أطفال كربلاء يكذبون تصريحات وزير البلديات

نوري جاسم المياحي

الحوار المتمدن-العدد: 2846 - 2009 / 12 / 2 - 18:11
المحور: حقوق الاطفال والشبيبة
    

اعتادت فضائية الحرة –عراق (وهي فضائية أمريكية) بث أفلام مصورة من مراسليها في المحافظات تعكس واقع الحياة اليومية والمعاشية للمواطنين وبما إن هؤلاء المراسلين لايخضعون لسيطرة الحكومة العراقية . فيغلب على تقاريرهم المصورة نقل الصورة الحقيقية للواقع المأساوي الذي يعيشه فقراء العراق وبدون مجاملة لأحد من المسئولين .. وهي من الميزات التي تشكر عليها هذه الفضائية بغض النظر عن الهدف الإعلامي الذي أسست من اجله ..
بالأمس بثت هذه الفضائية عدة تقارير مصورة ومن بعض المحافظات تبين فرحة الأطفال بالعيد .. ومما يلفت النظر ..التقرير الخاص بمحافظة كربلاء حول مدينة الألعاب .. حيث ظهر في مقدمة التقرير وزير البلديات كما كتب على الشاشة .. لأنني لم يسبق لي إن شاهدت الرجل وحتى لم اسمع باسمه ولم الحظ سابقا أي نشاط لوزارته في بغداد ( حيث الازبال تملاْ الشوارع ) فتحدث عن مدينة الألعاب كأنها انجاز لا مثيل له .. حيث ذكر أنها أقيمت على ارض مساحتها 40 دونم وكلفت 6 مليارات دينار وتضاهي مدن الألعاب في أوربا !!!!!! كما أكد على النية بإنشاء جامع للسيدات لأداء فريضة الصلاة .. وبعد انتهاء معالي الوزير من تصريحه .. عرض المراسل أطفال يعربون عن فرحتهم بالعيد وباللعب في المدينة .. ومن المثير للاستغراب إن جميعهم أكدوا إن المدينة تفتقد إلى الألعاب سواء من حيث العدد والتنوع .. حتى إن احد الأطفال ( وكما نعرف الأطفال لايكذبون كما يفعل الكبار والساسة ) ذكر أنه لايوجد غير ( المراجيح والزحليكات ) .. فأنا اسأل معالي الوزير .. كيف تضاهي هذه المدينة مدن الألعاب في أوربا ؟؟؟ وأنت تتباهى بأنكم ستبنون جامع في المدينة قد يكلف انتشاءه مليار دينار ..و المفروض صرف هذا المبلغ على تطوير المدينة لإدخال الفرحة لقلوب أطفال كربلاء المحرومين من ابسط وسائل الترفيه وكما يعرف الجميع ؟؟؟ وهل كربلاء المقدسة بحاجة إلى جامع ؟؟ فكلنا نعلم إن كربلاء تتميز عن بقية المدن العراقية حيث يوجد بين كل جامع وحسينية .. إما جامع أو حسينية ..
ذكرتني هذه القضية والحال بأيام زمان (قبل 65 سنة ) عندما كنت طفلا .. كانت أيام الأعياد نقضيها في كربلاء .. الكبار يزورون الأئمة ونحن الصغار نلعب .. حيث كانت تنصب المراجيح ودواليب الهواء الخشبية في قطع الأراضي الفارغة غير المبنية .. لقاء خمسة فلوس .. وعندما نمل منها نركب عرابيات الجينكو التي تجرها الحمير .. فما المانع با معالي الوزير إن نعيد التراث إلى مدينتنا المقدسة باستخدام دواليب الهوا الخشبية .. وعرباين الحمير بدلا من الستوتة وبذلك سوف نضاهي بل نتميز على مدن الألعاب في أمريكا وليس أوربا ؟؟؟؟
لفت انتباهي في الفلم المعروض افتقاد مدينة الألعاب إلى الأشجار .. وهنا اعتب على سيادة المحافظ ( السيد الهر ) وأقول له يا سيادة المحافظ .. كنت تشغل منصب مدير زراعة كربلاء قبل إن تصبح محافظ وهذا يعني انك (تفتهم) بالزراعة ولا يوجد شيء صعب بالزراعة عليك.. إما كان الأفضل ان تتبرع لزراعة 1000 فسيلة نخل زهدي ( وهو عدد تافه لو طلبته من أصحاب البساتين الكرام و المحيطة بالمدينة لتبرعوا بها ممنونين ) علما لا تكلف زراعة الفسيلة الواحدة (قلع ونقل وزراعة أكثر من عشرة ألاف دينار وجميعها لاتكلف أكثر من مليون دينار وهو مبلغ تافه بالنسبة لمخصصات المحافظ ) ولو تكرمت وزرعت بعض شتلات الرمان الكر بلائي (الخوشي ) والمشمش والكوجة .. ودع الناس تأكل وتترحم عل أمك وأبوك (صدقة جارية )..
وهنا لابد من الإشارة للزميل المهندس الشيخ مهدي الكر بلائي .. وأقول له إن أطفالنا سواء الكربلائيون أو أطفال الزوار بحاجة ماسة للترفيه عن النفس واللعب .. والتنفيس عن الكبت النفسي الذي يعانونه من جراء الظروف غير الطبيعية التي مروا بها .. مدينة العاب واحدة لاتكفي .. لو يخصص 1% من إرباح دجاج ولحوم الكفيل كافية لإنشاء عشرة مدن العاب بدلا من واحدة .. فما الضرر من ذلك ؟؟؟
وبالعودة إلى معالي الوزير .. أقول له إن كان ظهورك على الشاشة .. دعاية انتخابية لشخصك الكريم أو لحزبك ( ولو إنني لا أعرف لآي حزب تنتمي ) كان ظهورك غير موفق لا من حيث المناسبة أو المكان أو التوقيت ..مع الاعتذار لصراحتي .. وبهذه المناسبة أتوجه إلى كل الكتل والائتلافات السياسية( بدون استثناء ) ذارعا متوسلا .. اختاروا مرشحيكم للانتخابات القادمة الصادق الأمين الذي يتميز بالخبرة والكفاءة والنزاهة والإخلاص للعراق وأهله ولاسيما الأطفال ..وكفاية ما أصابنا خلال السنوات الأربع الماضية

#نوري_جاسم_المياحي (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل