أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - نوري جاسم المياحي - نفحات عراقية رائعة .. اختفت في المعتقلات














المزيد.....

نفحات عراقية رائعة .. اختفت في المعتقلات


نوري جاسم المياحي

الحوار المتمدن-العدد: 2767 - 2009 / 9 / 12 - 10:40
المحور: حقوق الانسان
    



ما حدث في سجن بغداد المركزي ( ابوغريب سابقا ) .. اثارت في نفسي ذكريات الفترة التي قضيتها في زنزانة امن الرصافة عام 1997 .. تلك الفترة التي كانت اقسى ما مررت فيها في حياتي .. ولكن هذا لم يمحوا من ذاكرتي .. العلاقات الانسانية بين نزلاء زنزانتي او مع الاخرين وحتى مع السجانين .. التي خففت من العذاب والالم وانستني اني بعيد عن عائلتي.. لقد كانت العلاقات بيننا تسودها المحبة والحنية .. بحيث عوضتنا عن العلاقات العائلية التي يفتقدها النزيل عند دخوله الزنزانة .. وبشكل يمثل اروع العلاقات الانسانية التي يتميز بها العراقيون .. فان مرض احدنا كان الكل يرعاه ويطببه .. وان ان انينا الكل تردد وراءه .. وان عبس واكتئب .. الكل تسليه .. وان جاع الكل تغذيه .. وان احتاج الى مال الكل تعطية بلا منة .. وان سمع خبرا مفرحا .. الكل تفرح معه .. هذه العلاقات الانسانية الرائعة لم تكن غريبة ولا مفتعلة على العراقيين في الداخل او خارج المعتقل..ولم تكن مقتصرة على النزلاء وحدهم وانما كانت تسري على العلاقة بين النزلاء والسجانين من منتسبي الامن العامة الذين كانوا يتميزون بالكفاءة والمهنية .. هذا ما لمسته شخصيا فان كانت للاخرين تجارب تختلف عن تجربتي .. فانا لا اكذبهاولا اويدها .. وانما ما اذكره وما شاهدته كان يناقض ما كنا نسمعه ويروجه الاخرون خارج المعتقل .. من تشويه لصورة ضباط الامن ..
حدثني من اثق بروايته .. ان مسؤولي المعتقلات من الضباط الامريكان وشركات الحماية والتحقيق الخاصة والتابعة لها .. كانت تعزل اتباع كل طائفة من الطائفتين المختلفتين في المذهب عن الطائفة الاخرى .. وتتعامل مع كل مجموعة باسلوب مختلف تثير حفيظة فئة على الاخرى وتؤجج الفتنة والفرقة بينهما الى درجة الاقتتال بينهما .. وعندها تتدخل القوات المسؤولة عن المعتقل للفصل بينهما .. مع محاباة فئة على فئة .. من البديهي كان الهدف والغاية للسلطات الامريكية معروفة .. وهي دفع احدى الفئتين للتعاون معها ضد الفئة الثانية .. تطبيقا لمبدأ فرق تسد .. وبما ان التعصب والحقد الطائفي هو السائد عند اتباع الطائفتين خسر الاثنان علاقات المحبة والتعاون التي كان يتمز بها العراقيون وحل العنف والحقد والنزاعات بدلا عن المحبة والنخوة والشيمة العراقية

وبعد توقيع الاتفاقية الامنية السيئة التي لم تراعي حقوق العراقيين .. تخلى الامريكان عن التزاماتهم تجاه المعتقلين ولكي تتخلص من الاعباء المالية التي كانت تتحملها وليس حبا بالعراقيين كما صوره المسؤولين .. حفاظا على مفهوم السيادة الاعرج .. قامت بتسليم ( ظاهريا واعلاميا ) من اكملوا التحقيق معهم .. واطلقت سراح الابرياء الذين لم تثبت عليهم التهم الكيدية ( وباعتراف الضباط الامريكان انفسهم ) وبنفس الوقت اطلقت سراح من دجنتهم وكسبتهم .. من عتاة القتلة والمجرمين .. وممن مارس الذبح ( على الطريقة الاسلامية ) ويعرفهم الشعب العراقي حق المعرفة .. والغاية ايضا معروفة .. لساعة الشدة والحاجة وتاجيج الفتنة ثانية ..
المصيبة التي استجدت بعد اشراف العراقيين على المعتقلات والتي استمرت تلاحق الشعب العراقي المظلوم .. ومنهم المعتقلون .. ان التعصب والحقد الطائفي انتقل معهم والمصيبة التي اتكلم عنها هي انتقال الفتنة الى المشرفين على ادارة هذه المعتقلات بحيث يستغلون الصلا حيات الممنوحه لهم بحكم المنصب الذي يشغلونه من خلال التغاضي على تسريب الممنوعات الى جماعتهم من الطائفة التي ينتمون اليها .. بالاضافة الى اساليب الاهانة التي يوجهونها الى الطائف التي لاينتمون اليها مما يثير الغضب والتمرد .. ولاسيما مع اغفال او تغافل اجهزة الرقابة التابعة ل
هذه هي الاسباب الحقيقة لما يحدث بين فترة واخرى في المعتقلات .. ويذهب ضحيتها المئات بين قتيل وجريح ..
العلاج بسيط بعد ان شخصنا الاسباب .. (1) هو في تفعيل سلطة القانون يا دولة القانونومحاسبة ومعاقبة كل مسؤول طائفي مهما تكن طائفته !! (2 ) ومراعاة حقوق الانسان التي امرنا بها رب العزة والجلالة واما الاسير فلا تقهر .. والمعتقلين اسرى بين ايديكم .. ارحموا من في الارض ..يرحمكم من في السماء ( 3 ) تكليف رجال دين مخلصين لتخفيف الحقن الطائفي .. الذي اججه وعاظ الفتنة الطائفية

ولا يفوتني تذكير الداعين الى دولة القانون بما يعانيه اخوة لنا في الاسلام .. الاسرى في معسكر اشرف .. ولا يهمني ان سميتموهم منافقي خلق او مجاهدي خلق لان الامر لايعنيني كعراقي .. وانما هذا امر يخص الايرانين .. والايرانين لم يحترموا اخوتي واهلي الكرد في شمال العراق .. يوميا يقصفونهم بلا احترام للجيرة ؟؟ شيمة العراقيين ..اكرام الضيف واللاجيء .. فكوا اسرهم يرحمكم الله .. وليتمتعوا بكرم الضيافة العراقية ..





#نوري_جاسم_المياحي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ارقام .... ارعبتني .. ومستقبل مخيف
- نداء للرئيس اوباما .. اريد ان انتخب
- ولادة طفل عراقي .. فرح وخوف وقلق
- الكيل بمكيالين .. حتى في الموت والمصائب ؟؟
- الى متى يبقى صراع المخابرات الاجنبية على الارض العراقية ؟؟؟؟
- المفخخة الفيروسية سلاح يستخدم لاسكات الاقلام الحرة
- لو كنت ارهابيا لمزقت لثامه ولو كنت قائدا لعا قبت امر لواءه
- الموبايل يخدم الارهاب والارهابين ويستنزف العراقيين
- المهزلة مستمرة والمصيبة تتعاظم ..رحماك يارب
- اسطوانة الافكار الهدامة .. ونية الحكومة حجب المواقع الالكترو ...
- حتى انت يا بروتس ...طائفي ؟؟؟
- الاستهانة بكفاءة المهندس العراقي جريمة لاتغتفر
- الطائفية سلاح الضعفاء والمرضى النفسيين
- دعوة اتمنى لها الصدى والاستجابة ...
- رياح التغيير هبت على العراق ولن تتوقف
- الوسطية حل لكل مشكلات العراق
- انتم مشاركون فيما يحدث ..ان لم تكشفوا الحقيقة !!!
- اللعبة الخطرة التي يلعبها التحالف الكردستاني
- المواكب الحسينية .. صرخة الفقراء والمظلومين
- الظلم .. والحكام .. والشعب عندما ينتفض


المزيد.....




- النصيرات.. ثالث أكبر مخيمات اللاجئين في فلسطين
- بي بي سي ترصد محاولات آلاف النازحين العودة إلى منازلهم شمالي ...
- -تجريم المثلية-.. هل يسير العراق على خطى أوغندا؟
- شربوا -التنر- بدل المياه.. هكذا يتعامل الاحتلال مع المعتقلين ...
- عام من الاقتتال.. كيف قاد جنرالان متناحران السودان إلى حافة ...
- العراق يرجئ التصويت على مشروع قانون يقضي بإعدام المثليين
- قيادي بحماس: لا هدنة أو صفقة مع إسرائيل دون انسحاب الاحتلال ...
- أستراليا - طَعنُ أسقف كنيسة آشورية أثناء قداس واعتقال المشتب ...
- العراق ـ البرلمان يرجئ التصويت على مشروع قانون يقضي بإعدام ا ...
- 5 ملايين شخص على شفا المجاعة بعد عام من الحرب بالسودان


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - نوري جاسم المياحي - نفحات عراقية رائعة .. اختفت في المعتقلات