صلاح الدين محسن
كاتب مصري - كندي
(Salah El Din Mohssein)
الحوار المتمدن-العدد: 2846 - 2009 / 12 / 2 - 13:09
المحور:
كتابات ساخرة
ليس من الحكمة أن نقف ضد الاصلاح . علي طول الخط ، ونطالب باستمرار بالتغيير بداع أو بدون . .
حتي وان كان الانسان ثريا ميسورا ، فمن دواعي حفظ النعمة من الزوال . ألا يرمي الانسان . في الزبالة بكل ما يتعرض لديه لكسر أو بعض العطب . وانما يصلح كل ما يمكن اصلاحه .
وكذلك ليس من قبيل الحكمة أن نضيع الوقت والجهد والمال في اصلاح ما لا يمكن ، أو ما لا يجوز ، او ما لا ضرورة له ولا حاجة الي اصلاحه . ان كان في وجوده مفسدة و ربما في محاولات اصلاحه : مفاسد اضافية ، و تعطيل و أعطال .
أي أن للاصلاح أصول ، وللتغيير ايضا دواعي وأصول .
اتذكر منذ كنت طفلا صغيرا . أحد أصحاب الحرف والصنائع الجوالين بالقرية وبالمدينة المصرية . رجلا كان يدور وينادي بصوت ينغمه : أصلح الكراسي القديمة . .
وكانت أمي . تسارع بالبحث في مكان حفظ الكراكيب . عن الكراسي القديمة . وتفحصها . وتقول :
هذا كرسي . شكله لم يعد يجاري الأيام . موديل صار قديما . غير مستحب . ما علينا منه هذا ..
وذاك كرسي ، هو أقدم من حيث الزمن ولكنه يحتفظ بلمسات جمال وأناقة فيها أصالة . وحرام ألا نصلحه أو نتركه للاهمال وسط الكراكيب .
وهذا كرسي ثالث . لا يحتاج الا القليل لاصلاحه ، وهو حسن الشكل وجيد الخامة .. اذا فلنصلحه ..
وهذا كرسي رابع .. أغلب أجزائه أصابتها الكسور أو لحقها العطب . فلا يمكن اصلاحه . و تكاليف اصلاحه جديره بشراء كرسي جديد سليم . فالأولي أن نرمي به في الزبالة ، دون رمي النقود الكثيرة في اصلاحه .. فضلا علي كون الجلوس فوقه لم يكن مريحا ، وانما يسبب آلاما في الظهر . كما ان الخامة المصنوع منها . سريعة التلوث وصعبة التنظيف . وأيضا يحدث صخبا وازعاجا ان جررناه علي الأرض لنقله من مكان لآخر . لذا فالتخلص منه وشراء آخر جديد. هو الأولي وليس التفكير في الاصلاح .
هذا هو حال واجبات وشروط اصلاح الكراسي .
ولكي لا نطيل عليكم ..
وايضا لكي لا نتسبب في جرح مشاعر وأحاسيس مئات الملايين من أصحاب بعض العقائد . ممن تتجرج مشاعرهم وبسرعة من مجرد أن تهب نسمة الجنوب .. وتمس محياها – اي العقيدة - .
لذا اسمحوا لنا بأن نقول لكم باختصار : ان ما ينطبق علي اصلاح الكراسي أو اهمالها ، هو ينطبق وبالضبط علي اصلاح المعتقدات العتيقة ، وبكافة انواعها .
*******
#صلاح_الدين_محسن (هاشتاغ)
Salah_El_Din_Mohssein#
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟