الشيوعيون وليس البعثيون اعدوا ونظموا سجلات 1959

نوري جاسم المياحي

الحوار المتمدن-العدد: 2818 - 2009 / 11 / 2 - 08:59
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    

ما يجري اليوم في مجلس النواب من تعطيل للديمقراطية وتشويه للتاريخ وعدم احترام الأمم المتحدة والمغامرة بدماء العراقيين الأبرياء وما تفجيرات الأربعاء والأحد الداميين إلا برهان ساطع على ذلك .. من قبل بعض المغامرين الذين يعملون على تدمير العراق أكثر مما هو مدمر حاليا ..
قدمت الأمم المتحدة وبالاتفاق مع الأمريكان توصيات ومقترحات متوازنة وتراعي مصلحة الشعب العراقي وحفظ أمنه واستقراره لإجراء الانتخابات في موعدها المحدد وتجاوز مشكلة كركوك التي يتذرع بها البعض لتعطيل التجربة الديمقراطية في العراق الجديد .. ولا أريد الدخول في تفاصيل المقترح .. ولكن احد فقرات المقترح تنص على اعتماد سجلات الناخبين 2009 للانتخابات المقبلة .. وبعد سنة تجرى انتخابات ثانية في كركوك تعتمد فيها سجلات عام 1959 .. ولكن الإخوة في التحالف الكردستاني رفضوا هذا المقترح معتبرينه مكافئة لصدام حسين والبعثيين .. وهذا تجني ومغالطة وتشويه لتاريخ العراق الحديث ..
أخر إحصاء سكاني اجري في عهد الحكم الملكي عام 1957 ولم تكن آنذاك أية مشكلة ديموغرافية لا في كركوك ولا في أية محافظة من محافظات العراق .. تمت عملية الإحصاء بمهنية وشفافية وبمصداقية تسجل وتذكر للنظام الملكي .
في عام 1958 اسقط النظام الملكي بثورة 14 تموز بقيادة الزعيم عبد الكريم قاسم العراقي الشريف المخلص للعراق وأهله .. الرجل الذي لايميز بين عربي وكردي أو تركماني وإنما كان ينظر لكل عراقي بعين واحدة وللتاريخ وهذا ما يتذكره كبار السن من العراقيين .. إن عبد الكريم قاسم هو من أعاد المرحوم ملا مصطفي البرزاني المنفي في روسيا .. أعاده ليس معززا مكرما فحسب وإنما مكللا بأكاليل النصر والمنتصرين من ثورة 14 تموز .. علما لم يكن أي دور مميز للأكراد في هذه الثورة وإنما حالهم حال بقية العراقيين ..
ويتذكر كبار السن وكوادر الحزب الشيوعي وقواعده والذين لازالوا إحياء حتى يومنا هذا .. في عام 1959 كان الحزب الشيوعي وتنظيماته الحزبية هي المسيطرة على الحكومة العراقية وكافة دوائرها سيطرة محكمة وتامة وهم من اعد سجلات عام 1959 وهي سجلات صادقة وحقيقية ولا تشوبها أية شائبة ..لأنه لا مصلحة للشيوعيين في تزوير السجلات ؟؟؟؟ إما الطعن بها من قبل نواب التحالف الكردستاني على أساس أنها أعدت من البعثيين وإنها جائزة لصدام حسين ..فهذا افتراء وتشويه للحقائق والتاريخ وانتقاص من دور الحزب الشيوعي والشيوعيين ..
الديمقراطية تعني احترام إرادة الأكثرية في مجلس النواب .. وتعطيل الديمقراطية في مجلس النواب خرق واهانة للشعب العراقي ولكافة مكوناته .. إن الأوان لنواب المجلس ورؤساء الكتل السياسية ورئاسة المجلس إن يحترموا إرادة الشعب وإرادة المرجعيات الدينية إسلامية ومسيحية ويحترموا أنفسهم ويصوتوا على كل المقترحات المطروحة وأي مقترح يحصل على الأغلبية يعمل به .. وأقولها بصراحة إن من يحاول المماطلة والتسويف ووضع العصي في العجلة لكي يعودوا للقانون القديم أوالقائمة المغلقة .. أو لتمديد فترة عمل مجلس النواب الفاشل والخائب لكسب فوائد مادية شخصية وعلى حساب دماء الشعب .. جريمة لن يغفرها لكم الشعب والتاريخ ..
ولابد لي إن انوه وأشيد بموقف الأمم المتحدة وجهود الرئيس اوباما وإدارته ولاسيما السفير الأمريكي كريستوفر هبل والجنرال اوديرنوا لما يبذلوه من جهود حثيثة غير معلنة لتهداه الأوضاع وتجنيب الشعب العراقي المظلوم ويلات نزاع لأتعرف عواقبه إلا الله .. كفاية دماء بريئة تسيل في الشوارع بحجة كركوك أو غير كركوك ... ولا تعطوا الذريعة لمجرمي الأربعاء والأحد لتكرارها وأكثر دموية وكلكم تتحملون ومشاركون في سيلان الدم العراقي البريء ...

#نوري_جاسم_المياحي (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل