أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - شاهر أحمد نصر - سعد الله ونوس مبدع مسرح المستقبل















المزيد.....



سعد الله ونوس مبدع مسرح المستقبل


شاهر أحمد نصر

الحوار المتمدن-العدد: 2838 - 2009 / 11 / 24 - 19:25
المحور: الادب والفن
    


"إن كتمت وأخفيت عشت وتكرمت. وإن صدقت وكشفت نبذوك وأخرجوك منهم"... "لا أحتاج إلاّ إلى الحقيقة وأطلب من المفتي أن يساعدني على كشفها"... "الحقيقة هي ما وافق أهواء السادة، وما انقادت إليه العامة انقياد الأعمى"، حيث الكل يتحدث عن الحرية، ويعني بها حريته في قمع خصومه". (طقوس الإشارات والتحولات)

"ليس سهلاً أن تطلب غزواً أجنبياً دون تقدير جيد للموقف. أنت تعرف ماذا يعني الجيش الغازي عندما ينتصر. إنه خراب طائش، قد تستحيل السيطرة عليه.

الوزير: ولكن الجيش الغازي يأتي ليحمي مصالحنا، ويجهز لنا كرسي السلطة. فماذا يهمنا بعد ذلك بالتأكيد سيكون هناك خراب. لن يدخل الجيش بالدفوف والغناء، ولن يوزع الورود والعطور. هذه حرب.. سيقتلون ويخربون. طبعاً لمن يبقي من ذرية الخليفة حي، وستصبح قصوره خرائب، كما لن يوفروا المدينة. هي الأخرى سينهبونها. على أي حال هذه ضريبة الانتصار. أما نحن فماذا يخيفنا ؟ ليدعموا لنا السلطة. فهل نطلب أفضل من ذلك". (سعد الله ونوس ـ رأس المملوك جابر(1971)ـ الأعمال الكاملة ـ المجلد الأول. ص168) هل تحتاج هذه الأسطر التي كتبت في سبعينيات القرن العشرين إلى تعليق؟ أم أنّ الحياة هي أكبر وأدق المعلقين؟ ومن هو هذا الكاتب الذي استشف برؤيته المميزة خطراً حصل بعد ثلاثة عقود من كتابتها؛ ألا وهو غزو العراق، واجتياح بغداد، وما جرّ من مآس إلى العراق والمنطقة؟...

إنّه: سعد الله ونوس!

تحمل مسيرة حياة سعد الله ونوس في طياتها بذور الثورة الواعية على التخلف، وعلى الاستبداد، والظلم، والقهر، والعدوان، والاستغلال بكافة أشكاله. وما أن يذكر اسمه حتى تقفز إلى الذاكرة صور الإقدام، والشجاعة، والجرأة، والإبداع، والصدق، والتجديد في الفكر، وفي المسرح، وفي الحياة.

مسرح سعد الله ونوس هو مسرح الجمهور، وقد حدد الخطوط العريضة لمسرحه في "بيانات لمسرح عربي جديد" نشرتها (مجلة المعرفة ـ عدد تشرين الأول 1970): حدد فيها ضرورة:

1 ـ البدء من الجمهور. المدخل الأساسي والصحيح للحديث عن المسرح: تبلوره، وحل إشكالاته هو "الجمهور".،وأنّ 2 ـ البداية الصحيحة للمسرح العربي: كمنت في حس الرواد الأوائل العميق بالجمهور، وجرأتهم على وضع الحلول لما كان يعترض تجربتهم المسرحية الوليدة. مؤكداً أنّ 3 ـ المسرح عمل جماعي.، و4 ـ ينبغي أن نشحن لا أن نفرغ... غير متغافل عمّا هو 5 ـ مطلوب من المتفرج". (الأعمال الكاملة ص17-39) هذا لا يعني استسلامه إلى حالة الجمهور، وأنّ الجمهور سيسير مع المسرح بهذه البساطة بل على العكس تماما: " وصلنا وسعد الله ونوس ـ كما يقول علاء الدين كوكش ـ إلى قناعة: إنّ هذا المسرح الذي نطمح إليه ـ الذي يجب أن يساهم في تغيير الناس ـ لن تقف في وجهه السلطة فقط والأنظمة القائمة، بل والناس الذين يتضررون من هذا التغيير... الذين يستندون إلى بنيان مجتمع قائم بأفكاره وقناعاته منذ مئات السنين، وهذه الأفكار والقناعات سوف تقف عائقاً في وجه التغيير، حتى من خلال الناس الذين لهم مصلحة في التغيير. (الأعمال الكاملة ـ ص744) ويدل اهتمام سعد الله ونوس صاحب مشروع الحداثة بالماضي، وخوضه في الوقت نفسه في قضايا الحاضر، والمستقبل على النظرة متعددة الأبعاد التي امتلكها، ووضعه مجمل إحداثيات الزمن خدمة للفكرة التي يراها مفيدة لتطور وتحضّر الإنسان... فحاول في المنمنمات أن ينتقد القوى الفاعلة في الحاضر باستحضار الماضي نقدياً. قد نتفق، أو نختلف مع وجهة نظره النقدية لابن خلدون، لكنّنا نعترف بأنّه يطرح أسئلة، ويجعلنا نعيد طرح الأسئلة على مختلف المستويات الاجتماعية...

لقد حمل سعد الله ونوس، كما قال نوار نصر: "الوطن بين ضلوعه"، وحمل في حناياه حبّاً، وجمالاً، وفرحاً، وتوقاً للحرية، كما حمل شجوناً، وهواجس كبرى تتصل بحياته، وبحياة شعبه، والإنسانية، وبما لاقى من حبّ من أناس جميلين، ومن مآسٍ سوداء سبّبها له، وللإنسانية، أناس أشرار أشقياء استباحوا القيم الإنسانية، قيم العدالة، والحرية، والكرامة مستغلين سلطاتهم، وسلطات التخلف، والاستبداد، والفساد؛ فلم يأت عنوان مسرحيته الأولى "ميدوزا تحدق في الحياة" عبثاً، أو من فراغ، بل جاء تلخيصاً وإيجازاً لعمق هواجس باحث في الوجود والحياة، وستبقى هذه الهواجس تلاحق، وتقلق وجود هذا المفكر والكاتب المسرحي الفذ طوال حياته... فاغتنت مسرحياته بالحديث عن معالجة القضايا التي تقلق الإنسانية، كمعالجته لمسألة الظلم في مسرحية "الجراد"، وقضية الفقر والتشرد في مسرحية "جثة على الرصيف"، ومسألة الرجولة، في "عندما يلعب الرجال"، والنفاق في "لعبة الدبابيس"، والخوف من السلطة الاستبدادية في "الفيل يا ملك الزمان"... واضعاً الفواصل والنقاط العلامة الفارقة بين مسرح التنفيس الذي انشغل به بعض اللاهثين وراء الثروة ورضى السلطات، والحياة السهلة، وبين مسرح جاد، أقرب إلى المسرح السياسي اهتم به سعد الله ونوس مع كوكبة من الكتاب والمسرحيين الثوريين التقدميين، الذين ربطوا مصيرهم بمستقبل شعوبهم، غير آبهين بمنصب، أو بثروة، أو جاه لدى سلطة... فكان أديباً مرموقاً جاداً، متفانياً في الدفاع عن المثل الإنسانية، مثل الحرية، والكرامة، والعدالة، وفي سبيل بناء الإنسان، وتعميق إنسانيته، وإغناء حياته بالفن الجميل، والعمل المبدع، والثقافة الإنسانية المتحضرة، جاهداً إلى جمع وإثراء معرفته بمجمل التجارب المسرحية العالمية القديمة والحديثة، وصبها خدمة لمسرحه التجديدي... متعمقاً في أغوار النفس البشرية، باحثاً عن أسباب التحولات والتغيرات التي تطرأ على الإنسان، خاصة محبّ السلطة، فتجد الأمر المهم والرئيس بالنسبة للملك الجديد، في مسرحية "الملك هو الملك": هو العرش... فتتبدل مواقف الرجل من قوى الشر، ومصارعة تلك القوى، التي قد تفقده هذا العرش، فيتناسى آراءه ورؤيته الأصلية لتلك القوى وممثليها، كما يتناسى انتماءه الأصيل إلى بيئة اجتماعية تمتلك رؤية وأحلاماً تختلف عن أحلام التمسك بالعرش والسلطة، فيفترق ويغترب عن أصله، إلى حد تجاهل أقرب الناس إليه كزوجته وابنته الفقيرتين، وهو قابع على عرش الحكم...



جسّد سعد الله ونوس إحدى المنارات التنويرية المرموقة في البلاد العربية. تشهد على ذلك أعمالُه المسرحية المميزة، وبصماتُه المميزة في الإبداع المسرحي العربي. إنّه مجددٌ مبدع في المسرح، وواحدٌ من المبدعين الذين صانوا فكرهم وكرامتهم الأدبية والشخصية الذاتية في وجه أعتى التحديات. وهو مثال الأديب الفاعل، على الصعيد المسرحي والثقافي والاجتماعي... فهو "يقول: ( وقد كررت مراراً أني لم ألجأ إلى الأشكال الفنية التي لجأت إليها تلبية لهواجس جمالية، أو لتأصيل تجربة المسرح العربي من الناحية الحضارية، وإنما لجأت إلى هذه الأشكال وجربتها، بحثاً عن تقاليد أكبر كنت أريد أن أتواصل مع جمهور واسع، وكنت أريد أن يكون مسرحي حدثاً اجتماعياً وسياسياً يتم مع الجمهور). والمهم عند ونوس أن يكون المضمونُ أداة تعليم وتنوير، عن طريق طرح القضايا التي تهم المواطن، ودراستها، وتحليلها بشكل يضيء الجوانب الخفية فيها، ومن ثم تحفيزهم على العمل لتغيير واقعهم نحو الأفضل. وقد أدرك في خضم ذلك أن نسخ التجارب المسرحية الأوربية لا نفع فيه، كما أنّ الانكفاء على الذات والبحث عن الأصالة في التراث وحده يبدو ساذجاً. المهم عنده أن نبدأ في تجريبنا من المتفرج ذاته. وهنا يكمن الفعل الثقافي الإبداعي عنده طارحاً دور المثقف في المجتمع". (علي دياب كلنا شركاء 16/5/2004). وتعد مسرحية "حفلة سمر من أجل 5 حزيران" تحولاً هاماً، وتجديداً سيبقى يرافق اسمه في المسرح العربي كباحث وفاعل لإيجاد علاقة تفاعلية بين المتفرج وخشبة المسرح، عرى في هذه المسرحية التي كتبها عام 1968، ونشرت للمرة الأولى في مجلة مواقف، الهزيمة وشرح أسبابها التي تدل على أن المجتمع منهارٌ من الداخل، وهذا ما يفسر القول الذي نقل عنه: "وأنا أمضي في كتابة المسرحية لم أفكر بأصول مسرحية، ولا بمقتضيات جنس أدبي محدد. لم تخطر ببالي أية قضية نقدية كنت فقط أتصور، وغالباً بانفعال حسي حقيقي، أني أعري واقع الهزيمة وأمزق الأقنعة عن صانعيها". (علي دياب كلنا شركاء 16/5/2004)

تابع سعد الله هذا النهج في "سهرة مع أبي خليل القباني"، ومسرحياته التالية مازجاً بين كرسي الحكواتي، وهو أول شكل من أشكال التفرج الحكائي العربي، وبين أحدث الأساليب المسرحية التي كان ضليعاً في معرفتها واتقانها سواء نتيجة دراسته في فرنسا، أو نتيجة اطلاعه على ذلك الكم الهائل من المصادر المختصة بتطور فن المسرح... وهذا ما دفع بعض النقاد إلى الحديث عن رغبة سعد الله في إنشاء مسرح ديمقراطي عربي علي أنقاض ديمقراطية المسرح الإغريقي... وقد يكون الواقع السياسي والاجتماعي المقيد من أهم الأسباب التي أعاقته في إبداع أشكال إخراجية غير تلك التي سمع بها أو رآها، هي ذات الأسباب ـ كما يقول أولئك النقاد ـ التي عانى منها أبو خليل القباني ولكن بتجليات أكثر خفاء.

عرف سعد الله ونوس بعد الصمت الذي استمر عقداً من الزمن تطوراً وتحولاً في أسلوب تفكيره، والمواضيع التي طرقها... وليس مصادفة أن يترافق صمته مع البريسترويكا التي عاشها الاتحاد السوفيتي، وكما جاء في "قدس الأقداس": "البريسترويكا قتلتنا وأعطتنا عمراً جديداً"، ألقت البيسترويكا بظلالها على الماركسين في مختلف أصقاع العالم، جعلتهم، إن لم تكن قد أجبرتهم، على الصمت فترة، كمن تلقى صدمة، أخلت بتوازنه، ومع استعادة التوازن، ظهر أسلوب تفكير جديد، و بعض ما كان يراه الماركسيون محرماً أصبح شرعياً، بل ضرورة، ولم يكن الكاتب والمفكر الماركسي سعد الله ونوس، بعيداً عن هذا التأثر، ويظهر ذلك في اعترافاته في الحوار الذي أجرته معه مجلة "الطريق" اللبنانية (العدد الأول لعام 1996) حيث قال: "كانت لدي أوهام على كل المستويات... كنت أفرض على نفسي نوعاً من الرقابة الذاتية، رقابة داخلية قوامها، كما كنت أتوهم، تغييب الثانوي لصالح ما أعتبره قضايا مهمة... كنت أشعر أنّ المعاناة الذاتية، أو الخصوصيات الفردية أمور (بورجوازية) سطحية غير جوهرية يمكن تنحيتها... كان اهتمامي منصباً على وعي التاريخ... لهذا كنت على مستوى الكتابة المسرحية، أشعر دوماً أنني لست في جلدي..." (الأعمال الكاملةص757) كما تجلى هذا التأثر، فضلاً عن معايشته مرض حركة التحرر الوطني، والمرض الاجتماعي، فضلاً عن المرض الجسدي، في انتقاله في "نصوصه المسرحية، إلى تجربة روحية، تمزج بين الصوفية والسريالية، عبر مفهوم "امتلاك الجسد للحقيقة"... فكتب نصوصاً تتأسس على "قراءة الجسد ـ كموضوع للحقيقة ونواتها العميقة ـ في تعارضه مع الظاهر السائد، وفي تحركه خارج الأعراف القيم والشريعة". (عبلة الرويني ـ ص743)، أي إنّه "وصل إلى "قول" جديد، سواء من حيث الموضوعات أو شكل تقديمها. وكانت البداية "الاغتصاب"، ثم تواصلت في "المنمنمات"، و"طقوس الإشارات والتحولات"،، و"يوم من زماننا"، و"أحلام شقية"، و"ملحمة السراب". لقد "انغسل"، في المرحلة الجديدة، كما يقول، من الأوهام. أصبح في مواجهة أسئلة مختلفة عن السابق، ربما أصغر، لكنّها مرهقة ومؤرقة، وهو يريد أن يشرك الآخرين في هذه الأسئلة، أن يورطهم، كي يواجهوا أنفسهم قبل أن يواجهوا القضايا الكبيرة، لأنّ القضايا الكبيرة لا يمكن أن تواجه إلاّ من خلال شجاعة داخلية تتجاوز الزيف والنفاق والرغبات أو الشهوات العارضة.

في مواجهة النفس، إلى تأمل عالمها الداخلي... لا يتردد، سعد الله، في مسرحياته الأخيرة، في إبراز الأصداء المعذبة، وإطلاق الأفكار والمشاعر الخاصة بالذات، الأمر الذي ما كان يَحسُن أن يظهر، أو أن يعبّر عنه في مسرح جاد، تحت زعم أنّها لا تعني الآخر، وليست لها صلة بالحقيقة، مع الإشارة "أنّ الحقيقي، كما يؤكد في المرحلة الجديدة، هو غنى الإنسان". (عبد الرحمن منيف. مقدمة الأعمال الكاملة ص12)



يتدخل المسرح الجاد في مختلف جوانب الحياة، دون أن يعدم اللمسات الجمالية الفنية، و يغوص الكاتب المسرحي المتميز في أعقد القضايا التي تقرر مصير شعبه، معبراً عن القلق الذي يطغى على المتلقي نتيجة لهذه القضايا، ولعل مسرحية "ملحمة السراب"، هي مثال على محاولة الكاتب القبض على جوهر وأبعاد اللعبة الاقتصادية التي تتحكم بمصير البلاد والعباد... تعكس مسرحيته "ملحمة السراب"، التناقض والصراع بين واقع مجتمع يطغى الفقر على أبنائه، وبين انفتاح اقتصادي، يأخذ شكل المشروع السياحي، ليصور الانفتاح على أنّه فتح الآفاق أمام متع الحياة وأفراحها، حتى ولو كان ذلك على حساب الجمال الطبيعي للأرض والحبّ...

يتبنى الكاتب موقفاً منحازاً في صالح حماية ما يراه جميلاً مثرياً للحب.

ينتقد البعض هذا الانحياز مبينين أنّ سعد الله داعية للحداثة، والعمل السياحي هو نتاج حداثوي، وليس بالضرورة أن يلغي الحب، أو الأغنيات القديمة، بل يساعد بما يوفره من غنى وتنوع علي مكاشفة الإنسان لرغباته وتطلعاته... و(يتابعون قائلين إن) الخوض في مثل هذه القضايا يحتاج إلى شخصيات ذات وعي أعمق بالوجود لا يبدو أنه كان متوافراً لدي شخصيات المسرحية، التي انقسمت إلى فئة مقبلة بشراهة لتبني هذا المشروع، وما يتيحه من متع عديدة، وبين زاهد به وبالحياة كلها، دون وجود تفسيرات مقنعة لأبعاد وعمق وجذور الصراع، التي ربما يلعب غياب القانون وطغيان الفساد المستشري دوراً في تأطيرها في أطر ضيقة... ويرى آخرون أنّ "في مسرحيته الجديدة "ملحمة السراب" يبلغ ذروة التحريض والتعبئة ضد الفساد والإفساد والطغيان، ضد النظام العالمي الجديد، ضد هذا التحالف بين السلطة والمال ورجال الدين والضعف البنيوي المريع في المجتمع المتخلف والمقموع. يكتب بوجعه، ويتقصد أن يوجعك، أن يعرض عليك صورتك الحقيقية في مرآة رؤاه المستقبلية". (طلال سلمان ـ ص745) ربما احتاج النص إلى جهد أكبر، للغوص في تفاصيل الواقع وحتمية التغيير في الحياة، كيلا تبدو بعض المواقف ضيقة مباشرة... لكن هذا لا يلغي أهمية القضايا التي تطرقها المسرحية لتوعية المتلقي، ودق ناقوس الخطر من همجية القادم تحت يافطة حداثوية...



جرت محاولات لإسدال حجب صفيقة على الأديب سعد الله ونوس، كتلك المحاولات التي شملت كثيراً من المبدعين العلمانيين التنويريين. وخير من وصّف هذه الحالة الدكتور طيب تيزيني، في مقدمته لكتاب الشاعر يوسف بلال "هكذا رأيت عبد المعين الملوحي"، والتي جاء فيها: "إذا بقينا في حمص ، سنستعيد في الذاكرة أسماء مثل وصفي قرنفلي، وعبد البر عيون السّود، وسامي الدروبي، كي ننتج تصوراً حول مدى القصور، والتقصير الفادح في حقل البحث في إنتاج هؤلاء وأمثالهم. ولعل عاملين اثنين كمنا وراء إسدال حُجب صفيقة على هؤلاء جميعاً، ووراء محاولة إقصائهم عن المشهد الأدبي، والشعري، والفكري السوري، والعربي. أما العامل الأول فيتمثل في أنّهم جاءوا ـ عموماً وإجمالاً ـ في مرحلة هيمنت فيها على منابر الثقافة، وأقنيتها وتسويقها، بل على القرارات التي تُتخذ بشأنها، فئات من المثقفين "العاملين في جهاز، أو آخر" مّما نطلق عليه "الدولة الأمنية". ويأتي العامل الثاني متمّماً للأول؛ ويتمثل في انهيار المشروع العربي الديموقراطي، بالتوازي مع الانهيارات الصغرى والكبرى، التي راحت تجتاح العالم شيئاً فشيئاً... لقد ظهرت "الخيانة الثقافية" لتجتاح ما عمل على تأسيسه رواد مثقفون وطنيون، وقوميون ديموقراطيون. وكان في مقدمة مهماتها، على الأقل، إقصاء الأدباء والشعراء والمفكرين من حلبة الإنتاج الثقافي، وتهميشهم، ومحاولة اجتثاثهم من ذاكرة المتلقي العربي وواقعه".

لم يكن سعد الله ونوس بعيداً عن تلك النوايا والمقاصد... ولعل مراحل غربته تشهد على ذلك. لكنّه لم ينكسر، بل زادته كل التحديات إصراراً على الإنتاج والإبداع، واضعاً مثل الحرية، والجمال، والعدالة والحبّ، وحب الوطن، نبراساً لإبداعه. فتنامت إبداعاته المسرحية مع الأحداث الجسام التي عاشها الوطن، والتي تعيشها الإنسانية، لتصبح مسرحياته مرآة العصر الذي عاش فيه، تلونها هوامشٌ وظلالٌ من التراث، وفتحٌ في المستقبل... توحدت فيها هموم الإنسان العادي، مع هموم الشعب، وهموم وأحلام وطنٍ تزداد محاولات إركاعه، ونخر بنيانه من قبل طغم وطوابير فاسدة مفسدة تتغلغل ذيولها في الداخل والخارج، فضلاً عن الهموم الإنسانية العامة؛ مع معالجته لمختلف قضايا الفساد في "يوم من زماننا"، هذا الفساد الذي يلوث أطهر القيم الإنسانية ألا وهو الحبّ.

"بدا ونوس في تلك المرحلة التي كان يقاتل فيها المرض، كمجاز عن اليأس السياسي والهزائم المتواصلة، أكثر عفوية وطلاقة في تصور البناء الفني والقالب الدرامي. وبدا مشغولاً ببلوغ أقصى درجات الصدق مع الذات، بعيداً عن جدران الايدولوجيا العازلة... وركّز بجرأة مفاجئة على المحظور الاخلاقي، والمسكوت عنه في المجتمعات العربية". (بيار أبي صعب صحيفة الأخبار 15/5/2007) وأخذ يغوص في القضايا النفسية المعقدة للإنسان، والمجتمع، محاولاً فك ألغازها في "طقوس الإشارات والتحولات" هذه المسرحية التي تشي بتعقيدات جمة يحاول المبدع معالجتها، غير غافل عن الاهتمام بثقافة الجسد، والرقص مهذبها... في مسرحية استحوذت العلاقة بين المرأة والرجل علي مؤلفها ـ كما يقول نديم الوزة ـ "ولكن برؤية أكثر حراكاً من المسرحيات السابقة علي الرغم من أنها مستمدة من تاريخ العرب ما قبل النهضوي، وهي مسرحية تحاول، إذا ما أمعنت التفسير في احتمالاتها، أن توضح أهمية الاهتمام بثقافة الجسد، بطاقاته الفنية كالرقص مثلاً، باعتبارها حاجة طبيعية ينبغي أنسنتها بعيداً عن طقوس الإسراف، أو الزهد في التعامل مع حاجات الإنسان الأساسية ومنها الجنس، وإلاّ راوح المجتمع في الدوران حول حلقة المحرم والعصيان المستتر فيها، ولكن سعد الله ونوس رصد هذه الحلقة عبر ظاهرتين معاكستين: الأولى هي ممارسة السادة الرجال للجنس مع خادماتهن قبل بلوغهن، وتحويلهن، بالتالي، إلى عاهرات يعترف المجتمع بشرعية وجودهنّ في وسطه، والثانية هي المكاشفة في العلاقات الجنسية المشبوهة، حتى الشاذة منها، لاتخاذ هؤلاء السادة من الغلمان مناهل جنسية، ولكن بما يكفل التراتبية الاجتماعية بين السادة والخدم، أو العاهرات، من جهة، والهيمنة الذكورية، من جهة أخرى.

لكنّ المسرحية تفترض اختراقاً لهذه التراتبية كأن تقوم امرأة من السادة ـ وتحت رغبة عارمة لجسدها لم يشبعها زواجها من رجل سيد اعتاد معاشرة العاهرات، هو نقيب الأشراف ـ بالانطلاق والتحرر، أو بالتحول من امرأة سيدة إلى غانية، أو عاهرة تبيع جسدها، ملبيّةً بذلك أصداء أصوات عاشتها من خلال اغتصاب أبيها وأخوتها الذكور للخادمات في حرمة البيت الذي ولدت وتربت فيه، مع ملاحظة أن هذه المرأة أبدت رغبة في الرقص أكثر من الجنس لتسويغ تحولها هذا، ولكن ماذا تفعل إذا ما ارتبط الرقص بالعهر في مجتمعها؟ طبعاً هذا المجتمع سوف يتصدى لهذه الظاهرة الجديدة بالمفهوم الطهراني ذاته، فيتم إصدار فتوى بتحريم البغاء لُتقتلَ المرأة علي يد شقيقها الأصغر، بينما يُقتلُ زوجها شهواتِ جسده عن طريق الزهد والتصوف. فتكتمل بذلك حالة الفصام الشرقي بين ما هو ظاهر، وما هو مخفيّ، بين تقشف الروح، وشهوانية الجسد، بين حلال الرجل، وحرام المرأة...أفكار مرتبكة ومربكة لا تؤسس إلا لحكايتها التي تحاكي واقعاً تدعي أنها تنتقده، كأن سعد الله ونوس، دخل حقاً نفقاً مظلماً لا نهاية لالتواءاته وتعرجاته" (كما يقول نديم الوزة)... وانطلاقاً من هذه النظرة النقدية أرى أنّه من المفيد التوقف عند الرؤية النقدية لبعض دارسي مسرح سعد الله ونوس، والاستفادة من تلك الانتقادات، لتعميق الأسس الجوهرية لبناء المسرح فكرياً وفنياً وأسلوباً... وفي هذا المجال استوقفتني هذه الآراء النقدية لمحمد الوزة، كما استوقفتني آراؤه، أيضاً، في قراءته لمسرحية، "منمنمات تاريخية" التي شكلت، كما يقول "استجابة لهزيمة الواقع أكثر من رغبة في تخطيها، وهي إن كانت تحمل في معظم مستوياتها عرضاً لأشكال الهزيمة، كما هي أعماله الأخرى، بما لا يدعو إلى مزيد من التفكر، إلاّ أنّ سؤالها أو امتحانها للمثقف، أو العالم ربما قد جاء سؤالاً نافلاً، وربما في غير محله، علي اعتبار أن مفكراً وعالماً مثل ابن خلدون يتمثل منظومة فكرية لم يُستنفد قولها ومفعولها، وحسب، بل هي بشموليتها وبراغماتيتها، قد لا تصغي كثيراً إلى ما يصغي إليه سعد الله عن أخلاقية القول ودلالة ما يفعله قائله، بمعني أن أهمية ابن خلدون تكمن في أنه استطاع أن يكتشف علماً كان يستطيع العرب الإفادة منه، لو أرادوا، بينما تتباكي مسرحية "منمنمات تاريخية" على ما حصل للعرب، وعلى ما يحصل لهم، ولم يكن بوسع ابن خلدون أن يرده، لو ترك قلمه، وامتشق سيفاً ليموت داخل أسوار دمشق، أو قلعتها؟! أما أن تحتاج الشعوب إلى مواقف مفكريها ومبدعيها، فهذا قد لا يعني شيئاً مهماً طالما أن صحة المواقف قد لا تعني صحة السبل، والطرق التي يمكن أن توصل الشعوب إلى تحقيق طموحاتها، وما لدى ابن خلدون هو علم يحتاج إلى القوة لكي يؤكده، وإنما كانت (خيانته) نتيجة لخيانة الواقع لأفكاره، وهذا لا يسوغ شيئاً بقدر ما يوضحه". ويتساءل الوزة: "هل أوضح سعد الله ونوس الواقع؟" ويجيب: "ربما أوضح واقعاً مهزوماً فاته أن يعرف كيف يصوغ أسئلته."

أعتقد أنّ هذه النظرة النقدية تستحق التمعن، والاستفادة من كل ما تطرحه، وفي الوقت نفسه، من الضروري التمعن في رؤية نقدية أخرى، قد تكون متناقضة مع هذه، فها هو د. سامي سويدان يقول: "تتداخل في مسرحية "طقوس الإشارات والتحولات" الصراعات الداخلية والخارجية، وتتقاطع المصالح الاجتماعية والأهواء الذاتية، ليظهر كم أنّ التوازنات المستتبة هشة، والمؤسسات التي تستند إليها متداعية على الرغم من المظاهر الخادعة والادعاءات الكاذبة، وكم أنّ القمع مشوه ومدمّر في آن، بحيث تحاصر الرغبات المنطلقة ومحاولات التحرر والتخطي بالسجن أو القتل أو الجنون.

يلتحم في هذا العمل الجنس بالسلطة، والعشق بالموت، والباطن بالظاهر لتعلن الحرية، في خضم هذا الالتحام، جوهر الوجود الإنساني، ولتُعلن ممارستها في الشروط السائدة مأساة فاجعة. (د. سامي سويدان ص745)... وها هو جواد الأسدي الذي يقول في شهادته عن سعد الله ونوس: "غاب الكاتب المتمدن، المدني... سعد الله كان دائماً يشكل هدفاً لمن يقرأونه بضيق أفق. لهذا، كان نادراً، حراً، فارساً يخترق زمانه بجدل فكري ناري. تبلور ذلك عبر مشروعه المسرحي". (جواد الأسدي ـ صحيفة الأخبار 15/5/2007)، وتزيدنا هذه الرؤية قناعة بضرورة إعطاء مسرح سعد الله ونوس حقه، والنظرة النقدية إليه فنياً، وجمالياً ومعرفياً... والاستفادة من فكره وجهده، وإنتاجه، وأسلوبه التجديدي، ونظرته التقدمية إلى الحياة... ولعل مزجه بين أسلوب الحكاية العربية، وأحدث تقنيات العمل المسرحي، واستفادته من التراث لإثارة أسئلة معاصرة، والتحذير من مخاطر جمة تحدق بنا إن أسأنا فهم الحياة والتعامل مع القوى الفاعلة فيها، من مآثره الجمة... ومن الضروري الاستفادة من بصيرته، واستشفافه للمستقبل، ونقد الواقع الفاسد

تلخص كلمة سعد الله ونوس في يوم السرح العالمي، والتي ألقاها من على مسارح العالم في يوم المسرح العالمي27/3/1996، وقوله: "نحن محكومون بالأمل" الذي أصبح قولاً مأثوراً يرتبط باسمه؛ (تلخص) عمق بصره وبصيرته، والأفق البعيد الذي امتاز به فكره... هذا القول الذي أفهمه رداً وإجابة دقيقة ومعبرة على ضيق أفق الفكر البرجوازي اللاعقلاني، والمخمور، والمنتشي بالنصر على الاشتراكية في أواخر القرن العشرين، والذي لخصه فوكوياما بنظرية "نهاية التاريخ"، وكأن هذا الفكر اللاعقلاني يريد إيقاف الحياة، وإيقاف وسحق الأمل، كي يبقى المليار الذهبي يعيش في الذهب، وباقي الشعوب في الجحيم، فدق سعد الله ونوس مسماراً في نعش ذلك الفكر البائس مؤكداً أنّ الإنسانية لن تفقد الأمل، ولا الحبّ ولا الجمال، وأجمل الأيام تلك التي لم تعشها الإنسانية بعد.

امتلك سعد الله ونوس فضلاً عن إمكاناته المسرحية الإبداعية المتميزة حسّاً إنسانياً مرهفاً، عرفه جميع أصدقائه، وتفيّء بظلّه محبوه... ولقد وصلت العلاقة الإنسانية بينه وبين صديقه وشريكه في الحلم المسرحي فواز الساجر (1948 ـ 1988) إلى حد جعله يصفه بنصفه المسرحي الآخر؛ صارخاً بحزن ومرارة وألم: "كان موته أشبه بالخيانة». والمعروف أنّهما "أسسا معاً فرقة المسرح التجريبي في دمشق لتكون انعطافة مهمة في تاريخ المسرح السوري بعروض ما تزال ماثلة في الذاكرة من «يوميات مجنون»، إلى «سكان الكهف». كان النص أشبه بمرثية شخصية للساجر. يقول ونوس مستذكراً النقاشات الحادة التي جمعته بالساجر: «كان فواز يلح على مفهوم الحبّ، فيما ألححتُ على مفهوم الحرية. وما كان المفهومان يتعارضان، بل يتكاملان في حوار انقطع فجأة»". (بيار أبي صعب صحيفة الأخبار 15/5/2007)

نتساءل والمرارة والحسرة تعتصر الفؤاد: هل تنبأ سعد الله ونوس عندما كتب "سهرة مع أبي خليل القباني" أنّه في الألفية الثالثة، وبعد حوالي قرن من الزمان ستتكرر مأساة المسرح في بلاد الشام، وهذه المرة في حلب بوقف عرض مسرحيته «طقوس الإشارات والتحولات»، فكتب راشد عيسى في صحيفة السفير، تاريخ 6/4/2009 يقول: "لا يشير تأجيل النقاش حول واحد من أعمال سعد الله ونوس إلا إلى رغبة في تأجيل مناكفة واحد من الرموز الثقافية، التي قد يرى البعض حرجاً في مجادلتها، مع أن ذلك الجدل ضروري كي يبقى الرمز على قيد الحياة. كان ذلك من سوء حظ المخرج الفرنسي وسام عربش الذي تصدى أخيراً لتقديم «طقوس الإشارات والتحولات» فوقع المنع والرقابة والحذف في رأسه، فبعد عرض في دمشق، واثنين في مدينة حماه، ضاقت مدينة حلب بالعرض التالي المقرر. وبعد أن شاهد الجمهور عرضاً أول في المدينة الأخيرة، توالت بعض الاحتجاجات تطالب بوقف العرض." وأوقف العرض... ألا يحمل هذا الأمر، مع أحداث مرافقة دلالات تحتاج إلى وقفة، وتمعن... ومعالجة موضوعية كي نبقى نفتخر بأنّ مجتمعنا يتجاوز أساليب التكفير وآثارها...

نكتشف في مسرح سعد الله ونوس محاولة إعادة بناء الإنسان والفكر العربي بشكل نقدي، جريء طارحاً مسائل الحياة العميقة بأساليب متنوعة تسّهل الاستيعاب، وطرح الأسئلة القلقة والحرجة، مساهماً مساهمة فعالة، مع غيره من المبدعين التنويريين، في وضع مدماك متين في المشروع التحرري التنويري، واثقاً من غلبة الحبّ، والحرية والجمال، على قوى الشر، والقبح، والفساد، والتخلف، والخيانة، عادّاً قضية الشعب العربي الفلسطيني، والمقاومة أهم اهتماماته؛ تلك القضية التي تتفرع عنها قضايا شتى تحدد مستقبل، ومصير الشعوب العربية، فتبقى القضية الفلسطينية هاجساً جوهرياً يقض مضجع سعد الله ونوس، طرقها في أكثر من مسرحية، وشكلٍ مسرحي، كمسرحية "فصد الدم"... ويرى بعض النقاد أنّه "استشرف نهاية كارثية في مسرحيته "الاغتصاب" التي شرح من خلالها الصراع العربي الإسرائيلي وفق رؤية تراكمت على مر السنين، وتداخلت فيها عناصر، وعوامل شتى، لم تعدم كوميديا المضحك المبكي سبيلاً لتعرية بعض جوانبها التراجيدية...

ستبقى أعمال النورس الجريح سعد الله ونوس الذي غادرنا جسده في 15 أيار (مايو) 1997، بعد صراع مع المرض، ـ والذي لم يكن الأسى المر، والشعور العميق بالظلم، والمشهد المأساوي للواقع المحيط جزءاً وكلاً، بعيداً عن أسباب مرضه ووفاته، والذي يذكرنا بشهداء الأدب الكبار كبوشكين وليرمنتوف، ومسرح القباني بدمشق، وبشهداء الشعوب المناضلة في سبيل حريتها، من البسطاء أمثال المملوك جابر، وحنظلة... ـ والذي ترجمت الكثير من مسرحياته إلى الفرنسية، والإنكليزية، والروسية، والألمانية، والبولونية، والأسبانية؛ ستبقى أعماله شعلة متوهجة منيرة وملهمة لأبناء شعبه، وللمثقفين والباحثين، وسيبقى إبداعه موضوع بحث لا ينضب يفيد المؤرخين، والمبدعين والباحثين عن مستقبل أفضل.

طرطوس 9 / 1/2009 شاهر أحمد نصر [email protected]

المصادر والهوامش:

* سعد الله ونوس ـ الأعمال الكاملة. الأهالي للطباعة والنشر ـ دمشق ـ 1996

* وعي الهزيمة .. قراءة في أعمال سعد الله ونوس المسرحية / نديم الوزة
بتاريخ الأحد 30 تموز 2006 ـ الموضوع: تجارب ـ مجلة الخشبة ـ شبكة الانترنت الدولية

* بيار أبي صعب صحيفة الأخبار 15/5/2007

* جواد الأسدي ـ صحيفة الأخبار 15/5/2007

* علي دياب ـ كلنا شركاء 16/5/2004

* نوار نصر ـ كلنا شركاء 2008

* راشد عيسى ـ صحيفة السفير، تاريخ 6/4/2009 (... تستند مسرحية سعد الله ونوس«طقوس الإشارات والتحولات» إلى حكاية في مذكرات فخري البارودي، تصبح نواة لـ«طقوس الإشارات والتحولات»، التي تروي بدورها حكاية القبض على نقيب الأشراف متلبساً مع خليلة له، تلك التي دبّرها مفتي الديار الشامية بالتواطؤ مع الوالي، وحين يكتشف المفتي أن الحادثة تسيء إلى الجميع، يدبّر مخرجاً يقضي بتبديل الخليلة التي تقبع في السجن بزوجة نقيب الأشراف، ليقال إن الرجل لم يكن إلا مع زوجته. الزوجة بدورها تشترط لقبول الدور الذي يقترحه المفتي أن تحظى بالطلاق منه، الذي لم يكن سوى بداية تحوّلها بملء خيارها إلى عاهرة، تطمح، كما تقول، إلى التحرر من الوصايا، كما تشكل رداً على الازدواجية التي تقع فيها أسرتها كما مجتمعها، هي التي شهدت شهوات الأب والأخ التي حوّلت خادمة البيت إلى عاهرة (صارت اليوم معلمتها في المهنة الجديدة). لم يكن تحوّل الزوجة من مؤمنة إلى ألماسة العاهرة تحوّلاً فريداً في العمل، فكل الشخصيات تتحوّل إلى نقيض تخفيه تحت ثيابها، بدءاً من المفتي العاشق الذي يقع في غرام ألماسة، وليس انتهاء بالزوج، نقيب الأشراف الفاسق الذي يتحوّل إلى التصوّف.)





#شاهر_أحمد_نصر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رواية: (على صدري) تحية لحماة، وللحبّ، والحياة
- أفضل خمسين كتاباً روسياً في القرن العشرين
- ضرورة إدخال المبادئ الاشتراكية ضمن شرائع الأمم المتحدة
- في -السور والعتبات- علم الدين عبد اللطيف يعرف ماذا يريد
- صداقة الشعب الروسي في صالح العرب والروس معاً!
- الشعب الروسي يستحق المحبة والمساندة
- شعاع قبل الفجر مذكرات أحمد نهاد السياف
- الجواب الاشتراكي على العولمة الليبرالية
- ثمن الحماقة الاحتلال.. والثمن الذي تدفعه إسرائيل
- نصوص من وراء الجدران تداعيات عقل وقلب مضنيين قراءة في رواية ...
- السياسة الأمريكية في الشرق الأوسط
- معرفة -الجمالي والفني- ضرورة لكل مبدع
- التوازن الاستراتيجي المفقود في القرن الواحد والعشرين
- أجنة الديموقراطية في سورية في النصف الأول من القرن العشرين
- -النهضة والأطراف- مسألة تثير النقاش
- دعوة للتمسك بمكارم الأخلاق ، وليست دعوة للحجاب بالقسر، ولا ل ...
- إذا أردتم تحرير المرأة فابنوا مجتمعات على أسس متحضرة
- -ماذا يفعل النسر في السماء؟- قراءة في رواية -أوقات برية-
- في عيد العمال العالمي: للطبقة العاملة دور جوهري في إيجاد مخر ...
- عماد شيحة يجدد أسلوبه النضالي


المزيد.....




- فادي جودة شاعر فلسطيني أمريكي يفوز بجائزة جاكسون الشعرية لهذ ...
- انتهى قبل أن يبدأ.. كوينتن تارانتينو يتخلى عن فيلم -الناقد ا ...
- صورة فلسطينية تحتضن جثمان قريبتها في غزة تفوز بجائزة -مؤسسة ...
- الجزيرة للدراسات يخصص تقريره السنوي لرصد وتحليل تداعيات -طوف ...
- حصريا.. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 المبارك وجميع القنوات ال ...
- الجامعة الأمريكية بالقاهرة تطلق مهرجانها الثقافي الأول
- الأسبوع المقبل.. الجامعة العربية تستضيف الجلسة الافتتاحية لم ...
- الأربعاء الأحمر -عودة الروح وبث الحياة
- أرقامًا قياسية.. فيلم شباب البومب يحقق أقوى إفتتاحية لـ فيلم ...
- -جوابي متوقع-.. -المنتدى- يسأل جمال سليمان رأيه في اللهجة ال ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - الادب والفن - شاهر أحمد نصر - سعد الله ونوس مبدع مسرح المستقبل