة
- من -المؤامرة اليهودية- إلى -المؤامرة الصهيونية / مرزوق الحلالي
- الحملة العنصرية ضد الأفارقة جنوب الصحراويين في تونس:خلفياتها ... / علي الجلولي
- السكان والسياسات الطبقية نظرية الهيمنة لغرامشي.. اقتراب من ق ... / رشيد غويلب
- المخاطر الجدية لقطعان اليمين المتطرف والنازية الجديدة في أور ... / كاظم حبيب
- الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر / أيمن زهري
- المرأة المسلمة في بلاد اللجوء؛ بين ثقافتي الشرق والغرب؟ / هوازن خداج
- حتما ستشرق الشمس / عيد الماجد
- تقدير أعداد المصريين في الخارج في تعداد 2017 / الجمعية المصرية لدراسات الهجرة
- كارل ماركس: حول الهجرة / ديفد إل. ويلسون


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة - حسين التميمي - المواطن عنبر .. .. حكاية مهجر