أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - صادق إطيمش - الفقهاء بين التيسير والتعسير















المزيد.....

الفقهاء بين التيسير والتعسير


صادق إطيمش

الحوار المتمدن-العدد: 2728 - 2009 / 8 / 4 - 08:25
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


علاقة كثير من الناس بالدين ، خاصة في المجتمعات التي يتبنى أغلبها الإرتباط الروحي بالدين الإسلامي ، تنبع من القناعة التي تضع الدين كعامل يساعد هؤلاء الناس على التغلب على مشاكلهم اليومية ، حيث يعتقدون بأن التمسك بالدين والتعاليم الدينية يشكل واحداً من العوامل الهامة التي تجعلهم في موقع القادر على تخطي هذه المشاكل أو تجاوزها من خلال تحملها وتحمل نتائجها ، أوالرضوخ للأمر الواقع الذي غالباً ما يفسره البعض على أنه أمر رباني لا إعتراض عليه . وكثيراً ما ركزت مدرسة المرجئة على مقولة الجبر هذه التي لا تدع فسحة للإنسان بأن ينحو منحى التحليل ويزج العقل لفهم ما يعترضه من مشاكل في حياته وبالتالي الوصول إلى الحلول التي يرتأيها . كما خلقت هذه المدرسة التبريرات للظلم الإجتماعي والقهر السياسي الذي سلطته الدولة الأموية على رقاب الناس ، هذه الدولة التي إعتبر سلاطينهم وصولهم للحكم إرادة إلهية لا يحق لأي إنسان الإعتراض عليها . لقد قاد هذا المنحى في مواجهة مشاكل الحياة إلى صدور فتاوى فقهاء السلاطين التي دعت الناس إلى القبول بإرادة الله هذه وعدم جواز الوقوف ضدها ، أي بعبارة أخرى إنها أجازت وشرعنت حكم الحاكم الظالم وسيطرة السلطان الفاسق . لقد قاد كل ذلك إلى بروز مدارس مناوئة لفكرة الإجبار هذه والتي رفضت مقولات الخضوع للحاكم الظالم وربط هذا الحكم بالمشيئة الإلهية . كما قاد هذا التعدد في المدارس المذهبية إلى أن يظل عامة الناس في حيرة من أمرهم باتخاذ موقف مؤيد أو مخالف أو محايد من هذه المدرسة أو تلك ، ومن الكم الهائل من التفسيرات والتأويلات للآيات القرآنية ومن آلاف الأحاديث الموضوعة التي أرادت بها كل مدرسة تأكيد منهجها بعد أن عجزت عن ذلك من خلال الآيات القرآنية .
هذا الضياع الفكري لعامة الناس في خضم التيارات المتعددة خلق أرضاً صالحة جداً لنمو شريحة من البشر وضعت نفسها موضع العارف بأمور الدين والدنيا لتُعلِم الآخرين أصول دينهم ومبادئ شريعتهم من خلال الإدعاءات التي أطلقتها هذه الشريحة بضلوعها في علوم الدين ألتي جعلتها فقهاً متعدد الأوجه يكاد يشمل كل حركة من حركات الإنسان وكل تصرف من تصرفاته حتى جعلوا الدين طلاسم ومعادلات معقدة لا يحل رموزها إلا هم ولا يفهم مغزاها ومحتواها غيرهم ولا يمكن لأي إنسان من عامة الناس التمسك بأصول الدين وتعاليم الشريعة دون اللجوء إليهم . هذه الشريحة من الفقهاء التي تكاثرت بمرور السنين حتى ضمت الغث والسمين في كل مدرسة من المدارس الإسلامية المتعددة ، لا بل وفي كل فرقة من الفرق الرئيسة وتفرعاتها وانشطاراتها الجانبية حتى تجاوز عددها الأربعمائة فرقة حسب تصنيف شريف يحيى الأمين في كتابه الموسوم " معجم الفرق الإسلامية " الصادر عن دار الأضواء في بيروت عام 1986 . وبالفعل فقد تم لهم ذلك أيضاً في الأزمان الغابرة التي لم يكن حتى للإنسان الذي ينشد العلم والمعرفة من مصادر أخرى غير مصادر فقهائه أن يعثر على ما يكفي من هذه المصادر التي تضع امامه التنوع في ألراي لغرض الإختيار أو المقارنة العلمية . وعلى هذا الأساس ظل الإنسان العادي أسير آراء فقهائه وتفسيراتهم وتأويلاتهم لمصدري الإسلام الرئيسسسين القرآن والسنة ، التي كانت تخفي وراءها أغراضاً وأهدافاَ كل ما نستطيع القول عنها بكل تأكيد بأنها لم تكن تسعى لتحقيق ألأهداف الدينية البحتة دائماً ، بل تتمحور حولها أهداف ذات أبعاد سياسية أو طائفية أو عنصرية أو حتى إقتصادية .
أما في عصرنا الراهن ، عصر تقدم العلوم بشكل فتح امام أي إنسان مثقف أو غير مثقف ، متعلم أو أمي مجالات واسعة للإطلاع والحصول على المعلومات المتباينة من خلال وسائل الإعلام المقروءة والمسموعة والمرئية . في عصر القرن الحادي والعشرين من عمر البشرية الذي يكنيه البعض بعصر القرية العالمية ، العصر الذي تصل فيه المعلومات الجديدة والأفكار المتباينة إلى أقصى بقعة في هذه القرية العالمية خلال ثوان معدودات . في هذا العصر الذي يمكن أن يطلع فيه اي إنسان على أي رأي في الدين والسياسة والإقتصاد والإجتماع والعلوم الطبيعية كافة ، ويشاهد فيه منجزات التطور العلمي ويستفيد من الكثير منها في حياته اليومية . تحت هذه الظروف المستجدة التي وفرها تقدم العلوم والتكنولوجيا أصبحت مساهمة أي إنسان ممكنة جداً للإدلاء بدلوه في كثير من أمور حياته التي لم تعد بمعزل تام عن حياة الناس الآخرين على بقاع أخرى من العالم حتى وإن كان هؤلاء الناس بعيدين عنه بحساب المسافات ، إذ انهم قريبون منه جداً بحساب الوقت . بعبارة اخرى يمكننا القول أن مجالات الإنفتاح على العوالم الأخرى والإحتكاك المباشر وغير المباشر بأهلها أصبحت متوفرة بشكل أكثر مقارنة بحياة الإنسان وعلاقاته خارج محيط تواجده في القرون الماضية . لذلك فإنه ليس من المستبعد ان ينحو إنسان القرن الحادي والعشرين منحى التقصي عن الحقائق من خلال الواقع الذي يعيشه عبر الإطلاع على أساليب أخرى من الحياة في المناطق المتعددة ألأخرى من هذه القرية العالمية . وقد يقوده هذا التقصي إلى التفتيش عن أجوبة لكثير من الأسئلة التي بدأت تراود فكره ولم يجد جواباً شافياً لها لحد الآن .وفيما يتعلق الأمر بموضوع حديثنا هنا حول دور الفقهاء في المجتمعات الحديثة ، مجتمعات القرن الحادي والعشرين ، فلابد لأي مراقب منصف لما تمر به المجتمعات التي يتبنى أغلب أفرادها الديانة الإسلامية ، لا يمكنه ان يتغاضى عن التخلف الذي يرافق هذه المجتمعات على كافة الأصعدة . لا نريد ان نناقش هنا نظرية " المؤامرة " التي اصبح مجرد ذكرها يدعو إلى التقيؤ ، بل نحاول ان نلقي نظرة على ما يسميه بعض الفقهاء ديناً حينما يتوجهون إلى الناس بآراء وأفكار لا تساعد على إيجاد الأجوبة للأسئلة التي تدور في أفكار هؤلاء الناس. وهناك كثير من الأمثلة على ذلك .
فمن الفقهاء مَن يدعو الناس إلى القبول بما هم عليه مفسرين ذلك بالآية القرآنية " قل لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا " (التوبة 51) . حاثين على الصبر والجلد ، مبشرين بالفوز العظيم في الحياة الأخرى. يستندون في ذلك كله إلى مقولة قد يصنفونها ضمن الأحاديث التي إختلقوها لهذا الغر ض والتي تقول : المؤمن مُبتلى . وإن جزاء هذا البلاء الدنيوي سيكون السعادة الأخروية . هكذا يُجبَل الإنسان على السلبية في حياته يتلقى جرعاتها من قبل بعض الفقهاء الذين لا يمكنهم تحليل الواقع الذي يمر به الإنسان تحليلاً علمياً يقوده إلى العمل على تغيير هذا الواقع المزري ، ناهيك عن عجز هؤلاء عن القيام بأنفسهم بالمساعدة على هذا التغيير وبذلك تكون مساهمتهم أساسية في صنع هذا الواقع وتعقيد حياة الناس التي قد يلجأ بعضها إلى القناعة بالتغيير رغم فتاوى هؤلاء الفقهاء ، ولا يهم هذا البعض بعدئذ إن وضعهم هؤلاء الفقهاء في خانة الكفر أو الخروج على إرادة الله .
ومن الفقهاء مَن يدعو إلى تكريس حكم المتجبرين الطغاة مستنداً إلى الآية القرآنية " يا ايها الذين آمنوا أطيعوا الله واطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم " (النساء 59) جاعلين الحاكم الظالم ضمن أولي الأمر الذي يدعو القرآن إلى طاعته بالرغم من ظلمه وجبروته . إن تفسيراً كهذا لنص ديني مقدس يفقد هذا النص قدسيته إذا ما أُخذ به على أساس تفسير هؤلاء الفقهاء له ، حيث أن مثل هذا التفسير ينتهك قدسية الإنسان ويتلاعب بمقدرات حياته اليومية حينما يجعلها طوع تصرفات عنجهية لشخص لا تهمه حياة الناس قدر إهتمامه بالحفاظ على ما لديه من مُلك وسلطان . وحتى أخطاء هذا الحاكم الولي التي تقوده إلى إرتكاب الجرائم بحق الناس يحللها هؤلاء الفقهاء على أنها تحدث برضى الله الذي يكافئه عليها بحسنة واحدة إن ثبُت بعدئذ على أنها أخطاء وجرائم فعلاً ، حيث أن هذا الحاكم قد إجتهد ولإجتهاده هذا حسنتان إن أصاب به وإلا فله حسنة واحدة إن كان إجتهاده هذا خاطئاً . لقد إستند مثل هؤلاء الفقهاء على هذه الآية لتبرير الظلم أكثر من إستنادهم على نص قرآني آخر يحث على طاعة الله ورسوله ولا يتطرق إلى طاعة أولي الأمر بتاتاً وذلك حسب منطوق الآية 132 من سورة آل عمران " واطيعوا الله ورسوله لعلكم تُرحمون ". إن مساهمة مثل هؤلاء الفقهاء في تمهيد سبل الرضوخ للتسلط القمعي وتحمُل المظالم في المجتمع ما هي إلا مساهمة في زيادة تعقيد حياة الناس وإضافة هموم أخرى على حياتهم تتجلى من خلال القمع والملاحقات التي يمارسها هذا الحاكم الظالم المُخول بذلك من خلال إسناد ديني له من فقهائه هؤلاء .
ومنهم مَن تخصص في مصانع إنتاج المحرمات التي لم تترك شاردة أو واردة في حياة ألإنسان إلا ووضعتها فتاوى هؤلاء الفقهاء ضمن أُطر الحلال والحرام والواجب والمُستَحب والمكروه والمقبول حتى غدت حياة الناس مُقننة في كل خطوة ومُراقَبة في كل تصرف تشوبها المحاذير وتعتريها الشكوك ، خاصة لدى إولئك الناس من المؤمنين إيماناً فطرياَ طبيعياً خالٍ من كل هذه التعقيدات التي يضعها هؤلاء الفقهاء على كل مفاصل الحياة . فعندهم الغناء والموسيقى حرام ، وما سمعنا بآية قرآنية أو حديث صحيح يشير إلى ذلك إشارة واضحة ، هذا إذا ما صرفنا النظر عن تفسيراتهم لبعض الآيات القرآنية التي يوجهونها هذا الإتجاه ، وكلنا يعلم أن أهل يثرب إستقبلوا النبي محمد (ص) بالطبول والأهازيج الغنائية حين دخوله المدينة . ويحرمون العلاقة بكل ما هو غير إسلامي وجُل حياتهم هم وحياة الناس أجمعين في المجتمعات العربية الإسلامية المتخلفة تعتمد في مأكلها ومشربها وخدماتها صيفاً وشتاءً وفي طريقة حياتها وتلقي معارفها على المنتجات الآتية من الدول التي يعتبرونها كافرة ، إلا أنهم لا يتوانون عن التمتع بخيراتها . يهددون بالويل والثبور وجهنم الحمراء والجن الأزرق وأفاعي القبر وسلاسل النار وكل ما تبتكره عقولهم من وساءل الرعب والإرهاب والخوف لكل من لا يتبع تعاليمهم وكأن الدين لم يكن إلا وسيلة عقاب ولا يضم في تعاليمه غير التهديد والوعيد . يعيش بعضهم عيشاً سعيداً رغيداً ضمن مجتمعات لا تنتمي إليه بشيئ إلا أنها تحنو عليه وعلى عائلته حنو الوالدين على أطفالهما ، إلا أن هذا الفقيه المسؤول عن جامع في باريس أو لندن أو برلين يدعو أتباعه وزوار مجلسه إلى إعلان الحرب على هذا المجتمع ومحاربته لأنه مجتمع غير مسلم . فتاواهم ومواعظهم تضع الأحجار والعُصي في طريق الفقراء ليزيدوا فقرهم فقراً وحرمانهم حرماناً وخنوعهم خنوعاً وهم ينظرون إلى أصحاب الأموال الطائلة التي جمعوها بكل الطرق غير المشروعة التي يباركها هؤلاء الفقهاء والتي لا يجدون فيها ضيراً ما دام هؤلاء الأغنياء يعطون النزر اليسير مما يملكون على شكل زكاة أو صدقات ، ولا بأس من عذاب الفقراء والمعوزين ، ويتناسى هؤلاء الفقهاء أن الغنى والثراء من العوامل التي قد تُبعد صاحبه عن الإلتزام الكلي بأمور الدين ، إلا أن ذلك لا يدخل في حسابات هؤلاء الفقهاء ، كما انه لا يدخل ضمن حسابات الأغنياء الجدد من ذوي العمائم واللحى والجباه المكوية المتسلطين على الأحزاب الدينية الحاكمة في العراق اليوم . يحرمون تعلم النظريات العلمية التي تزود البشرية كل يوم بمعارف وإمكانات يريد لها الإنسان البسيط تفسيراً وتحليلاً وتعليلاً . فإن تجرأ أحد وطرح سؤال على شيخه حول كيفية وحقيقة وصول الإنسان إلى القمر مثلاً ، جوبه هذا السائل بطلاسم من الأجوبة التي لا يفهم منها السامع إلا ترديد الأحاديث التي يسمعها كل يوم والصالحة لكل المناسبات والتي توحي بعدم التطرق إلى مثل هذه الأمور التي هي ليست من امور الدين الباقي بل من أمور الدنيا الفانية ، وكأنهم بذلك يحاكون أسلافهم الذين أطلقوا مقولة " مَن تمَنطقَ فقد تَزَندَق " كوسيلة لمحاربتهم للفكر الفلسفي الذي واجه أفكارهم بالعلم والمنطق الذي لا يمكن لأي دين ألإستغناء عنهما . وهناك الكثير الكثير من المحرمات التي لا يسع المجال لتناولها هنا والمتعلقة بالزواج واللباس والأكل والشرب والعلاقات الإجتماعية والكثير من الأمور التي لا علاقة لها بالتدين أصلاً ، بل بالعادات والتقاليد الإجتماعية التي جاءت بها الأمم التي دخلت الإسلام في الحقب التاريخية المختلفة .
ولكن السؤال هنا لماذا يلجأ هؤلاء الفقهاء إلى تعقيد حياة الناس والتأثير السلبي عليها بهذا الشكل اللاإنساني . لا أجد جواباً شافياً لهذا السؤال غير الجواب الذي جاء به سيد القمني في إحدى مناظراته مع الداعية الإسلامي الأزهري يوسف البدري ، حيث قال له القمني ما معناه : بأنهم ، أي هؤلاء الفقهاء والبدري من ضمنهم ، يلجأون إلى هذه الأساليب في تعقيد حياة الناس لكي يظلوا في مواقعهم التي يتعيشون منها . وهذا بالفعل هو بيت القصيد في كل ذلك . إنهم يعملون على أن يهرع الناس إلى الفقهاء للإستفسار عن كل هذه المحرمات والمكروهات التي وضعها هؤلاء الفقهاء والتي جعلوها تدخل في صميم الشكوك التي ترافق حياة الإنسان الذي عودوه على عدم قدرته على التعامل معها دون وجود هذه الشلة التي أعطت لنفسها الألقاب والمواقع الإجتماعية والتي ولجت من خلالها حياة الناس . فلو لم يكن كل ذلك ولو جرى تعليم إنسان المجتمعات العربية والإسلامية بالمبادئ الحقة لدينه ، وهنا نخص الدين الإسلامي ، وهي مبادئ سهلة لا تعقيد فيها ، إذ نص على ذلك القرآن الكريم في الآية 185 من سورة البقرة حينما قال " يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر " ، فلو تم كل ذلك وتعلم الإنسان كيف يتعامل مع دينه البسيط دون تعقيدات الفقهاء لانتفت ضرورة وجود هذه الشريحة التي تعيش على العُقد الإجتماعية التي تخلقها هي في هذه المجتمعات . ومما يزيد الحياة تعقيداً أكثر هو أن مثل هؤلاء الفقهاء يختلقون الخلافات والمشاكل فيما بينهم هم . فهذا يُكَفِر ذاك ، وذلك ينتقص من علم الآخر ، والطائفة هذه ترى نفسها الوحيدة الناجية وهكذا يظل الإنسان المسلم يتلوى بين صراعات الطوائف والمذاهب وفقهاء هذ الطرف أو ذاك وهذه المدرسة أو تلك ، ولا يخجل هؤلاء الفقهاء بعد كل ذلك من الصراخ : " ألإسلام هو الحل" وهم غير قادرين على تفسير هذا الإسلام لتابعيهم .
من الإنصاف هنا أن نعزل بعض الفقهاء عن هذه الظاهرة في المجتمعات الإسلامية . فسواءً في العهود الإسلامية الأولى أو المتأخرة أو الحالية برزت شريحة أخرى من الفقهاء الواعين لأمور دينهم وعياً جعلهم في موقع الإرشاد الفعلي والوعظ المفيد لمن أراد منهم ذلك حيث كان مثل هؤلاء مراجع يلجأ اليهم طلاب الوعظ والإرشاد ولم يفرضوا أنفسهم على الناس كما يفعل بعض فقهاء اليوم ، فقهاء السلاطين .
وضمن هذا السياق لا بأس من التطرق إلى ما ذكره عالم الإجتماع العراقي الكبير الدكتور علي الوردي في كتابه " وعاظ السلاطين " الذي جاء فيه على الصفحة 83 ما يلي :
" إن الدين لا يردع الإنسان عن عمل يشتهي أن يقوم به ، إلا بمقدار ضئيل . فتعاليم الدين يفسرها الإنسان ويتاولها حسب ما تشتهي نفسه . وقد راينا القرآن أو الحديث مرجعاً لكثير من الأعمال المتناقضة التي قام بها المتنازعون في صدر الإسلام . فلقد وجدناهم يقتل بعضهم بعضاً ، ويكفر بعضهم بعضاً ، ثم يستندون في ذلك على آية من القرآن او حديث من النبي . وكان كل حزب من الأحزاب المتطاحنة يملك سلاحاً قوياص ضد خصومه من الآيات والأحاديث . ولا تزال الفرق الإسلامية تتحارب بالآيات والأحاديث . كل فرقة تملك في جعبتها أسلحة شتى مما قال الله أو قال رسوله الكريم "



#صادق_إطيمش (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إبن عربي رائد العلم الحديث
- نَفس عراقي أصيل يتهاوى أمامه الرقعاء
- النقاب ، ورقة خاسرة أخرى يلعبها الإسلام السياسي
- مِن هالمال....حَمل إجمال
- تخبط ملالي ولاية الفقيه
- أولُ غيث أكاذيب ولاية الفقيه
- مآزق منظري ولاية الفقيه القسم الثالث
- مآزق منظري ولاية الفقيه القسم الثاني
- مآزق منظري ولاية الفقيه القسم الأول
- ديمقراطية الإختيار بين الأرنب والغزال في ولاية الفقيه
- - أشو ياهو التكضه صار صدام.......وأكو صدام بس لابس إعمامه -
- خطابان في الميزان
- الدولة الوهابية وولاية الفقيه نظامان لدكتاتورية واحدة
- حذاري من تشويه جوهر القضية الكوردية من خلال تصرفات بعض الكور ...
- تحقيق السلام في الشرق ألأوسط رهين بوحدة قوى السلام العالمية
- إبداوا بإصلاح أنفسكم أولاً....يا فرسان الحملة الإيمانية الجد ...
- شرف آخر للشيوعين العراقيين
- مفهوم الثابت والمتغير في خطاب الإسلام السياسي
- تعريف الأطفال بالأول من آيار في ألمانيا
- رجوع الشيوخ إلى صِباهم


المزيد.....




- مشاهد مستفزة من اقتحام مئات المستوطنين اليهود للمسجد الأقصى ...
- تحقيق: -فرنسا لا تريدنا-.. فرنسيون مسلمون يختارون الرحيل!
- الفصح اليهودي.. جنود احتياط ونازحون ينضمون لقوائم المحتاجين ...
- مستوطنون يقتحمون مدنا بالضفة في عيد الفصح اليهودي بحماية الج ...
- حكومة نتنياهو تطلب تمديدا جديدا لمهلة تجنيد اليهود المتشددين ...
- قطر.. استمرار ضجة تصريحات عيسى النصر عن اليهود و-قتل الأنبيا ...
- العجل الذهبي و-سفر الخروج- من الصهيونية.. هل تكتب نعومي كلاي ...
- مجلس الأوقاف بالقدس يحذر من تعاظم المخاوف تجاه المسجد الأقصى ...
- مصلون يهود عند حائط البراق في ثالث أيام عيد الفصح
- الإحتلال يغلق الحرم الابراهيمي بوجه الفلسطينيين بمناسبة عيد ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - صادق إطيمش - الفقهاء بين التيسير والتعسير