أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - توفيق الشيخ حسين - عبد الكريم كاصد طائر العراق














المزيد.....

عبد الكريم كاصد طائر العراق


توفيق الشيخ حسين

الحوار المتمدن-العدد: 2669 - 2009 / 6 / 6 - 07:34
المحور: الادب والفن
    


طين الأرض الذي لم يعرف سوى العطاء الخصب يتشقق , يبتلع ذاكرة الحزن ويرسم ابعادا جديدة لكثبان من الرمل الصخري .. جبال الغد .. سيول الزهيريات الندية ..التي لم تعشق الا جبين ـالأنهر السمر ـ تعزف لنا صورة الحياة الجميلة ..
ولد الشاعر عبد الكريم كاصد في البصرة عام 1964 , حصل على شهادة ليسانس في الفلسفة من جامعة دمشق عام 1967 ثم على شهادة الماجستير في الترجمة من
جامعة – ويستمنستر – في لندن عام 1993وبعدها حصل على شهادة البكالوريوس في الأدب الأنجليزي من جامعة نورت في لندن عام 1995 ...انه يعبّر بصدق عن مشاعره وعواطفه الصادقة .. عن الحبيبة التي كان ينتظرها ويفجأها بالشعر ويموت ويحيا كل مساء من أجل الحب والى آخر لحظة من عمره .. الحبيبة هي الأرض ..
يمشي على الشوك وبين الصخور ولا ينعم بالهدوء ولا يفكر بالخيبة ابدا ً ..
ما زالت الأرض بها لمحة من أصالة حبه .. رواها بالأمل وذرف الدمع وحرقة القلب .. ذبحوا الأمل في عينيه فغادر العراق عام 1978 وتنقل في دول عديدة حتى أستقر المقام به في لندن منذ اواخر عام 1990 ..
يقول عبد الكريم كاصد عن السفر والأغتراب في لقاء معه اجراه محمد جعفر :
( اغترابي قبل المنفى وبعده .. لكن الأغتراب الأخير هو ما يعنيني , فأغترابي الأول كان طبيعيا .. كان اغتراباهو وليد صراع حقيقي في أرض حقيقية وبين اناس اعرفهم ويعرفونني .. اما الثاني فهو اغتراب السائر في الهواء بين اقوام لا تعرفهم وأوطان لا تنتمي اليها .. ووطن بعيد لا تعرف متى تعود اليه .. ولقمة عيش لا تدري متى تفقدها .. وأطفال افتقدوا لغتهم حتى وأن تحدثوا بها وما اليها من تفريعات .. لذلك يدهشني عندما أسمع من يتحدث عن محاسن المنفى الا اذا كانوا يعنون مساوئه التي اصبحت حقا محاسن لدى نفر كبير من الساسة والأدباء في المنفى ) ...
ترجم شعره الى اللغتين الفرنسية والأنجليزية في أول انطلوجيا للشعر العربي .. كما أدرج أسمه وأعماله الأدبية في" معجم الكتـّاب المعاصـرين " و" معجم البابطين " ..
أصدر ( 9 ) مجاميع شعرية منها " الحقائب 1975 – النقر على ابواب الطفولة 1978 ـــ الشاهدة 1981 ـــ وردة البيكاجي ـــ نزهة الآلام ــــ سراباد 1997 ــــ دقات لا يبلغها الضوء 1998 ـــ قفا نبك 2002 ـــ زهيريات ـــ وأصدر عدة مجموعات مسرحية وقصصية ...
البصرة عند عبد الكريم كاصد هي بلد النخيل والمياه والطيبة والتي توصف ببندقية العرب لكثرة سواقيها وترعها وجداولها وأنهرها وشطوطها وأهوارها ومياهها الغزيرة وآبارها العذبة ...
البصرة عبارة عن لوحة آلوانها النخل والشجر وخطوطها انهر لا تنتهي وكأنها أرخبيل من الجزر وشبه الجزر التي تشكــّل واحة عجيبة نسجت اجزاءها من قطع بساتين خرافية بكل ما فيها من سحر وجمال وأسرار وأخبار .
يقول زهير كاظم عبود :
( من يعرف عبد الكريم كاصد يلمح موجات شط العرب ونسائم البحر الممتدة فوق سواحل عدن في عيونه .. ويشمها من روحه من بين انفاسه .. ويقرأ فوق روحه تلك الأغترابات والعذابات والرحيل .. وطفولته التي اضاعها بين حدائق الأندلس وتأملات شط العرب وكازينو البدر وجزيرة السندباد منقوشة لا يستطيع نسيانهااو غض الطرف عنها ) ...
الرحيل عن الوطن كما هو اليوم لدى الآلاف من المهاجرين العراقيين حيث يطرقون ابواب المحيطات والبحاربحثا عن موقع آمان .. هذه الأسطورة التي بناها المثقفون العراقيون تتصل برحلة جدهم كلكامش حيث البحر بحثا عن الحرية والخلود ...
عبد الكريم كاصد ... من الشعراء الذين مارسوا الشعر كطقس من الطقوس الخاصة .. اذا كان انعكاسا لتغيرات جذرية في التفكير مع التزامه بواقعية اجتماعية منذ بداياته الأولى , فهو من اولئك الشعراء الذين حققوا ذواتهم ليس في الكلمة وحسب , بل وفي الحب الذي منحه للآخرين عبر القضية الأنسانية , فالشعر عنده ليس تعبيرا عن الهموم الذاتية وانما تتطغى عليه قضية الجماعة حيث يذوب الخاص بالعام والذاتي في الموضوعي فهو يقول :
"اذا تحققت الرغبة في اليقظة فهل يتبقى للأنسان ما يرغبه في الحلم " ... فالكاصد شاعر يفكر بصمت ثم يميل الى وعي عبر استلهام ابعاد الممكن للواقع الحي .. لذا فقصائده مشبعة بتأثيراتها الغنائية على نفسية المتلقي ...
حينما يحلم الكاصد بالأمس تتساقط امامه قبضة من أوراق شاحبة .. تصبح الوجوه غائمة وسط صخب السنين ..تتدافع في اعماقه زخة من احزان جميلة .. يحلم بالذين ماتوا .. والأحياء ... فالتجدد لا يقهره الموت .. انه يقهر الحياة ذات الأمتداد الزمني ولكنها لا تقهر التجدد بل تمده بوسائل البقاء ..
ارأيت القمر المطل بأبتسامته التي تفيض محبة وسعادة ؟ انه يحتضن شوقنا .. القمر يا وطني ليس غريبا عنك الذي لا يفكر في الرحيل عن ديارنا اليوم ولن يرحل غدا ً لأننا سنجعله بساطا للزهيريات .. عشا ً للعصافير .. لا بد ان يكون لنا وحدنا ضوءا ً أبديا ً لأننا في ظل النخيل وشمس الأنسانية ...



#توفيق_الشيخ_حسين (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- متاهات أسباخ على رصيف التعب
- محمد خضير نخلة البصرة
- الوطن الرمز المنفى في شعر محمد الأسعد
- الرمز والأسطورة في شعر بدر شاكر السياب
- شجون ومواجع عناقيد آخر الليل
- ابن البصرة الكفيف - ثائر عبد الزهرة لازم -
- تأملات مع بكائيات الربيع


المزيد.....




- تكريم ضحايا مهرجان نوفا الموسيقى في يوم الذكرى الإسرائيلي
- المقابلة الأخيرة للبابا فرنسيس في فيلم وثائقي لمارتن سكورسيز ...
- طفل يُتلف لوحة فنية تُقدر قيمتها بخمسين مليون يورو في متحف ه ...
- بوتين يمنح عازف كمان وقائد أوركسترا روسيا مشهورا لقب -بطل ال ...
- كيلوغ: توقيع اتفاقية المعادن بين واشنطن وكييف تأخر بسبب ترجم ...
- عرض موسيقي مفاجئ من مانو شاو وسط انقطاع الكهرباء في برشلونة ...
- مسقط.. أكثر من 70 ألف زائر بيوم واحد للمعرض الدولي للكتاب
- محاربون وعلماء وسلاطين في معرض المماليك بمتحف اللوفر
- إخترنا لك نص(كبِدُ الحقيقة )بقلم د:سهير إدريس.مصر.
- شاركت في -باب الحارة- و-هولاكو-.. الموت يغيب فنانة سورية شهي ...


المزيد.....

- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري
- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - توفيق الشيخ حسين - عبد الكريم كاصد طائر العراق