طارق حربي
الحوار المتمدن-العدد: 865 - 2004 / 6 / 15 - 05:50
المحور:
الادب والفن
على الفرات
على شفتيكِ
أرى الظلالَ تكاثفتْ
على شفتيكِ
شفتك السفلى على وجه الخصوص!
أقصد لُماها ونورها!!
مقوسان حاجباك ياامرأة عراقية
على مجهول مايلد الكلامُ
وينطلقان
كأحسن ماتكون عليه
رشاقة الصياد
إذا مرتْ حمائمُ صدركِ الريّانُ
في الباصاتِ
أرواحُ المارة
شهقتْ على الرصيفِ
أرواحُ المارة
في ذرى النخلِ الفخا تي
انتشتْ بين عثوق التمر
هدلتْ : ياكوكتي!
...
من الصمت
كيف حررتِ الثلوجَ
بعد دهور من الصمت
لاأقول أذبتِ
ماخطَّ الزمانُ في فقه الوجود
من ذهب يسيل
من نفط بلادي
أنا في الحقيقة مستعد
أن أبدد حصتي من نفط بلادي
لكي أرضي دلالكِ
غنجك وجمالكِ
ماذا جنينا من النفط
سوى الحروب
والمنافي
والمقابر الجماعية!!؟
...
خفقة
أحفظُ عن ظهر قلب
خفقة
من شارع الحبوبي
ربما
أو لعلها...
بقية من قبلة طويلة عريضة
على شواطىء الفرات
آه ..
كم سُرَّتِ الأمواجُ ربي يومَها
لهمسنا الخفيض أصغتْ
تحت عباءة الليل!؟
بعدما مرتْ
على ربلة الساق يدي
وبانتشاء باذخ
خلعتْ جوربها المدرسيّ
فالتة
موجة فالتة تضرعتْ
تحت أقدامنا
سكرانة
في جرف الفرات الخالد
مادحة
نزول الشفاه الموفق
نحو الحلمة اليسرى
لماذا الحلمة اليسرى!!؟
في الضفة الأخرى من النهرِ
حيث يشيل الماء وأضلاع المدينة
متحفها السومريَّ
رأيت نهدين لعشتار
وكانت تهتفُ: يحيا العراق!
قلتُ : سيحيا دائما حتما!
هجستُ أرواحا
شبكتْ أرواحنا
في لحظة وجد نادرة
في الناصرية
بين الهمس والضمِّ
مرت الأمواجُ والقرونُ
الأبلام
الآلهة الصغار والكبار
وجوه الناس
التصاوير
والأشباح
قبل أن يدهمنا شرطيّ المحافظ!
- قوما أيها المتمرّدان
هذه المسناة وقف على البعث المناضل!
يدا بيد
أطبق الظلان على بعضهما البعض
ثم إلى سيدهِ!!
أرسلنا بيد الشرطيّ
تحيات إلى سيدهِ!!
إلى القوانينَ
إلى كل قوّاد
وبعثي
وظالم
ظلٌ على ظلٍ على قدمينِ
في خطوة واحدة لاتعرف أينَ!!؟
ومن أينَ!!؟
دالتْ دولٌ
مضتْ أزمانٌ في حياة العراقيين
ومضى جوربها مع المنيّ السومريّ
في رحلة الخلقِ
_________________________
أوسلو/النرويج
10.6.2004
#طارق_حربي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟