سهيل قبلان
الحوار المتمدن-العدد: 2830 - 2009 / 11 / 15 - 05:49
المحور:
اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
في مراجعة لشريط الذكريات وانا جالس مساء السابع من الشهر الجاري في قاعة المؤتمرات في حيفا،احتفالا بعيد الميلاد التسعين لحزبنا الشيوعي اليهودي العربي الاممي تذكرت المناسبة التي دفعتني للتعرف على الشيوعيين وافكارهم واهدافهم. كنت يومها في الرابعة عشر ة من عمري انهيت الصف الثامن في المدرسة الابتدائية في بيت جن ولعدم وجود مدرسة ثانوية في حينه في عام (1968) في بيت جن ، تعلمت في المدرسة الزراعية الثانوية في قرية الرامة المجاورة . واذكر ذات يوم ، وكنت اتزنر بحزام بلاستيكي ابيض اللون فيه خطوط بلون احمر استدعاني المعلم وقال لي : اللون الاحمر يشكل خطرا وهو لون علم الشيوعيين وعليك استبدال هذا الحزام بحزام آخر " لم ادر يومها سبب الاستغراب من اللون الاحمر ، واذكر انني اطلعت على بعض اعداد من مجلة "الغد" للشبيبة الشيوعية عند قريب لي وشدتني موادها وهكذا تعرفت على الشيوعيين وفي السادسة عشرة انتسبت الى صفوفهم ولا ازال وسأظل الى ما بعد مماتي واحدا منهم.
وكانت الاعلام الحمراء ترفرف في القاعة وعلى جانبي الطريق اليها والجماهير يهودية وعربية ومن مختلف الاعمار تحتشد جنبا الى جنب ، والبسمات على الوجوه وجوه القامات المنتصبة الانسانية يهودية وعربية معتزة بطريقها وانجازاتها وتراثها النضالي واهدافها ومشاعرها الانسانية . الانسانية الجميلة وافكارها الاممية الساعية لتكون الكرة الارضية كلها بمثابة بيت واحد لأسرة واحدة ،ويشدك منظر المنصة في القاعة التي تزدان بشعار الحزب الشيوعي الاسرائيلي (90) عاما ، ويتوسطه شعار : من اجل السلام والاشتراكية وضد الاحتلال والفاشية وهل هناك هدف اسمى واشرف واقدس وانبل من هذا الهدف : السلام والاشتراكية ! والتأكيد الاروع ان غد الاممية سيشمل البشر وهذه حتمية لا بد منها
يشرفني وبالذات في هذه المناسبة العزيزة انني واحد من المساهمين في البلاد وفي العالم لقدوم هذه الحتمية التي لا بد منها . وكما يتمنون قائلين للمحتفل بعيد ميلاده ، شابا او فتاة العقبى للمئة والعشرين . كنت اقول لكل من صافحته من رفاق ورفيقات في الامسية الاحتفالية : العقبى للمئة والثمانين وهناك من اجابني مستغربا فقط للمئة والثمانين اقول له وفي الاحتفال بميلادنا المئة والثمانين نقول والعقبى للثلاثمائة والستين وهكذا حتى تحتفل البشرية في يوم من ايامها القادمة بانتصار اجمل واقدس واطيب واسمى الافكار الانسانية حيث تعيش البشرية كلها فعلا اسرة واحدة متآخية في حديقة السلام الجميلة، واحتفالاتنا هذه بميلادنا التسعين خطوة صحيحة على طريق ايصال الانسانية الى بيتها الشيوعي الدافئ في يوم من الايام القادمة.
ألاحتفال بميلادنا التسعين دلالة على مواصلة المسيرة الشيوعية التي لا يوجد اسمى واشرف منها، دلالة على الاستمرارية بغض النظر عن عقبات وصعوبات الواقع خاصة بعد انهيار الانظمة الاشتراكية، في الدول الاشتراكية، وامتلأت بالفرح الخاص في امسية الاحتفال بميلادنا التسعين، لان حزبنا الاممي، اليهودي العربي، بآرائه واهدافه ورفيقاته ورفاقه هو عزيز الحياة الانسانية الشريفة المقدسة، وعزيز البشر لانه الوحيد الذي يريدهم جميعا، افراد اسرة واحدة متآخية، لذلك فهو حي لا يموت، وتعرض رفاقه وعلى مدى مسيرته النضالية الاممية الانسانية الجميلة المشرفة، لشتى صنوف الملاحقات والاعتداءات والتحريض والتعذيب وصمدوا في احلك الظروف، لانهم يعرفون انهم يحملون الشمس للبشر
ويتعمق شعور الالتصاق بمبادئنا بآبائها الثلاثة بالذات، ماركس وانجلز ولينين، والذين تخيلتهم خلال الامسية الاحتفالية وقد نهضوا من قبورهم منتصبي القامات ويلوحون بالعلم الاحمر قائلين لنا: بوركتم بنضالكم الاممي، اليهودي العربي المشرف والجريء، لانه الوحيد القادر على حماية قدسية الحياة للبشر، واقول بهذه المناسبة الغالية والسعيدة ان الحق الاولي والاساسي والمقدس للانسان كل انسان هو العيش باحترام وكرامة في ظل السلام الحقيقي والجميل، والاشتراكية والسلام لا يمكن الفصل بينهما، وفيما على علم الاشتراكية مطرزة بكل الحب والاخلاص كلمة السلام، على علم الامبريالية كلمات الحرب والاستغلال والعنصرية والتمييز، نعم ان احد اهم اهداف الاشتراكية الاولي هو انجاز السلام الراسخ والدائم بكل جماليته ورفاهيته ونقولها بملء الفم والتاريخ كله يشهد ان الاشتراكية المرحلة الاولى في الطريق الى الشيوعية، هي الوحيدة التي تصون ومئة بالمئة السلام الى الابد لانها بانتصارها وهذا ما نسعى اليه كحزب شيوعي اممي يهودي عربي، تقتلع كليا وتقضي على اسباب الحروب من الجذور، فهي الضمانة الوحيدة بافكارها ومبادئها واهدافها الجميلة، للسلام في العالم كله، ونحن في الحزب الشيوعي نناضل لتأدية رسالتنا الحضارية جدا ونقولها بكل فخر واعتزاز وبناء على التاريخ، انه ومنذ وجود الانسان على الارض كلها لم يكن ولن يكون أي نضال اسمى واشرف واعدل اجتماعيا من الاشتراكية ومبادئها وافكارها واهدافها وانسانيتها، وخاصة القضاء كليا على العنصرية والتمييز العرقي والاستغلال والفقر والجوع، والسؤال الذي يطرح نفسه هو أي نظام من النظامين، الرأسمالي او الاشتراكي، قادر على تأمين الحياة الانسانية اللائقة والجميلة للبشر كل البشر، باحترام وكرامة ورفاهية وسعادة في حديقة السلام العالمي، وعلى توفير كل شيء لصالح الانسان ولحقه الاولي في العيش باحترام واستقرار واطمئنان؟ والواقع القائم في العالم، يقدم البرهان القاطع، ففي النظام الرأسمالي تداس كرامة الانسان وحقه الاولي في العيش باحترام وكرامة واطمئنان، وتكثر الشرور وخاصة الملكية لوسائل الانتاج من قبل افراد وفئات وجني الارباح الطائلة فيما الملايين من البشر يتسكعون جوعى على الطرقات ويعيشون في اسوأ الحالات، وحقيقة هي ان من السمات المميزة للرأسمالية الاستغلال ودوس حقوق وكرامة الانسان وعرقلة تطوره وتقدمه، خاصة اذا كان من اقلية في دولة ما، وتعمق الشعور اكثر خلال الامسية الاحتفالية بميلادنا التسعين، ان الحياة نفسها واوضاع الشعوب في عالم اليوم، تؤكدان مدى اهمية الالتفاف حول الحزب الشيوعي ودعمه وتقويته ومدى اهمية الاشتراكية المرحلة الاولى في الطريق الى الحديقة الشيوعية والتي هي بمثابة عامل جبار للتقدم الاجتماعي وبالتالي العيش الجميل باحترام وكرامة واطمئنان واستقرار، وكوننا يعز علينا حاضر البشرية كلها ومستقبلها، وبناء على القائم في عالم اليوم، فان افكارنا وحدها القادرة بتطبيقها على حفظ البشرية كأسرة واحدة متآخية ولمحو الظلم الاجتماعي والقومي والطبقي كليا، وهي التي تضمن الانعتاق التام والكلي من العبودية بكل اشكالها، وحقيقة قائمة ولا يمكن دحضها ان الكواسر الامبرياليين في كل دولة ودولة او التابعين لهم هم اساس مشاكل العالم خاصة الحروب والجوع والاحقاد وتهميش الانسان وحقه الاولي في العيش باحترام واطمئنان وبكرامة في حديقة السلام، والسؤال الذي يطرح نفسه هو، ما هو الافضل صداقة وتآخي البشر والاحترام المتبادل والتعاون البناء بينهم ام الخصومات والاحقاد والخلافات ودوس الحقوق والكرامة؟
وكان شعار الامسية الاحتفالية فأما الزبد فيذهب جُفاء واما ما ينفع الناس فيمكث في الارض، وكونها الشيء الجوهري الذي ينفع الناس فالاشتراكية وحدها هي القادرة بالافكار الشيوعية على السير بالبشر نحو تحقيق انجازات تعمق انسانية وجمالية انسانية الانسان ولصالح البشر ورفاهيتهم وسعادتهم وتنبذ كل ما يشوه جمالية انسانية الانسان، وتقوده الى المرحلة الاعلى والاسمى والاشرف وهي الشيوعية التي همها الوحيد البشر عائلة واحدة واحتفالاتنا بميلادنا التسعين تأكيد على ان غد الاممية سيشمل البشر.
#سهيل_قبلان (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟