أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - صادق إطيمش - بصحتك يا وطن ... القسم الرابع














المزيد.....

بصحتك يا وطن ... القسم الرابع


صادق إطيمش

الحوار المتمدن-العدد: 2841 - 2009 / 11 / 27 - 16:44
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الأربعة المُبَشَرون بالجنة
قليل جداً وصف الروتين المهيمن على دوائر الدولة العراقية بالقاتل .إذ أن ما يجره هذا الروتين من ويلات وحرب نفسية على المواطن الذي لا يجد حلاً لأمره إلا بمراجعة هذه الدائرة أو تلك ، أمر لا يقع ضمن تحمل الإنسان العادي . لهذا السبب وأسباب أخرى تعكر حياة الإنسان العراقي اليومية تنتشر بين كثير من العراقيين الأمراض التي لها علاقة مباشرة بهذا النوع من الحياة المليئة بالمشاكل والتعقيدات كأمراض ضغط الدم والسكري التي تزيدها تعقيدات الدوائر الحكومية وبالاً .
يبدو أن هناك ما يشبه عدم الثقة بين المواطن والمسؤول في هذا المكتب الحكومي أو ذاك بحيث يتم على هذا الأساس سن القوانين أو بالأحرى تكثيف التعليمات التي قد تتجاوز طاقة المواطن في تنفيذها او التغلب عليها . وواحدة من أزمات الثقة هذه تتجلى بتثبيت شخصية المواطن المراجع أمام الموظف المسؤول .
في كل انظمة العالم يستطيع المواطن إثبات شخصيته من خلال الهوية الشخصية التي يحملها . ولم نسمع بأي نظام في العالم يطلب من المواطن أن يحمل معه ملفاً من الهويات التي لا يستطيع بدونها مجتمعة وفي آن واحد ان يثبت بانه الشخص المعني فعلاً .
أما في العراق فقد نصت تعليمات مراجعة المكاتب الحكومية جميعاً على إقتناء أربعة مستمسكات بحيث اصبحت هذه الظاهرة حقيقة لا مناص منها شاء المواطن أم أبى ، وأصبح تحصيل الحاصل ان لا تتم أية مراجعة لأي مكتب حكومي قبل أن يُهيئ المواطن هذه المستمسكات الأربعة سوية والتي أطلق عليها العراقيون " ألأربعة المبشرون بالجنة " وهي : الجنسية (أو ما نسميه سابقاً دفتر النفوس ) وشهادة الجنسية العراقية والبطاقة التموينية وقيد السكن . كل ذلك لإثبات ان المراجع هو فعلاً صاحب هذا الإسم وأن هذه المعاملة تتعلق به فعلاً .
صحيح أن تزوير الوثائق والمعاملات والشهادات أصبحت له أسواق رائجة في كل أنحاء العراق وما سوق مريدي الشهير بهذا التخصص إلا واحداً منها ، إلا أن ذلك لا يمنع من تقليص إجراءات إثبات الشخصية هذه لاسيما وإن مثل هذه الإجراءات قد أُتبعت فعلاً ويمكن الإعتماد عليها بالرغم من المدة الطويلة التي يستغرقها هذا الإجراء والتي يمكن التغلب عليها لو أُجريت بشفافية أكثر . إن هذا ألإجراء يتعلق بالتأكد من صحة الجنسية وذلك من خلال التأكد من مصدر الإصدار الذي تتم مخاطبته رسمياً ومن خلال البريد الرسمي . إن ذلك يعني أن نسبة صحة إثبات شخصية صاحب العلاقة ستكون هنا عالية جداً وسيكون مجال التزوير قليلاً ، كما ويمكن تقليص الوقت المتبع لمثل هذا الإجراء لو تم التخاطب بين المؤسسات تلفونياً لاسيما وإن ظاهرة إنتشار الموبايل بين المواطنين أصبحت ظاهرة عامة لا يمكن تجاوزها بأي حال من الأحوال ، فما المانع أن يُخصص كل مكتب حكومي جهازاً خاصاً لإجراء الإتصالات التلفونية الرسمية بين المكاتب الحكومية المختلفة ، ولا نريد أن نتجاوز الحدود ونطالب بإجراء هذه الإتصالت عن طريق الحاسوب (الكومبيوتر) حتى لا تستنزف المؤسسات الحكومية كثيراً من الأموال على مثل هذه الأجهزة فلا يبقى الكثير بعدئذ لبعض الجيوب الخاوية والنفوس الهاوية . وبهذه الطريقة يمكن إزالة الشكوك التي قد تجد طريقها إلى الموظف المكلف بإنجاز هذه المعاملة أو تلك . ويمكن سحب معالجة هذه الظاهرة ، ظاهرة الأربعة المبشرين بالجنة ، على كل من هؤلاء الأربعة بحيث يتم الإستغناء عن الثلاثة الآخرين وعدم عرقلة أمور الناس التي تلاقي كثيراً من المصاعب في حياتها اليومية المليئة بالمنغصات .
وفي حالة عدم بقاء بعض المبالغ لدى ألأجهزة الحكومية لشراء مثل هذه المعدات حيث ان سهولة إنسيابها واختفاءها بين أوراق مجرات المناضد قد أتى عليها جميعاً ، فلماذا الأصرار على الأربعة المبشرين بالجنة ...؟ إن كان الجواب على هذا السؤال ينطلق من الخوف من التزوير ، فجواب هذا السؤال هو أن الذي يستطيع تزوير هوية واحدة لا يتوانى عن تزوير الهويات الأخرى ليضع هؤلاء المبشرين الأربعة موضع الشكوك والريبة وبالتالي لا فائدة من كل هذه الإجراءات التي ستصبح عقيمة والحالة هذه. أن ألأفضل من ذلك كله هو تجفيف منابع التزوير المعروفة للقاصي والداني . وإن سهولة الوصول إليها من قبل أبسط المواطنين إن كان يملك واسطة الوصول التي غالباً ما تكون مما يسميه البعض " وسخ الدنيا " ، يجعل وصول الدولة وأجهزتها إلى مثل هذه المواقع للقضاء عليها أسهل بكثير من الطرق التي يتبعها المواطن .
حتماً سيقول مَن يقرأ هذه الأفكار التي تبدوا وكانها تقفز على الواقع المُعاش في وطننا : عرب وين طمبورة وين ....وهذا القول له ما يبرره طبعاً تحت هذه الظروف التي يمر بها الوطن . ومع ذلك لابد من طرح هكذا الأفكار كمساهمة لا فائدة ترجى منها اليوم ، إلا أن اليوم الذي نحن فيه الآن سيتحول حتماً إلى غدٍ وإن غداً سيتحول إلى بعد غد وهكذا قد تدور الدوائر على مَن لا يريد لهذا الوطن أن يتعافى ، ويتكفل الزمن بدمل جراح وطننا فينهض رغم المحن الآيلة إلى الزوال ، والزائلة لا محالة وعندئذ سيجتمع أهل هذا الوطن حوله ويشربوا نخب عافيته ويهتفوا ملئ الحناجر : بصحتك يا وطن ......
الدكتور صادق إطيمش





#صادق_إطيمش (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بصحتك يا وطن .... القسم الثالث
- بصحتك يا وطن .....القسم الثاني -إشكالات علاقة الدين بالدولة
- جرثومة البعثفاشية تريد الإنقضاض عليكم مجدداً ....فكافحوها
- بصحتك يا وطن ..... القسم ألأول
- طارق حربي مناضل اسمى من أن ينال منه المتقولون
- مَن يُقيّم مَن ...؟
- صموئيل هنجنتون وانهيار نظرية السلفية الغربية
- وهل يمكن أن ننتظر غير ذلك من بعثفاشي كصالح المطلك.....؟
- في البدء كان الإرهاب أيضاً.....
- دكتاتورية ولاية الفقيه وأَعراب الكفر والنفاق ، بؤر الإرهاب ب ...
- نعيم التعددية وجحيم الأحادية القسم الثاني
- نعيم التعددية وجحيم الأحادية القسم ألأول
- لقطات من المهرجان الثقافي العراقي في برلين
- شموخ الثقافة العراقية في برلين
- أحزاب ألإسلام السياسي بالعراق .....قد فشلت وحان رحيلها
- هدية الشعب الكوردي إلى النائب البرلماني أسامة النجيفي
- واضربوهن....مرة أخرى / القسم الثاني
- واضربوهن....مرة أخرى / القسم الأول
- الفقهاء بين التيسير والتعسير
- إبن عربي رائد العلم الحديث


المزيد.....




- حادثة طعن دامية في حي سكني بأمريكا تسفر عن 4 قتلى و7 جرحى
- صواريخ -حزب الله- تضرب صباحا مستوطنتين إسرائيليتن وتسهتدف مس ...
- عباس يمنح الثقة للتشكيلة الجديدة للحكومة
- من شولا كوهين إلى إم كامل، كيف تجمع إسرائيل معلوماتها من لبن ...
- فيديو:البحرية الكولومبية تصادر 3 أطنان من الكوكايين في البحر ...
- شجار جماعي عنيف في مطار باريس إثر ترحيل ناشط كردي إلى تركيا ...
- شاهد: محققون على متن سفينة دالي التي أسقطت جسر بالتيمور
- لافروف: لن يكون من الضروري الاعتراف بشرعية زيلينسكي كرئيس بع ...
- القاهرة.. مائدة إفطار تضم آلاف المصريين
- زيلينسكي: قواتنا ليست جاهزة للدفاع عن نفسها ضد أي هجوم روسي ...


المزيد.....

- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد
- تحرير المرأة من منظور علم الثورة البروليتاريّة العالميّة : ا ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - صادق إطيمش - بصحتك يا وطن ... القسم الرابع