أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - توفيق الشيخ حسين - قوقعة الذات تعانق الألم.. قراءة نقدية في ديوان - النزول الى حضرة الماء - للشاعر كاظم اللايذ














المزيد.....

قوقعة الذات تعانق الألم.. قراءة نقدية في ديوان - النزول الى حضرة الماء - للشاعر كاظم اللايذ


توفيق الشيخ حسين

الحوار المتمدن-العدد: 2827 - 2009 / 11 / 12 - 00:27
المحور: الادب والفن
    



كل شاعر يولد في قوقعة ذاته .. ولكنه بمرور الزمن وتوالي التجارب وتعقد الخبرات وتفاعل الأستجابات ــ شعورا ً ولا شعورا ً ــ مع قوقعته ومع واقعه الحي ينتقل تدريجيا أو بوثبات رائعات الى رحاب الأنسانية والجماعية ...
يقول " كريستوفر كودويل " :
" ان جوهر تفهمنا لعملية الأبداع الفني هو أن نتتبع عملية التغيير التي يقوم بها الشاعر بالنسبة لجموع الانا المحيطة به " ...
ان المنطلق الأساسي في العملية الأبداعية لا يقف عند حدود المحاكاة للواقع الخارجي , بل يمتد الى خلق جديد يكشف علاقات جوهرية بين الأشياء والقوى الفاعلة والمحركة للحياة ...
ان المبدع لا يكون مبدعا ً الا حينما يخرج من قوقعة كلماته ليترجم هذه الكلمات والمشاعر المتفجرة على أرض الواقع بفعل ما يخرج به عن دائرة الروتين والرتابة .. ليحدث نقلة نوعية وجذرية لواقع معاش ...
من هنا يجب على الشاعر ان يخرج من قوقعة الذات الضيقة الى المدى الأرحب .. المدى الأكثر بياضا ً .. ونقاء ً .. ويلامس هموم الناس جميعا ..
من هنا خرج الشاعر " كاظم اللايذ " من قوقعته ولملم أفكاره وخرج بها الى الحياة التي يعيشها الأنسان والتي يكون منها نهاية الطريق الى ما يكون بداية الطريق ..

" النزول الى حضرة الماء " المجموعة الشعرية الثانية للشاعر " كاظم اللايذ " وتضم ( 24 ) قصيدة يعبر فيها عن الكلمات التي تنزف حبرا ً .. والقلم عندما يدمع ويكتب شعرا ً على ساحة الورق .. مع بصمة على ذرات الرمل .. عندما تتعانق الحروف وتبحر في اعماق الذات وتهيم عبر ظلام الليل الى مجرات الكون ..
كم عانى من الدنيا حتى أبكته دما ً .. ولملم ما تبقى منها .. ويبقى القلم يسطـّر همسات القدر ..

أنا بصمة ٌ حطـّها جمل ّ
في الرمال
وغادرها راكضا ً
في سماء ٍ ملبدة ٍ ورياح ٍ تصول
أنا عشبة البـر ّ
متروكة ً في العراء
تمـّر عليها الرياح السوافي

نمشي فوق أرصفة الموت .. ونعبر طرقا غير مفهومة .. وتبقى ذرات الرياح بسمومها تعانق تراب القبر .. وتنسج من ظلام الليل خيوطا ً لتعلن ساعة الرحيل .. رحلة الحزن تبكي دمعا ً من جراحات العمر .. لتكتب سطورالألم على صمت الحجر .. ووحشة لا تنجلي متأججة في القلب وستظل الى ان يقتلنا الشوق والحنين ...

هذه مملكة ُ الأموات :
أحجار ٌ , وصمت ٌ , ورمال ْ
وبقايا من هشيم الآس والحنـّاء
تذروه الرياح
وشموع ٌ ذرفت ْ أدمعها
وانطفأت ْ قبل الصباح

نتألم بصمت .. تبكي القلوب عندما نقف لحظات صدق مع النفس .. تهجرنا الكلمات .. ويختلط الجسد الطاهر بتراب ٍ نقي .. بعد ان كان نوره كقنديل مشتعل .. ثم رحل الى مكان بعيد قريب .. بعيد بعد الجسد عنا .. وقريب قرب الروح الى النفس .. الآم واحزان تتحول الى كلمات ٍ على الورق ...

لماذا تعجلت َ
فاخترت َ عمر َ الزهور ؟!
لماذا طلعت َ
كما نجمة الفجر ِ
ثم تلاشيت في أرخبيل الصباح ؟!

يوما ً بعد يوم .. نجد أنفسنا نقف في محطات لا تستقر بأرض .. وينبهنا الصبح .. ونعيش كل لحظة .. والزمن يسير في مشواره الطويل .. وكل يوم نحكم أقفال الأبواب .. هكذا هي الحياة .. تعزف على قيثارة الأمل .. واحلامنا تنتظر لحظة الغروب ليأتي بعدها المساء ثم الصباح .. نحفر الألم وندفنه بين الضلوع ...

أنا هكذا
منذ ألف ٍ
وألف ٍ
وألف ٍ
ينبهني الصبح ُ من غفوتي
فأروح لأحلق َ ذقني
وأشرب ُ شاي الصباح
بكسـرة خبـز ٍ
وثلمـة جبـن ٍ
وأمضي لأدخل َ في بدلتي
وأضـم ُّ اليها حذائي
وأمشـي الى الباب ِ

يظل الشعر العراقي والشعر العربي الحديث يزهوان بقمر الكرخ " نازك الملائكة " فأنها مفخرة التكنيك الشعري .. فهي شاعرة الذات المتألمة .. الحساسـة .. الثائـرة في شعرنا المعاصر لأنها كرست نفسها .. كل نفسها وحواسها وروحها وطاقاتها لهذا الشعر .. فهي شاعرة طليعية في تكنيك الشعر الحديث " الشعر الحر " ...

يدركـُها
ما يدرك ُ أهل َ العرفان ِ
من الهيـّمان بهذا الملكوت ِ
وعشـق ِ التجوال
فتغـرّب ُ في الأرض سنينـا ً
يدفعها القدر ُ الأرعن ُ حينا ً
وفي حيـن ٍ تدفعها الصبـوات ْ
وهي هنالك في كل الأوقـات ْ
تحمل ُ فانوسـا ً
وتعقص ُ نحو الخلف جديلتـها
وتضـم ّ كتاب

في عتمة الليل يتوقف الزمن وتدور بنا الأحداث والحكايات ونسترجع الذكريات .. في زمن أصبح كفيفا ً .. ويترك في القلب جراحات .. حزينة بين جدران الصمـت تحمل نسائـم الليل .. وتعيـش أحتضـار قلبهـا .. ورائحـة الموت تطوقـها .. راحلـة الى المجهـول .. .

منذ سنين
وهي هنا في عتمة غرفتـها
لا تأبه ُ ان ْ حل ّ نهار
لا تتذكر الا أسماء َ أناس ٍ ماتوا
وأماكن َ صار لها اسـم ٌ آخر
وحكايات ٍ سقطت في بئـر النسيـان

قسـوة الزمان .. قمـة الألم .. نركض خلف الحروف .. عندما يحين وقت الرحيل .. تغسلنـا زخـات المطـر .. ونبحـر في بحـر النسـيان .. قلوبنـا مفعمـة بأحاسيس مؤلمـة ينطقهـا اللسـان بقلب صادق .. نعيـش وسط عالـم نتحـسس من تقلباتـه .. ونبحـث عن قنديـل يضئ حياتنـا بعيـدا ً عن القسـوة والعتمـة ...



#توفيق_الشيخ_حسين (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الآم على أسطر الحياة .. قراءة نقدية في ديوان - لا شيئ غير ال ...
- همسات تعلن الرحيل .. قراءة نقدية في ديوان - آس وتراب - للشاع ...
- في ذكرى رحيل نهى الراضي
- أسطورة الألم والوحشة - قراءة نقدية في ديوان ( ترهلات غيمة ذا ...
- غسان كنفاني - قمة في الصحافة والنضال -
- مات ناجي العلي لكن حنظلة لا يزال حيا
- سلافة حجاوي واغنيات فلسطينية
- محمد القيسي والحٍداد يليق بحيفا
- محمود البريكان ( الشاعر - الأنسان - المثقف )
- نص اللاجئ ( ذاكرة الأنسان بين طيات هذا الزمن ) للروائي محمد ...
- عبد الكريم كاصد طائر العراق
- متاهات أسباخ على رصيف التعب
- محمد خضير نخلة البصرة
- الوطن الرمز المنفى في شعر محمد الأسعد
- الرمز والأسطورة في شعر بدر شاكر السياب
- شجون ومواجع عناقيد آخر الليل
- ابن البصرة الكفيف - ثائر عبد الزهرة لازم -
- تأملات مع بكائيات الربيع


المزيد.....




- أهمية الروايات والوثائق التاريخية في حفظ الموروث المقدسي
- -خطر على الفن المصري-.. أشرف زكي يجدد رفضه مشاركة المؤثرين ف ...
- هل يحب أطفالك الحيوانات؟ أفلام عائلية أبطالها الرئيسيين ليسو ...
- أحمد عايد: الشللية المخيفة باتت تحكم الوسط الثقافي المصري
- مهرجان -شدوا الرحال- رحلة معرفية للناشئة من الأردن إلى القدس ...
- لغز الإمبراطورية البريطانية.. الإمبريالية مظهر للتأزم لا للق ...
- لغز الإمبراطورية البريطانية.. الإمبريالية مظهر للتأزم لا للق ...
- وصمة الدم... لا الطُهر قصة قصيرة من الأدب النسوي
- حي المِسكيّة الدمشقي عبق الورق وأوجاع الحاضر
- لا تفوت أحداث مشوقة.. موعد الحلقة 195 من قيامة عثمان الموسم ...


المزيد.....

- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - توفيق الشيخ حسين - قوقعة الذات تعانق الألم.. قراءة نقدية في ديوان - النزول الى حضرة الماء - للشاعر كاظم اللايذ