أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - شاهر أحمد نصر - أجنة الديموقراطية في سورية في النصف الأول من القرن العشرين















المزيد.....



أجنة الديموقراطية في سورية في النصف الأول من القرن العشرين


شاهر أحمد نصر

الحوار المتمدن-العدد: 1951 - 2007 / 6 / 19 - 11:40
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


(نص المحاضرة التي ألقيت في فرع اتحاد الكتاب العرب بطرطوس بتاريخ 17/6/2007)
مساء الخير
نشكر لكم وحضوركم ونشكر فرع اتحاد الكتاب العرب بطرطوس لاتاحتته الفرصة لنا لهذا اللقاء
تمهيد :
كانت سورية في أواخر العهد العثماني تقسم إلى عدة ولايات ومتصرفيات مرتبطة بالمركز العثماني .. تعيش حياة الركود والتخلف الاقتصادي والسياسي والثقافي..
بدأ عصر الإصلاح في تاريخ تركيا العثمانية باسم "التنظيمات" في عام 1839م. يقع جزء كبير من مسؤولية إصدار وإعلان هذه الوثيقة على الدول الكبرى، التي كانت معنية بأحوال رعاياها ومصالحها في الإمبراطورية العثمانية..
ونصّ الدستور الذي أعلن عنه في عام 1876م على الحرية الفردية والحقوق المتساوية لجميع المواطنين دون تفريق بسبب العنصر أو العقيدة (المواد 8 و 11 و17)، وعلى استقلال القضاء، الذي سيعالج القضايا المدنية حسب القانون المدني وليس حسب القانون الديني (المادتين 81 و87)، وعلى تعليم ابتدائي شامل (المادة 114) وعلى الخدمة العسكرية لجميع الطوائف الدينية (المادة 17)، وحظر تحصيل إيراد أو إنفاق نفقات على خلاف ما هو مسموح به في الميزانية الرسمية (المواد 96 ت 99).
كان الدافع إلى وعود عبد الحميد هو الرغبة في إرضاء الدول الأوروبية أكثر من الاهتمام بتحسين أحوال سكان الإمبراطورية..(1)
وتركت محاولات الإصلاح تلك في الدولة العثمانية، أثرها على التطور اللاحق في ولايات ومتصرفيات الإمبراطورية العثمانية.. التي أخذت تنمو فيها بعض المشاعر القومية، وتجلت ذروة ذلك في ثورة الشريف حسين في شبه الجزيرة العربية وبلاد الشام..

الحياة السياسية في سورية
في النصف الأول من القرن العشرين
عرفت سورية والشعوب العربية بداية اليقظة في القرن التاسع عشر نتيجة عوامل خارجية وداخلية، في مقدمتها وصول تأثيرات النهضة الأوروبية مع حملة نابليون على مصر سنة 1798 م، التي أيقظت العرب خاصة في مصر وبلاد الشام، بسبب الخطر الخارجي الذي يهدد بلادهم، ونتيجة احتكاك المصريين بالفرنسيين واطلاعهم على بعض مظاهر التقدم العلمي في أوروبا.. كما ساهمت البعثات التبشيرية، بدور كبير في فتح المدارس، فساهمت البعثات الكاثوليكية الفرنسية في تأسيس المدارس كمدرسة عنتورة، ومدرسة غزير اليسوعية عام 1843م لتتحول إلى الجامعة اليسوعية في بيروت، وأسست البعثات البروتستانتية الأمريكية مدرسة (عبية)، والكلية السورية عام 1866 في بيروت لتتطور إلى الجامعة الأمريكية.. كم كان للمفكرين والمصلحين دورٌ هام في اليقظة العربية، وكان في طليعتهم في بلاد الشام:
ـ عبد الرحمن الكواكبي (1849-1902م)، ـ الشيخ طاهر الجزائري (1852-1920م) ، ـ ناصيف اليازجي (1800-1871م)، ـ ابراهيم اليازجي (1847-1906)، ـ بطرس البستاني (1819 – 1883م)، ـ أحمد فارس الشدياق (1804-1887م)..
دور الجمعيات الأدبية والعلمية والسياسية:
مع تطور الوعي السياسي في المجتمعات العربية أخذت تتشكل الجمعيات الأدبية والسياسية، التي لعبت دوراً هاماً في اليقظة العربية، ومن أشهر الجمعيات السياسية :
ـ الجمعية السرية في بيروت، ظهر نشاطها عام 1875
ـ جمعية الإخاء العربي العثماني: تأسست في الأستانة عام 1908م
ـ جمعية (العربية الفتاة) 1911: قامت على الدعوة إلى تحرير العرب..
ـ حزب اللامركزية الإدارية العثماني، عام 1912: من مؤسسي هذا الحزب: رشيد رضا، وعبد الحميد الزهاوي، ورفيق وحقي العظم.

ـ مؤتمر باريس عام 1913م: عقد المؤتمر بدعوة من الجمعية العربية الفتاة، حضر المؤتمر ممثلون عن الجمعيات العربية في سورية ولبنان والعراق ومع حوالي 300 من رجالات العرب، كانت أهم قراراته:ـ إشراك العرب بالحكم المركزي في الأستانة...(2)
أوائل الصحف في بلاد الشام :
كان للصحافة دور تنويري هام، ونظراً لدورها المميز نبين فيما يلي أسماء الجرائد التي صدرت في دمشق والمترافقة مع ظهور ونمو اليقظة العربية في بلاد الشام..
من أولى الجرائد التي صدرت في سورية جريدة: سورية، وهي جريدة رسمية، في أربع صفحات، خاصة بولاية سورية صدر العدد الأول منها في دمشق في 19/11/1885 باللغتين العربية والتركية، وقد استمرت بالصدور حتى نهاية الحكم العثماني في سورية 1918.
وفي عام 1878 أصدر أحمد عزت باشا العابد العدد الأول من جريدة: دمشق الأسبوعية، باللغتين العربية والتركية، وقد استمرت بالصدور حتى عام 1887م.
أما جريدة الشام الأسبوعية فقد أصدر العدد الأول منها في دمشق في 22/7/1896 لصاحب امتيازها ومديرها: مصطفى واصف، وكانت جريدة إخبارية علمية سياسية أدبية.
واعتباراً من عام 1908 أخذت تتوالى عمليات إصدار الجرائد في سورية بوتيرة ترافقت مع المناخ السياسي السائد.. فأصدرت في عام 1908 الجرائد التالية: ـ العصر الجديد، تكمل، المقتبس، روضة الشام . وفي عام 1910 : ـ اسمع وسطح، المنتخبات، والكائنات. وفي عام 1911: ـ جحى، البارقة، النديم، وبردى. وفي عام 1912: ـ المهاجر، المشكاة، الاشتراكية، المجد، الأصمعي، الضمير، قبس، الصاروخ، الوفاق. وفي عام 1913 أصدرت في دمشق صحيفة القبس.
وفي حلب أصدرت في هذه الفترة الجرائد التالية :
ـ فرات: سنة : 1869، ـ الشهباء: سنة 1877 ، ـ اعتدال: سنة 1879
وفي عام 1909 أصدرت في حلب الجرائد التالية: التقدم، الخطيب، الشعب. وفي عام 1910: ـ أهالي، والإعلان. وفي عام 1911 تنوير الأفكار، مكتبلي، النهار، الصدق، وتشبث.
وفي اللاذقية فقد أصدرت عام 1909 جريدة اللاذقية، وفي عام 1910 المنتخب، وفي عام 1913 أبو النواس، وجريدة العربية.
وفي حمص أصدرت عام 1909 جريدة: حمص، وفي عام 1910 ضاعت الطاسة، وفي عام 1911 المدرسة، وجادة الرشاد، وفي عام 1912: دليل حمص، والتنبيه.
وفي حماه أصدرت الجرائد التالية: - لسان الشرق، في عام 1909 ـ انخلي يا هلالة، عام 1910، ـ المكنسة، عام 1910 ـ السيف، عام 1911، ـ نهر العاصي،عام 1911.
وفي القنيطرة أصدرت عام 1910 جريدة الجولان.
تداعيات الحرب العالمية الأولى وأثرها على بلاد الشام :
أخذ المستعمرون الجدد يحيكون خططهم لاحتلال البلدان العربية، فعقدت اتفاقية سرية عرفت باسم اتفاقية سايكس بيكو في 16 أيار عام 1916م التي قسمت بلاد الشام والعراق، ووضعتها تحت الانتداب الإنكليزي والفرنسي..
جدد الحسين اتصالاته بممثل إنكلترا في مصر ـ هنري مكماهون ـ واستمرت المراسلات بينهما خلال عامي 1915-1916م.
كان قادة الحركة العربية الذين نجوا من الإعدام ومن بطش جمال باشا يطالبون ويلحون للإسراع بالثورة لإنقاذ الباقين من أحرار الشام.. اتصل الحسين بزعماء القبائل واجتمع لديه في مكة حوالي 50 ألف متطوع، وتلقى مساعدات مالية وعسكرية من الإنكليز، وأعلن الثورة في مكة في 10 حزيران 1916 ، وأبرق ابنه فيصل إلى آل البكري يقول: "أرسلوا الفرس الشقراء"، ككلمة سر بإعلان الثورة ..
دور الصحافة:
لعبت الصحافة في هذه الفترة أيضاً دوراً في الدعوة إلى الاستقلال، ونبين فيما يلي أهم الصحف الصادرة في دمشق في الفترة ما بين 1914- 1918:
في عام 1915أصدرت في دمشق جريدة (الاتحاد الإسلامي) .أما في عام 1916 فقد أصدرت في دمشق جريدة (الشرق) وفي عام 1918 أصدرت في دمشق أربع جرائد هي: ـ الاستقلال العربي، الحسام، لسان العرب، وسورية الجديدة.
الحكم العربي في بلاد الشام بين عامي 1918 –1920م
تقدمت قوات الثورة العربية بقيادة الأمير فيصل بن الحسين وحررت مدينة العقبة.. تألفت في دمشق حكومة مؤقتة برئاسة الأمير سعيد الجزائري في 1 تشرين الأول عام 1918م. واستقبل الأهالي الأمير فيصلاً في اليوم التالي بحماس، وتم تشكيل حكومة عسكرية برئاسة علي رضا الركابي.
في 30 تشرين الأول عام 1918م وقعت تركيا مع الحلفاء هدنة مودروس، وبموجبها توقفت الأعمال العسكرية بعد أن أقرت تركيا بهزيمتها واستسلامها. وانتهى بذلك الوجود العثماني في البلاد العربية..
بعد دخول قوات الثورة العربية دمشق أخذ الأمير فيصل ينظم الحكم فيها نيابة عن والده، فشكل حكومة عسكرية برئاسة اللواء علي رضا الركابي، ومجلس شورى، كما أنشأ ديوان الشورى الحربي لتنظيم الجيش، وكانت تشكل هيئة حكومية في كل مدينة يتم تحريرها لتنظيم أمور البلاد .
وقد شهدت هذه الفترة محاولة تدشين مرحلة ديموقراطية في سورية، تجلى ذلك في انتخاب المؤتمر السوري، الذي كانت إحدى مهامه تمثيل البلاد والتكلم باسمها أمام لجنة التحقيق الدولية (كنغ ـ كراين) ، وإصدار الصحافة المستقلة والرسمية التي أصدرت في تلك الفترة والتي جاوز عددها الأرقام التي عرفتها سورية في أية مرحلة سابقة ولاحقة، فأصدرت في دمشق وحدها في هذه الفترة الوجيزة في عام 1919 ثلاث عشرة جريدة ، وهي: ـ حرمون، الصحة العامة، المفيد، العقاب، الحمارة، العاصمة، الكنانة، الإعلانات، الفجر، الأردن، الإخاء، الفلاح، الطبل. وفي عام 1920 أصدرت في دمشق سبع جرائد ، هي : ـ فتى العرب، الحق، المحيط، العفريت، الشرق، ألف باء، والعمران.
تدشين الحياة البرلمانية في سورية ـ المؤتمر السوري العام في 7 حزيران عام 1919
يعد المؤتمر السوري العام الذي عقد في 7 حزيران عام 1919 بداية الحياة البرلمانية في سورية، حيث اجتمع المجلس الذي يمثل الشعب في دمشق باسم المؤتمر السوري العام، برئاسة محمد فوزي العظم والد رئيس وزراء سورية الأسبق الوطني المعروف خالد العظم، وقد حضره 69 نائباً من أصل مجموع أعضاء المجلس وهو 85 نائباً، لأنّ السلطات الفرنسية والإنكليزية منعت ممثلي لبنان وفلسطين من السفر إلى دمشق..
اعتمد المؤتمر السوري في دورته المنعقدة في شهري حزيران ـ تموز عام 1920 أول دستور سوري في العصر الحديث، وعرف باسم: القانون الأساسي ـ دستور المملكة السورية، وهو مؤلف من 147 مادة؛ واستناداً لهذا الدستور تم إعلان استقلال سورية وتنصيب فيصل بن الحسين ملكاً عليها في 8 آذار 1920.
رفض المؤتمر السوري الوصاية مهما كان نوعها.. وشكلت لجنة تحقيق دولية اسمها لجنة كراين عام 1919 قدم إليه المؤتمر السوري مذكرة تتضمن مقرراته التي يرفض فيها الانتداب.. (لم يعلن تقرير لجنة كراين إلا بعد أن نشرته جريدة التايمز الأمريكية عام 1922.)
تعطلت جلسات أول برلمان في سورية (المؤتمر السوري العام) في 24 تموز 1920 مع دخول القوات الفرنسية إلى دمشق.
وافتتح أول برلمان في دمشق زمن الاحتلال الفرنسي في عام 1920 برئاسة بديع المؤيد، وكان اسمه المجلس التمثيلي والنيابي لسلطة دمشق، وفي الوقت نفسه كانت هناك عدة مجالس تمثيلية ونيابية في باقي مناطق سورية، نتيجة تقسيم المستعمر لها إلى عدة دول.
وفي عام 1928 أخذ البرلمان السوري اسم المجلس التأسيسي أو (الجمعية التأسيسية) الذي انتخب هاشم الأتاسي رئيساً له في 9 حزيران 1928.
مؤتمر الصلح
بعد توقيع الهدنة بين الحلفاء وألمانيا في 11 تشرين الثاني 1918 عقد في باريس مؤتمر للصلح، حضره ممثلون عن 33 دولة، ولم تحضره الدول المهزومة وقاطعته روسيا، حضر مؤتمر الصلح الأمير فيصل ممثلاً عن والده الحسين..
في 13 كانون الثاني عام 1920 عاد فيصل إلى دمشق، ولمس رفض الشعب لمشروع فيصل ـ كليمنصو، واجتمع المؤتمر السوري مساء 7 آذار عام 1920 وأصدر قرارات تؤكد على استقلال سورية، ورفض وعد بلفور، وأقرت نظام الحكم الملكي الدستوري، وإعطاء لبنان الحكم الذاتي ضمن إطار الوحدة السورية، وبويع فيصل ملكاً على سوريا..
نددت فرنسا مع إنكلترا بمقررات المؤتمر السوري، وعقد في 25 نيسان عام 1920م مؤتمر في سان ريمو بإيطاليا قرر وضع سورية ولبنان تحت الانتداب الفرنسي، ووضع العراق وفلسطين وشرقي الأردن تحت الانتداب الإنكليزي..
أثارت مقررات سان ريمو سخط الشعب في سوريا فقامت المظاهرات، وتألفت وزارة دفاعية برئاسة هاشم الأناسي، وتولى فيها يوسف العظمة وزارة الحربية، واتخذت تدابير دفاعية.. وأبلغ الملك فيصل إنكلترا رفض حكومته لمقررات سان ريمو .. فوجهت فرنسا إنذار غورو في 14 تموز عام 1920 م.. قررت الحكومة السورية قبول الإنذار مقدرة ظروف البلاد، وبدأت بتنفيذ بنوده فأوقفت أعمال التجنيد الإجباري، وأخذت بتسريح الجيش، وأغلقت المؤتمر السوري لمدة شهرين.. وعرقل الفرنسيون وصول جواب الحكومة عن طريق قطع الاتصالات بين دمشق وبيروت، وأمر غورو قواته في الشمال بالزحف فاحتلت حلب في 23 تموز 1920، فأوقف وزير الحربية يوسف العظمة عمليات تسريح الجيش، وأذاع الملك فيصل بياناً يدعو فيه الشعب إلى التطوع والمقاومة، وتجمع عدة آلاف من المتطوعين، وخرج يوسف العظمة على رأس قواته القليلة، وخاض معركة غير متكافئة وسقط شهيداً في ميسلون في 24 تموز 1920، وتقدم الفرنسيون ليدخلوا دمشق في اليوم التالي .

الصحافة السورية في بداية عشرينيات القرن العشرين:
نظراً للأحوال الصعبة التي عاشتها البلاد فقد تراجع فيها المناخ الديموقراطي، وانعكس ذلك على عدد ونوعية الصحافة التي أصدرت؛ ففي عام 1921 كان هناك جريدة واحدة فقط في دمشق وهي: أبو نواس العصري، وكانت جريدة فكاهية تصدر مرتين في الأسبوع. وفي عام 1922 كان هناك صحيفة وحيدة في دمشق، هي: الأنوار وهي جريدة يومية سياسية مصورة. وفي عام 1923 أصدرت في دمشق جريدة: الفيحاء، وهي جريدة سياسية علمية أدبية فنية جامعة مصورة. أما في عام 1924 فقد أصدرت في دمشق ثمان جرائد هي : ـ الحاكمية، حط بالخرج، المفيد، أبو العلاء العري، وادي بردى، المقتبس، المصور، وبريد الشرق.

بعد معركة ميسلون أصبحت سورية ولبنان تحت النفوذ الفرنسي.. كانت الثورة كامنة في النفوس، التي حركتها زيارة بلفور إلى دمشق في 8 نيسان 1925، ..كانت قد تألفت في الجبل جمعية وطنية سرية برئاسة سلطان باشا الأطرش لمقاومة مظالم السلطة الفرنسية وتحريك النفوس إلى أن نشبت الثورة السورية ضد الاحتلال الفرنسي والتي توجت بمعركة الكفر في تموز عام 1925 وامتدت إلى كافة أنحاء الوطن وتكاملت مع ثورة الشيخ صالح العلي في جبال الساحل وثورة ابراهيم هنانو وغيرها..
وترافقت الثورات السورية مع إصدار صحافة، أغلبها ذات طابع وطني، وقد عرفت دمشق في الفترة ما بين 1925-1935 م الصحافة التالية :
أصدر في العام 1925 في دمشق ، خمس جرائد ، وهي: ـ الميزان، الزمان، وفاء العرب، المصارع. وأربع جرائد في عام 1926 هي: ـ الرأي العام، الأصمعي، الأنباء، والحوت.
وفي عام 1927 أصدرت في دمشق: سبع جرائد، وهي: ـ الصحراء المصورة ـ المستقبل، النظام ، الشعب ، لسان الأحرار، الحياة المصورة, والسهام. وأصدرت في دمشق في عام 1928 خمس جرائد، وهي: المرصاد، الخازوق، القبس، سورية، والاستقلال. وفي عام 1929 جريدة أصدرت في دمشق واحدة هي: ـ الأمة.. أما في عام 1930 فقد أصدرت في دمشق جريدتان: ـ الناقد، والتعاضد. وفي عام 1931 أصدرت في دمشق سبع جرائد هي: ـ المساء، الفجر الأحمر، الأيام، الشام، ECHOS de Damas صدى دمشق، اليوم، والقبس. كما أصدرت في دمشق في عام 1932 خمس جرائد هي: ـ الخواطر، الصباح، الميزان الجديد، الجزيرة، والدستور. وفي عام 1933 أصدرت في دمشق ثلاث جرائد هي: ـ الدفاع، الشورى، ونضال الشعب. وفي عام 1934 أصدرت في دمشق جريدة واحدة هي: السياسة.
أما في حلب وفي الفترة نفسها فقد أصدرت الجرائد التالية:
ـ الوقت ، عام 1925. ـ الميثاق عام 1925، ـ الثعبان، عام 1926، ـ المرسح، عام 1926، ـ الاتحاد، عام 1926، ـ الجهاد، عام 1927، ـ السلام، عام 1928، ـ الأهالي، عام 1928، ـ دوغرـ ويول، عام 1930، ـ الوحدة، عام 1930، ـ برق الشمال، عام 1932، ـ الدستور، عام 1935.
وفي اللاذقية أصدرت الصحف التالية:ـ جريدة دولة العلويين ـ رسمية ناطقة بلسان الانتداب الفرنسي، أصدرت عام 1925 ـ الرغائب ، عام 1929، ـ الفلق، عام 1932، ـ لسان الشرق، عام1933، ـ الإرشاد، عام 1933.
وفي القنيطرة ، أصدرت في عام 1927جريدة: مارج.
وفي جبلة أصدرت عام 1928 جريدة الأدهمية.
ظهور الأحزاب والتكتلات السياسية في سورية :
مع تصاعد نضال الشعب السوري في سبيل النهضة والتحرر والاستقلال، وبعد ظهور الجمعيات الأدبية والسياسية، أخذت تتشكل الأحزاب السياسية منذ نهاية القرن التاسع عشر، فظهرت الأحزاب التالية :
حزب الاستقلال العربي: تأسس في عام 1918 ليكون مظهراً خارجياً لنشاط الجمعية (العربية الفتاة) السرية. هدفه استقلال العرب ووحدتهم الشاملة.. تمتع بشهرة كبيرة وانتشر انتشاراً واسعاً..
النادي العربي: وتشرف عليه هيئة الفتاة، واستوحيت فكرته من المنتدى الأدبي، وأصبح نادياً قومياً سياسياً ثقافياً، وقد ألقى فيه الملك فيصل بعض خطبه، وعقد فيه المؤتمر السوري أول جلساته قبل انتقال المؤتمر إلى بناية العابد. وأسست له فروع في المدن السورية.
حزب التقدم: وكان مظهراً برلمانياً لجمعية الفتاة وحزب الاستقلال، وقد أوجد لتحقيق أهداف الفتاة داخل البرلمان، وكان أعضاء هذه الكتلة هم المتشبثون بالاستقلال وخطة عدم التساهل تجاه المطامع الأجنبية من جهة، ويحملون مبادئ اجتماعية وإصلاحية من جهة أخرى. حتى أنّهم تبنوا اقتراحاً تقدم به عضو المؤتمر مندوب غزة الشيخ سعيد مراد بالمساواة بين المرأة والرجل في الحقوق السياسية..
جمعية العهد السوري 1918: كان أكثر أعضاء جمعية العهد من الضباط، مع عدد من المدنيين والموظفين، كان موقفها الرسمي منسجماً مع موقف جمعية الفتاة.
حزب الاتحاد السوري: تابع العرب السوريون العاملون في نطاق حزب اللامركزية، والهيئات السياسية اللبنانية نشاطهم في القاهرة أثناء الحرب، وانتخبوا لجنة مؤلفة من سبعة أشخاص هم: رفيق العظم، الدكتور شهبندر، فوزي البكري، الشيخ كامل القصاب، خالد الحكيم، مختار الصلح، وحسن حمادة، وتقدموا في ربيع 1918 بكتاب إلى وزير الحربية البريطانية طرحوا فيه سبعة أسئلة تتعلق بحدود البلاد العربية وموقف بريطانيا من استقلال العرب.. وقد اختير الأمير ميشيل لطف الله اللبناني لرئاسة الحزب..
اللجنة الوطنية العليا: كانت هذه اللجنة مظهراً من مظاهر النشاط الشعبي، فقد تألفت من مختلف الهيئات والأحزاب في تشرين الثاني 1919 برئاسة الشيخ كامل القصاب، بعد أن عقدت اجتماعات متعددة في أحياء دمشق، وفي 8 شباط 1920 نشر رئيس اللجنة الوطنية بياناً أعلن فيه أنّ اللجنة هي فوق الأحزاب.. وفي 23 تموز جاء الشيخ إلى الملك فيصل يقول: "ما دمت قد قررت الدفاع فأنا أعدك بتجنيد عشرة آلاف حامل بندقية حتى المساء" وكان الفرنسيون قد أصبحوا على بعد خطوات من ميسلون.
الحزب الديموقراطي: كان يؤلف الجبهة البرلمانية المقابلة لحزب التقدم في المؤتمر السوري، وقد ضم ثلاثين نائباً تقريباً من الإقطاعيين والمحافظين والمعتدلين، والمعارضين للفتاة والناقمين على الحكومة.. ظهرت معارضتهم للحزب الآخر في مجال المناقشة في مواد الدستور، حيث عارض هذا الحزب مثلاً بند الحقوق السياسية للمرأة.. عقد اجتماعا حاشداً في 15/1/1920 بدمشق دارت فيه الخطب حول ضرورة الدفاع وطلب التجنيد.. انفرط عقد هذا الحزب عقب دخول الفرنسيين دمشق.
الحزب الوطني السوري: نشأ في دمشق عام 1920 ضم عند تأسيسه ذوي الوجاهة الموروثة، وأصحاب المصالح والأثرياء، عرف باسم حزب الذوات، انتسب إليه عدد من مؤسسي الفتاة، واشترك فيه عدد من الأشراف الحجازيين. أما منهاجه فينص على استقلال سورية الطبيعية، كحزب الاتحاد السوري، ولكنه يرمي أيضاً إلى تقوية الصلات القومية والأدبية بين الشعوب العربية، والتساوي في الحقوق المدنية والسياسية بين جميع أبناء "الوطن السوري" على اختلاف المذاهب والعناصر، وهو يؤيد المبدأ الملكي الديموقراطي برئاسة الأمير فيصل ويتميز عن الأحزاب الأخرى بالنص على السعي لتحسين النظام الاجتماعي بتأسيس صناديق التعاون الاقتصادي والخيري وتنشيط النقابات التجارية وجمعيات العمال.
وقد اعتمد عليه الملك في خطته المسايرة للفرنسيين، ولكن لم يكن باستطاعة هذا الحزب أن يحول التيار أو أن يؤثر في الرأي العام الذي استولت عليه فكرة الدفاع والمقاومة.
كما وجدت أحزاب أخرى قليلة الشأن، منها الحزب السوري المعتدل، وقد تألف من بعض السوريين في مصر، وحزب الاتحاد العربي، وحزب سورية الجديدة في أمريكا، ويضمان بعض رجال الجالية السورية، وقد عملت هذه الأحزاب الثلاثة للترويج لانتداب الولايات المتحدة على البلاد.
وفي تموز 1920 ظهر حزب في دمشق سمي بالحزب السوري، وكان من أعضائه المؤسسين محمد كرد علي، وقد قال عنه في مذكراته أن معظم من دخلوا فيه كان دخولهم لمقاصد شخصية.(2)
الحزب الشيوعي في سورية ولبنان :
تشكل الحزب الشيوعي في سورية ولبنان من قبل مجموعة من العمال النقابيين والمثقفين منهم: سليم خياطة، ويوسف إبراهيم يزبك، وفؤاد الشمالي في الفترة ما بين 1924 ـ 1928 مع بدء انتشار الفكر الاشتراكي في المنطقة، عبر الترجمات المختلفة، هذا الفكر الذي وجد تربة مناسبة في المجتمع السوري، كما كان لنشاط الكومنترن (منظمة الأممية الشيوعية الثالثة) دور في تأسيس هذا الحزب..
تطور نفوذ الحزب الشيوعي في سورية واستطاع أن يحظى بشعبية خاصة بين الأقليات كالأرمن والأكراد.. وتميز نضاله في مرحلة الانتداب الفرنسي بالتعاون مع الوطنيين السوريين. وكان عوناً للوفود السورية التي فاوضت من أجل الاستقلال، إذ حشد تأييد الشيوعيين الفرنسيين ودعمهم لمطالب المفاوضين السوريين، وتميز بإقامة ترابط عضوي بين النضال السياسي والنضال المطلبي..
وساعد في نمو النفوذ الشيوعي في سورية انتصار الاتحاد السوفياتي في الحرب العالمية الثانية، وبروز المركز المؤيد لحركات التحرر الوطني، والإنذار الذي وجهه السوفيات للمعتدين على مصر عام 1956 بعد تأميم القناة، والاتفاقيات الاقتصادية والعسكرية المبرمة بين الحكومة السورية والحكومة السوفياتية.. ونجح أمينه العام خالد بكداش في الانتخابات إلى البرلمان في عام 1954..
اعتبر هذا الحزب مسألة النضال من أجل التحرر الوطني، إلى جانب المسألة الاجتماعية والطبقية المحور الأساسي في نشاطه، ولم يعر الاهتمام الكافي لمسائل الديموقراطية والمجتمع المدني.. ومع وجود خلل في تناوله للمسألة الاجتماعية، بتكراره لشعارات مترجمة عن الحركة الشيوعية العالمية، واعتقاده أن (البروليتاريا) هي الطبقة المهيأة لإسقاط البرجوازية.. بقي هذا الخلل يرافق نشاطه الذي لم يستطيع التحرر من الجمود العقائدي...
الكتلة الوطنية :
تشكلت "الكتلة الوطنية" بانضمام مجموعة من المثقفين والسياسيين إلى حزب الشعب، وتألفت "الكتلة الوطنية" من الوطنيين الذين كانوا ينتمون إلى العائلات الإقطاعية الكبيرة، وأكثرها أهمية، مثل ابراهيم هنانو، وهاشم الأتاسي، جميل مردم بك، وعبد الله الجابري، واختير الأتاسي رئيساً للكتلة، ثم انتخب رئيساً للجمعية التأسيسية في عام 1928.
تألق نجم الكتلة الوطنية حتى عام 1936، حيث قادت الحراك السياسي في سورية عبر الإضرابات، والمظاهرات، وقيادة الحملات الانتخابية، حيث فازت قوائمها في جميع المدن السورية، ولعبت دوراً موحداً لسورية، وهذا ما انعكس في اتفاقية عام 1936 مع الحكومة الفرنسية، هذه المعاهدة التي تلغي الانتداب، وتستبدله بمعاهدة، وتوحد الدويلات السورية في دولة واحدة، بعد إلحاق الأقضية الأربعة بلبنان، وتولت الكتلة الوطنية تشكيل حكومة وطنية برئاسة جميل مردم بك، وانتخب هاشم الأتاسي رئيساً للجمهورية، وفارس الخوري رئيساً للمجلس النيابي..
المجلس التأسيسي، (الجمعية التأسيسية) والخطوة الثالثة على طريق النشاط البرلماني في سورية:
وعد المفوض السامي أن يتم سن القانون الأساسي (الدستور) بملء (الحرية).. ودعا إلى انتخاب مجلس تأسيسي..
قرر الوطنيون في مؤتمرهم الثاني في دمشق 26 آذار 1928 دخول الانتخابات برغم مما في الموقف من غموض، وإبهام غايتهم تحقيق مطالب الأمة بوضع دستور يضمن سيادتها ووحدتها، واستقلالها وشكل حكومتها وأسلوب إدارتها، وحقوق أفرادها..
أقبل الشعب على الانتخابات إقبالاً رائعاً وفازت الكتلة الوطنية فوزاً أقلق السلطات الفرنسية.
افتتح المجلس التأسيسي في 9 حزيران بخطاب توجيهي تهديدي من قبل المفوض السامي بونسو..
انتخب هاشم الاتاسي لرئاسة المجلس، وألفت لجنة لوضع الدستور برئاسة إبراهيم هنانو كان مقررها فوزي الغزي، وصدق المجلس على الانتخابات جميعاً..
أتم المجلس وضع مشروع الدستور من مئة وخمس عشرة مادة صدقه الأعضاء بصورة إجمالية، ولكن الفرنسيين اعترضوا في 9 آب على المواد (2، 73، 74، 75، 110، 112) وتتعلق بالحدود والوحدة السورية، وحقوق رئيس الجمهورية بالعفو الخاص وعقد المعاهدات، وحل المجلس النيابي، والتمثيل الخارجي، وتنظيم الجيش السوري، وإعلان الأحكام العرفية، وحجتهم أنّ "الحكومة الفرنسية لا يسعها أن تأذن بنشر وتنفيذ ما يحرمها من الوسائل التي تساعدها على القيام بالفروض الدولية التي أخذتها على عاتقها".
تقدم المندوب السامي بطلب إضافة المادة 116 إلى الدستور، أوضح له النواب مناقضتها لأحكام الدستور جميعها.. وذهبت الجمعية التأسيسية في التساهل إلى أن اقترحت في 25 كانون الثاني 1929 إيقاف نفاذ المواد المختلف عليها إلى حين تصديق المعاهدة.. كان جواب الفرنسيين تعليق الجلسات في 7 شباط 1929 إلى أجل غير مسمى.
الأحزاب الصغيرة في نهاية العشرينات وأوائل الثلاثينات: عرفت دمشق في هذه الفترة ما يزيد على خمسة وعشرين حزباً لم يحتفظ العديد منها بعد هذا العام بأي كيان سياسي. من هذه الأحزاب:
حزب الإصلاح: برئاسة حقي العظم، ضم طائفة من الأرستقراطيين والموظفين، وممن تعاونوا مع المنتدبين، خاصم الكتلة الوطنية..
حزب الاتحاد الوطني: ضم عدداً من الموظفين والضباط المتقاعدين برئاسة سعيد محاسن..
الملكيين: كانوا عدة فئات، منهم الحزب الملكي، وحزب الأمة، والرابطة الوطنية الملكية، والميثاقيين..(4)
أحزاب المجلس النيابي: لم يكن في المجلس المنتخب أحزاب برلمانية بالمعنى الصحيح، بل كان هناك سبعة من نواب الكتلة الوطنية، يناصرهم عشرة آخرون مقابل واحد وخمسين نائباً كانوا من مؤيدي السلطة الفرنسية، والحكومة المتعاونة معها، لكنهم كانوا منقسمين إلى كتل إقليمية وشخصية للتنافس على المناصب، وأهمها:
الحزب الحر الدستوري: الذي ألفه صبحي بركات في 22 كانون الثاني 1932 من نواب الشمال المعتدلين وأغلبهم من حلب.
حزب الائتلاف: برئاسة حقي العظم، ويضم نواب كتلة الجنوب.

وقد عرفت سوريا العديد من الأحداث خلال هذه الفترة منها رد مشروع معاهدة 1933 في المجلس النيابي، والميثاق الوطني 1936 لتحرير البلاد السورية، والإضراب الكبير..
الحزب السوري القومي:
أسس هذا الحزب شخص واحد هو الزعيم أنطون سعادة في 16 تشرين الثاني 1932 في بيروت، من ستة طلاب في الجامعة الأمريكية التي كان أستاذاً للغة الألمانية فيها.ولما لم يستوثق من فهم اثنين منهم لمقاصده تظاهر بحل الحزب، ثم تابع عمله مع الآخرين سراً، حتى عقد الاجتماع الحزبي العام الثاني في حزيران 1935، فتمكنت السلطات من كشف أمره فاعتقل الزعيم وأعضاء مجلس العمد في الحزب وأودعوا سجن الرمل في بيروت.
شرح سعادة ما دفعه إلى تأسيس الحزب في رسالته إلى محاميه حميد فرنجية في 10 كانون الأول 1935..
مبادئ الحزب الأساسية ثمانية تخرج جميعها أنّ هناك أمة تامة هي الأمة السورية "سورية للسوريين أمة تامة".. لا يتنافى هذا المبدأ مطلقاً أن تكون الأمة السورية إحدى أمم العالم السامي، أو العربي أو إحدى الأمم العربية..
أما المبادئ الإصلاحية فهي خمسة، تعالج علاقة الدولة بالدين والمجتمع، وإزالة الحواجز بين مختلف الطوائف والمذاهب، وإلغاء الإقطاع وتنظيم الاقتصاد القومي على أساس الإنتاج.. وفي موقفه من فلسطين: يعتبر فلسطين جزءاً لا يتجزأ من وطن كامل غير قابل للتجزئة هي الأمة السورية.
عصبة العمل القومي: تنادى بعض الشباب المثقف من سوريا ولبنان إلى مؤتمر عقد في قرنايل في لبنان في إحدى الدور ودون علم السلطة في 24 آب 1933، أصدروا بعده بياناً مفصلاً أوضحوا فيه أنّ أهدافهم هي: سيادة العرب واستقلالهم، والوحدة العربية الشاملة. وقد أقرت سياسة اللاتعاون مع المنتدبين والحكومات التي يقيمونها، انسجاماً مع مبدأ عدم الاعتراف بهم. وقد اعتبرت البلاد العربية وحدة اقتصادية، ونادت إلى محاربة الإقطاعية.. ودعت إلى مقاومة كل عصبية غير العصبية القومية العربية.. وإلى رفع مستوى المرأة الاجتماعي ولكنها لم تدع إلى مساواتها بالرجل..
الشباب الوطني: نظم شباب وطنيون في دمشق صفوفهم، ونصوا قانوناً تعتبر هيئة "الشباب الوطني" هيئة قومية عربية غايتها تحرير سورية الطبيعية وتوحيدها والعمل في سبيل تقارب البلاد العربية واتحادها.. أقامت أول مهرجان لها في 21 أيار 1936 في الملعب البلدي في دمشق.
الحزب الوطني :
نتيجة رفض الحكومة الفرنسية التصديق على معاهدة 1936 دبّ الشقاق في صفوف الكتلة الوطنية بين جناحين رئيسيين جناح الحكومة في دمشق، وجناح الكتلة البرلمانية الدستورية، والكتلة البرلمانية الشعبية في حلب..
تشكل الحزب الوطني قبيل انتخابات عام 1947 من الجناح الحاكم من الكتلة الوطنية، ومثل مصالح البرجوازية التجارية الدمشقية إبان رئاسة شكري القوتلي، وحكومة سعد الله الجابري، واعتمد على شخصيات وطنية كالقوتلي، وفارس الخوري، ولطفي الحفار، وصبري العسلي.. واتسمت سياسة الحزب بالطابع الوطني والقومي، كما جاء في مبادئه المعلنة عام 1948.
حزب الشعب
تشكل حزب الشعب عام 1948 من الجناح المنشق عن الكتلة الوطنية والمعارض للقوتلي، واستقطب أبناء العائلات الكبيرة والعناصر المثقفة من حلب وشمال سورية، وكان من أبرز قادته رشدي الكيخيا، وناظم القدسي، ومصطفى برمدا، وحظي بتأييد عائلة الأتاسي في حمص.. حاول هذا الحزب إزالة الحدود مع العراق، ودعا إلى الوحدة العربية..
الإخوان المسلمون:
وهم جماعة دينية من حيث الأساس ولكنّها قامت بدور سياسي لا يمكن تجاهله عند تأريخ الحياة الحزبية في سورية.
تأسست جمعية الإخوان المسلمين في مصر عام 1928 سبيلها بناء جيل مؤمن بأنّ الإسلام دين ودولة.. وانتقلت دعوة الإخوان المسلمين من مصر إلى سورية، وبدأ تأسيس الجمعيات الأولى بأسماء مختلفة منذ عام 1937 في حلب ودمشق وحمص وحماة، ثم انضمت هذه الجمعيات تحت اسم واحد هو جمعية "شباب محمد" إلى أن اتخذ مؤتمر عام عقد في حلب عام 1944 قراراً بتأليف لجنة مركزية عليا في دمشق لها مكتب عام دائم برئاسة مراقب عام هو الشيخ مصطفى السباعي وأصبح اسم الجمعية "الإخوان المسلمون".
وباشرت الجمعية منذ ظهورها بنشاط اجتماعي واسع النطاق، فأسست المعهد العربي بدمشق، وأسست دار طباعة، وأصدرت صحيفة "المنار"، وأنشأت شركة نسيج حلب، وألفت عدة لجان للاهتمام بالشؤون الثقافية والسياسية والاجتماعية العامة. وحددت أهدافها في مؤتمرها العام الذي عقد في يبرود (سوريا) عام 1946 في النقاط التالية:
تحرير الأمة وتوحيدها وحفظ عقيدتها على أساس الإسلام، وإصلاح المجتمع ومحاربة الاستعمار، ومحاربة محاولات التفرقة بين الطوائف والأديان، وإصلاح جهاز الدولة بتنفيذ القوانين دون محاباة.
فاز عدد من مرشحيها في الانتخابات التي جرت عام 1947. واشتركت كتيبة من متطوعيها في معركة فلسطين.
معركة الصحافة السورية في سبيل الاستقلال :
ومن الطبيعي أن يترافق نشاط هذه الأحزاب، والصراع الذي شهدته سوريا مع إصدار صحافة متعددة الميول والمشارب، فقد أصدرت في دمشق في الفترة ما بين 1936-1947 الصحافة التالية:
وفي عام 1936 أصدرت في دمشق ثلاث جرائد، هي: لواء الجزيرة، الضياء، الإنشاء.
وفي عام 1937 أصدرت في دمشق جريدة واحدة هي: الاستقلال العربي.
كما أصدرت في عام 1938 في دمشق جريدة واحدة هي:ـ العمل القومي.
وأصدرت في عام 1939 في دمشق جريدتان هما: النضال، والكفاح.
أما في عام 1941 فقد أصدرت في دمشق ثلاث جرائد هي: الأسبوع الرياضي، أخبار الحرب والعالم، والأخبار.
وفي عام 1943 أصدرت في دمشق صحيفة واحدة هي: ـ النصر.
وأصدرت في عام 1945 في دمشق جريدتا البلد، وبردى.
أما في عام 1946 فقد أصدرت في دمشق ست جرائد هي: اليقظة، دمشق المساء، العلم، المنار، البعث، والحضارة. وفي عام 1947 أصدرت في دمشق جريدة واحدة، هي: الفيحاء.
ظهور الأحزاب ذات الفكر القومي في بلاد الشام :
في أواخر ثلاثينيات وبداية أربعينيات القرن العشرين أخذت تتشكل في سورية والبلدان العربية المجاورة أحزاب تتجاوز في أيديولوجيتها القومية ونشاطها القطر الواحد، ومن ميزات هذه الأحزاب، كما الحزب الشيوعي، توجه خطابها في المجال السياسي إلى الجماهير الشعبية والعمالية والفئات الوسطى ودعوتها لها، كمدافع عن حقوقها، للانخراط في صفوفها.. تلك الأحزاب كالإخوان المسلمين عام 1928، والحزب القومي السوري عام 1932، وعصبة العمل القومي 1933، وحزب البعث عام 1940..
الحزب التعاوني الاشتراكي:
أعلن النائب فيصل العسلي عن قيام الحزب التعاوني الاشتراكي عام 1948 في خطاب ألقاه في المجلس النيابي حمل فيه على الأوضاع القائمة آنئذ وحمل حكومة مردم بك مسؤولية "الحكم الجائر".. نادى بتأميم المرافق العامة وتوزيع حق التصرف بالأرض توزيعاً تعاونياً اشتراكياً.. كان هناك تفاهم بين رئيس الحزب والرئيس شكري القوتلي.. تعرض الحزب لهزة كبيرة بعد انقلاب آذار 1949 إذ قبض حسني الزعيم على زعيم الحزب وألقى به في السجن وأمر بمعاملته معاملة قاسية انتقاماً لمهاجمته له في مجلس النواب.
حزب البعث العربي الاشتراكي:
تشكل حزب البعث العربي الاشتراكي نتيجة اتحاد حزبين أساسيين هما:
حزب البعث العربي:
أسس الحزب ميشيل عفلق وصلاح الدين البيطار في عام 1940، ساهمت أحداث عام 1945 في دمشق في إبراز الحزب في قيادة الطلاب والشعب ضد فكرة عقد معاهدة والمطالبة بالاستقلال التام. بعد الجلاء أصبح حقيقة واقعة وأصدر صحيفة منذ تموز 1946 باسم "البعث" عقد أول مؤتمر له في نيسان 1947 في دمشق أقر فيه دستور الحزب ونظامه الداخلي. أهدافه هي الوحدة والحرية والاشتراكية، فهو حزب قومي وشعبي واشتراكي، وصفته الأساسية هي أنّه انقلابي..
الحزب العربي الاشتراكي: أسسه النائب أكرم الحوراني عام 1950م، غايته إنعاش الأمة العربية بالرجوع إلى قيمها الأصيلة ولتوحيد العرب وسيادتهم عن طريق الحياد بين المعسكرين العالميين. وقد انتشر هذا الحزب أول الأمر في حماه، ثم امتد إلى حمص والمعرة وبعض قرى حلب. انضم الحوراني وحزبه إلى حزب البعث العربي أثناء النضال السري لمناهضة ديكتاتورية الشيشكلي تحت اسم "حزب البعث العربي الاشتراكي"..
ترافقت مرحلة تأسيس وتبلور النهج السياسي والأيديولوجي لحزب البعث العربي الاشتراكي في سورية، مع تواتر الانقلابات العسكرية التي شهدتها البلاد.. ففي عهد الشيشكلي تمسك هذا الحزب كباقي الأحزاب التي عانت من الديكتاتورية بالديموقراطية والبرلمانية، مؤكداً أنّ النظام الجمهوري النيابي هو القاعدة السليمة لكل انطلاق شعبي، وبينت صحافته أنّه لا يمكن أن يكون في يوم من الأيام متخلياً عن الحياة الدستورية..
اتفق مع حزب الشعب والحزب الوطني على تأليف "جبهة وطنية" بعد مؤتمر عقد في حمص في أيلول 1953 لمناهضة ديكتاتورية الشيشكلي..
إلاّ أن هذه التوجهات الديموقراطية البرلمانية لم تجد صدى لها مع خطابه كحزب انقلابي اشتراكي.. علماً أنّ حزب البعث حاول فهم الاشتراكية كاشتراكية ذات طابع عربي، منسجمة ومتوافقة مع خصائص الأمة العربية، وبخاصة مع تراثها الإسلامي، وعلاقته بالعروبة..
تميز نشاط حزب البعث، في خمسينات القرن الماضي، في العمل في ميدانين رئيسيين: الميدان المدني والميدان العسكري. في الميدان المدني قام الحزب بتكوين جبهة وطنية سياسية معارضة لنظام الشيشكلي الديكتاتوري ـ تستثني الحزب الشيوعي، وتجعل حزب البعث عرضة للتجاذبات اليمينية واليسارية القومية ـ تدعو إلى إقامة نظام ديموقراطي برلماني، وإلى صيانة الحريات العامة، وصيانة الاستقلال، والجمهورية السورية، ودعوة الجيش للبقاء في ثكناته.. ضمت هذه الجبهة: حزب البعث العربي الاشتراكي، وحزب الشعب، والحزب الوطني، وبعض السياسيين المستقلين.
أدت هيمنة الأيديولوجية القومية العربية على المنطلقات النظرية، والنهج السياسي لحزب البعث العربي الاشتراكي ـ تلك الأيديولوجية التي ترى أنّ القضية المركزية في صراع الأمة العربية من أجل التحرر والتقدم هي القضية القومية ـ أدت إلى تعامل هذا الحزب مع مسائل بناء الديموقراطية والمجتمع المدني، والصراع الاجتماعي، كفروع من القضية القومية يتم معالجتها بعد معالجة المهام القومية..
حظي حزب البعث على شعبية واضحة خاصة في صفوف الفلاحين، مما جعله يحصل على 22 نائباً في انتخابات عام 1954، كما كان تواجده ملموساً في صفوف ضباط الجيش، مما ساعده في لعب دور مقرر في الوحدة مع مصر عام 1958، ويلعب لاحقاً دوراً مقرراً في تاريخ سوريا في النصف الثاني القرن العشرين...
حركة التحرير العربية: أسس الشيشكلي هذا الحزب في 6 نيسان 1952 بعد حلّه الأحزاب جميعاً.
اتخذت هذه الحركة من القومية العربية مبدأ أساسياً لها وتبنت النظام الجمهوري ومبدأ العدالة الاجتماعية.. حرص القائمون عليها على عدم وصفها بالحزب السياسي، إذ أنّها كانت المؤسسة الوحيدة التي مارست النشاط السياسي علناً ولمصلحة الحكم القائم مستخدمة الجهاز الحكومي كله..
الديموقراطية في فكر الأحزاب القومية والشيوعية في سورية
إن التمعن في المنطلقات الفكرية والنظرية للأحزاب القومية والماركسية في سورية ولبرامجها السياسية يبين فقدانها لأي برنامج يدعو لبناء مجتمع مدني، يتطور وفق نظام تعددي يسمح بتداول السلطة بين الأكثرية والأقلية.. ومع كل أسف نجد أن هذه الأحزاب لم تتبن في أيديولوجيتها السياسية قيماً وتقاليد تعددية تداولية تعترف بضرورة وجود آخر معارض.
ونظراً لفقدان قيم التعددية الديموقراطية السياسية في فكر أغلب هذه الأحزاب، والتي غابت في كثير من الأحيان عن ممارساتها الداخلية في داخل أغلب هذه الأحزاب، فإنّها لم تستطع تأصيل الفكر الديموقراطي بما فيه الكفاية في وعي الجماهير الشعبية.. ولذا ظلت المسألة الديموقراطية غائبة في وعي الأحزاب وممارساتها معاً، على الرغم من بعض المظاهر الديموقراطية التي عرفتها الحياة السياسية للمجتمع السوري من حرية تشكيل الأحزاب والجمعيات وحرية الصحافة والانتخابات البرلمانية في مراحل تاريخية محددة الخ ..
يتم تبرير غياب الدعوة للحياة السياسية الديموقراطية بالقضايا القومية الضاغطة والتي كانت تفرض نفسها بقوة على هذه الأحزاب، لتصبح أولى أولوياتها، القضية الفلسطينية.. ونظراً لضعف التقاليد الديموقراطية، وعدم تأصيلها وتجذيرها في الوعي الشعبي وقوانين البلاد، فقد استغل العسكريون منذ السنوات الأولى للاستقلال هذا الضعف، وإلحاح القضايا القومية للصعود إلى السلطة بحجة هشاشة السلطات الحاكمة، وعدم مقدرتها على حسم قضية الصراع العربي الصهيوني، وتحقيق النصر الذي يدغدغ مشاعر الجماهير، ويكمن في وعيها وأفئدتها.
شكل الحكم في سورية بعيد الاستقلال
نالت سورية استقلالها في 17 نيسان 1946 ، فظهرت مسائل ومهام جديدة لم تكن معهودة إبان الاحتلال الأجنبي المباشر تستدعي المعالجة، في مقدمتها مهمة بناء المؤسسات الداخلية لجمهورية فتية، ومؤسسات العلاقات الدولية..
عند ولادة الدولة المستقلة في سورية، كان ممثلو الكتلة الوطنية ـ الذين يمثلون مصالح العائلات الإقطاعية والبرجوازية السورية التقليدية ـ يتحكمون بمختلف أمور الحكم، فحافظوا على بنى المجتمع التقليدية، وعلى العلاقة مع الغرب..
ومع صعود الأحزاب القومية أخذ مفهوم الدولة القطرية يتعارض ويتناقض مع أهداف ونشاط قادة ومؤيدي تلك الأحزاب.. إلاّ أن الجميع كانوا متفقين على الطبيعة البرلمانية للحكم في سورية، من خلال صناديق الاقتراع.. علماً بأن التنافس في الانتخابات كان يتم من حيث الشكل بين أحزاب وفق قوانين وضعت إبان حكم الاستعمار.. وأتت تلك القوانين والآلية الانتخابية وتقسيم الدوائر الانتخابية، وتحديد عدد المرشحين في كل دائرة لتحقيق الفوز والأغلبية لأبناء العائلات الإقطاعية والبرجوازية والعشائر، وفشل أية معارضة تقف في وجهها.. تقود في المحصلة إلى المحافظة على البنية الاجتماعية التقليدية.. هكذا لعبت القوانين الانتخابية وآلية الاقتراع، دوراً في إضفاء الصبغة الديموقراطية على تبوء ممثلي العائلات الإقطاعية الكبيرة والبرجوازية التجارية ورؤساء العشائر من أعضاء "الكتلة الوطنية" المقاعد البرلمانية، ومفاصل الحكم الأساسية في البلاد..
ونتيجة لذلك وللممارسات العملية لهذه الفئات التقليدية، فقد تم انتقاد سلوك وعمل زعماء الكتلة الوطنية في الحكم، ولم ينجُ من ذلك النقد رئيس الجمهورية شكري القوتلي الذي تمتع بصلاحيات واسعة كرئيس لا تتم مساءلته أمام البرلمان، وتمتعه بصلاحيات واسعة كتعيين الوزارة، واستدعاء المجلس النيابي، وإصدار القوانين والتشريعات..الخ
ومع تطور الحياة الاجتماعية والسياسية في البلاد وظهور أحزاب جديدة جرى تعديل القانون الانتخابي وجرت انتخابات في تموز عام 1947 سادت فيها حرية التصويت، لكنها لم تخل من حوادث العنف التي وقعت في أنحاء من البلاد أثناء سير عمليات الاقتراع، بالإضافة إلى الخلافات والمشاجرات والعداوات العشائرية والعائلية التي سادت في عدة مدن سورية، خصوصاً وأنّ التنافس كان على أشده بين الحزب الوطني والمعارضة.
كان تمثيل الجماعات الدينية في البرلمان المنتخب كما يلي: السنة 93 مقعداً، العلويون 11، الدروز 5, الروم الأرثوذكس 6، الأرمن الأرثوذكس 2، السريان الأرثوذكس 2، الروم الكاثوليك 2، السريان الكاثوليك 1، الأرمن الكاثوليك 1، الموارنة 1، الاسماعيليون 1، اليهود 1، الأقليات غير الممثلة 3، العشائر 10.
أظهرت نتائج الانتخابات هزيمة الحزب الوطني، على الرغم من تقدير الشعب لموقفه من الفرنسيين ونال 24 مقعداً، أما المعارضة التي يمثل حزب الشعب نواتها الأساسية، فقد فازت بثلاثة وثلاثين مقعداً جديداً، وارتفع تمثيلها النيابي في المجلس إلى 53 نائباً، يضاف إليهم كتلة مائعة كبيرة من المستقلين لا ينتسبون إلى حزب، أو ينتمون إلى عقيدة، ويزيد عددهم عن الخمسين، وقد ظلوا من ظواهر الحياة البرلمانية السورية، ويمسكون بزمام التوازن ما بين الكتلتين المتنافستين، ويشكلون أرضاً صالحة للانتهازيين السياسيين حتى اختفاء البرلمان السوري عام 1958. لقد كان هؤلاء من ملاك الأراضي ورجال الأعمال وزعماء القبائل والأقليات ورؤساء العائلات الكبرى البالغة القوة، وهم بعددهم الكبير في جميع الانتخابات السورية يشهدون على قوة أشكال الولاء المحلية والتقليدية، وضعف التنظيمات الحزبية.
وفي انتخابات 15 تشرين الثاني 1949، فاز حزب الشعب بأكثرية نسبية في الجمعية التأسيسية فحصل على 51 مقعداً، وفاز المستقلون بـ 40 مقعداً، وفازت الجبهة الاشتراكية الإسلامية بـ 4 مقاعد، وحزب البعث بثلاث مقاعد، ونالت العشائر المقاعد التسعة المخصصة لها، وفاز الوطنيون الاشتراكيون بـ 9 مقاعد.
كانت العملية الانتخابية في سورية تجسد تمسك الشعب والحكم معاً بآلية انتخابية قانونية، مع محاولة السعي لتطويرها.. إلاّ أنّ القصور الأيديولوجي لدى الأحزاب الوطنية والقومية، وأولوية المهام القومية لديها على المهام الداخلية سبب قصورها في تطوير نظام الحكم البرلماني، وساهم في وقف العملية الانتخابية صعود العسكر إلى الحكم..
أثر صعود العسكر إلى واجهة الحكم على مسيرة الديموقراطية في سورية:
اعتمدت الحكومة المستقلة في سورية، كما في مختلف دول العالم، على العسكر لحماية مصالحها، ومع تسعر الصراع مع الصهاينة المحتلين في فلسطين زاد اقتراب العسكر من السلطة السياسية ومن مواقع صنع القرار، وازدياد التناقضات في المجتمع، وفشل الحكومات العربية في التعامل مع الصراع العربي الصهيوني، ازداد العسكر طموحاً لأخذ زمام السلطة بأيديهم، وامتلاك مصادر القوة والثروة.. وهكذا مع بداية الاستقلال، برز العسكر كقوة منظمة أساسية في المجتمع.. علماً بأن العسكر كانوا يعانون من ذات المشاكل والتناقضات التي يعاني منها المجتمع، فعاشت القوى والتكتلات المتنابذة داخل الجيش مختلف أنواع الصراع..
وتتالت الانقلابات في سورية .. فكان انقلاب حسني الزعيم 30 آذار عام 1949م، إلاّ أن التقاليد السياسية كانت ما تزال ماثلة في الأذهان، ولم يلغ العمل السياسي في البلاد.. وبقيت الفئات السياسية تطمح في حياة اجتماعية سياسية سليمة، كما أنّ الجيش لم يكن مقتنعاً بعد بصحة مبدأ الهيمنة على الحياة السياسية في البلاد مما ساعد محمد سامي الحناوي لتوجيه ضربته العسكرية ضد سلفه الزعيم، في 14 آب عام 1949م.. وسلم الحناوي السلطة سلمياً إلى الساسة المدنيين، " وكلف رسمياً هاشم الأتاسي فوراً بتشكيل الوزارة، ثم أعلن الحناوي أن "مهمته الوطنية المقدسة" قد انتهت ، وأنّه يعود إلى الجيش. وشكلت حكومة مدنية أغلبية أعضائها من حزب الشعب، إذ تولى أربعة من الشعبيين خيرة المناصب: رشدي الكيخيا في وزارة الداخلية، ناظم القدسي في وزارة الخارجية، وفيق الأتاسي في وزارة الاقتصاد الوطني، أما خالد العظم فقد استلم وزارة المالية، وأعطى زعيم البعث ميشيل عفلق وزارة التربية، أما أكرم الحوراني فقد أصبح وزيراً للزراعة، ومع تولي حزب الشعب الرئاسة وسيطرته على الحكومة، أعلنت الحكومة الجديدة الإعداد لقانون انتخابات جديدة، ثم انتخابات الجمعية التأسيسية لإعادة تنظيم البنية الدستورية للدولة السورية.
دفع الصراع الداخلي والخارجي في سورية إلى تشكيل تحالف بين العسكر والساسة المدنيين المناوئين للوحدة مع العراق، وكان أكرم الحوراني عراب الاتفاق بين الطرفين المدني والعسكري ممثلاً بالعقيد أديب الشيشكلي الذي شغل منصب قائد اللواء المتمركز في قطنا في ذلك الحين. وهذا ما قاد إلى حصول انقلاب 19 كانون الأول عام 1949 بقيادة الشيشكلي، وهو الانقلاب العسكري الثالث في سورية منذ الاستقلال عام 1946.. مما خلق مناخاً من عدم الاستقرار وازدياد حدة الخلافات السياسية وتوترها..
حصلت خلال هذه الفترة أزمات وزارية في سورية، فقد استقالت حكومة خالد العظم تحت ضغوط مختلفة أهمها تلك التي مارسها أكرم الحوراني عراب العسكر والانقلابات، وقام الدكتور ناظم القدسي بتشكيل الوزارة "الانتقالية" ذات الأغلبية "الشعبية" (نسبة إلى حزب الشعب) في 4/5 / 1950 والتي عانت من خلافات وصراعات جمة حول دستور عام 1950، خصوصاً فيما يتعلق بالمادة التي تنص على أن الإسلام سيعلن ديناً للدولة، ومسألة الخلاف والصراع بخصوص تحويل الجمعية التأسيسية إلى مجلس نواب..
ساهم انهيار الحكم المدني، وتفاقم الأزمات الوزارية المتعاقبة في سورية، في خلق الأجواء المناسبة لاستيلاء العسكر على الحكم فيها..
استغل العقيد أديب الشيشكلي الأزمة الوزارية وعدم الاستقرار، الناجم عن الخلافات والصراع بين قيادة الجيش وحزب الشعب المهيمن على الوزارة حول طلب حزب الشعب تسليم وزارة الدفاع إلى شخص مدني، وجعلها خاضعة للرقابة البرلمانية وفق أحكام الدستور، وقام بانقلابه العسكري الثاني في 29 تشرين الثاني 1951..
قام حكم الشيشكلي ، كأية ديكتاتورية انقلابية عرفتها سورية لاحقاً، بإجراءات تلغي الحياة الديموقراطية ومؤسسات المجتمع المدني في البلاد، فألغى الأحزاب السياسية والاتحادات والنقابات، ومنع التجمعات والتظاهرات، وأعتقل من طاله من زعماء الأحزاب المعارضة مثل الحزب الشيوعي والاشتراكي العربي والبعث، كما حل المحكمة العليا التي كانت تنظر وتبت في دستورية القوانين ومشروعات المراسيم..
قادت عملية مقاومة الديكتاتورية العسكرية إلى تلاقي المعارضة القومية والديموقراطية، وتوحيد صفوفها في ما سمي بالمؤتمر السوري الذي عقد في 30 تموز 1953 الذي تحدثنا عنه، والذي أعلن عن انبثاق "ميثاق وطني" تضمن برنامجاً سياسياً من خمس نقاط: للتخلص من الديكتاتورية وإقامة نظام ديموقراطي برلماني..
كما قادت السياسة القمعية لديكتاتورية الشيشكلي إلى توحيد المعارضة السياسية المدنية، والعسكرية، واتفق الضباط البعثيون والشعبيون والموالون لهما، على قلب النظام القائم، وهذا ما حصل في 25 شباط 1954..
الصحافة السورية في عهد الانقلابات الأولى:
لم يختلف حال الصحافة في سورية في هذه الفترة عن حال العمل السياسي في البلاد، ففي الفترة ما بين 1948-1953 أصدرت في دمشق الصحافة التالية:
في عام 1949 أصدرت خمس جرائد، هي: الشعب، العمال، الانقلاب، المنار الجديد، والنقّاد.
وفي عام 1950 أصدرت في دمشق ثلاث جرائد هي: المساء، الاشتراكية، والجيل الجديد.
أما في عام 1951 فقد أصدرت في دمشق جريدة واحدة هي: السلام.
وفي عام 1952 أصدرت في دمشق سبع جرائد هي: الصرخة، البناء، الزمان، اللواء، النصر الجديد، اليوم، والأنباء.
في عام 1953 أصدرت في دمشق جريدتان هما: التحرير العربي، والطليعة.
فترة الحكم المدني المضيئة في تاريخ سورية 1954 – 1958
في 24 أيلول و 4 تشرين أول 1954 جرت انتخابات في ظروف من الحرية والنظام، تمثل عودة سورية إلى الحكم النيابي، وقد أسفرت الانتخابات عن النتائج التالية :
المستقلون 64 نائباً، الشعب 30 نائباً، البعث العربي الاشتراكي 22 نائباً (ورد في بعض المصادر ستة عشر نائباً ـ انظر محمد حرب فرزات ـ الحياة الحزبية في سورية ـ الرواد 1955)، الوطني 19 نائباً، القومي الاجتماعي السوري 2 نائبين، التعاوني 2 نائبين، حركة التحرر العربي الاجتماعي ( أنشأها الشيشكلي ) 2 نائبين، الشيوعي 1 نائب واحد..
دلت هذه الانتخابات على مجموعة من المؤشرات في المجتمع السوري، يمكن تلخيصها بما يلي:
ـ نجاح مندوبين عن حركة التحرر العربي الاجتماعي التابعة لنظام الشيشكلي البائد، مما يدل على حرية الانتخابات الديموقراطية، ونضج الوعي السياسي بعيداً عن روح الثأرية السياسية في المجتمع..
ـ ازدياد نفوذ القوى والأحزاب اليسارية في سورية، وتراجع نفوذ القوى والأحزاب التقليدية كحزب الشعب.. وضعف قوة المنادين بالوحدة مع العراق.. ومن مؤشرات ازدياد نفوذ القوى اليسارية، عدد نواب حزب البعث المنتخبين، ونجاح النائب الشيوعي خالد بكداش وهو من أوائل النواب الشيوعيين في دنيا العرب بعد عبد القادر إسماعيل في العراق. والنواب الشيوعيين اليهود في فلسطين المحتلة، والنواب الشيوعيين في الجزائر.
ومع تسعر الصراع في المنطقة أخذت العلاقة بين الأحزاب تتحول من منحى التحالف والصراع المدني الديموقراطي إلى أساليب الصراع الدموي، فبدأت مرحلة الاغتيالات، وكان لاغتيال العقيد عدنان المالكي في نيسان 1955 بتحريض من نوري السعيد والحكم الهاشمي مؤشراً إلى ازدياد نفوذ البعث في الجيش، وتصفية الحزب القومي الاجتماعي السوري بزعامة أنطون سعادة، واغتيال عدد من أعضاء الحزب الشيوعي السوري..
مع تطور العلاقة بين سورية والاتحاد السوفييتي، نما الحزب الشيوعي السوري، وازداد عدد أعضائه، وزاد تواجدهم في أجهزة الدولة، بما فيها الجيش، حيث ازداد عدد الضباط الشيوعيين، وأصبح عفيف البزري القريب من الشيوعيين رئيساً للأركان العامة، وبدأت القوى السياسية في سورية وخارجها، بمن فيها البعثيون يخافون من هيمنة الشيوعيين على الحكومة، وخصوصاً بعد تحالفهم مع رئيس الحكومة خالد العظم، مما حدا بـميشيل عفلق أن يهاجمهم في بيانات صحفية منذ شباط 1957 معلناً أنّ الشيوعية غريبة عن العرب غرابة النظام الرأسمالي عنهم. وأخذ البعثيون يبحثون عن حلفاء بين المستقلين والحزب الوطني، بل وبين حزب الشعب الذي كان يعد خصماً لهم، لمواجهة الشيوعيين. وترافق ذلك مع تزايد الصراع داخل حزب البعث الذي ضم في صفوفه فئات غير متجانسة، وعملت قيادته بشكل حثيث ضد الوجود الشيوعي .. ومع تزايد وجود البعثيين في صفوف الجيش، ومع تعاظم التأييد الشعبي للوحدة العربية، أصبح القرار السياسي بخصوص الوحدة مع مصر قراراً ذا تأييد شعبي عريض، وهكذا أخذ زعماء البعث في أواخر عام 1957 يدعون إلى الوحدة السياسية الاندماجية.. كما أيد قادة البرجوازية والإقطاع الوحدة الاندماجية مع مصر خوفاً على مصالحها، من تأثير الحركة الديموقراطية والشيوعية في سورية.. وفي الوقت نفسه زادت الولايات المتحدة الأمريكية من ضغوطها على سورية طوال عام 1957 لاستبدال الحكومة الوطنية الصديقة للسوفييت بحكومة تابعة للغرب، واستخدمت في حملتها الإعلامية بعبع الخطر الشيوعي لتخويف جيران سورية من السيطرة الشيوعية والسوفيت. وازداد تواجد القوات والسفن الأمريكية في شواطئ البحر الأبيض المتوسط..
الصحافة السورية في مرحلة الحكم الديموقراطي:
لعبت الصحافة، وهي مرآة الحياة الاجتماعية والسياسية في البلاد، دوراً مهماً في هذه المرحلة التي تعد من أخصب المراحل التاريخية في سورية من حيث عدد ونوعية الصحافة التي أصدرت في البلاد، حيث أصدرت في دمشق في العام 1954 وحده ثلاث عشرة جريدة وهي: القبس، الشام، القبس العلم، البناء الجديد، السنا، البيان، البلاغ، الرأي العام (الصدى العام)، المختار، صوت العرب، الناس، الجمهور، وأخبار الأسبوع. وفي عام 1955 أصدرت في دمشق ست جرائد هي: الرأي، الشام، النور، الاتحاد، الوعي، ونداء الوطن. وفي عام 1956 أصدرت في دمشق ثلاث جرائد هي: الكلب( جريدة مخطوطة)، أخبار النهار، والتحرير.
الوحدة السورية المصرية وإلغاء العمل السياسي الديموقراطي:
في ظل هذه الظروف المعقدة ، ونتيجة المفاوضات التي جرت في كانون الثاني 1958 بين قيادة الجيش السوري وقيادة حزب البعث من جهة، والرئيس جمال عبد الناصر من جهة أخرى، اتخذ في أول شباط فبراير 1958 قرار بتوحيد الدولتين وبتأسيس الجمهورية العربية المتحدة.. وقرن عبد الناصر موافقته بشروط منها حل الأحزاب السياسية في القطرين..
مع التقدير لدور جمال عبد الناصر في ثورة يونيو 1952 وتأميم قناة السويس، وإقامة الوحدة المصرية السورية، لا يمكننا تجاهل حقيقة أنّه دشن فترة حكمه في النصف الثاني من القرن العشرين بحالة قوانين الطوارئ، والأحكام العرفية، لتصبح كابوساً تقليدياً تعتمده مختلف حكومات الدول العربية اللاحقة ولتستمر أكثر من نصف قرن، ولم تزل تجر الويلات للشعوب العربية والوطن العربي، وتبعده عن ركب التطور والحضارة العالمية.. لقد وضع ناصر نفسه والمجتمع في مأزق بابتعاده عن النهج الديموقراطي، وإفراغه المجتمع من العمل السياسي ومن مؤسسات المجتمع المدني، وأوجد عوامل سقوط حكمه الذي وضع نصب عينيه مسألة العدالة الاجتماعية، والتي جوبهت من القوى الإقطاعية والبرجوازية، وفي الوقت نفسه كبل القوى الشعبية وأفقدها قوة الدفاع عن سياسته الاقتصادية التي كانت في صالحها.. وقادت هذه السياسة إلى حصول انقلاب عسكري، من قبل الأوساط البرجوازية الإقطاعية في سورية، تم بنتيجته انفصال سورية عن الجمهورية العربية المتحدة في 28 أيلول 1961، لتطوى صفحات متنوعة تحمل في طياتها أجنة مختلفة ومتنوعة للحياة الديموقراطية في سوريا في النصف الأول من القرن العشرين.
طرطوس 2004 المهندس شاهر أحمد نصر [email protected]
المصادر: (1) لمزيد من المعلومات انظر: مدخل إلى التاريخ الاقتصادي الحديث للشرق الأوسط ـ ز.ي. هرشلاغ ـ ليدن 1964 ـ ترجمة: مصطفى الحسيني ـ دار الحقيقة ـ بيروت 1973 ـ (3،4،2) لمزيد من المعلومات انظر: محمد حرب فرزات ـ الحياة الحزبية في سوريا ـ دار الرواد ـ 1955
مصادر أخرى: 1 ـ الموسوعة التاريخية الجغرافية ـ مسعود الخوند ـ لبنان ـ 1998
2 ـ سورية (1918 ـ 1958) ـ وليد المعلم ـ دمشق ـ 1985
3 ـ صانعو الجلاء في سورية ـ نجاة القصاب ـ شركة المطبوعات للتوزيع والنشر ـ بيروت 1999
4 ـ موسوعة الأعلام ـ خير الدين الزركلي ـ دار العلم للملايين ـ بيروت 1980
5 ـ موسوعة السياسة ـ المؤسسة العربية للدراسات والنشر ـ بيروت 1983
6 ـ نقولا الشاوي ـ طريقي إلى الحزب ـ بيروت 1984
7 ـ من ميسلون إلى الجلاء ـ منير المالكي ـ وزارة الثقافة ـ دمشق 1991
8 ـ باتريك سيل ـ الصراع على الشرق الأوسط ـ لندن 1986



#شاهر_أحمد_نصر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- -النهضة والأطراف- مسألة تثير النقاش
- دعوة للتمسك بمكارم الأخلاق ، وليست دعوة للحجاب بالقسر، ولا ل ...
- إذا أردتم تحرير المرأة فابنوا مجتمعات على أسس متحضرة
- -ماذا يفعل النسر في السماء؟- قراءة في رواية -أوقات برية-
- في عيد العمال العالمي: للطبقة العاملة دور جوهري في إيجاد مخر ...
- عماد شيحة يجدد أسلوبه النضالي
- أدباء ومثقفو طرطوس يحيون ذكرى الملوحي
- من أدب السجناء السياسيين -غبار الطلع- رواية
- إصدارات هامة في دمشق
- حول -اقتصاد الحرب هل سمع شيوعيو -النور- ب -روزا لوكسمبورغ-؟
- فريديريك انجلس والاقتصاد السياسي
- تآلف العلمانيين والمتدينين المتنورين وسيلة ضرورية لتقدم الحض ...
- -الإغواء بالعولمة- كتاب يتضمن أفكاراً هامة تدعو إلى التمعن
- تحية إلى ميشيل كيلو وفاتح جاموس ورفاقهم
- الحكومة العالمية والسلاح الصامت
- نضال الطبقة العاملة والفئات المنتجة ضمانة اساسية لتحقيق الدي ...
- صدور الطبعة العربية من الكتاب الإشكالي: اغتيال الحريري
- عبد المعين الموحي خسارة لا تعوض
- المعارضة في خطر
- دمعة على أمير شعراء الرثاء عبد المعين الملوحي


المزيد.....




- مصدر عراقي لـCNN: -انفجار ضخم- في قاعدة لـ-الحشد الشعبي-
- الدفاعات الجوية الروسية تسقط 5 مسيّرات أوكرانية في مقاطعة كو ...
- مسؤول أمريكي منتقدا إسرائيل: واشنطن مستاءة وبايدن لا يزال مخ ...
- انفجار ضخم يهز قاعدة عسكرية تستخدمها قوات الحشد الشعبي جنوبي ...
- هنية في تركيا لبحث تطورات الأوضاع في قطاع غزة مع أردوغان
- وسائل إعلام: الولايات المتحدة تنشر سرا صواريخ قادرة على تدمي ...
- عقوبات أمريكية على شركات صينية ومصنع بيلاروسي لدعم برنامج با ...
- وزير خارجية الأردن لـCNN: نتنياهو -أكثر المستفيدين- من التصع ...
- تقدم روسي بمحور دونيتسك.. وإقرار أمريكي بانهيار قوات كييف
- السلطات الأوكرانية: إصابة مواقع في ميناء -الجنوبي- قرب أوديس ...


المزيد.....

- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح
- حزب العمل الشيوعي في سوريا: تاريخ سياسي حافل (1 من 2) / جوزيف ضاهر
- بوصلة الصراع في سورية السلطة- الشارع- المعارضة القسم الأول / محمد شيخ أحمد


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - شاهر أحمد نصر - أجنة الديموقراطية في سورية في النصف الأول من القرن العشرين